قراءة فى كتاب الإسلام المبكر فى التواريخ السريانية

رضا البطاوى البطاوى Ýí 2025-01-12


قراءة فى كتاب الإسلام المبكر فى التواريخ السريانية
دراسة مقارنة بين تاريخ الطبرى وتاريخ ميخائيل الكبير من صدر الإسلام حتى العصر الأموى
الكتاب من تأليف محمد مجيد بلال وهو يدور حول المقارنة بين منهجى الطبرى المفسر والمؤرخ المعروف فى التراث وبين واحد من أشهر كتاب السريان وهو :


ميخائيل الكبير المعروف عند السريان والذى كتب كتابا فى التاريخ معروف باسم:
تاريخ مار ميخائيل السريانى
وقد استهل بلال كتابه بفصل عن السريان ومساهماتهم فيما يسمونه الحضارة الإسلامية وتاريخهم
وقد كتب عن أصلهم فقال :
السريان اليوم هم أعضاء كنيسة إنطاكية السريانية الأرثوذوكسية وهم السلالة المباشرة لأجدادهم السكان ألأصليين البلاد سوريا ولبنان وفلسطين وآسيا الصغرى وما بين النهرين العليا والسفلى أى العراق كانت لغتهم الآرامية لغة سوريا القديمة التى تكلمها السيد المسيح(ص) "ص8
وتحدث مطولا فى هذا الفصل عن تاريخ السريان ذاكرا انقسامهم لفريقين واحد فى سوريا وواحد فى إيران والاختلاف بينهم كما ذكر بعض من تاريخهم ثم ذكر مساهماتهم فى دولة المسلمين حيث يذكر التاريخ أن العديد منهم كانوا قائمين على شئون المال فى سوريا والعراق وأحيانا غيرهم فى عهد الخلفاء الراشدين وعهد الدولة ألأموية وغيرها
وتحدث بلال فى فصل أخر عن الطبرى حياته مؤلفاته وفى فصل أخر تحدث مار ميخائيل الكبير حياته ومؤلفاته
وفى فصل أخر تحدث عن الاختلافات بين طريقتى التأليف فى التاريخ بين الطبرى كممثل للمسلمين وبين ميخائيل الكبير كممثل للسريان
وذكر الفارق وهو:
اعتماد المؤرخين فى تراثنا العربى على طريقة جمع المعلومات ووضعها خلف بعضها دون تمحيص أو انتقاد للتناقضات والخلافات بينها وهم لا يراعون أن تكون الحوادث مرتبة خلف بعضها حسب الزمن وإنما يجمعون بين حادثة من زمن وحادثة من زمن أخر
واما منهج السريان ومن تبعهم فهو :
نظام الحوليات وهو :
كتابة الحوادث خلف بعضها البعض مرتبة حسب السنوات وأحيانا الشهور وألأيام وفى هذا قال بلال:
" أما منهج ميخائيل الكبير فى تاريخه فبعد دراسة أنماط الحوليات البيزنطية....ففى تاريخه يمزج بين التاريخ الدينى كما ورد فى الكتاب المقدي والحوليات البيزنطية فيبتدىء بذكر أخبار ه من الخليقة ويستمر فى سرد الروايات إلى عصره تماما مثلما يفعل مدونو الحوليات وكتبة التواريخ العامة وليس هذا فحسب بل نجده يتقيد بالتقويم الاسكندرى بالاضافة إلى اعتماده التقويم الميلادى والهجرى "ص316
وذكر منهج الطبرى وهو أنه يجمع روايات مختلفة زمنيا فقال :
" يلاحظ أن الطبرى يعرض روايات عديدة للخبر الواحد ويجعل الخبر على عهدة راويه ولا يعلق بترجيح تلك الرواية على غيرها ويترك للقارىء اللبيب أن يميز بين الغث والثمين ليحكم ولكن الملاحظة الجديرة بالإشارة أن الطبرى ينتقى أحيانا الرواة دون الرواية وهذا الانتقاء ظهر جليا وواضحا فى تعويله على روايات سيف بن عمر التميمى ....لكن السبب المعروف عن عزوف الطبرى على التعويل على روايات الواقدى لأن الأخير اتهم بالتشيع ص318
وقال :
" وكان الطبرى يقطع الأحداث بالروايات المتعددة والمتخالفة فّا انتهى من ذكر الخلاف عاد إلى استئناف الكلام من حيث توقف وقطع ص319
كما قال :
" وبهذا كانت الروايات كثيرا ما تتداخل وتتشابك وهذه الطريقة تشتت القارىء وتشغله بالفروع هم الحدث ألأصلى 320"
ومنهج الطبرى هو نفسه منهج من سبقوه عند بلال فقد قال عن منهج المؤرخين فى تراثنا :
" فقد أـخذ الباحثون فى هذا الجيل فى جمع أخبار الحادثة الواحدة عن الرواة المختلفين ثم ضموا الروايات بعضها إلى بعض ودونوا ذلك فى كراسة أو رسالة وكان ذلك فى القرنين الأول والثانى للهجرة "ص23
كما قال:
" لذا نجد الحادث الواحد يرد فى أكثر من مكان وعلى لسان أكثر من شخص وليت الأمر يقف عند حد الاختلاف فى تفاصيل الحادث الواحد بل تعداه إلى سنة وقوع الحادث نفسه وكل كتبهم فى التاريخ شاهدة على ذلك "ص24
وما قاله بلال عن كون هذا النظام فى كتابة التاريخ فى كل كتب التاريخ فى التراث يتناقض مع وجود كتب عديدة كتبت بنظام الحوليات مثل كتاب الكردبوس الاكتفا فى أخبار الخلفا وكتاب القرمانى أخبارالدول وآثار الأول فى التاريخ بل إن كتاب الطبرى نفسه من تلك الكتب حيث يتحدث عن أحداث السنوات
قطعا بلال أبدى انتقادات عديدة للطبرى وكذلك لميخائيل الكبير ولكن القراءة فى هذا الكتاب ليس الهدف منها :
معرفة الانتقادات أو المقارنة بين التواريخ التى اشترك فيها المؤلفان فى كتب التاريخ موضوع المقارنة
وإنما الهدف هو :
اظهار ملاحظة ذكرت فى بداية الكتاب وهى :
توافق التاريخ المنسوب للمسلمين عند المسلمين مع التاريخ السريانى وهو تاريخ كفرة بينما تاريخ الكفرة الأخرين يذكر اختلافات جوهرية عن التاريخ المعروف فى التراث حتى أن جهلة الدراسات فى زماننا هذا يدعون أنه لا يوجد دليل فى تواريخهم على التالى :
وجود محمد(ص) ووجود القرآن
أن من اخترع الدين هو مروان بن الحكم وأن أول أثر هو ما يسمى مسجد قبة الصخرة
وفى مقدمته كتب بلال :
" تعد المصادر التاريخية السريانية ثروة حقيقية للباحثين فى التاريخ الإسلامى فهذه المصادر توفر رواية حيادية إلى حد ما ما بين الروايتين الإسلامية بمختلف تشعباتها والبيزنطية المقتضبة "ص21
قطعا :
تظل كتب التاريخ السريانى شوكة فى حلق الدراسات الغربية المعاصرة والتى تتبنى وجهة نظر:
الإسلام ورسوله(ص) لم يكن لهم أى وجود تاريخى وأنهم تم اختراعاهم على أيدى أناس أخرين فيما بعد
قطعا ما أقوله هنا ليس إيمانا بأن التاريخ الإسلامى الحالى صحيح وإنما إيمانى
أن معظمه مزور وكذلك معظم التاريخ العالمى مزور وأن من كتبه هم هدموا دولة المسلمين الأخيرة
بقيت كلمة وهى :
أننى قرأت مقتطفات من تاريخ ميخائيل الكبير باللغة العربية بأجزائه الثلاثة حيث ترجمه شمعون صليبا وهو أحد السريان المعاصرين وقد وجدت أن هذا التاريخ متطابق إلى حد كبير مع التاريخ المعروف حيث ذكر أبو بكر وعمر وغيرهما من المنتمين إلى فترة الرسالة فى الجزئين الثانى والثالث وهو ما يؤكد أن الدين الإسلامى لم يخترع فيما بعدهما على يد مروان بن الحكم كما تقول النظرية التى يشيعها من يترجمون الدراسات الغربية الحديثة فى التاريخ لجعل الإسلام رسالة بشرية مخترعة وأن لا وجود لنبى الإسلام الأخير(ص)ولا للقرآن كوحى منزل ومن أقواله فى الجزء الثانى ص312:
"سنة 946 ى والـ24 لهرقل والـ13 هجرية توفى أبو بكر بعد حكم دام سنتين وخلفه عمر بن الخطاب فأرسل جيشا إلى العربية واحتل بصرى وخرب عدة مدن وفى السنة التالية أرسل عمر جيشا إلى فارس"

اجمالي القراءات 56

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2008-08-18
مقالات منشورة : 2668
اجمالي القراءات : 21,148,055
تعليقات له : 312
تعليقات عليه : 512
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt