رضا البطاوى البطاوى Ýí 2025-08-06
الرد على مقال رحلة النفس بعد الموت: تدبرات قرآنية عميقة في مصير الإنسان
صاحب المقال هو يحيى شهوان والمقال كما هو ظاهر من عنوانه يدور حول ما بعد موت الإنسان وقد تحدث عن مركزية الموضوع في الأديان فقال :
"لطالما شكل موضوع ما بعد الموت محورا مركزيا في العقيدة الإنسانية، وتعدد فيه القول بين طروحات فكرية وفلسفية ودينية. إلا أن القرآن الكريم، حين يقرأ بتدبر وحياد، يكشف تصورا بالغ الانسجام والمنطق حول مصير النفس الإنسانية، من لحظة موت الجسد إلى مرحلة الحساب والجزاء. "
وحدثنا عن تقسيمه الموضوع لثلاثى محاور ثم ذكر أربعا فقال :
"سأعالج في هذا المنشور ثلاثة محاور رئيسة:
1. حقيقة النفس بعد الموت وإدراكها للزمن
2. لا عذاب في القبر: الجسد يفنى والنفس تمسك
3. الموت هو توقيت القيامة لكل فرد
4. الحساب فردي لا شفاعة فيه، والجزاء من جنس العمل
وفى المحور الأول استهله بكلام طيب فقال :
1. النفس بعد الموت وإدراكها للزمن
عند الموت، يفصل الجسد عن النفس، فيفنى الجسد وتمسك النفس عند بارئها، كما في قوله تعالى:
﴿الله يتوفى الأنفس حين موتها﴾ (الزمر: 42)
﴿كل نفس ذائقة الموت﴾ (آل عمران: 185)"
ثم أدخلنا في متاهة ليست في كتاب الله وهى فقد النفس الإحساس بالزمن فقال :
"ويشير القرآن إلى أن النفس، في هذه المرحلة، تفقد الإحساس بالزمن، وتدخل في حالة أشبه بالسكون خارج حدود الوقت الذي نعهده. ولذا، حين تبعث يوم الحساب، تظن أنها لبثت يوما أو بعض يوم:
﴿قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين، قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فسئل العادين﴾ (المؤمنون: 112–113)
﴿كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها﴾ (النازعات: 46)"
والكلام بهذه الطريقة هو إخلال بالحقيقة فالذين يحدث لهم هذا الخلل بعد القيامة حيث يدخلون النار هم الكفار وأما المسلمين فلا يحدث لهم هذا وهذه هى الآيات :
"ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون (103) تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون (104) ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون (105) قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين (106) ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون (107) قال اخسئوا فيها ولا تكلمون (108) إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين (109) فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون (110) إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون (111) قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين (112) قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العادين (113) قال إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون"
والآية الثانية تتحدث عن السائلين عن الساعة ومن يسألون هم الكفار وليس المسلمين وفى هذا قال تعالى :
"فأما من طغى (37) وآثر الحياة الدنيا (38) فإن الجحيم هي المأوى (39) وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى (40) فإن الجنة هي المأوى (41) يسألونك عن الساعة أيان مرساها (42) فيم أنت من ذكراها (43) إلى ربك منتهاها (44) إنما أنت منذر من يخشاها (45) كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها (46)"
وهو ما ظهر واضحا في قوله تعالى:
"ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون"
وقد بين الله أن المسلمين لا يحدث لهم هذا الخلل في القيامة لأنهم هم من يردون على الكفار في قوله تعالى :
" وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث فهذا يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون"
والنفس لا تدخل في حالة سكون في البروح وهو ما بعد الموت وإنما تدخل الجنة أو النار الموعودتين في الدنيا في السماء كما قال سبحانه ك
" وفى السماء رزقكم وما توعدون"
وفى وجود نفوس الكفار في العذاب قبل القيامة في تعذيب قوم فرعون قال تعالى :
" وحاق بآل فرعون سوء العذاب النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب"
وقال في دخول الشهداء في سبيل اللجنة وطلبهم البشرى بمن خلفوهم في الأرض:
"ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون"
وقال في دخول موتى الطيبين المسلمين الجنة:
"الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون"
وقال في دخول الكفار النار :
"الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين "
وحدثنا عن عدم وجود عذاب القبر مبينا ان القبر لتحلل الجسد ومسك النفس فقال
2." لا عذاب في القبر: الجسد يتحلل، والنفس تمسك
لا وجود لمفهوم عذاب القبر في القرآن، بل هي فكرة تسربت من مصادر غير قرآنية. فالنفس عند الموت تمسك، وتحفظ في علم الله، ولا تحاسب حتى البعث:
﴿الله يتوفى الأنفس... فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى﴾ (الزمر: 42)
أما الجسد، فقد وصفه القرآن أنه يعود إلى الأرض، وهي التي خلق منها:
﴿منها خلقناكم وفيها نعيدكم﴾ (طه: 55)
ولذلك، لا عذاب لجسد مفكك في قبر من تراب، ولا دليل قرآني على أن النفس تعيش عذابا بين الموت والبعث."
