محمد مهند مراد ايهم Ýí 2008-06-23
بسم الله الرحمن الرحيم
جميع ما ورد في التفاسير عن هذه الآيات لا يتجاوز رواية مكذوبة على لسان رسول الله وردت فيما يسمى بالصحاح وإليكم ما ذكر فيها
فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا
" فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَة مِنْ عِنْدنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا " وَهَذَا هُوَ الْخَضِر عَلَيْهِ السَّلَام كَمَا دَلَّتْ عَلَيْهِ الْأَحَادِيث الصَّحِl;يحَة عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْبُخَارِيّ : حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيّ حَدَّثَنَا سُفْيَان حَدَّثَنَا عَمْرو بْن دِينَار أَخْبَرَنِي سَعِيد بْن جُبَيْر قَالَ قُلْت لِابْنِ عَبَّاس إِنَّ نَوْفًا الْبِكَالِيّ يَزْعُم أَنَّ مُوسَى صَاحِب الْخَضِر عَلَيْهِ السَّلَام لَيْسَ هُوَ مُوسَى صَاحِب بَنِي إِسْرَائِيل قَالَ اِبْن عَبَّاس كَذَبَ عَدُوّ اللَّه حَدَّثَنَا أُبَيّ بْن كَعْب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول " إِنَّ مُوسَى قَامَ خَطِيبًا فِي بَنِي إِسْرَائِيل فَسُئِلَ أَيّ النَّاس أَعْلَم ؟ قَالَ أَنَا . فَعَتَبَ اللَّه عَلَيْهِ إِذْ لَمْ يَرُدّ الْعِلْم إِلَيْهِ فَأَوْحَى اللَّه إِلَيْهِ أَنَّ لِي عَبْدًا بِمَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ هُوَ أَعْلَم مِنْك . قَالَ مُوسَى يَا رَبّ وَكَيْف لِي بِهِ ؟ قَالَ تَأْخُذ مَعَك حُوتًا فَتَجْعَلهُ بِمِكْتَلٍ فَحَيْثُمَا فَقَدْت الْحُوت فَهُوَ ثَمَّ " فَأَخَذَ حُوتًا فَجَعَلَهُ بِمِكْتَلٍ ثُمَّ اِنْطَلَقَ وَانْطَلَقَ مَعَهُ فَتَاهُ يُوشَع بْن نُون عَلَيْهِ السَّلَام حَتَّى إِذَا أَتَيَا الصَّخْرَة وَضَعَا رُءُوسهمَا فَنَامَا وَاضْطَرَبَ الْحُوت فِي الْمِكْتَل فَخَرَجَ مِنْهُ فَسَقَطَ فِي الْبَحْر فَاِتَّخَذَ سَبِيله فِي الْبَحْر سَرَبًا وَأَمْسَكَ اللَّه عَنْ الْحُوت جِرْيَة الْمَاء فَصَارَ عَلَيْهِ مِثْل الطَّاق فَلَمَّا اِسْتَيْقَظَ نَسِيَ صَاحِبه أَنْ يُخْبِرهُ بِالْحُوتِ فَانْطَلَقَا بَقِيَّة يَوْمهمَا وَلَيْلَتهمَا حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ الْغَد قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ " آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرنَا هَذَا نَصَبًا " وَلَمْ يَجِد مُوسَى النَّصَب حَتَّى جَاوَزَ الْمَكَان الَّذِي أَمَرَهُ اللَّه بِهِ قَالَ لَهُ فَتَاهُ " أَرَأَيْت إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَة فَإِنِّي نَسِيت الْحُوت وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَان أَنْ أَذْكُرهُ وَاِتَّخَذَ سَبِيله فِي الْبَحْر عَجَبًا " قَالَ فَكَانَ لِلْحُوتِ سَرَبًا وَلِمُوسَى وَفَتَاهُ عَجَبًا فَقَالَ " ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارهمَا قَصَصًا " قَالَ فَرَجَعَا يَقُصَّانِ أَثَرهمَا حَتَّى اِنْتَهَيَا إِلَى الصَّخْرَة فَإِذَا رَجُل مُسَجًّى بِثَوْبٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ مُوسَى فَقَالَ الْخَضِر وَأَنَّى بِأَرْضِك السَّلَام . فَقَالَ أَنَا مُوسَى . فَقَالَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيل ؟ قَالَ نَعَمْ قَالَ أَتَيْتُك لِتُعَلِّمنِي مِمَّا عُلِّمْت رُشْدًا " قَالَ إِنَّك لَنْ تَسْتَطِيع مَعِيَ صَبْرًا " يَا مُوسَى إِنِّي عَلَى عِلْم مِنْ عِلْم اللَّه عَلَّمَنِيهِ لَا تَعْلَمهُ أَنْتَ وَأَنْتَ عَلَى عِلْم مِنْ عِلْم اللَّه عَلَّمَكَهُ اللَّه لَا أَعْلَمهُ . فَقَالَ مُوسَى " سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّه صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَك أَمْرًا " قَالَ لَهُ الْخَضِر " فَإِنْ اِتَّبَعَتْنِي فَلَا تَسْأَلنِي عَنْ شَيْء حَتَّى أُحْدِث لَك مِنْهُ ذِكْرًا " فَانْطَلَقَا يَمْشِيَانِ عَلَى سَاحِل الْبَحْر فَمَرَّتْ سَفِينَة فَكَلَّمُوهُمْ أَنْ يَحْمِلُوهُمْ فَعَرَفُوا الْخَضِر فَحَمَلُوهُمْ بِغَيْرِ نَوْل فَلَمَّا رَكِبَا فِي السَّفِينَة لَمْ يَفْجَأ إِلَّا وَالْخَضِر قَدْ قَلَعَ لَوْحًا مِنْ أَلْوَاح السَّفِينَة بِالْقَدُّومِ فَقَالَ لَهُ مُوسَى قَدْ حَمَلُونَا بِغَيْرِ نَوْل فَعَمَدْت إِلَى سَفِينَتهمْ فَخَرَقْتهَا لِتُغْرِق أَهْلهَا ؟ لَقَدْ جِئْت شَيْئًا إِمْرًا " قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّك لَنْ تَسْتَطِيع مَعِيَ صَبْرًا قَالَ لَا تُؤَاخِذنِي بِمَا نَسِيت وَلَا تُرْهِقنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا " قَالَ : وَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَكَانَتْ الْأُولَى مِنْ مُوسَى نِسْيَانًا " قَالَ : وَجَاءَ عُصْفُور فَوَقَعَ عَلَى حَرْف السَّفِينَة فَنَقَرَ فِي الْبَحْر نَقْرَة أَوْ نَقْرَتَيْنِ فَقَالَ لَهُ الْخَضِر : مَا عِلْمِي وَعِلْمك فِي عِلْم اللَّه إِلَّا مِثْل مَا نَقَصَ هَذَا الْعُصْفُور مِنْ هَذَا الْبَحْر . ثُمَّ خَرَجَا مِنْ السَّفِينَة فَبَيْنَمَا هُمَا يَمْشِيَانِ عَلَى السَّاحِل إِذْ أَبْصَرَ الْخَضِر غُلَامًا يَلْعَب مَعَ الْغِلْمَان فَأَخَذَ الْخَضِر رَأْسه فَاقْتَلَعَهُ بِيَدِهِ فَقَتَلَهُ فَقَالَ لَهُ مُوسَى " أَقَتَلْت نَفْسًا زَكِيَّة بِغَيْرِ نَفْس لَقَدْ جِئْت شَيْئًا نُكْرًا " قَالَ " أَلَمْ أَقُلْ لَك إِنَّك لَنْ تَسْتَطِيع مَعِيَ صَبْرًا " قَالَ وَهَذِهِ أَشَدّ مِنْ الْأُولَى " قَالَ إِنْ سَأَلْتُك عَنْ شَيْء بَعْدهَا فَلَا تُصَاحِبنِي قَدْ بَلَغْت مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْل قَرْيَة اِسْتَطْعَمَا أَهْلهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيد أَنْ يَنْقَضّ " أَيْ مَائِلًا فَقَالَ الْخَضِر بِيَدِهِ " فَأَقَامَهُ " فَقَالَ مُوسَى : قَوْم أَتَيْنَاهُمْ فَلَمْ يُطْعِمُونَا وَلَمْ يُضَيِّفُونَا " لَوْ شِئْت لَاِتَّخَذْت عَلَيْهِ أَجْرًا قَالَ هَذَا فِرَاق بَيْنِي وَبَيْنك سَأُنَبِّئُك بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا " فَقَالَ رَسُول اللَّه " وَدِدْنَا أَنَّ مُوسَى كَانَ صَبَرَ حَتَّى يَقُصّ اللَّه عَلَيْنَا مِنْ خَبَرهمَا " قَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر : كَانَ اِبْن عَبَّاس يَقْرَأ " وَكَانَ أَمَامهمْ مَلِك يَأْخُذ كُلّ سَفِينَة صَالِحَة غَصْبًا " وَكَانَ يَقْرَأ " وَأَمَّا الْغُلَام فَكَانَ كَافِرًا وَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ " ثُمَّ رَوَاهُ الْبُخَارِيّ عَنْ قُتَيْبَة عَنْ سُفْيَان بْن عُيَيْنَة فَذَكَرَ نَحْوه وَفِيهِ فَخَرَجَ مُوسَى وَمَعَهُ فَتَاهُ يُوشَع بْن نُون وَمَعَهُمَا الْحُوت حَتَّى اِنْتَهَيَا إِلَى الصَّخْرَة فَنَزَلَا عِنْدهَا قَالَ فَوَضَعَ مُوسَى رَأْسه فَنَامَ قَالَ سُفْيَان : وَفِي حَدِيث عَنْ عُمَر قَالَ وَفِي أَصْل الصَّخْرَة عَيْن يُقَال لَهَا الْحَيَاة لَا يُصِيب مِنْ مَائِهَا شَيْء إِلَّا حَيِيَ فَأَصَابَ الْحُوت مِنْ مَاء تِلْكَ الْعَيْن فَتَحَرَّكَ وَانْسَلَّ مِنْ الْمِكْتَل فَدَخَلَ الْبَحْر فَلَمَّا اِسْتَيْقَظَ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ " آتِنَا غَدَاءَنَا " قَالَ وَسَاقَ الْحَدِيث وَوَقَعَ عُصْفُور عَلَى حَرْف السَّفِينَة فَغَمَسَ مِنْقَاره فِي الْبَحْر فَقَالَ الْخَضِر لِمُوسَى مَا عِلْمِي وَعِلْمك وَعِلْم الْخَلَائِق فِي عِلْم اللَّه إِلَّا مِقْدَار مَا غَمَسَ هَذَا الْعُصْفُور مِنْقَاره وَذَكَرَ تَمَامه بِنَحْوِهِ . وَقَالَ الْبُخَارِيّ أَيْضًا : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُوسَى حَدَّثَنَا هِشَام بْن يُوسُف أَنَّ اِبْن جُرَيْج أَخْبَرَهُمْ قَالَ أَخْبَرَنِي يَعْلَى بْن مُسْلِم وَعَمْرو بْن دِينَار عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر يَزِيد أَحَدهمَا عَلَى صَاحِبه وَغَيْرهمَا قَدْ سَمِعْته يُحَدِّث عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر قَالَ إِنَّا لَعِنْد اِبْن عَبَّاس فِي بَيْته إِذْ قَالَ سَلُونِي فَقُلْت أَيْ أَبَا عَبَّاس جَعَلَنِي اللَّه فِدَاك بِالْكُوفَةِ رَجُل قَاصّ يُقَال لَهُ نَوْف يَزْعُم أَنَّهُ لَيْسَ بِمُوسَى بَنِي إِسْرَائِيل أَمَّا عَمْرو فَقَالَ لِي قَالَ كَذَبَ عَدُوّ اللَّه وَأَمَّا يَعْلَى فَقَالَ لِي : قَالَ اِبْن عَبَّاس حَدَّثَنِي أُبَيّ بْن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مُوسَى رَسُول اللَّه ذَكَّرَ النَّاس يَوْمًا حَتَّى إِذَا فَاضَتْ الْعُيُون وَرَقَّتْ الْقُلُوب وَلَّى فَأَدْرَكَهُ رَجُل فَقَالَ أَيْ رَسُول اللَّه هَلْ فِي الْأَرْض أَحَد أَعْلَم مِنْك ؟ قَالَ لَا : فَعَتَبَ اللَّه عَلَيْهِ إِذْ لَمْ يَرُدّ الْعِلْم إِلَى اللَّه قِيلَ بَلَى ; قَالَ أَيْ رَبّ وَأَيْنَ ؟ قَالَ بِمَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ قَالَ أَيْ رَبّ اِجْعَلْ لِي عَلَمًا أَعْلَم ذَلِكَ بِهِ قَالَ لِي عُمَر قَالَ : حَيْثُ يُفَارِقك الْحُوت وَقَالَ لِي يَعْلَى خُذْ حُوتًا مَيِّتًا حَيْثُ يُنْفَخ فِيهِ الرُّوح فَأَخَذَ حُوتًا فَجَعَلَهُ فِي مِكْتَل فَقَالَ لِفَتَاهُ لَا أُكَلِّفك إِلَّا أَنْ تُخْبِرنِي بِحَيْثُ يُفَارِقك الْحُوت قَالَ مَا كَلَّفْت كَبِيرًا فَذَلِكَ قَوْله " وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ " يُوشَع بْن نُون لَيْسَتْ عِنْد سَعِيد بْن جُبَيْر قَالَ فَبَيْنَا هُوَ فِي ظِلّ صَخْرَة فِي مَكَان ثَرْيَان إِذْ تَضَرَّبَ الْحُوت وَمُوسَى نَائِم فَقَالَ فَتَاهُ لَا أُوقِظهُ حَتَّى إِذَا اِسْتَيْقَظَ نَسِيَ أَنْ يُخْبِرهُ وَتَضَرَّبَ الْحُوت حَتَّى دَخَلَ فِي الْبَحْر فَأَمْسَكَ اللَّه عَنْهُ جِرْيَة الْمَاء حَتَّى كَأَنَّ أَثَره فِي حَجَر قَالَ : فَقَالَ لِي عَمْرو هَكَذَا كَأَنَّ أَثَره فِي حَجَر وَحَلَّقَ بَيْن إِبْهَامَيْهِ وَاللَّتَيْنِ تَلِيهِمَا قَالَ " لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرنَا هَذَا نَصَبًا " قَالَ وَقَدْ قَطَعَ اللَّه عَنْك النَّصَب لَيْسَتْ هَذِهِ عِنْد سَعِيد بْن جُبَيْر أَخْبَرَهُ فَرَجَعَا فَوَجَدَا خَضِرًا قَالَ : قَالَ عُثْمَان بْن أَبِي سُلَيْمَان عَلَى طِنْفِسَة خَضْرَاء عَلَى كَبِد الْبَحْر قَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر مُسَجًّى بِثَوْبٍ قَدْ جَعَلَ طَرَفه تَحْت رِجْلَيْهِ وَطَرَفه تَحْت رَأْسه فَسَلَّمَ عَلَيْهِ مُوسَى فَكَشَفَ عَنْ وَجْهه وَقَالَ : هَلْ بِأَرْضِك مِنْ سَلَام ؟ مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ أَنَا مُوسَى قَالَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيل ؟ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَمَا شَأْنك ؟ قَالَ : جِئْتُك لِتُعَلِّمنِي مِمَّا عُلِّمْت رُشْدًا قَالَ أَمَا يَكْفِيك أَنَّ التَّوْرَاة بِيَدَيْك وَأَنَّ الْوَحْي يَأْتِيك ؟ يَا مُوسَى إِنَّ لِي عِلْمًا لَا يَنْبَغِي لَك أَنْ تَعْلَمهُ وَإِنَّ لَك عِلْمًا لَا يَنْبَغِي لِي أَنْ أَعْلَمهُ فَأَخَذَ طَائِر بِمِنْقَارِهِ مِنْ الْبَحْر فَقَالَ وَاَللَّه مَا عِلْمِي وَعِلْمك فِي جَنْب عِلْم اللَّه إِلَّا كَمَا أَخَذَ هَذَا الطَّائِر بِمِنْقَارِهِ مِنْ الْبَحْر حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَة وَجَدَا مَعَابِر صِغَارًا تَحْمِل أَهْل هَذَا السَّاحِل إِلَى هَذَا السَّاحِل الْآخَر عَرَفُوهُ فَقَالُوا عَبْد اللَّه الصَّالِح قَالَ فَقُلْنَا لِسَعِيدِ بْن جُبَيْر خَضِر قَالَ : نَعَمْ لَا نَحْمِلهُ بِأَجْرٍ فَخَرَقَهَا وَوَتَدَ فِيهَا وَتِدًا قَالَ مُوسَى " أَخَرَقْتهَا لِتُغْرِق أَهْلهَا لَقَدْ جِئْت شَيْئًا إِمْرًا " قَالَ مُجَاهِد مُنْكَرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّك لَنْ تَسْتَطِيع مَعِيَ صَبْرًا ؟ كَانَتْ الْأُولَى نِسْيَانًا وَالثَّانِيَة شَرْطًا وَالثَّالِثَة عَمْدًا قَالَ لَا تُؤَاخِذنِي بِمَا نَسِيت وَلَا تُرْهِقنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا فَانْطَلَقَا حَتَّى لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ يَعْلَى قَالَ سَعِيد وَجَدَ غِلْمَانًا يَلْعَبُونَ فَأَخَذَ غُلَامًا كَافِرًا ظَرِيفًا فَأَضْجَعَهُ ثُمَّ ذَبَحَهُ بِالسِّكِّينِ فَقَالَ أَقَتَلْت نَفْسًا زَكِيَّة لَمْ تَعْمَل الْحِنْث ؟ وَابْن عَبَّاس قَرَأَهَا زَكِيَّة زَاكِيَة مُسْلِمَة كَقَوْلِك غُلَامًا زَكِيًّا فَانْطَلَقَا فَوَجَدَا جِدَارًا يُرِيد أَنْ يَنْقَضّ فَأَقَامَهُ قَالَ بِيَدِهِ : هَكَذَا وَدَفَعَ بِيَدِهِ فَاسْتَقَامَ قَالَ : لَوْ شِئْت لَاِتَّخَذْت عَلَيْهِ أَجْرًا قَالَ يَعْلَى : حَسِبْت أَنَّ سَعِيدًا قَالَ فَمَسَحَهُ بِيَدِهِ فَاسْتَقَامَ قَالَ لَوْ شِئْت لَاِتَّخَذْت عَلَيْهِ أَجْرًا قَالَ سَعِيد أَجْرًا نَأْكُلهُ وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِك وَكَانَ أَمَامهمْ قَرَأَهَا اِبْن عَبَّاس أَمَامهمْ مَلِك يَزْعُمُونَ عَنْ غَيْر سَعِيد أَنَّهُ هدد بْن بدد وَالْغُلَام الْمَقْتُول اِسْمه يَزْعُمُونَ حيسور مَلِك يَأْخُذ كُلّ سَفِينَة غَصْبًا فَأَرَدْت إِذَا هِيَ مَرَّتْ بِهِ أَنْ يَدَعهَا بِعَيْبِهَا فَإِذَا جَاوَزُوا أَصْلَحُوهَا فَانْتَفَعُوا بِهَا مِنْهُمْ مَنْ يَقُول سَدُّوهَا بِقَارُورَةٍ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُول بِالْقَارِ كَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ وَكَانَ هُوَ كَافِرًا فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا أَنْ يَحْمِلهُمَا حُبّه عَلَى أَنْ يُتَابِعَاهُ عَلَى دِينه فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلهُمَا رَبّهمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاة كَقَوْلِهِ " أَقَتَلْت نَفْسًا زَكِيَّة " وَقَوْله " وَأَقْرَب رُحْمًا " هُمَا بِهِ أَرْحَم مِنْهُمَا بِالْأَوَّلِ الَّذِي قَتَلَ خَضِر وَزَعَمَ غَيْر سَعِيد بْن جُبَيْر أَنَّهُمَا أُبْدِلَا جَارِيَة وَأَمَّا دَاوُد بْن أَبِي عَاصِم فَقَالَ عَنْ غَيْر وَاحِد إِنَّهَا جَارِيَة . وَقَالَ عَبْد الرَّزَّاق : أَخْبَرَنَا مَعْمَر عَنْ أَبِي إِسْحَاق عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ خَطَبَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام بَنِي إِسْرَائِيل فَقَالَ : مَا أَحَد أَعْلَم بِاَللَّهِ وَبِأَمْرِهِ مِنِّي فَأَمَرَ أَنْ يَلْقَى هَذَا الرَّجُل فَذَكَرَ نَحْو مَا تَقَدَّمَ بِزِيَادَةٍ وَنُقْصَان وَاَللَّه أَعْلَم . وَقَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق عَنْ الْحَسَن بْن عُمَارَة عَنْ الْحَكَم بْن عُتَيْبَة عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر قَالَ : جَلَسْت عِنْد اِبْن عَبَّاس وَعِنْده نَفَر مِنْ أَهْل الْكِتَاب فَقَالَ بَعْضهمْ يَا أَبَا الْعَبَّاس إِنَّ نَوْفًا اِبْن اِمْرَأَة كَعْب يَزْعُم عَنْ كَعْب أَنَّ مُوسَى النَّبِيّ الَّذِي طَلَبَ الْعِلْم إِنَّمَا هُوَ مُوسَى بْن مِيشَا قَالَ سَعِيد فَقَالَ اِبْن عَبَّاس أَنَوْف يَقُول هَذَا يَا سَعِيد ؟ قُلْت لَهُ نَعَمْ أَنَا سَمِعْت نَوْفًا يَقُول ذَلِكَ قَالَ أَنْتَ سَمِعْته يَا سَعِيد قَالَ قُلْت نَعَمْ قَالَ كَذَبَ نَوْف ثُمَّ قَالَ اِبْن عَبَّاس حَدَّثَنِي أُبَيّ بْن كَعْب عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيل سَأَلَ رَبّه فَقَالَ : أَيْ رَبّ إِنْ كَانَ فِي عِبَادك أَحَد هُوَ أَعْلَم مِنِّي فَدُلَّنِي عَلَيْهِ ؟ فَقَالَ لَهُ نَعَمْ فِي عِبَادِي مَنْ هُوَ أَعْلَم مِنْك ثُمَّ نَعَتَ لَهُ مَكَانه وَأَذِنَ لَهُ فِي لُقِيّه خَرَجَ مُوسَى وَمَعَهُ فَتَاهُ وَمَعَهُ حُوت مَلِيح قَدْ قِيلَ لَهُ إِذَا حَيِيَ هَذَا الْحُوت فِي مَكَان فَصَاحِبك هُنَالِكَ وَقَدْ أَدْرَكْت حَاجَتك , فَخَرَجَ مُوسَى وَمَعَهُ فَتَاهُ وَمَعَهُ ذَلِكَ الْحُوت يَحْمِلَانِهِ فَسَارَ حَتَّى جَهَدَهُ السَّيْر وَانْتَهَى إِلَى الصَّخْرَة وَإِلَى ذَلِكَ الْمَاء وَذَلِكَ الْمَاء مَاء الْحَيَاة مَنْ شَرِبَ مِنْهُ خَلَدَ وَلَا يُقَارِبهُ شَيْء مَيِّت إِلَّا حَيِيَ فَلَمَّا نَزَلَا وَمَسَّ الْحُوت الْمَاء حَيِيَ فَاِتَّخَذَ سَبِيله فِي الْبَحْر سَرَبًا فَانْطَلَقَا فَلَمَّا جَاوَزَا النَّقْلَة قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ : آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرنَا هَذَا نَصَبًا قَالَ الْفَتَى وَذَكَرَ " أَرَأَيْت إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَة فَإِنِّي نَسِيت الْحُوت وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَان أَنْ أَذْكُرهُ وَاِتَّخَذَ سَبِيله فِي الْبَحْر عَجَبًا " قَالَ اِبْن عَبَّاس : فَظَهَرَ مُوسَى عَلَى الصَّخْرَة حَتَّى إِذَا اِنْتَهَيَا إِلَيْهَا فَإِذَا رَجُل مُتَلَفِّف فِي كِسَاء لَهُ فَسَلَّمَ مُوسَى عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلَام ثُمَّ قَالَ لَهُ : مَا جَاءَ بِك إِنْ كَانَ لَك فِي قَوْمك لَشُغْل قَالَ لَهُ مُوسَى جِئْتُك لِتُعَلِّمنِي مِمَّا عُلِّمْت رُشْدًا قَالَ إِنَّك لَنْ تَسْتَطِيع مَعِيَ صَبْرًا وَكَانَ رَجُلًا يَعْلَم عِلْم الْغَيْب قَدْ عَلِمَ ذَلِكَ فَقَالَ مُوسَى بَلَى قَالَ " وَكَيْف تَصْبِر عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا " أَيْ إِنَّمَا تَعْرِف ظَاهِر مَا تَرَى مِنْ الْعَدْل وَلَمْ تُحِطْ مِنْ عِلْم الْغَيْب بِمَا أَعْلَم " قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّه صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَك أَمْرًا " وَإِنْ رَأَيْت مَا يُخَالِفنِي قَالَ " فَإِنْ اِتَّبَعْتنِي فَلَا تَسْأَلنِي عَنْ شَيْء " وَإِنْ أَنْكَرْته " حَتَّى أُحْدِث لَك مِنْهُ ذِكْرًا " فَانْطَلَقَا يَمْشِيَانِ عَلَى سَاحِل الْبَحْر يَتَعَرَّضَانِ النَّاس يَلْتَمِسَانِ مِنْ يَحْمِلهُمَا حَتَّى مَرَّتْ بِهِمَا سَفِينَة جَدِيدَة وَثِيقَة لَمْ يَمُرّ بِهِمَا مِنْ السُّفُن شَيْء أَحْسَن وَلَا أَجْمَل وَلَا أَوْثَق مِنْهَا فَسَأَلَ أَهْلهَا أَنْ يَحْمِلُوهُمَا فَحَمَلُوهُمَا فَلَمَّا اِطْمَأَنَّا فِيهَا وَلَجَّتْ بِهِمَا مَعَ أَهْلهَا أَخْرَجَ مِنْقَارًا لَهُ وَمِطْرَقَة ثُمَّ عَمَدَ إِلَى نَاحِيَة مِنْهَا فَضَرَبَ فِيهَا بِالْمِنْقَارِ حَتَّى خَرَقَهَا ثُمَّ أَخَذَ لَوْحًا فَطَبَّقَهُ عَلَيْهَا ثُمَّ جَلَسَ عَلَيْهَا يُرَقِّعهَا فَقَالَ لَهُ مُوسَى وَرَأَى أَمْرًا أُفْظِعَ بِهِ " أَخَرَقْتهَا لِتُغْرِق أَهْلهَا لَقَدْ جِئْت شَيْئًا إِمْرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّك لَنْ تَسْتَطِيع مَعِيَ صَبْرًا قَالَ لَا تُؤَاخِذنِي بِمَا نَسِيت " أَيْ بِمَا تَرَكْت مِنْ عَهْدك " وَلَا تُرْهِقنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا " ثُمَّ خَرَجَا مِنْ السَّفِينَة فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْل قَرْيَة فَإِذَا غِلْمَان يَلْعَبُونَ خَلْفهَا فِيهِمْ غُلَام لَيْسَ فِي الْغِلْمَان غُلَام أَظْرَف مِنْهُ وَلَا أَثْرَى وَلَا أَوْضَأ مِنْهُ فَأَخَذَهُ بِيَدِهِ وَأَخَذَ حَجَرًا فَضَرَبَ بِهِ رَأْسه حَتَّى دَمَغَهُ فَقَتَلَهُ قَالَ فَرَأَى مُوسَى أَمْرًا فَظِيعًا لَا صَبْر عَلَيْهِ صَبِيّ صَغِير قَتَلَهُ لَا ذَنْب لَهُ قَالَ " أَقَتَلْت نَفْسًا زَكِيَّة " أَيْ صَغِيرَة " بِغَيْرِ نَفْس لَقَدْ جِئْت شَيْئًا نُكْرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَك إِنَّك لَنْ تَسْتَطِيع مَعِيَ صَبْرًا قَالَ إِنْ سَأَلْتُك عَنْ شَيْء بَعْدهَا فَلَا تُصَاحِبنِي قَدْ بَلَغْت مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا " أَيْ قَدْ أَعْذَرْت فِي شَأْنِي " فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْل قَرْيَة اِسْتَطْعَمَا أَهْلهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيد أَنْ يَنْقَضّ " فَهَدَمَهُ ثُمَّ قَعَدَ يَبْنِيه فَضَجِرَ مُوسَى مِمَّا يَرَاهُ يَصْنَع مِنْ التَّكْلِيف وَمَا لَيْسَ عَلَيْهِ صَبْر فَأَقَامَهُ قَالَ " لَوْ شِئْت لَاِتَّخَذْت عَلَيْهِ أَجْرًا " أَيْ قَدْ اِسْتَطْعَمْنَاهُمْ فَلَمْ يُطْعِمُونَا وَضِفْنَاهُمْ فَلَمْ يُضَيِّفُونَا ثُمَّ قَعَدْت تَعْمَل مِنْ غَيْر صَنِيعَة وَلَوْ شِئْت لَأُعْطِيت عَلَيْهِ أَجْرًا فِي عَمَله قَالَ " هَذَا فِرَاق بَيْنِي وَبَيْنك سَأُنَبِّئُك بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا أَمَّا السَّفِينَة فَكَانَتْ لِمَسَاكِين يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْر فَأَرَدْت أَنْ أَعِيبهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِك يَأْخُذ كُلّ سَفِينَة غَصْبًا " وَفِي قِرَاءَة أُبَيّ بْن كَعْب " كُلّ سَفِينَة صَالِحَة " وَإِنَّمَا عِبْتهَا لِأَرُدّهُ عَنْهَا فَسَلِمَتْ مِنْهُ حِين رَأَى الْعَيْب الَّذِي صَنَعْت بِهَا " وَأَمَّا الْغُلَام فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلهُمَا رَبّهمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاة وَأَقْرَب رُحْمًا وَأَمَّا الْجِدَار فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَة وَكَانَ تَحْته كَنْز لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبّك أَنْ يَبْلُغَا أَشَدّهمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزهمَا رَحْمَة مِنْ رَبّك وَمَا فَعَلْته عَنْ أَمْرِي " أَيْ مَا فَعَلْته عَنْ نَفْسِي " ذَلِكَ تَأْوِيل مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا " فَكَانَ اِبْن عَبَّاس يَقُول مَا كَانَ الْكَنْز إِلَّا عِلْمًا وَقَالَ الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : لَمَّا ظَهَرَ مُوسَى وَقَوْمه عَلَى مِصْر أَنْزَلَ قَوْمه مِصْر فَلَمَّا اِسْتَقَرَّتْ بِهِمْ الدَّار أَنْزَلَ اللَّه أَنْ ذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّه فَخَطَبَ قَوْمه فَذَكَرَ مَا آتَاهُمْ اللَّه مِنْ الْخَيْر وَالنِّعْمَة وَذَكَّرَهُمْ إِذْ نَجَّاهُمْ اللَّه مِنْ آلِ فِرْعَوْن وَذَكَّرَهُمْ هَلَاك عَدُوّهُمْ وَمَا اِسْتَخْلَفَهُمْ اللَّه فِي الْأَرْض وَقَالَ كَلَّمَ اللَّه نَبِيّكُمْ تَكْلِيمًا وَاصْطَفَانِي لِنَفْسِهِ وَأَنْزَلَ عَلَيَّ مَحَبَّة مِنْهُ وَآتَاكُمْ اللَّه مِنْ كُلّ مَا سَأَلْتُمُوهُ فَنَبِيّكُمْ أَفْضَل أَهْل الْأَرْض وَأَنْتُمْ تَقْرَءُونَ التَّوْرَاة فَلَمْ يَتْرُك نِعْمَة أَنْعَمَ اللَّه عَلَيْهِمْ إِلَّا وَعَرَّفَهُمْ إِيَّاهَا . فَقَالَ لَهُ رَجُل مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل هُمْ كَذَلِكَ يَا نَبِيّ اللَّه قَدْ عَرَفْنَا الَّذِي تَقُول فَهَلْ عَلَى الْأَرْض أَحَد أَعْلَم مِنْك يَا نَبِيّ اللَّه ؟ قَالَ لَا فَبَعَثَ اللَّه جَبْرَائِيل إِلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ إِنَّ اللَّه يَقُول وَمَا يُدْرِيك أَيْنَ أَضَع عِلْمِي بَلَى إِنَّ لِي عَلَى شَطّ الْبَحْر رَجُلًا هُوَ أَعْلَم مِنْك. قَالَ اِبْن عَبَّاس : هُوَ الْخَضِر فَسَأَلَ مُوسَى رَبّه أَنْ يُرِيه إِيَّاهُ فَأَوْحَى إِلَيْهِ أَنْ اِئْتِ الْبَحْر فَإِنَّك تَجِد عَلَى شَطّ الْبَحْر حُوتًا فَخُذْهُ فَادْفَعْهُ إِلَى فَتَاك ثُمَّ اِلْزَمْ شَاطِئ الْبَحْر فَإِذَا نَسِيت الْحُوت وَهَلَكَ مِنْك فَثَمَّ تَجِد الْعَبْد الصَّالِح الَّذِي تَطْلُب فَلَمَّا طَالَ سَفَر مُوسَى نَبِيّ اللَّه وَنَصِبَ فِيهِ سَأَلَ فَتَاهُ عَنْ الْحُوت فَقَالَ لَهُ فَتَاهُ وَهُوَ غُلَامه " أَرَأَيْت إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَة فَإِنِّي نَسِيت الْحُوت وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَان أَنْ أَذْكُرهُ " لَك قَالَ الْفَتَى لَقَدْ رَأَيْت الْحُوت حِين اِتَّخَذَ سَبِيله فِي الْبَحْر سَرَبًا فَأُعْجِبَ ذَلِكَ فَرَجَعَ مُوسَى حَتَّى أَتَى الصَّخْرَة فَوَجَدَ الْحُوت فَجَعَلَ الْحُوت يَضْرِب فِي الْبَحْر وَيَتْبَعهُ مُوسَى وَجَعَلَ مُوسَى يُقَدِّم عَصَاهُ يُفَرِّج بِهَا عَنْهُ الْمَاء يَتْبَع الْحُوت وَجَعَلَ الْحُوت لَا يَمَسّ شَيْئًا مِنْ الْبَحْر إِلَّا يَبِسَ عَنْهُ الْمَاء حَتَّى يَكُون صَخْرَة فَجَعَلَ نَبِيّ اللَّه يَعْجَب مِنْ ذَلِكَ حَتَّى اِنْتَهَى بِهِ الْحُوت جَزِيرَة مِنْ جَزَائِر الْبَحْر فَلَقِيَ الْخَضِر بِهَا فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَقَالَ الْخَضِر وَعَلَيْك السَّلَام وَأَنَّى يَكُون السَّلَام بِهَذِهِ الْأَرْض وَمَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ أَنَا مُوسَى . قَالَ الْخَضِر : صَاحِب بَنِي إِسْرَائِيل ؟ قَالَ نَعَمْ فَرَحَّبَ بِهِ وَقَالَ مَا جَاءَ بِك ؟ قَالَ جِئْتُك " عَلَى أَنْ تُعَلِّمنِي مِمَّا عُلِّمْت رُشْدًا قَالَ إِنَّك لَنْ تَسْتَطِيع مَعِيَ صَبْرًا " يَقُول لَا تُطِيق ذَلِكَ قَالَ " سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّه صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَك أَمْرًا " قَالَ فَانْطَلَقَ بِهِ وَقَالَ لَهُ : لَا تَسْأَلنِي عَنْ شَيْء أَصْنَعهُ حَتَّى أُبَيِّن لَك شَأْنه فَذَلِكَ قَوْله " حَتَّى أُحْدِث لَك مِنْهُ ذِكْرًا " وَقَالَ الزُّهْرِيّ عَنْ عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن عُتْبَة بْن مَسْعُود عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّهُ تَمَارَى هُوَ وَالْحُرّ بْن قَيْس بْن حِصْن الْفَزَارِيّ فِي صَاحِب مُوسَى فَقَالَ اِبْن عَبَّاس هُوَ خَضِر فَمَرَّ بِهِمَا أُبَيّ بْن كَعْب فَدَعَاهُ اِبْن عَبَّاس فَقَالَ إِنِّي تَمَارَيْت أَنَا وَصَاحِبِي هَذَا فِي صَاحِب مُوسَى الَّذِي سُئِلَ السَّبِيل إِلَى لُقِيّه فَهَلْ سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُر شَأْنه قَالَ إِنِّي سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول " بَيْنَا مُوسَى فِي مَلَأ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل إِذْ جَاءَهُ رَجُل فَقَالَ تَعْلَم مَكَان رَجُل أَعْلَم مِنْك ؟ قَالَ لَا فَأَوْحَى اللَّه إِلَى مُوسَى بَلَى عَبْدنَا خَضِر فَسَأَلَ مُوسَى السَّبِيل إِلَى لُقِيّه فَجَعَلَ اللَّه لَهُ الْحُوت آيَة وَقِيلَ لَهُ إِذَا فَقَدْت الْحُوت فَارْجِعْ فَإِنَّك سَتَلْقَاهُ فَكَانَ مُوسَى يَتْبَع أَثَر الْحُوت فِي الْبَحْر فَقَالَ فَتَى مُوسَى لِمُوسَى : أَرَأَيْت إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَة فَإِنِّي نَسِيت الْحُوت قَالَ مُوسَى " ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارهمَا قَصَصًا " فَوَجَدَا عَبْدنَا خَضِرًا فَكَانَ مِنْ شَأْنهمَا مَا قَصَّ فِي كِتَابه .
وقد قيل الكثير في الألفاظ التي سيكون لي وقفة معها وهي ( فأردت – فأردنا – فأراد ربك) حيث أن جل ما قيل أن الإرادة الأولى كانت إرادة من يطلقون عليه الخضر والإرادة الثانية قيل أنها إرادة من يسمونه الخضر والله (تعالى عما يصفون )معا وقولهم فخشينا قيل أنه خاف الله وأستغفر الله من لفظ كهذا وهل يخشى الله أحد وهل يجمل ذلك الرجل نفسه مع الله في الإرادة الحقيقة أن جل ما قيل لا يعدوا قصة خرافية مما اعتاد عليه الناس في العصر العباسي مع تطور الطرق الصوفية وظهور فئة سميت بالأولياء وقد قال بعضهم أنهم خير من الأنبياء وأعلم منهم حيث أن علمهم كما يسمونه هو علم لدني أي أن لهم اتصال مباشر بالله عز وجل فكل ما يفعلونه هو من أمر الله وبناء على ذلك وبناء على يفهمونه من القصة فقد يفعل الولي ما بظاهره كفر وفي حقيقته إيمان أو ما بظاهره معصية وحقيقته طاعة ويروون روايات على ذلك حيث أن أحد الأولياء وبرفقته مريديه فوجد امرأة في الفلاة فجامعها دون عقد بينهما ( أي زنى بها ) وحين سأله مريديه عن ذلك قال بأن الله أوحى إليه أن سفينة منقوبة في البحر تكاد تغرق فأوحى الله (تعالى عن ذلك )إليه بسد ذلك النقب وكانت السفينة تلك المرأة وكانت السدادة ما تفهمون
تلك التصورات وتلك التفاسير التي وردت والتي تسيء إلى الله ونبيه وعبده الصالح لم أر إلى يومنا هذا من كتب عنها من خلال القرآن مباشرة دون تأثير من تلكم الروايات المكذوبة على الرغم من أني أرى أن مدلولها واضحا بينا والله يريد منا أن نتعلم من تلكم القصة درسا علمه موسى عليه السلام وبلغة لنبيه محمد عليه السلام وبلغنا إياه ليتعلم منه من يود أن يطبق كتاب الله على النحو الذي يرضي الله عز وجل
وإليكم تلكم الآيات ثم ما رأيته فيها مما هداني الله سبحانه وتعالى إليه من تلكم الآيات البينات
(وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا*فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا*فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا*قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا*قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا*فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا*قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا*قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا*وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا*قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا*قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا*فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا*قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا*قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا*فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا*قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا*قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا*فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا*قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا*أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا*وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا*فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا*وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا)
لن أدخل في تفاصيل رحلة موسى مع فتاه فلعله موعد دبره ربنا عز وجل ليعلم موسى كيف يقود بني إسرائيل وكيف يطبق شرع الله فيهم من خلال لقائه مع ذلكم العبد لله الذي تحدثت عنه تلكم الآيات فالواضح أن مكان اللقاء به هو المكان الذي سيتخذ الحوت فيه طريقه للبحر سربا عجبا وقد تكون معجزة ربانية حين تبدو لموسى يكون فيها الموعد في نفس المكان الذي حدثت فيه وقد يكون ذلك الحوت من البرمائيات وكان لا يزال حيا لكنه استطاع أن يفلت من فتى موسى ليتخذ طريقه في البحر المهم أن مكان اللقاء هو نفس المكان الذي اتخذ الحوت فيه طريقه في البحر
بعد لقاء موسى بالعبد وقد يكون ذلك العبد نبيا أو أنه من أتباع نبي من الأنبياء في ذلك الحين فالواضح أن هناك وحيا من الله في بعض الأمور التي تصرف بها ولنا وقفة عن مصدر تلكم الأوامر التي تصرف بها ذلك العبد ولكم تلكم الآيات
(أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا*)
بداية السفينة يقول أردت أن اعيبها ينبغي أن نعلم أن اللفظ القرآني معجز في دقته في تحديد المعنى قال أردت أي أن الإرادة مصدرها ذلك العبد وحده دون أحد سواه ودعونا نتصور أمرا
الرجل في السفينة وللسفينة من يقودها ويعمل بها وقد ذكر الله عز وجل ذلك فلنتصور رجلا يخرق السفينة وأصحابها لا يمنعوه ألا يخافون من الغرق هل يعقل هذا
مما فهمته من خلال الدلالات القرآنية التي لا تدخل في التفاصيل وإنما تجعل المرء يفهمها دون الدخول في تفاصيلها وهي من بلاغة القرآن وإعجازه أن أهل السفينة علموا أن هذا الرجل ذو مكانة وذو رأي سديد فشكوا له أمرهم من أنهم يخشون ملكا يأخذ كل سفينة غصبا فقام بذلك وهم يعلمون تماما أن ذلك في صالحهم فكان فعله هذا اجتهاد شخصي في أمر دنيوي أو فلنسمه سياسي فللمرء في مثل هذه الأمور مطلق الحرية في فعل ما يرتأيه في صالحه السياسي أو الدنيوي شريطة أن لا يتعدى على حد من حدود الله ولا على حق من حقوق العباد ولفظ المساكين أتى من فعل سكن وهو الذي لا يستطيع حيلة ولا يهتدي سبيلا فسلم أولئك المساكين أمرهم لذلك الرجل الحكيم في أمور دنياهم كونه رجل حكيم فتصرف بإرادته هو وليس غيره بما ينجي هؤلاء المساكين من ذلك الملك
(وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا*فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا*) بداية لفظ الغلام الغلام لا يعني بأي حال من خلال اللفظ العربي لا يعني الطفل أبدا فلفظ غلام استخدمه العرب في مواضع وكلها تدل على أنه الراشد
الغلمة لغة هي شهوة الضراب أو شهوة الجنس ويقال اغتلم الرجل إذا هاج أو إذا غلب شهوة ويقال فلان غلام الناس ولو كان كهلا والغلام هو الطار الشارب
من هنا نعلم أن ذلك الغلام لم يكن طفلا وإنما كان راشدا
من ناحية كان أبواه مؤمنين فخشينا
يقول خشينا بصيغة الجمع أي أن هناك خشية من العبد الصالح ومن غيره فهناك أكثر من طرف خشي وأكثر من طرف أراد ولا يمكننا القول بأي حال أن الرجل والله عز وجل خشيا وهل يخشى الله أحد وهل يمكن أن يذكر العبد نفسه مقرونا بالله عز وجل وهل ينبغي ذلك والله هو الخالق والعبد هو العبد
إذا هناك من خشي وأفهم الموضوع بمجمله على النحو التالي أن هذا الرجل كان له مجلس شورى أو هيئة محكمة وهيئة المحكمة قد قررت أن ما فعله هذا الغلام بناء على ما يستقونه من شرع الله في ذلك الحين أنه يستحق عقوبة الإعدام فلعله قتل أو فعل فعلة أخرى تستحق عقوبة الإعدام بناء على ما أنزل الله من أحكام فقام ذلك العبد بتنفيذ تلك العقوبة بعد مشاورة مع هيئة المحكمة تلك
الآية الثالثة
(وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا)
قد يقول قائل أن هذه الآية خير دليل على أن الغلام هو الطفل فأقول بل هي مؤكد على أن الغلام هو الراشد
الغلامان راشدان وهما في بداية شبابهما يستطيعان أن يعولا نفسيهما هما في ريعان الشباب وكان أبوهما صالحا وذلك الرجل الصالح دفن الكنز بغية أن يجده ولداه حين يبلغا أشدهما وبلوغ الأشد هو بلوغ الأربعين وخير دليل على ذلك قوله تعالى (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) إذا بلوغ الأشد هو بلوغ سن الأربعين
المهم من هذا فأراد ربك أن الله هو الذي أراد ولا دخل للإرادة البشرية بهذا فقد أوحى الله إلى ذلك العبد أو إلى النبي الذي يتبعه ذلك العبد أن افعل كذا وبين الحكمة من هذا
فنفذ ذلك العبد أمر ربه ليكون في المستقبل ما أراده الله جزاء لأبيهما الصالح
خلاصة ما فهمته من تلك الآيات
1-أن هناك أمور ينبغي للمرء أن يجتهد فيها من نفسه ويتصرف بما لا يعتدي على حرمة الله ولا على حقوق الناس ولا دخل للتشريع فيها سوى مراعاة حرمة الله وهي الأمور السياسة والدنيوية
2-هناك حدود حدها الله في كتابه ينبغي تطبيقها بعد مشورة من أهل الحكمة والراسخين في العلم بناء على ما فهموه من كتاب الله وهي مما أنزل الله من حدود كقتل النفس والسرقة وغيرها
3- هناك أمور تحدث بإرادة ربانية خالصة ولا دخل للبشر فيها وهي ما نسميه قدر الله ومنها إجابة الداعي الذي دعى الله صادقا فعلى المرء أن يدعو الله والله هو الذي يدبر وهو الكفيل بالإجابة إنه سميع قريب
هذا ما هداني الله إليه من فهم تلك الآيات والله أعلم
[2:49:13 PM] othman ali says: اما عن الجدار فهو صحيح ولكن هناك أقوال حول عمر الغلامان من خلال معنى غلام
[2:49:53 PM]مراد says: أرجومنك أن تكتب هذا في تعليق
[2:50:03 PMمراد says: وتحدد عمر الغلامين
[2:50:58 PM] othman ali says: لأنه وببساطه شديده لو ان العبد الصالح فعل هذان الأمران (خرق السفينه وقتل الغلام ) بناءا على مشورة من مجلس حكماء أو أصحاب السفينه إذا فلا داعى لسئلة موسى عليه السلام .بل إنها ستكون أسئلة عبثية
[2:51:52 PM] othman ali says: لأنه يعلم السبب وقد حضر المناقشات .وانها بناءا على رغبة وطلب أهل السفينه وموافقتهم .إذا فلماذا يسأل ولماذا يستنكر ؟؟
[2:53:44 PM] othman ali says: اما عن الغلام .فقد ذكر القرآن السبب من قتله وهو الخوف على والديه من ان يرهقهما طغيانا وكفرا .. وليس لأنه إرتكب جريمة ما يستححق عليها القتل .... وخاصة ان موسى عليه السلام قال له (أقتلت نفسا زكية بغير نفس ) إذا القرآن قد نفى تماما انه قتله بسبب إرتكابه لجريمة القتل.
[2:54:52 PM] othman ali says: .أما عن عمر الغلام .فمن خلال القرآن فى هذه القصه تحديدا .انهما دون سن الرجولة الكامله التى يستطيعون معها ان يقيما بيتهما او يعيدا بناء جدارهما .مرة ثانية ...
[2:55:14 PM] othman ali says: وهذا رأى وارجو الا اكون اثقلت عليك به .وو
[2:55:45 PM]مراد says: بالعكس أن مسرور وأرجو أن تكتبه في تعليق
[2:56:39 PM] othman ali says: أما عن العبد الصالح .فمن خلال القرآن فى هذه القصه افهم انه أؤتى شيئا من علم الغيب القريب .الذى لا يعلمه الناس إلا بعد مرور الزمن .او انه أسرع رؤية للمستقبل منهم .
[2:57:16 PM] othman ali says: من خلال قول الله تعالى عنه (وعلمناه من لدنا علما )
[2:57:33 PM]مراد says: أرجو أن تكتب ذلك كله في تعليق وسأقوم بالرد عليه ولعلنا نصل إلى ما يرضي الله عز وجل
[2:59:07 PM] othman ali says: أما عن الحوت .فأعتقد انه لفظ يطلق على السمك عموما .وأعتقد ان يطلق على متوسط الوزن الذى يستطيع الغلام ان يحمله بمفرده .وخاصة لو كان الحوت او السمك ما زال حيا حيث انه هرب منهم .اى انه فيما بين خمسه إلى عشرة كجم من وجهة نظرى .وليس بمفهوم الحوت ألان _الضخم الذى يتعدى مئات الكيلو جرامات .
[2:59:54 PM] othman ali says: بالتأكيد إن شاء الله .وربما يسبقنى كثير من الإخوة بكتابة نفس التعقيب او قريب منه .
[3:00:14 PM] othman ali says: لكن ما تزعلش على صراحتى الشديده هههههههههههههههه
[3:00:18 PM] مراد says: أشكرك جزيل الشكر
[3:00:32 PM]مراد says: وهل يزعل المرء من نفسه
[3:00:42 PM]مراد says: أنتم أهلي حقيقة
[3:01:11 PM] othman ali says: الشكر لك انت بكتابتك المقاله وان جعلتنا نفكر فيها بطريقة اخرى وبشكل اخر فانت صاحب الفضل بالتذكره
[3:01:19 PM]مراد says: ولا يمكن لمن يريد الحق ويطلب النصح أن يزعل ممن يسديه نصحا أو يقوم في
[3:01:26 PM] othman ali says: بارك الله فيك يا اخى وصديقى الحبيب
[3:01:27 PM] مراد says: أخطائه
[3:01:57 PM] othman ali says: هى ليست اخطاء وانما تواصى بالحق بيننا
[3:02:13 PM]مراد says: والموضع هو فهم وقد أخطئ أنا وقد تخطئ أنت وسنصل بإذن الله الى الحق ما دمنا نطلبه
[3:02:31 PM] othman ali says: اكيد طبعا يا صديقى الحبيب
[3:03:27 PM]مراد says: على أي حال أشكرك جزيل الشكر
[3:06:44 PM] othman ali says: سأكتب التعليق الأن وأنشره حالا
[3:07:20 PM] othman ali says: وما رأيك سأنشر الحوار كما هو
[3:09:06 PM] مراد says: لم أفهم
[3:09:38 PM] othman ali says: سأنشر ما دار بيننا من حوار
[3:09:49 PM] othman ali says: كطريقة جديده وظريفه
[3:09:53 PM] مراد says: ماشي
[3:10:02 PM] othman ali says: اشكرك
[3:10:03 PM]مراد says: توكل على الله
[3:10:10 PM] othman ali says: الله يكرمك
[3:10:49 PM] othman ali says: اوك يا صديقى اتركك الان لنقله ونشره
اليوم قرأت سورة الكهف , وكنت بحاجة الى فهم قصة الحوت
كيف حوت وحملوه وهرب منهم
اذا الحوت تطلق على السمك ايضا
شكرا على المقال الجميل.
بس سؤال , ممكن توضيح كيف علم الرجل الصالح ان هذا الغلام سيتعب والديه ؟
هل كان يعلم بالغيب, أعني هل هذا ممكن لأحد غير الله ؟
أشكرك على تعقيبك ونقل الحوار الذي دار بيننا ولكن
قد يكون السيناريو الذي ذكرته عن أصحاب السفينة ليس هو حقيقة الأمر ولكن أردت أن أقول أنه حين قال العبد الصالح لموسى فأردت أن أعيبها كان تصرفا فرديا بناء على معرفة لن أحدد من أين أتته ولكنه تصرف بناء على اجتهاد شخصي في أمر دنيوي لا علاقة للوحي به ودليل ذلك ما ذكر من لفظ دقيق وهو ( أردت ) ولم ينسب الفعل إلى غيره ويبدو أن أصحاب السقينة رضوا بما فعل لعلمهم بما ينتظرهم وإلا فلو كنت مكانهم وأراد أحدهم أن يخرق سفينتي دون علمي بحكمة فعله لرميته منها
وأما عن الغلام فلفظ الغلام إن راجعت كيف كان العرب يستخدمونه لوجدت أنه ليس الصبي الذي لم يحلم قطعا وإنما الذي بلغ الحلم وإن كان كما تقول أن الأمر عبارة عن تنبؤ بالغيب فأريد تحديد مفهوم فأردنا من هم الذين أرادوا ومفهوم خشينا من هم الذين خشوا هم أكثر من واحديقينا ولم يتكلم الله عن فرد في القرآن بصيغة الجمع إلا ما تكلم عن ذاته عز وجل وذلك للتعظيم أعود فأقول أن خشينا هم أكثر من شخص واحد والواضح أن سبب الخشية هي عبارة عن تصرفات فعلها ذلك الغلام جعلتهم يخشون ذلك وبناء عليه أرادوا بالجمع قطعا
وأما بالنسبة للغلامين فلعلهما لا يدركان ما قيمة ذلك الجدار بالنسبة لهما فلم يأبها بإقامته
والله أعلم
أشكرك على مرورك هذا وأنا أرى ما ذكرته في تعليقي السابق للدكتور عثمان من أن العبد الصالح حين بين لموسى حقيقة فعله بقتل الغلام بقوله فخشينا
أن هناك مقدمات قدمها ذلك الغلام من أفعال له جعلتعم يخشون ولا علاقة لعلم الغيب به
الراجل في قصته مع موسى قال بالحرف الواحد: و ما فعلته عن أمري! يعني كل اللي عملتو دا مش من عندي!! و إذا ربطنا مع مطلع القصة أن الله علم ذلك العبد من لدنه علما فعندها حتما يكون المعنى أن ذلك العبد عنده نوع من العلم الغيبي .. و هذا لا غبار عليه - فالله نفسه يقول لنا (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا «26» إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا «27» لِيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا «28» ) جن ... بما معناه أن الله لا يطلع أحد على الغيب إلا من ارتضى من رسول فإنه يعطيه بعض العلم الغيبي من أجل أن يتأكد ذلك الرسول أنه ابلغوا رسالات ربهم. و هو محيط بما لديهم. (وعلشان ما حدش يوخد النقطة هذه - نقول أن الرسول محمد عليه السلام ليس من اولئك الرسل الذين ارتضاهم الله لكي يطلعهم على الغيب! ببساطة! ) .
أما اشكالية خشينا و ضمير الجماعة.. فهناك أقوال أن الله عندما يستخدم ضمير الجماعة فذلك لا يعني أنه للتعظيم بل تعني أن هناك وسطاء أو مساعدين دخلوا في الموضوع مع الله بشكل أو بآخر (ولا أقصد شركاً أو اشتراكا) واعني أن الله استخدم تلك القوى العاقلة لتظهر كأنها المسبب الظاهري للعمل أمام الناس (سبب و مسبب)و الامثله على ذلك كثيرة جدا من القرءان. و هنا ربنا استخدم العبد الصالح في تلك الافعال.. أما قوله خشينا فمن الممكن أنها تعود فقط على العبد الصالح و لكن لأنه يعلم أن كل تلك الافعال مش من عنده بالتالي اشرك الله في ضمير الجمع.
وبعدين مين قال لك أن اصحاب السفينة رضوا أو حتى علموا بما فعله ذلك العبد؟ هذا فيه اشوية قفز في الاستنتاج الذي يلزمه الكثير من الدعم .
والله أعلم
بارك الله فيك أخي الكريم على جهدك
لاحظ أن العبد الصالح قال وما فعلته بصيغة المفرد وهنا تعني عودة الضمير فعلته على فعل واحد وهو فعل إقامة الجدار
ولو كان يقصد بها جميع الأفعال التي فعلها لقال إما فعلتها وهو اللفظ الشائع أو فعلتهم وهذا نادر لغة وأعود فأؤكد أن اللفظ القرآني دقيق ولو كلن يقصد به أكثر من فعلة لأتت بصيغة الجمع
لك الشكر على تعقيبك وإبداء الرأي
فعلا لم انتبه ان فعلته ترجع فقط لشيء واحد و ليس كل الافعال... يا سيدي!!! أدينا احنا بنحاول نفهم كيف الحكاية!! على رأي عبد الحليم.
شكرا لك و وفقك الله.
تحية طيبة مباركة وأشكرك على هذه المحاولة الإجتهادية فى بعض آيات الذكر الحكيم كما أشكر الإخوة المعقبين أعلاه د عثمان والأستاذ أصلان والأستاذ دويكات على وجهات نظرهم القيمة والمفيدة ، وأحب أن اشارك معكم أو أدلى بدلوى كما يقولون :
لقد كان لقصة موسى عليه السلام وذلك العبد الصالح وقع خطير إمتد عبر التاريخ الإسلامى السابق فحاول المتصوفة إستثمار هذه القصة لتأكيد أن أولياءهم المعبودين هو من أهل العلم اللدنى وحاولوا جاهدين إلباسهم عمامة الولاية لله تعالى ونسوا أن الذى يعلم أولياءه هو الله وحده فهو يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور , ولم يكتفوا بإلباسهم ثوب الولاية بل راحوا يدفنوهم فى مساجد الله ويقيموا عليهم الأضرحة المزركشة بكل أنواع الحلى ثم وضوعوا إلى جوارهم صنادسق النذور ليأكلوا أموال الناس بالباطل ، ثم يجىء الناس من كل حدب وصوب يتمسحون بأضرحتهم طالبين منهم المدد والشفاء والغفران فقال الله تعالى عنهم ( إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ ۖ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۗ قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنْظِرُونِ * إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ ۖ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ ) الأعراف 194-196
أخى مهند مراد
لقد كان لتلك القصة أبطال خمسة فيهم عنصران بشريان وثلاثة عناصر معنوية وهم :
1- موسى عليه السلام
2- العبد الصالح
3- الصبر
4- المفاجأة
5- التأويل
فلقد كان الشرط الرئيسى لهذا العبد الصالح على موسى عليه السلام هو الصبر لأنه سيرى أشياءاً عجيبة جداً ومذهلة جداً قد تجعله يغضب غضباً شديداً ويفقد صبره ولذلك كانت أول جمله لهذا الرجل الصالح هى ( إنك لن تستطيع معى صبرا ) ثم فسر ذلك لموسى بقوله ( وكيف تصبر على ما تحط به خبراً )
يتبع .....
من الممكن أن يصبر موسى عليه السلام على ما لم يحط به خبراً لو سارت الأمور عادية طبيعية ، ولكن المشكلة أن الأمور سيكون فيها تخريب سفينة ( أخرقتها لتغرق أهلها ) وقتل نفس ( أقتلت نفساً ذكية بغير نفس ) ثم إصلاح جدار ( لو شئت لاتخذت عليه أجراً ) ..
ولو قلنا أن المسألة الأخيرة هى مسألة طبيعية فلم يغضب منها موسى عليه السلام ، ولكن المسألتان الأوليان كانا مفزعين حقاً ، ففيهما حرق للسفينة بما يهدد بإغراقها وموت من فيها من بشر ، ثم قتل غلام لم يشب عن الطوق بعد دون أى ذنب جناه ( أقتلت نفساً ذكية بغير نفس ) ..
هذان الأمران لا يمكن لبشر الصبر عليهما لأنهما فوق طاقة التحمل البشرى علاوة على أن موسى عليه السلام كان سريع الغضب ولقد أكد القرآن على سرعة غضبه بعدة أحداث مثل ( فوكزه موسى فقضى عليه ) ومثل ( فألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه ) ....
لم يستطع موسى الصبر على تلك الأفعال التى تبدو فى ظاهرها جرائم ولكنها فى الحقيقة قدر الله تعالى وقضاؤه ليقضى أمراً كان مفعولاً ...
كان لعنصر المفاجأة شديد الأثر على نفس موسى عليه السلام لكنه فى كل مرة كان غضب فيها كان يلتمس لنفسه العذر ( قال إن سألتك عن شىء بعدها فلا تصاحبنى قد بلغت من لدنى عذراً ) ....
المسألة من بدايتها هى أن الله تعالى قضى وقدر أشياءاً فى ملكه وهى ( خرق السفية لإنجاء أصحابها الفقارء من بطش القرصان ، وقتل الغلام لإنجاء والديه من طغيانه القادم والذى يعلمه الله تعالى بالطبع ، ثم إقامة الجدار حتى يعود الكنز للغلامين اليتيمين تقديراً من الله تعالى لأبيهما الصالح ) ..
يبتع ...
هذه الاشياء التى قدرها الله تعالى ستحدث وستنفذ بلا ريب ، فأراد الله تعالى أن يجريها على يد هذا العبد الصالح ( علمناه من لدنا علما) وأن تجرى أمام عينى موسى السريع الغضب حتى يتعلم درساً مهماً فى الصبر على الأمور والتروى فى كل شىء ، وقد تم قضاء الله تعالى بيد العبد الصالح وأامام عينى موسى ص ليقضى الله أمراً كان مفعولاً ، فلا موسى كان له فى الأمر من شىء ولا العبد الصالح كان يملك من الأمر شىء وقد عبر عن ذلك صراحة بقوله ( وما فعلته عن أمرى ) أى أن الأحداث الثلاثة حصلت بأمر الله تعالى وقضائه ولم يكن لى أى دخل فيها غير أالتنفيذ لأمر مالك الملك فخرقت السفينة وقتلت الغلام وأقمت الجدار ...
وسوف يزعل الجماعة بتوع حقوق الإنسان من كيفية قتل هذا الغلام وسيطلبون العبد الصالخ ليحاكم فى محكمة دولية على فعلته الشنيعة ، ولكنهم لن يفهموا أبداً حكمة الله تعالى فى كونه وملكه وكيف يسير ملكه بإرادته هو سبحانه وكيف يعلم رسوله موسى ص الصبر على المفاجآت مهما كانت وسوف يجادلون جدالاً عقيماً لا طائل من ورائه ، فهذه أحداث فردية مرت بعلم الله تعالى فى أزمنة معينة لأهداف ربانية معلومة .
أخى مراد
الإخوة جميعاً حياكم الله تعالى
والسلام
أشكرك على تعقبيك ومرورك الكريم ولكن
بداية أخي الكريم اعتبرت أن جميع ما كان من أفعال فعلها العبد الصالح في هذه القصة إنما كانت أمرا ربانيا فإذا كان الأمر رباني فكيف ينسب العبد في فعله الأول وهو خرق السفينة إلى نفسه فيقول فأردت أن أعيبها وكيف ينسب الفعل الثني لنفسه وغيره بل إنه نسب أسباب القيام بالفعل لنفسه وغيره بقوله فخشينا أن يرهقهما من هم الذين خشوا ليس من الأدب مع الله عز وجل أن يجمل العبد نفسه مع ربه في فعل واحد وخصوصا إن كان هذا العبد قد زكاه الله في كتابه
الله سبحانه في مجمل القرآن لم يجمل ذاته مع غيره في فعل واحد ومن قال هذا فليأتني ببرهان فكيف يكون من العبد أن يفعل وحين يقول الله إنا ونحن فإنما هو من باب التعظيم وهو مشهور كثيرا في كلام العرب كأن يحدث أحدهم سيد القبيلة فيقول له أنتم وذلك من باب التعظيم فالله سبحانه وتعالى هو الواحد لكنه أعظم من كل جمع فهو خالقهم جميعا
أريد تحديدا أن تبين لي سبب ورود الألفاظ التالية على النحو الذي وردت فيه في هذه القصة وهي ( فأردت - فخشينا - فأردنا - فأراد ربك )
وما ذكرته عن قول ( وما فعلته عن أمري ) أعود فأكرر وأؤكد أن اللفظ القرآني دقيق وقد جاء الضمير وهو الهاء في كلمة ( فعلته ) بصيغة المفرد ولو كان يدل على كل تلك الأفعال لأتى بصيغة فعلتها بل إنه أتى بصيغة المفرد ليدل على عودة الضمير إلى الفعل الأخير الذي فعله وهو إقامة الجدار (وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا) فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري الفعل الأول الإرادة من العبد والفعل الثاني الإرادة من العبد وآخرين معه والفعل الثالث الإرادة من الله وما فعله العبد عن أمره
ثم لنعد إلى ما ذكرته من معنى الصبر الذي سنتعلمه من القصة
أي صبر يصبره المرء أيصبر على انتهاك حرمة من حرمات الله لو لم يكن موسى عليه السلام يعلم من مصدر إلهي أن أفعال هذا العبد إنما هي نابعة من نفس تراعي حرمة الله وتمتثل لشرع الله لقلت أن موسى عليه السلام كان له كل الحق في الاعتراض على ما فعله العبد الصالح
بل إني أفهم من القصة عكس ما يفهمه الآخرون أفهم أن الله عز وجل أراد منا أن نفهم أننا ينبغي أن نعترض على اي مظهر مظاهر انتهاك حرمة لله مهما كان هذا المرء على قد من الامتثال لأمر الله
لو كان يفهم منها الصبر الذي نتحدث عنه لكان للصوفية كل الحق في قولهم أنك قد ترى من الولي تصرفا يخيل إليك أنه معصية بينما هو في حقيقته طاعة
في الختام لكم جميعا كل المحبة والإحترام
بالنسبة للتحدث بأسلوب المتكلم مثل ( فأردت أن أعيبها ) وقوله ( فخشينا ) كل ذلك لا يدل على أنه صاحب القرار ولكنه منفذ القرار الربانى وأرجو أن تقرأ معى بهدوء الىيات التالية عن نبى الله ورسوله عيسى عليه السلام ك
(( وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِىءُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ )) آل عمران 49
بعد أن تقرأ الآيات الكريمة السابقة فى هدوء ستجد الكلمات التالية :
جئتكم - أخلق - أنفخ - أبرىء - أحيى الموتى - أنبئكم -
فهل كان بوسع نبى الله عيسى ص أن يعلم الغيب بنفسه ؟ أو ينفخ الحياة فى الطين بنفسه ؟ أو يحيى الموتى بنفسه ؟ أو يبرىء الأكمه بنفسه ؟؟؟
رغم أنه يتحدث بأسلوب المتكلم كما تبين لك .... نعرف من ذلك أن العبد الصالح مهما استخدم من اساليب المتكلم فلا يمكن له أن ينسب تلك الأفعال لنفسه ولكنها نفذها بعلم الله وأمره وقوته وحكمته ...
أما عن مسألة صبر موسى على ما قام به العبد الصالح فقد كان موسى يعلم من ربه سبحانه وتعالى أن هذا العبد لديه علم ربانى ( علمناه من لدنا علما ) بل كان عبداً رحيما ( آتيناه من عندنا رحمة ) فلم يكن قاسياً بل نفذ أمر ربه بدقة شديدة ، وكلنا يعلم أن زمن معجزات الأنبياء كانت له ظروفه وملابساته الخاصة ولا يمكن تكراره والمسألة لم يكن فيها أى انتهاك لأى حرمة بل فيها تنفيذ لأوامر الله تعالى التى لا يمكن أن ترد وقد علم موسى ص ذلك فلم يكن بوسعه مواصلة الإعتراض ولم يكن له ذلك الحق بعد أن علم أن الذى يحدث أمامه هو أمر الله وقضاؤه وقدره .
أخى أيهم مراد
لا تعقد مقارنة بين الصوفية المخرفين المخربين لعقول الناس وبين رجل آتاه الله رحمة من عنده وعلمه من لدنه علما , لأن الصوفية المتمحكين بالإسلام هم الذين اتخذوا من هذه القصة ذريعة لإثبت صحة منهجهم الهابط واسلوبهم الساقط فى فهم الدين .
حذف التعليق !!!
بعد التحية
تقول :
قرأت المقال و التعليقات لكن لا اجتهاد جديد في قصة موسى والعبد الصالح ؟ هل نبقي تفسيرالاسلاف للقصة؟ أم نحاول التدبر في آيات الذكر الحكيم على أسس منهج؟؟ أم نخمــــــن!؟؟؟
وأين اجتهادك الجديد يا ايها البطل الهمام ؟؟ ننتظر رأيك المفحم بفارغ الصبر .. اما أن تلقى بهاتين الجملتين دون أن تكتب لنا إجتهادك فأعتقد أنك مقصر فى ذلك ولا تكون ناقداً حاذقاً
نعم لن أكون أبدا ناقداً حاذقاً أرجو المعذرة د.حسن احمد عمر.... فالامر لايتعدى ان يكون ردة فعل من تلميذ لم يستوعب درسا فطلب من استاذه الاعادة من اجل الافادة فقط لكن التلميذ لم يستوعب الشرح للمرة الثانية ...فسأل الاستاذ تلميذه هل فهمت ؟ فرد التلميذ بكل جرأة يا أستاذ لقد فسرت الماء بالماء .... هل في ذلك شيء يا د.حسن احمد عمر وانت الذي تقول للتلاميذ أكتبو لاتترددو.............. تحياتي وتمنياتي لك بالتوفيق تلميذك الصغير عبد الله صابر جاري حذف التعليق أعلاه
تحية طيبة لك
ارجو الا تكون قد فهمت تعليقى عليك بطريق الخطأ ، فكل ما فى الأمر أننى أطلب منك فعلاً وبكل صفاء قلب أن تقرأ السورة الكريمة وتجتهد فى فهمها وتكتب لنا اجتهادك ليضاف إلى معرفتنا ولكن يبدو أنك أخذت الأمر بحساسية شديدة وطتبت تعليقاً سامحك الله عليه ثم حذفته ولكنك تركت عنوانه وإننى أرجو تغيير هذا العنوان وأستغفر الله العظيم من هذا العنوان أستغفر اله العظيم
وأرجو أن يتسع صدرك للنقاش والنقد طالما أن النقد لا يمس شخصك وطالما كان النقد موضوعيا ، كما أنصحك كأخ كريم ألا تتسرع فى كتابة رأيك حتى تتأكد من صلاحيته للنشر وحتى لا تضطر لحذفه كما حدث الآن .
أشكرك على سعة صدرك وسرعة تلافيك للتعليق المسىء وأرجو للمرة الثانية تغيير عنوان التعليق ( لبيك ..... ) لأنه مزعج جدأ
وتقبل خالص محبتى واحترامى
تحية طيبة
أولا أريد أن أهنئك على هذا الأسئلة التي تطرحها, وأن كنت أعلم بأنها من موقع الدكتور حسن النجار المحترم. وهنا نحن نناقشها.
