آحمد صبحي منصور Ýí 2008-05-19
أولا : عن المنهج
1ـ
أسلوب القصص في التوراة يعتمد على المنهج التاريخي فيذكر الزمان والمكان والأسماء والأماكن وشتى التفصيلات ، أما القرآن فيركز على العبرة أساسا ، لذلك تتحول فيه الحادثة التاريخية المحدودة بالزمان والمكان والأشخاص إلى قضية إنسانية عامة تصلح للعظة والاعتبار في كل زمان ومكان .
الأستاذ الفاضل : دكتور أحمد صبحي منصور
لدي ملاحظة أخرى على الرواية التوراتية التي أشرت إليها
فالتوراة تحدثت عن قافلة الاسماعيليين - العرب ابناء اسماعيل- متوجهة إلى مصر ، وهذا النص عليه علامات استفهام برأيي كثيرة
فاسماعيل هو ابن ابراهيم وفقا لما أشار إليه القرآن الكريم في أكثر من موضع ومنها هذه الآية التي جاء الكلام فيها على لسان النبي ابراهيم (ع)
(الحمد لله الذي وهب لي على الكبر اسماعيل واسحاق ان ربي لسميع الدعاء)
وبالتالي فمن حيث القرابة يكون النبي اسماعيل هو أخ النبي اسحاق وعم النبي يعقوب بمعنى أن نسل النبي اسماعيل في ذلك الوقت لم يكونوا معروفين لا كأمة أو كشعب ولا حتى كقبيلة أو عشيرة ، وعددهم لم يكن كبيرا بل بضعة عائلات لا أكثر يعيشون في (واد غير ذي زرع) أو مكة حيث بنى ابراهيم واسماعيل قواعد البيت ، مثلهم مثل نسل اسحاق ، وبالتالي أنا أستبعد صحة أن تكون القافلة من الاسماعيليين
أتفق معك يا دكتور فيما ذهبت إليه حول المنهج القصص القرآني ولو جاز لي أن أعيد صياغة ما تفضلت به فسوف أقول أن القرآن يميل إلى التجريد والمجرد في حين أن التوراة تميل إلى التشخيص والمشخص لأنه مفهوم التجريد مفهوم متقدم في الحضارة والأمم المتخلفة لا تؤمن إلا بالمشخص وأبرز مثال على ان بني اسرائيل لم يصلوا بعد إلى مفهوم التشخيص كما ذكر الدكتور محمد شحرور هو قصة البقرة التي طلب منهم النبي موسى ان يذبحوها فهم أرادوا بقرة معينة وبالمناسبة يا حبذا يا دكتور لو تتطرق إلى قصة هذه البقرة التي سميت أطول سورة بالقرآن باسمها وما هي العبرة برأيك من القصة كما أن هناك أكثر من مثال على ان بني اسرائيل لم يكونون يؤمنون إلا بالمشخص مثل طلبهم ان يروا الله جهرة وعبوديتهم للعجل
مودتي
أستاذنا الفاضل / الدكتور منصور / دائما ما تترك القاريء في منطقة تجعله يتمنى أن لا ينتهي السرد والقصص ولا تنقطع السطور حتى يتشبع عقله بما يقرأ ، ولكن هي ميزة أيضا حيث يتشوق القاريء لما هو آت من أجزاء ..
وأقولها بكل صراحة وهي ليست مجاملة ، لأنى اعرف ان حضرتك لا تحب المجاملات ـ غن هذا التوضيح وهذا الشرح من أفضل ما قرأته في حياتي من باحث من متمكن في توضيح وتبسيط آيات القرآن الكريم ، وأعتقد أن هذا المقال لو قرأه أي إنسان سيفهم العبر الموجودة في قصة يوسف بكل سهلو ويسر ، ومع الأسف الشديد ورغم العبر الهائلة والعظات العظيمة والتدفق القصصي الرائع في تلك القصة الربانية ، إلا أن المسلمين يستخدمون هذه السورة كتمسيلية يقرأونها في صوانات وسرادقات العزاء ، ووصلت الدرجة أن يتسابق قراء القرآن الكريم في تسجيل وطبع شرائط كاسيت بأصواتهم يقرأون هذه السورة ، كنوع من المنافسة ، والمسلمون يتسابقون في اقتناء تلك الأشرطة ، والمفاضلة بين القراء ..
رغم هذا الإعجاز القرآني الرهيب الموجود في قصة نبي الله يوسف في هذه السورة ، ولكن لا يزال المسلمون بعيدين كل البعد عن القرآن ، وصدق الله عز وجل حين يقول على لسان خاتم النبيين عليهم جميعا السلام ( وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ) صدق الله العظيم ..
تقبل خالص تحياتي
ونحن في انتظار ما هو آت من أجزاء
رضا عبد الرحمن على
شكرا لكم جميعا.
وأقول للاستاذ جواد مصطفى أن ملاحظته تلك صائبة ، ولقد رفضت نقد روايات التوراة التزاما بعنوان المقال وهو ( المنهج القصصى ) بين القرآن و التوراة فى قصة يوسف . اكتفيت باعطاء لمحة خصوصا وأن من شروط النشر فى الموقع عدم التعرض لعقائد أهل الكتاب من خلال كتبهم المقدسة . .
ولقد بدأت فى الثمانينيات أكتب بحثا فى المقارنة بين قصص الأنبياء فى القرآن و فى التوراة ، وهالنى ما فى روايات التوراة من تناقض وتضارب ، وتبين لى أننى سأدخل فى معارك ستعطلنى عن مشروعى الفكرى فى اصلاح المسلمين لأن اصلاح أهل الكتاب ليس من شأنى ، كما سأجلب عداءا واستفز متعصبين ـ ثم ـ وهذا هو الأهم ـ سأعصى الله جل وعلا الذى نهى عن جدال أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن. لذا صرفت النظر عن استكمال الكتاب.ولكن لا يزال ما اكتشفته من فحص روايات التوراة يعيش فى عقلى من يومها.... وأزداد تعجبا من سيطرة (شوشو ) ـ أى الشيطان ـ على أفئدة معظم البشر..وخصوصا المسلمين الذين نقلوا الاسرائيليات فى أديانهم الأرضية وأدبياتهم الدينية تحت مسمى حديث وسنة و تشيع وتصوف، مع أن معهم القرآن الكريم ..!..
نعم أن القرآن الكريم ومنهجه القائم على الهداية لايهتم بالأشخاص ولا حدود الزمان والمكان ولكن يهتم بالعبرة والعظة والحكمة..لأنه جاء هداية لكل البشر كافة(فقال لنبيه:وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).
وقصة نبى الله يوسف ينطبق عليها ذلك الحكم كما قال الدكتور منصور:أن القرآن الكريم لم يذكر أبناء يعقوب وأخوة يوسف ولم يذكر أسم عزيز مصر حين إذ ولم يذكر أسم امرأته ولم يذكر أصحابه فى السجن لماذا لأنهم كلهم رموز هداية أو ضلال يمكن الأستشهاد بهم فى زمان ومكان.ذلك المنهج القرآنى القصصى الذى يختلف إختلاف كلى وجزئى عن منهج التوراة.
وقصة نبى الله يوسف من القصص المثيرة والتى تبدأفى أولها بالصراع بين الأخوات لتنافس على محبة إبيهم لهم..وتعرض لنا القصة مشكلة هى موجودة بالفعل فى كل زمان ومكان الا وهى(شعور الأخوة بالحقد على الأخ الذى يحظى بمحبة ورعاية الأب)وهذه المشكلة هى فعلا موجودة حتى ولو كانوا أنبياء مثل نبى الله يعقوب..ثم تنتقل الآيات إلى وضع آخر الا وهو الحقد والغيرة ثم تدخل الشيطان..و هو رد فعل لفعل الأب الذى يهتم بشحص واحد من أبناءه..وهكذا تثير القصة إلى مايشاء الله ..ثم توفيق من الله عز وجل بأنه كافئ المظلو وانعم علية وهذا يتبن من قول يوسف حين قال للأخوته(أنه من يتق ويصبر فأن الله لايضيع أجر المحسنين).
لى سؤال موجه لدكتور منصور أرجو الأجابة عليه.
هل التوراة ومنهجها القصصى بالوضع التى عليها الآن من تحريف وزيغ يمكن الأستشهاد بها فى حقائق الدين؟
صلاح النجار
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5130 |
اجمالي القراءات | : | 57,291,089 |
تعليقات له | : | 5,458 |
تعليقات عليه | : | 14,839 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
أسئلة عن : ( بوتين سيقتل بشار ، سوريا وثقافة الاستبداد والاستعباد )
الغزالى حُجّة الشيطان ( الكتاب كاملا )
خاتمة كتاب ( الغزالى حُجّة الشيطان فى كتابه إحياء علوم الدين )
العدوان ، الغزو ، الفتح ، الحرب ، القتال
تاريخية أم صلاحيته النص عبر الزمان والمكان
دعوة للتبرع
الضنك: الله تبارك و تعالي يقول "وَمَ ْ أَعْر َضَ ...
قيام الليل: ما الفرق بين قيام الليل والته جد علما بأن في...
القرآن شفاء: ما معنى الآية التي ذكر فيها أن القرآ ن فيه...
أعمدة أهل القرآن: أولا جزاكم الله خيرا وأنا كنت عايزه أعرف لو ف...
خل الكحول: الخل الذي يستعم له عامة الناس ومكتو ب عليه...
more
أخي الدكتور منصور حياك الله علي تحليلك للمنهج القصصي الرائع في تلك السورة ونتمني من المسلمين أن يفتحوا عقولهم وقلوبهم وأن يبتعدوا عن الافكار السلفية التي ورثوا منها ما هو سقيم وغث أكثر بكثير مما هو ثمين
والسلام عليكم