وما يغيب كلام يحيى شهوان هنا هو عدم تحدثه عن معنى مسك النفس وهو مسكها في الجنة والنار السماويتين الحاليتين
وأجمل الحديث دون أن يبين كون الموت قيامة منفصلة لكل فرد يموت وهو كلام صحيح فقال:
3."الموت هو توقيت القيامة للفرد
في المفهوم القرآني، لا حاجة لأن ينتظر الإنسان يوم القيامة كحدث زمني بعيد، فموت كل نفس هو بداية قيامتها الشخصية. النفس تغادر الدنيا ولا تعي ما بعدها، وتفاجأ بالبعث فورا من منظورها:
﴿فأصابهم السيئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون، فإذا هم يجرون، ولا يستطيعون رده وما هم منهم يستعتبون﴾ (الأنبياء: 40–41)
فالنفس تفاجأ بالحقائق دون سابق إشعار، وكأن البعث حصل مباشرة بعد موتها:
﴿قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون﴾ (يس: 52)"
والظاهر هو خلل في استشهاده بما في سورة الأنبياء فالآيات مختلطة بغير كلام الله وليست في سورة الأنبياء والسور التى أتت فيه يستعتبون هى في سور النحل والروم والجاثية
والآية التى استشهد بها على كلامه من سورة يس ليست في البعث الفردى لأنها تتحدث عن النفخ في البوق كما قال تعالى :
"ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون"
وما في البعث الفردة هو ما جاء في آيات سورة النحل عن الوفاة ودخول الجنة والنار
وأنهى الرجل حديثه عن كون الحساب فردى ولا توجد شفاعة فقال :
4. "الحساب فردي ولا شفاعة
القرآن واضح تماما في أن الحساب فردي، ولا شفاعة لأحد، ولا يمكن لأحد أن يدافع عن أحد أو يخفف عنه:
﴿كل نفس بما كسبت رهينة﴾ (المدثر: 38)
﴿ولا تزر وازرة وزر أخرى﴾ (الأنعام: 164)
﴿يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم﴾ (الشعراء: 88–89)
وحتى الشفاعة التي وردت بصيغ متعددة، فقد نفاها القرآن بصراحة عن غير الله:
﴿قل لله الشفاعة جميعا﴾ (الزمر: 44)
وهذا يعني أن النجاة لا تكون إلا بما قدمه الإنسان من عمل، وليس بنسبه أو شفاعة مزعومة من أحد"
ونفى الشفاعة الأخروية هى تكذيب للقرآن فالشفاعة موجودة بمعنى شهادة حق في حق المشفوع له ولكنها لا تغير حكم الله فهى مجرد وسيلة أخرى لتأكيد حكم الله
وفى هذا قال تعالى :
"لا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون"
الشفاعة إذا لا تعنى كما يتصور يحيى أو غيره توسط عند الله لادخال كافر الجنة فهى ليست توسط وإنما ارتضاها الله لتكون تأكيد بحكمه السابق بدخول الجنة فالشفاعة وهى الشهادة باسلام فلان هى شهادة لمن رضى الله عنه وهو من حكم بادخاله الجنة كما قال تعالى :
" ولا يشفعون إلا لمن ارتضى"
وعليه الشفاعة وهى شهادة حق لا تغير من عدل الله شيئا
وخلص يحيى شهوان مكررا بعض الأخطاء السابق مناقشتها إلى التالى:
"الخلاصة:
يتضح من هذا التدبر أن النفس هي محور الخلق والحساب والجزاء، وأنها تمر برحلة دقيقة متقنة:
1. تخلق وتزوج بالجسد في الدنيا
2. تفصل عند الموت وتمسك عند بارئها
3. تبعث للحساب بعد فناء الجسد
4. تجزى بما عملت: إما في رضوان الله أو في خسران مبين
كما يتضح أن الزمن بعد الموت يتوقف من منظور النفس، مما يلغي الحاجة لتصورات البرزخ وانتظار القيامة. "
الرد على مقال رحلة النفس بعد الموت
الرد على مقال الطاقة وتحرير الأجساد الاثير وفي انفسكم أفلا تبصرون ؟
دعوة للتبرع
التكقير من تانى : أری ;د أن أتمنّ ی منکم أن لا تکفّر وا ...
لسنا سبب إلحادك : أنتم السبب الى ما أنا فيه . زلزلت م عقيدت ى ....
أين الحق ؟!: استاذ أحمد : أين الحق ؟...
ديون الميت: علمت من كتابك م ( الموت ) ان الانس ان يقفل...
سؤالان : السؤا ل الأول ماهى دلالة كلمة ( حنيفا ) بملة...
more