سأل حضرتكم الكريم السؤال التالي: ولماذا لم يقتل الله الابن الكافر الذي قال لوالديه أُف لكما، تخبراني اني سأخرج من القير وما هذه الا اساطير الاولين، واستغاث والداه بالله ولكن الله لم يقتله كما فعل نبي الله الخضر عندما خاف ان يُرهق الطفل والديه عندما يكبر: " والذي قال لوالديه أُفٍ لكما أتعدانني ان أُخرج وقد خلت القرون من قبلي وهما يستغيثان الله، ويلك آمن ان وعد الله حق فيقول ما هذا الا اساطير الاولين"
الجواب: لأن الأبن هنا أرتكب ما يسمى الكفر العقائدي, ولايوجد عقاب في الدنيا على الكفر العقائدي بالقتل, فالأسلام مع حرية الأديان, بل حتى المرتد لايوجد أي حد في القرآن عليه.
الآية التي تتناول موضوع قتل الغلام من قبل الرجل الصالح قد أسيء تفسيرها: الآية هي: واما الغلام فكان ابواه مؤمنين فخشينا ان يرهقهما طغيانا وكفرا 80 الكهف
هنا الله قال طغيانا وكفرا, وليس فقط كفرا, وفي الحقيقة هنا الكفرجاءت بمعنى الكفر السلوكي أي أقتراف الجرائم, وليس بمعنى الكفر الأعتقادي, أي أن الغلام لو كبر لكان من المجرمين الذين يمتد ضررهم مباشرة الى أبواهم, أي أنه ربما يضربهم أو يسرقهم أو يعتدي عليهم بشتى أنواع الأعتداءات, بالأضافة الى أجرامه على بقية الناس بأشد أنواع الجرائم الى درجة الطغيان. لاحظ طغيانا, ومعناها الأمعان في الجريمة.
قطعا أستاذ سليم الصالح الله لم يقصد انه أمر العبد الصالح بقتل الغلام لأنه سوف يصبح كافر عقائديا, هذا محال ودليل ذلك الآية التي ذكرتها أنت عن الذي قال لابواه ان دينهما أساطير الأولين.
المشكلة في تفسيرنا للقرآن وليست في القرآن نفسه.
مع التقدير
إقتباس :
{ أولا أريد أن أهنئك على هذا الأسئلة التي تطرحها, وأن كنت أعلم بأنها من موقع الدكتور حسن النجار }
لا داعى لآن توضح للناس سعادتك وفرحتك بتدخلاته هنا فالجميع يعلم شعوركم هذا .. وأيضا الجميع يستنتج أنك تعلم أنه ينقل حرفيا من المواقع المشبوهة مدعيا أنها تساؤلات تجول بخاطره ..
أما عمن ينقل كلام غيره ( مثل .. من ينقل من القمص المشلوووح زكريا بطرس أو من ينقل من الملحد كامل النجار والممولين من المتطرفين من جماعة أقباط المهجر ) ويضعه للناس هنا على أنه كلامه وأنه يقول هذا لأنه مسلما متشككا فى دينه ياحبة عينه وقلقان فهو برأييى أبعد ما يكون عن التلقيب بالأحترام ..
أما عن القصص فى القرآن الكريم فهى ليست أبد للتشريع بل للعظة كما ذهب السيد عثمان محمد على والسيدة داليا سامى .
ملحوظة :
ألن تكف عن إدعاء المعرفة وتقول أنه ينقل من ((( حسن النجار المحترم ))) .. بدلا من ((( كامل النجار ))) ؟؟ ..
وبالطبع توجهاتكم خالفت جميع من هنا من مسلمين لأن لا أعتقد أن أحدا هنا يكن إحترام للسيد كامل النجار ..
بالنسبة لمعنى غلام في اللغة العربية فهو مغاير تماما لاستخدامه الحالي ولكم أن تقرؤوا في لسان العرب وإليكم النقل كاملا وحرفيا
غلم: الغُلْمةُ، بالضم: شهوة الضِّرَاب. غَلِمَ الرجلُ وغيرهُ، بالكسر،
يَغْلَِمُ غَلْماً واغْتَلَمَ اغْتِلاماً إذا هاجَ، وفي المحكم: إذا
غُلبَ شهوةَ، وكذلك الجارية. والغِلِّيمُ، بالتشديد: الشديد الغُلْمة، ورجل غَلِيمٌ وغِلِّمٌ ومِغْلِيمٌ، والأُنثى غَلِمة ومِغْلِيمةٌ ومِغْلِيمٌ
وغِلِّيمةٌ وغِلِّيمٌ؛ وفي الحديث: خَيْرُ النساء الغَلِمةُ على زوجها؛ الغْلْمةُ: هَيَجان شهوة النكاح من المرأَة والرجل وغيرهما. يقال: غَلِمَ غُلْمةً واغْتَلَمَ اغتلاماً، وبَعِيرٌ غِلِّيمٌ كذلك. التهذيب: والمِغْلِيمُ سواء فيه الذكر والأُنثى، وقد أَغْلَمهُ الشيءُ. وقالوا: أَغْلَمُ الأَلبان لَبَنُ
الخَلِفةِ؛ يريدون أَغْلم الأَلبان لمن شربه. وقالوا: شُرْبُ لبن الإيَّل
مَغلَمةٌ أي أَنه تشتدُّ عنه الغْلْمة؛ قال جرير:أَجِعْثِنُ قَدْ لاقَيْتِ عِمرانَ شارِباً،عَلى الحَبَّةِ الخَضْراءِ، أَلْبانَ إيَّلِ
وفي حديث تميم والجَسَّاسة: فصادفنا البحر حين اغْتَلَم أي هاج واضطربت أَمواجه. والاغُتِلام: مجاوزة الحدّ. وفي نسخة المحكم: والاغْتِلامُ مجاوزة الإنسان حَدَّ ما أُمر به من خير أَو شر، وهو من هذا، لأن الاغتلام في الشهوة مجاوزة القدر فيها. وفي حديث عليّ، رضي الله عنه: قال تَجَهِّزوا لقتال المارِقِين المُغْتَلمين. وقال الكسائي: الاغْتلام أن يتجاوز الإنسان حدّ ما أُمر به من الخير والمباح، أي الذين جاوزوا الحد. وفي حديث علي: تَجَهَّزوا لقتال المارقين المُغْتَلمين أي الذين تجاوزوا حَدَّ ما أُمروا به من الدين وطاعة الإمام وبَغَوْا عليه وطَغَوْا؛ ومنه قول عمر،رضي الله عنه: إذا اغْتَلَمَتْ عليكم هذه الأَشربة فاكْسِروها بالماء. قال أَبو العباس: يقول إذا جاوزت حَدَّها الذي لا يُسْكِرُ إلى حدها الذي يسكر، وكذلك المغتلمون في حديث علي. ابن الأعرابي: الغُلُمُ المحبوسون،قال: ويقال فلان غُلامُ الناس وإن كان كَهْلاً، كقولك فلان فَتى العَسْكَر
وإن كان شيخاً؛ وأَنشد:
سَيْراً ترى منه غُلامَ الناس
مُقَنَّعاً، وما بهِ مِنْ باس،
إلا بَقايا هَوْجَلِ النُّعاس
والغُلامُ معروف. ابن سيده: الغُلامُ الطَّارُّ الشارب، وقيل: هو من حين يولد إلى أَن يشيب، والجمع أَغْلِمَةٌ وغِلْمَةٌ وغِلْمانٌ، ومنهم من
استغنى بِغِلْمَةٍ عن أَغْلِمَةٍ، وتصغير الغِلْمة أُغَيْلِمَةٌ على غير مُكَبَّره كأنهم صَغَّرُوا أَغْلِمَة، وإن لم يقولوه، كما قالوا أُصَيْبِيَة في تصغير صِبْيَة، وبعضهم يقول غُلَيْمة على القياس، قال ابن بري:وبعضهم يقول صُبَيَّة أَيضاً؛ قال رؤبة:صُبَيَّة على الدُّخانِ رُمْكا
وفي حديث ابن عباس: بَعثَنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أُغَيْلِمَة بني عبد المطلب من جَمْعٍ بلَيْلٍ؛ هو تصغير أَغْلِمة جمع غُلام في القياس؛ قال ابن الأثير: ولم يرد في جمعه أَغْلِمة، وإنما قالوا غِلْمَة،
ومثله أُصَيْبِيَة تصغير صِبْيَة، ويريد بالأُغَيْلمة الصِّبْيان، ولذلك صغرهم، والأُنثى غُلامةٌ؛ قال أَوس بن غَلْفاء الهُجَيمي يصف فرساً:
أَعانَ على مِراس الحَرْب زَغْفٌ،
مُضاعَفَةٌ لها حَلَقٌ تُؤَامُ
ومُطَّرِدُ الكُعوب ومَشْرَفِيٌّ
من الأُولى، مَضَارِبُه حُسامُ
ومُركضَةٌ صَرِيحِيٌّ أَبُوها،
يُهانُ لها الغُلامةُ والغُلامُ
وهو بَيِّنُ الغُلُومة والغُلُوميَّة والغُلامِيَّة، وتصغيره غُلَيِّم،
والعرب يقولون للكهل غُلامٌ نَجيبٌ، وهو فاشٍ في كلاهم؛ وقوله أَنشده ثعلب:تَنَحَّ، يا عَسيفُ، عَنْ مَقامِها وطَرِّحِ الدَّلْوَ إلى غُلامِها
قال: غُلامُها صاحِبُها.والغَيْلَمُ: المرأَة الحَسْناء، وقيل: الغَيْلَمُ الجارية
المُغْتَلِمةَ؛ قال عياض الهذلي:مَعِي صاحِبٌ مِثلُ حَدِّ السِّنان،
شَدِيدٌ عَلى قِرْنِهِ مِحْطَمُ وقال الشاعر:من المُدَّعِينَ إذا نُوكِرُوا،
تُنِيفُ إلى صوته الغَيلَمُ الليث: الغَيلَمُ والغَيْلَمِيُّ الشابُّ العظيم المَفْرِق الكثيرالشعر. المحكم: والغَيْلَمُ والغَيلَمِيُّ الشاب الكثير الشعر العريض مَفْرِقِ الرأْس. والغَيْلَمُ: السُّلَحْفاة، وقيل: ذكَرُها. والغَيْلَمُ أَيضاً:
الضِّفْدَع. والغَيْلَمُ: مَنْبَعُ الماء في البئر. والغَيْلَمُ:المِدْرى؛ قال:
يُشَذِّبُ بالسِّيْفِ أَقْرانَهُ، كما فَرَّقَ اللِّمَّةَ الغَيْلَمُ قال الأزهري: قوله الغَيْلم المِدْرى ليس بصحيح، ودل استشهاده بالبيت على تصحيفه. قال: وأَنشدني غير واحد بيت الهذلي:ويَحْمِي المُضافَ إذا ما دَعا،
إذا فَرَّ ذو اللِّمِّةِ الغَيْلَمُ قال: هكذا أنشدنيه الإيادي عن شمر عن أبي عبيد وقال: الغَيْلَمُ العظيم،قال: وأَنشدنيه غيره:
كما فَرَّقَ اللِّمَّةَ الفَيْلَمُ بالفاء، قال: وهكذا أَنشده ابن الأَعرابي في رواية أَبي العباس عنه،قال: والفَيْلَمُ المُشْط، والغَيْلَمُ: موضعٌ في شعر عَنترة؛ قال:كيْفَ المَزارُ، وقد تَرَبَّعَ أَهْلُها بعُنَيزَتَيْنِ، وأَهْلُنا بالغَيْلَم؟
من هذا المنطلق أعود فأؤكد أن الغلام الذي قتله العبد الصالح هو راشد عاقل وقد بدر منه ما يدل من الطغيان والكفر ولم يكتف بقول الكفر لأن الكفر وحده دون طغيان ( الكفر السلوكي ) لا يعاقب بالقتل ومن قال أن الغلام هو صبي صغير فأريد منه أن يأتيني بالحجة من كلام العرب ومفهومهم لا مما أضحى لدينا اليوم متعارفا عليه ولو افترضت جدلا أن الغلام طفل صغير وأنه سوف يرهق والديه طغيانا وكفرا حين يكبر لذا أمر الله العبد الصالح أن يقتله أليس هذا هو نوع من الإغفال لقدرة الله, الله قادر على أن يميته بطريقة أخرى لا تتدخل اليد البشرية فيها وخصوصا إن كانت هذه اليد هي يد عبد مؤمن الله قادر على أن يميته بأن يصيبه بمرض أو يقع من على دابة أويقتله طاغية كافر أو يسلط عليه دابة لم كان القتل على يد مؤمن
أستنتج من كل هذا أن القتل كان مستحق لمقدمات قدمها ذلك الفتى أو الغلام استحق عليها حكم القتل وهو طغيانه المسبق
وأما عن فعل أراد فقد قال لي أحد الأساتذة (قال فأردنا أن يبدلهما ربهما )قال متسائلا وهل تفرض إرادة العبد على الله عز وجل
أريد أن أقول أن الإرادة وردت في اللغة العربية عموما وفي القرآن بشكل خاص في عدة معان وذلك حسب سياقها بالنص فإن كان المقصود بالإرادة من العبد إلى ربه عز وجل فقد وردت بمعنى التمني أو الطلب ( الدعاء ) وإليكم الآيات التي وردت بهذا المعنى
وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ
فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّبًا لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ
وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا
وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا
وتأتي أيضا بمعنى الطلب والتمني لكل ما لا يملك المرء سلطة عليه ولا يستطيع التحكم به كإرادة الآخرة وإليكم الآيات
وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا
وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ
وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلاً وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ
وتأتي بمعنى المحاولة أو التمني حين يكون ما تبتغيه ليس بمقدروك كإرادة الشيطان ضلال المؤمنين وإرادة الكافرين الغدر بالمؤمنين وإرادته سوءا مع الله عز وجل كالتفريق بين الله ورسوله وإرادة المؤمن للكافر العقاب والبوء بالإثم وإليكم الآيات
إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً
إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ
يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ
بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُؤْتَى صُحُفًا مُّنَشَّرَةً
إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ
إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلاَلَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ السَّبِيلَ
وأما الإرادة من القادر(وخصوصا إذا كانت من ربنا سبحانه وتعالى ) فتكون إرادة تنفيذ وإكراه
مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ
إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ
وقد وردت الإرادة مرة واحدة لمن لا يملكها وورودها في نفس موضوع قصتنا هذه عن الجدار وهي إحدى الصور البلاغية الجميلة في القرآن الكريم كقوله تعالى
فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا
عَلَيْهِ أَجْرًا
وخلاصة القول قد أسلم جدلا بأن مصدر المعلومات التي أوردتها في بداية دخولي في الموضوع مغاير لما ذكرته كأن يكون علمه عن الملك الذي يأخذ كل سفينة غصبا هو بوحي رباني ولكن تقرير الفعل بناء على اللفظ القرآني هو إرادة بشرية خالصة
قتل الغلام أعود فأؤكد كان إرادة بشرية خالصة بناء على أفعال قام بها الفتى تستحق الحكم الذي نفذ فيه وهو القتل وأما قصة الجدار فقد كان وحيا ربانيا والأمر به كان ربانيا والإرادة كانت ربانية خالصا لا دخل للبشر فيه سوى ما كان من تنفيذ لأمر لله بإقامة الجدار وأما ما يقولونه عن أن العبد نسب الأفعال التي تبدو من منظار بشري أنها أفعال مشنة نسبها لنفسه تنزيها لله عز وجل فهو قول صوفي خالص فبعد أن بينه الله في محكم تنزيله أن الغاية منه خير ما حاجتنا إلى تلك التبريرات الصوفية التي لا طائل منها
وأما عن مداخلة السيد سليم الصالح فقد كانت كما ذكر بعض الأساتذة أنها نقلا عن كامل النجار وقد قرأت ما كتبه كامل النجار كاملا وأعتقد أنه لا يستحق أن يرد عليه أحد ولأضرب لكم مثالا على ما كتبه كامل النجار فهو يقول أن موسى قد أخذ معه سمكة مملحة مجففة ويورد على أمثال هذا المثل الكثير ومن أدرى ذلك المعتوه أن السمكة التي كانت معهما كانت مملحة مجففة وحتى لو افترضنا جدلا هذا الكلام فكان عليه أن يقول مقدما أنه لا يؤمن بالله ولا بقدرته على إحياء الموتى وكفى فمن يؤمن بالله وقدرته على إحياء الموتى بل قدرته أصلا على الخلق من العدم لا تقف مثل هذه القصة عائقا أمامه المشكلة في كامل النجار هذا أنه يحاول اقتطاع كلمات من القرآن والعبث فيها مستفيدا من التخلف الفكري والعقلي لدى المسلمين حين يتكلم كامل النجار عن القتال وأن الاسلام هو دين إرهاب فإنه يقتطع آيات من سياقها ومن السورة التي أنزلت فيها ويحاول الدخول من خلالها وينسى كل ما ذكره القرآن من آيات تدعو للسلم وعدم الإعتداء لن يفهم هؤلاء أن القرآن الكريم وحدة متكاملة مترابطة ولا يفهم جزؤه إلا بفهم كله (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ )
استاذى العزيز اسمح لى أن أخالفك الرأى فى خصوص الاية التى استشهدت بها((( وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِىءُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ )) آل عمران 49) بأنه من الممكن أن تنسب(بضم التاء) الالفاظ الى المتكلم ولكن الفعل يكون لله حيث أن الالفاظ التى أشرتم اليها كلها منسوبه الى الله صراحه و بوضوح تام 000 عكس الالفاظ المشار اليها فى قصة العبد الصالح و نبى الله موسى عليه السلام (( فأردت - فخشينا - فأردنا - فأراد ربك ) هى عبارات للمتكلم مما يجعل السؤال ما زال مطروحاً على من تعود تلك الافعال و ان كنت أميل الى انها من الحكمة التى علمها الله اياها لذك العبد الصالح والتى مكنته من تأويل تلك الأفعال التى كانت محل انتقاد و زعر من نبى الله موسى(يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا وما يذكر الا اولوا الالباب )
كما كان لنبى الله يوسف (ولما بلغ اشده اتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين )التى مكنته من تأويل الاحلام (قال لا ياتيكما طعام ترزقانه الا نباتكما بتاويله قبل ان ياتيكما ذلكما مما علمني ربي )...اى ان افعال العبدالصالح هو التى قام بها لما علمه الله من الحكمة و العلم ....و من بينها قتل الغلام حيث أن ربى لم يأمرنا بقتل النفس حتى و لو كانت كافرة (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ)...
مع وافر احترامى و شكرى للجميع
بعد كل ما قرأته من مداخلاته ومداخلات وفاء سلطان فقد صدق قول الله فيهم (وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ )
وللدكتور عمرو اسماعيل فإني أحترمه وأحترم قناعاته أقول واكرر أن قتل الغلام كان بناء على مقدمات قدمها الغلام تجعل الحكم بقتله أمر طبيعي والتصرف كان بشريا خالصا مبني على أحكام أنزلها الله عز وجل مسبقا بقوله تعالى ( فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما ) فتلك الرحمة وذلك العلم إنما هو شرع أوحاه الله إلى ذلك العبد أو من يتبعه ذلك العبد من نبي(أَوْ تَقُولُواْ لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ )( وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )كما ان القرآن علم من الله (وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا )إذا هو شرع من الله والفهم والتطبيق كان من ذلك العبد الصالح ومن مجموعة أشخاص لا من شخص واحد ( إرجع إلى المقال)
وفي الختام أشكركم على التعلقات ومن لديه أي أمر ىخر فليفدنا
جزاكم الله خيرا
ذكر الدكتور حسن مشكورا ما يلي
بالنسبة للتحدث بأسلوب المتكلم مثل ( فأردت أن أعيبها ) وقوله ( فخشينا ) كل ذلك لا يدل على أنه صاحب القرار ولكنه منفذ القرار الربانى وأرجو أن تقرأ معى بهدوء الىيات التالية عن نبى الله ورسوله عيسى عليه السلام ك
(( وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِىءُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ )) آل عمران 49
بعد أن تقرأ الآيات الكريمة السابقة فى هدوء ستجد الكلمات التالية :
جئتكم - أخلق - أنفخ - أبرىء - أحيى الموتى - أنبئكم -
فهل كان بوسع نبى الله عيسى ص أن يعلم الغيب بنفسه ؟ أو ينفخ الحياة فى الطين بنفسه ؟ أو يحيى الموتى بنفسه ؟ أو يبرىء الأكمه بنفسه ؟؟؟
أقول للدكتور حسن حين ذكر أني أخلق أتبعها بإذن الله وحين قال أبرئ أتبعها بإذن الله فأين بإذن الله بالنسبة للعبد الصالح
أشكرك يا دكتور جزيل الشكر
بعد التحية
لقد أنهى العبد الصالح تأويل ما لم يستطع موسى ص الصبر عليه بقوله ( وما فعلته عن أمرى ) وهى تساوى قوله تعالى ( بإذن الله ) فى قصة عيسى ص ...
والله أعلم
يحاول أخى الحبيب مهند مراد القول بأن قوله تعالى ( وما فعلته عن أمرى ) تختص فقط ببناء الجدار وهذا لا أوافقه عليه لأننى ارى - كمجتهد - أن قوله تعالى ( وما فعلته عن أمرى ) تشمل الأفعال الثلاثة وهى خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار .
والسلام
إشارات قرآنية إلى العدد 114 : الإشارة الأولى
إعجاز الترتيب القرآني في الآية ( وكل شيء أحصيناه كتابا )
في سبيل إرجاع الكلم إلى مواضعه (1): [العمل] (1-1)
دعوة للتبرع
تقوى القلوب: قالوا ويقول ون:إس ال الإزا روإرخ اؤه على...
النيروز من تانى : قبل هذا السؤا ل سألت عن مدى...
روايات كاذبة : قال الله تعالى في سورة الاحز اب: وَإِذ ْ ...
عثمان وعلى : لدي سؤال يتعلق بالمو ضوع و اود معرفت ه منك...
سؤالان : السؤا ل الأول : مصر الآن فى أسوا أحوال ها من...
more
[6/22/2008 6:26:13 PM]مراد says: السلام عليكم دكتور عثمان
[6/22/2008 9:43:43 PM] othman ali says: وعليكم السلام
[6/22/2008 9:43:57 PM] othman ali says: معذرة كنت بالخارج يا صديقى الحبيب
[6/22/2008 9:44:06 PM] othman ali says: ارجو ان تكون بخير
[10:53:47 AM]مراد says: الحمد لله
[10:54:01 AM] مراد says: ولا يهمك
[10:55:12 AM]مراد says: دكتور عثمان عذرا إن سمح وقتك سأكلمك بعد نصف ساعة
[11:36:11 AM] othman ali says: ماشى يا صديقى
[12:27:09 PM] مراد says: آسفيا دكتور أسف جدا
[12:27:23 PM]مراد says: بس كنت بنقح المقال اللي نشرته
[2:31:33 PM] othman ali says: ولا يهمك يا صديقى
[2:31:53 PM] othman ali says: حندخل نشوفه ونقراه
[2:32:34 PM] مراد says: أرجو أن ينال إعجابك
[2:32:47 PM] othman ali says: بالتاكيد
[2:46:24 PM] othman ali says: اخى مراد دعنى اكلمك بصراحه شديده
[2:46:44 PM] othman ali says: لم توفق فى الجزأين الاولين
[2:46:47 PM] مراد says: تفضل
[2:47:03 PM] othman ali says: ولكن الثالث مقبول ولكنه ليس بجيد
[2:47:18 PM] othman ali says: لكن ما تزعلش منى
[2:47:29 PM]مراد says: م فهمت
[2:47:38 PM]مراد says: ما فهمت
[2:47:40 PM] othman ali says: انا اتحدث عن شرحك انت للموضوع وليس عن الاحاديث
[2:48:29 PM] othman ali says: شرحك لخرق السفينة وقتل الغلام ---- من وجهة نظرى - بعيد عما قالته الآيات الكريمات
[2:48:56 PM] مراد says: ما هي وجهة نظرك