النص المُقدس ثابت أو متغير فى معناه ؟؟

عثمان محمد علي Ýí 2025-10-03


النص المُقدس ثابت أو متغير فى معناه ؟؟
النص المقدس ثابت نصا ومعنى ،ام ثابت نصا ومتغير معنى وتطبيقا ؟؟
سؤال مُهم ،ويتكرر كثيرا نظرا لسوء تطبيق المُسلمين للنص المُقدس ، ولسوء معاملتهم وتعاملاتهم ،فلذلك تُطرح هذه الأسئلة ويُطال أصحابها أحيانا بسقوط النص وعدم صلاحيته للزمان والمكان أو على الأقل سقوط معناه الذى كان مفهوما به فى زمانه الأول ، ووجوب تجاهله كنصى وكمعنى الآن ...فللتعقيب عليه نقول :::
التعقيب ::
سؤال مُهم ويحتاج إلى فصل بين عناصره المُتداخلة بين تعدد مصادر النصوص المُقدسة عند المُسلمين (وأتحدث هنا عن المُسلمين فقط لأن هذا ما يعنينى ) ، وبين تداخل وإختلاط مفاهيم النص المقدس ومعانيه عند كثير من الناس .
خلينى أتحدث عن القرءان الكريم لأنه النص المقدس الأوحد للإسلام ......
فالنصوص فى القرءان الكريم على أربعة أقسام وأنواع ... قسم يتحدث عن الإيمان بلا إله إلا الله واليوم الآخر وعن الغيب (الماضوى مثلما حدث فى عصر نوح عليه السلام كمثال) أو الغيب المُستقبلى مثل الحديث عن يوم القيامة واليوم الآخر وما فيه من بعث وحشر وحساب وثواب وعقاب وجنة ونار . فهذه النصوص لا تتغير نصا ولا معنى فهى ثابتة نصا ومعنى غلأى يوم القيامة .فمثلا لا يمكن أن تكون لا إله إلا الله فى عصر ثم لا إله إلا الله ومعه فلان أو علان فى عصر آخر ....وكذلك حقيقة وجود الجنة والنار فى اليوم الآخر ووووو .
القسم أو النوع الثانى نصوص تتحدث عن تشريعات ثابتة سواء فى العبادات أو فى المحرمات والمنهى عنه وجزء من المعاملات. فمثلا الصيام والحج والصلاة نصوصها ثابتة منذ نزولها فى القرءان إلى يوم القيامة ولا تغيير فيها لا حسب الزمان ولا المكان فهى مع المسلم ومكتوبة عليه فى القاهرة أو فى القطب الشمالى أو الجنوبى ........................ويدخل معها المحرمات مثل نصوص تحريم الزنا ،والقتل وزواج الإبن من أمه وإبنته وأخته وزوجة أبيه وهكذا وتحريم الخمور وأكل الميتة . وشهادة الزور وووووووو ..فكل هذه النصوص ثابتة نصا ومعنى إلى يوم يوم القيامة .
القسم الثالث أو النوع الثالث ..
نصوص تتحدث فى قصص القرءان عن الأُمم السابقة وأنبيائهم وتاريخهم وبعض من تاريخ العلاقات بينهم وإشارات عن تشريعاتهم ..... فهذه نصوص للوعظ والإرشاد والتأسى بها. فهى نصوص إسترشادية وغير مُلزمة للمُسلمين فى تطبيقها (ولكن عليهم ألا يُنكروا وجودها فى القرءان ولا يمكن أن يتجاهلوها كقراءة وتدبر أو ينكروا الإيمان بها كجزء من القرءان الكريم ) . ويدخل معها بعض آيات القرءان التى جاءت كتشريعات خاصة بالنبى عليه السلام وأزواجه وحده فقط لا غير .فهى ليست تشريعات للمُسلمين . وإنما كانت خاصة به هو عليه السلام فى حياته (وهى قليلة للغاية جدا جدا فى مسألة الزواج وحده تقريبا ) .
القسم الرابع والنوع الرابع والأخير .... هو قسم ونوع خاص بالمعاملات المدنية بين البشر جميعا ، وبين البشر والبيئة المحيطة به من جمادات وحيوانات ونباتات ومحيطات وغلاف جوى ووووو ....
