حمال أوجه ..
بدأت هذا المقال كتعليق علي فتوي الزواج من الكتابي ..ولكنني وجدته طويلا ففضلت وضعه كمقال منفصل لفض الاشتباك هناك ونقله الي هذه الصفحة .. فسامحوني ..واسمحوا لي أن أقول رأيا أعتقد أنه لن يعجب الجميع أو الكثيرين.. هذا النقاش الطويل عن حق زواج المسلمة من الكتابي أو لا ..وللأسف الشديد يؤكد وجهة نظر البعض أن القرآن حمال أوجه .. ولهذا اختلفت التفاسير وكل يأتي بآية وتفسيره لها .. وفي رأيي المتواضع أن هذا أعظم ما في القرآن ..وهوما يجعل الأمر علي المستوي الشخصي حسب تفسير كل منا واطمئنانه لهذا التفسير وإيكال أمره لله ..
فلنعرف من هو الكتابي ..أولا ..
وحسب فهمي ..هو غير المسلم من يوحد بالله ويتبع التوراة أو الانجيل ويعمل صالحا .. كيف يوحد بالله وكيف يعبده هو ما يختلف من دين لآخر ..
وحسب فهمي البسيط ...لا يوجد مسيحي أو يهودي مؤمن حقا .. غير موحد بالله ..هو قد يفهم التوحيد ويعبد الله بطريقة تختلف عن المسلم ..
إذا الذي يفرق هو إن كان يعمل صالحا أم لا ..ويعمل صالحا هنا معناها هل يضر الآخرين أم لا ..
فمن يسرق ويزني ويقتل هو بلا شك لا يعمل صالحا ..سواء كان مسلما أم لا ..لا فرق ...
ولهذا كل مؤمنة .. مسلمة أو مسيحية أو يهودية ..وتعمل صالحا ..هي حل لكل مؤمن يعمل صالحا سواء كان مسلما أو مسيحيا أو يهوديا ..والعكس صحيح ..
أما غير ذلك ...فالزواج هو زواج مدني ...عرض وقبول وشروط .. وفي هذه الحالة ..دين الزوجين لا يفرق في الأمر شيئا ..وهو زواج قانوني يحمي الحقوق ..وهو أقرب لروح الاسلام..
ولهذا أنصح كل امرأة مسلمة كانت أو غير مسلمة ...أن تختار زوجها من النوع الذي يعمل صالحا والعكس ..وأن يكون هذا الزواج بعقد مدني به شروط واضحة تحمي حقوق الطرفين وحقوق الأطفال ناتج هذا الزواج ..وهذا الزواج هو أقرب لروح الاسلام وروح أي دين ..
أما من يتزوج ويطلق أكثر من ثلاثين امرأة مثلما هو الحال مع ملوكنا الذين يدعون تطبيق الشريعة..ويترك من يطلقهن بدون حتي حق الزواج مرة أخري .. فهو سلوك من لا يعمل صالحا ..أو من يعدد الزوجات بدون سبب ولا يعتني بهن وبأولاده منهن فهو سلوك من لا يعمل صالحا ولو كان مسلما يدعي الاسلام ..أو من يتزوج كنسيا امرأة واحدة لا يغيرها ثم يخونها مع نساء عديدات ولا يراعي الله فيها ...فهو بلا شك ليس مؤمنا يعمل صالحا ..
الزواج المدني بعقد وشروط ودون ذكر ديانة الزوجين فيه ...هو الحل لهذه المشكلة وهو الأقرب لروح العدل ..الذي هو جوهر الأديان كلها وأولها الاسلام ..تماما مثل الدستور المدني الذي يعطي لكل مواطن حقه ويحدد واجباته دون تمييز علي أساس الدين ..
لكي لا يكون القرآن حمال أوجه ...يجب أن نفرق بين ثلاثة أمور في رأيي وهو رأي لا أدعي صحته ولا أفرضه علي أحد ولكنني مؤمن به ...ما هو موجه لكل البشر في كل زمان ومكان من أيات تحض علي الهداية والتوحيد ومكارم الأخلاق وهي في الغالب سور مكية قريبة الي قلبي وعقلي ..وماهو موجه للمسلمين فقط من عبادات والتزامت.. والأمر الثالث السور والآيات المقصود بها التعاملات المدنية في وقت معين وزمن معين ..وهذه هي الآيات التي يحدث دائما بشأنها مثل هذا النقاش الطويل والتي تجعل علاقتنا بغير المسلمين والعالم كله متوترة ..وهذه الآيات في رأيي استرشادية وليست ملزمة ..ويؤخذ جوهرها .. العقاب لجريمة تؤذي المجتمع مثلا وليس طريقة العقاب .فطريقة العقاب التي كانت تصلح لزمن ما ومكان ما ...قد لا تصلح للزمن الحالي والمكان الحالي ..تعدد الزوجات يشترط العدل .إذا ممكن تحديده بشرط العدل .. والمرأة هنا هي من تستطيع أن تشترط في عقد الزواج .. أآيات القتال والرق والعبيد وماملكت الأيمان والجزية ..انتفي العمل بها لا نتفاء العلة ..لا يوجد رقيق الآن .. ولا يستطيع محارب أن يسبي نساءا ..ولا توجد ماملكت الأيمان .. ولا يوجد من يمكن أن نقول عنهم أهل ذمة .. فالجميع في ذمة الله والوطن ولهم حقوق متساوية وواجبات متساوية ...هناك بلا شك .زجزء تاريخي في القرآن ..كان موجها لإناس محددين في زمن محدد ومكان محدد ..وهذا الجزء التاريخي ..لأننا لا نفهمه في حدود زمنه ومكانه هو سبب هو الاختلاف بين المسلمين أنفسهم وبينهم وبين أتباع الأديان الأخري .. وللأسف الشديد نجحت الشعوب الأخري ان تفرق بين ماهو تاريخي في معتقداتها وما هو صالح أن يصبح جوهرا لكل زمان ومكان .وعدم تفريقنا كمسلمين بين الجوهر والتفاصيل ..وبين ماهو كلي ونسبي في الدين الاسلامي ..نعاني أزمات لا تنتهي وتحتد نقاشاتنا .. وتصبح علاقتنا متوترة مع أتباع الأديان الأخري .. بل التوتر الشديد بين من يطلقون علي أنفسهم شيعة ومن يطلقون علي أنفسهم سنة .. وهي تسميات سياسية ليس لها أي علاقة بالاسلام كدين ..
إنه مجرد رأي .لا أفرضه علي أحد .. رغم أنني لا أخفي اقتناعي به وقد منحني سلاما مع النفس ومع الآخرين .. القرآن فعلا حمال أوجه وهذا سر عظمته وديمومته...فلنفهمه ونتدبره بوجه القرن الواحد والعشرين .. وليس بوجه القرن الأول الهجري ..
اجمالي القراءات
13013
هناك آيات تناقش الرق ..فهل هناك رق الآن ؟ ماذا نفعل بهذه الآيات ..
هل هناك ماملكت الأيمان ..
هل يمكن العدل بين الزوجات عمليا في زمننا وعصرنا الاقتصادي ؟
هل يمكن تطبيق حد قطع يد السارق وجلد الزاني أو الزانية ولن أقول رجمها والمرأة دائما هي من تعاقب ..فلم يرجم زاني رجل من قبل .. الرجل دائما يجد مخرجا ..هل تم جلد أو رجم خالد بن الوليد أو المغيرة بن شعبة .. في زمن حقوق الانسان والقانون والمحاكم والقضاء والسجون .. وزمن إلغاء عقوبة الإعدام ..رغم أن هناك دولة تعيش خارج الزمن .. تطبق عقوبة الاعدام علي غلبان مصري مريض عقليا بحد السيف ..ولا تطبقه أبدا علي السادة .. هل تم في أي عصر من عصور الاسلام تطبيق مقولة رسول الله التي تتداولها كتب التراث ...لو سرقت فاطمةلقطعت يدها .. لقد حرموا فاطمة من ميراثها القانوني وادعوا أن الأنبياء لا يورثون وكأنهم ليسوا بشرا لهم عائلات ..رغم أن القرآن يقول أن النبوة نفسها ورثت من داود لسليمان ومن موسي لهارون ..
هل يوجد أهل ذمة حتي يعطون الجزية عن يد وهم صاغرون ..جميع مواطني أي دولة الآن اسلامية أو غير اسلامية هم مواطنين يجب أن يكون لهم نفس الحقوق والواجبات ..
هل يوجد من يحاربنا في الدين لتفعيل آيات القتال ضدهم في زمن فيه كل دول العالم بلا اسثناء تسمح للمسلم بأداء مشاعر دينه في عقر دارها بل والدعوة إليه في نفس الوقت الذي لا نسمح فيه نحن لغير المسلمين بنفس الحق في كثير من بلادنا التعيسة .. ثم نتهم الآخرين بأنهم يكيلون بمكيالين ..
هل الآيات التي تخاطب أمهات المؤمنين ونساء الرسول والصحابة ومنافقي ذلك الزمان هي لكل زمان ومكان ..أم أنها فقط استرشادية .. هل يوجد الآن أمهات للمؤمنين ..
هناك فعلا جزء كبير من القرآن يجب أن يفهم في سياقه الزمني والمكاني .. القرآن فعلا حمال أوجه لأنه يحمل وجه وعقل من يقرأه ويفسره ..وقول سيدنا علي ابن أبي طالب هذا يحسب له وليس عليه ..مثل الكثير من أقواله وفهمه وتطبيقه للإسلام ...ليجيء لنا من يدعي أنه من شيعته.. ليفهم منه عكس كلامه .. كم كان علي ابن أبي طالب عظيما وكم خسرنا بخسارته السياسية علي يد معاوية ... ليتطرف من يحبه بدون فهم ويتطرف من وقف ضده مع معاوية بسوء نية ..
سامحوني علي صراحتي ..ومرحبا بكل منتقد ومخالف في الرأي ..
بدون الاختلاف في الرأي والفهم ..لن تقوم قيامة أي أمة أو شعب .. ولهذا نحن نحتل سبنسة الحضارة الآن .. اسمحوا لي أن أخرف .. فهذا السماح هو الخطوة الأولي للتقدم .. فسوف يجي عاقل يجد في نفسه الشجاعةليقول رأيا صائبا دون الخوف من اتهامه بالتخريف والزندقة والخروج من الملة .. أو قطع رأسه حدا ..