فمعظمها أو كلها وضعت قواعد عأمة مُلزمة ،ولكن تتغير طرق تطبيقها حسب تغير الزمان ومُستجدات الأمور والأحداث ...... مثل (الحرية العامة المُطلقة فى كل شىء) ( و(العدل ) و(المحافظة على حياة الناس والسلام بينهم ) ومتى تكون (حالة الحرب) . فهنا وضع الإسلام الأساسيات لها وترك طرق وكيفية تطبيقها لشورى المجتمع ومناقشاتهم وحواراتهم والأخذ بأحسنها وأفضلها وتوصيات أولى العلم والخبرة ،وأيسر طرق تطبيقها لصالح المُجتمع ، وأمر بالإصلاح المُستمر لها حسب مُستجدات الأمور وما تلزمه الظروف من تغيير فيها . وجعل الإسلام والقرءان فريضة الشورى واجبة لكى يحكم المُجتمع نفسه بنفسه فيها تحت مظلة الحرية والعدل وحقوق الإنسان ................................وكذلك أمر بالعدل فى المعاملات المالية وكيفية إدارة موارد وثروات الدولة والمعاملات التجارية والمعاهدات الدولية .ولكن الكيفية كيف تركها لمجالس الشورى والتشريعات وتوصياتها وقراراتها وقوانينها ......... وهكذا فى باقى كل مناحى الحياة المدنية ..............
وكذلك إشاراته فى آيات قرءانية علمية عن النبات أو الأرض أو الفلك أو خلق الإنسان ومراحل حياته البيولوجية والفسيولوجية ووووووو هى للوعظ والإرشاد فى إثبات أنه لا إله إلأا الله خالق هذه الأشياء وهذا الكون . وفى الأمر فى بحث طبيعة هذه المخلوقات ومحاولة فك شفرات قوانين التعامل معها لتستفيد البشرية من تسخيرها من الله جل جلاله لنا ، ولإعمار الأرض المُستمر وتحسين حياة الإنسان والإرتقاء به وبرفاهيته إلى يوم القيامة ..........وقبل أن أنسى لم يضع الإسلام قانونا أو شكلا أو نظاما للحكم السياسى للدولة ..وإنما وضع كما قلت مبادىء عامة للحكم وللحياة يجب أن تكون مبنية على الشورى فى الإختيار للأكفأ وللطريقة التى يُدار بها احُكم المُجتمع ،وأن يكون التطبيق تحت سقف ومظلة إقامة وتطبيق الحريات والعدل والسلام والأمن والتوزيع العادل للثروة والسلطة بين الناس جميعا دون تمييز .........وعلى المثجتمع كما قلت بالإصلاح المُستمر ،وعدم ترك أمور الإستبداد والطغيان والبغى والفساد إلى أن تستفحل ويتحول المُجتمع إلى طبقتين طبقة أسياد وآلهة وأنصاف آلهة ومليارديرات ،وطبقة عبيد وجوعى وفقراء ومساكين وأبناء سبيل ومُستعبدين ، ويقومون بتدمير الأرض وما عليها ومن عليها . فالإصلاح المُستمر هو سد ووقاية المُجتمع من الإنهيار ومن الدمار الشامل الذى يقع عليه .....
فهذا بإختصار كان تعقيبى على موضوع (النص المقدس) وثباته أو تغييره أو تغيير معناه عبر العصور . فلابد أن نفصل بين ما هو ثابت نصا ومعنى منذ نزوله إلى يوم القيامة . وما هو ثابت ومقدس نصا ،ومتروك آلياته وآليات تطبيقه للمُجتمع ولكن تحت مظلة وسقف (الحرية والعدل وحقوق الإنسان دون تمييز بينهم نهائيا ) .
اجمالي القراءات 386

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق