الصحابة وما أدراك ما الصحابة .

عثمان محمد علي Ýí 2024-12-17


الصحابة وما أدراك ما الصحابة .

كثيرا ما نُتهم وتأتين رسائل سباب وووو وأقلها رسائل عتاب لأننا نكتب عن الصحابة وخاصة كبارالصحابة بطريقة سلبية ولا نوقرهم وننتقص من حقهم وقدرهم ونتهمهم بالإجرام والفسوق والعصيان ،وانهم كفروا بالقرءان الكريم وإنقلبواعلى أعقابهم بعد وفاة النبى عليه السلام . وداخل هذه الإتهامات (الحقيقية لنا نقول هذا ولا نُنكره ) يُطرح سؤال وهو :إلم يكن من الصحابة مسلمين ومؤمنين حقيقيين ، وهل كان كل الصحابة كما تصفونهم بالإجرام والفسوق والتنكب على وجوههم عن طريق الحق القرءانى ؟؟؟

==

التعقيب ::

لتوضيح هذا الأمروالردعلى الإستفسارات حول موقفنا من الصحابة نقول ::
أولا ::

الصحابى هو كل من عاش مع النبى عليه السلام في مكة أوالمدينة أو بجوارهما وسمع بنبوة النبى عليه السلام ورسالته سواء آمن بهما أم لم يؤمن. فمثلا ( أبو ذر الغفارى ) و(أبو بكر بن أبى قحافة  -وسعد بن معاذ ) و( أبو جهل – وأبو لهب – وأُمية بن خلف ) و(العباس بن عبدالمطلب –وأبو سفيان بن حرب ) و(ورقة بن نوفل ) كانوا صحابة . لأن قوم النبى عليه السلام ككل يسمون أصحابه وصحابته ((أَوَلَمۡ يَتَفَكَّرُواْۗ مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍۚ إِنۡ هُوَ إِلَّا نَذِيرٞ مُّبِينٌ )) الأعراف184

((قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ)) سبأ 46

((وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى.مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى.وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى.إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى)). النجم 1-4

((وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ)) التكوير 22.

فالصحبة في هذه الآيات تُشير للصحبة من المُسلمين ومن غير المُسلمين . ومن هُنا فالصحابى هو كل من عاش في عهد النبى عليه السلام ورآه أو سمع عنه سواء آمن بنبوته ورسالته أم لم يؤمن .

ولكن ما يعنينا هُنا وبإختصار هم الصحابة المُسلمون الذين آمنوا بنبوة النبى عليه السلام ورسالته القرءان الكريم وعاشوا معه في مكة وفى المدينة.فلو رجعنا للتعرف عليهم وعلى مواقفهم من الإسلام والإيمان الحقيقى بالقرءان وبتشريعات القرءان من خلال القرءان الكريم نفسه سنجدهم على ثلاثة أقسام .
القسم الأول .

وهم المُنافقون الذين نزلت فيهم آيات وسور من القرءان الكريم أظهرت حقيقتهم وأخبرت النبى عليه السلام والمُسلمون المخلصون دينهم لله رب العالمين عنهم ،من أمثال المنافقون الذين بنوا مسجدا ضرارا، والذين جاءوا بالإفك الذى تحدثت عنه سورة النور ، والذين زلزلوا المدينة بنفاقهم وإيذائهم لنساء المؤمنين وهم الذين تحدثت عنهم سورة الأحزاب ، والذين خذلوا النبى عليه السلام في حروبه الدفاعية ولم يخرجوا معه وتحججوا بخوفهم على بيوتهم وعائلاتهم ،بل ووصل الأمر ببعضهم على تحريض المسلمين على عدم الخروج مع النبى عليه السلام ،بل واكثرمن هذا تحريضهم بعدم الإنفاق على من عند رسول الله عليه السلام وقت الحرب وعدم إخراج الزكاة والصدقات، والذين كانوا يشمتون فيمن قُتل في سبيل الله ويقولون لو كانوا هنا ما قُتلوا، والذين كانوا يلمزون النبى عليه السلام ويتهمونه بالظلم في توزيع الصدقات والفىء والغنائم ، والذين كانوا يسبون النبى عليه السلام جهارا نهارا . فنزل فيهم قرءان فضحهم وأخبر عنهم .

القسم الثانى من الصحابة ::
صحابة مُنافقون مردواعلى النفاق (تمرسوا عليه وأصبح يسرى دمائهم فلا تستطيع أن تكشفه ،حتى أن النبى عليه السلام نفسه لم يكتشفه ولم يكتشفهم ). فقال له القرءان الكريم عنهم ((وَمِمَّنۡ حَوۡلَكُم مِّنَ ٱلۡأَعۡرَابِ مُنَٰفِقُونَۖ وَمِنۡ أَهۡلِ ٱلۡمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى ٱلنِّفَاقِ لَا تَعۡلَمُهُمۡۖ نَحۡنُ نَعۡلَمُهُمۡۚ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيۡنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٖ)) (101التوبة)....... وهؤلاء هم الذين الذين حذّرهم القرءان من قبل أن ينقلبوا على أعقابهم بعد وفاة النبى عليه السلام حين قال لهم ((وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٞ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِ ٱلرُّسُلُۚ أَفَإِيْن مَّاتَ أَوۡ قُتِلَ ٱنقَلَبۡتُمۡ عَلَىٰٓ أَعۡقَٰبِكُمۡۚ وَمَن يَنقَلِبۡ عَلَىٰ عَقِبَيۡهِ فَلَن يَضُرَّ ٱللَّهَ شَيۡـٔٗاۗ وَسَيَجۡزِي ٱللَّهُ ٱلشَّٰكِرِينَ)) (144آل عمران)

ولكنهم للأسف إنقلبوا على أعقابهم بعد وفاة النبى عليه السلام مُباشرة.كيف ذلك وهل هناك أمثلة لصورلإنقالبهم على أعقابهم ؟؟

  -1-  فمثلا الحُكم في الإسلام وإختيارالحاكم مبنى على الشورى ،فإنقلبوا من أول يوم على هذه الفريضة الإسلامية وأخذوا البيعة لإبن أبى قحافة  تحت تهديد السيوف والحذاء وأجبروا المسلمين عليها ،ثم توالت عمليات تنصيب الحاكم بتوصيات من الحاكم السابق وهكذا وهكذا،فأبوبكر إختارعمر، وعمر إختار 6 من كبار المنافقين من الصحابة ،ثم جاء عثمان وقُتل فلم يبقى من الستة سوى 3 إقتتلوا حتى تولى على بن ابى طالب ،ثم جاء الحكم الأموى بالوراثة ووووووو وبهذا إندثرت وماتت فريضة الشورى في إختيار الحاكم وفى تسيير شئون الدولة والمُجتمع  . فهذا نوع من أنواع إنقلابهم على أعقابهم .

 -2- الإسلام دين سلام وإخاء وتعارف ومودة وتراحم بين الناس وتعاون على البر والتقوى ،والقتال لا يكون عند المُسلمين إلا ردا للإعتداء ،وأن الحرية الدينية فيه حُرية مُطلقة .فإنقلبوا على أعقابهم ،وتحولوا إلى مُعتدين قتلة سفاحين مصاصى دماء فجيشوا الجيوش وإعتدوا على البلاد المجاورة وقاتلوهم وقتلوا رجالهم ،وسبوا نسائهم وفتياتهم وأطفالهم ،وفرضوا عليهم الإسلام بالقوة والإكراه في الدين ، وفرضوا عليهم إتاوة مقابل عدم دخول بعضهم في الإسلام ، وسلبواأموالهم وثرواتهم ومحاصيلهم وإستولوا على أراضيهم وجعلوها ضياعاوطُعمة لهم هم . فبتلك الأفعال يكونوا قد إنقلبوا على أعقابهم ، ومُصيبتهم وجريمتهم الكُبرى أنهم فعلوا كل تلك الجرائم والموبقات والكبائر تحت إسم الإسلام وشعارات (الله أكبر ) !!!!!!!!!

 -3- الإسلام يدعوا إلى تجفيف منابع الإسترقاق والإستعباد ،ويدعو لعتق الرقاب وتحرير العبيد والإماء والجوارى ،بل ومُكاتبتهم على تحريرأنفسهم، بل وجعل لهم سهما من أسهم الزكاة والصدقات يُساعدهم في تحريرأنفسهم من العبودية ، بل ويدعوا للزواج من العبيد والجوارى بعقود زواج صحيحة مُكتملة الأركان والشروط ،وانه لا يمكن إقامة علاقة جنسية مع (عبد ) أو مع (جارية ) إلا بعدعقد زواج صحيح .فهل فعلوا هذا ؟؟؟؟؟

 لكنهم للأسف الشديد فعلواعكس ذلك تماما ، فإسترقواالرجال والنساء والفتيات والأطفال ،وتوسعوا في تجارة العبيد والإماء والغلمان ، وإرتكبوا أبشع جرائم الفاحشة بالجوارى ،فكانت الجارية مُستباحة العرض والشرف عند مالكها وسيدها دون عقد زواج ودون آدمية ،فكانت خادمة له ولبيته في النهاروعشيقة له بالليل دون خوف من الله جل جلاله ،ودون تفكير في تشريعات الرحمن فى حقوق الإماء والجوارى. فهل أولئك الصحابة طبقوا الإسلام أم إنقلبواعليه وعلى أعقابهم ؟؟؟

فهذا القسم من الصحابة ومن كبار الصحابة بدءا من (أبى بكر وعمر وعثمان وعلى والزبير وطلحة  ومعاوية ووووووو ومن كان معهم من الجنود في حروبهم التي إعتدوا فيها على المسالمين الآمنين ، ومن أكل من أموال السُحت التي نهبوها،ومن ساعدهم على إسترقاق الناس وخلق وبعث تجارة العبيد والتوسع فيها  من جديد بعدماأمرهم الإسلام بتجفيف منابعها والقضاء عليها، ومن تمتع منهم بالجوارى والإماء وإستباح أعراضهن دون خوف من الله ودون عقد نكاح صحيح مكتمل الأركان والشروط ) هم من نكتب عنهم وننتقدهم ،ونُبرىء الإسلام ورسالته منهم ومن أفعالهم ،وحق عليهم أن نصفهم بالمجرمين الفاسقين الخارجين على حدود الله وتشريعاته ،فعليهم لعنة الله وملائكته والناس أجمعين .

==

القسم الثالث من الصحابة ::
وهو القسم الذى أهمله التاريخ ولم يكتب عنه ،ولكن أنصفه رب العزة جل جلاله وخلّد ذكرهم في قرءان يُتلى إلى يوم القيامة .وهو قسم المؤمنون حق الإيمان بالله جل جلاله وبرسالته، فلم يكونوا من المنافقين ولا ممن إنقلبواعلى أعقابهم بعد وفاةالنبى عليه السلام. فتحدث عنهم القرءان دون ذكرلأسمائهم فقال سُبحانه وتعالى عنهم (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا). فمنهم من مات في حياة النبى عليه السلام ومنهم من عاش بعده .فالذين عاشوا منهم بعد وفاة النبى عليه السلام لم يُشاركوا(الخلفاء الفاسقين) فى إعتداءاتهم على المُسالمين الآمنين فى الشام والعراق ومصر وغيرها،وإعتزلوا حياة البدووالبداوة العدائية التى كان عليها الخلفاء الفاسقين المنافقين. لذلك لم يكتب التاريخ عنهم لأن الذين كتبوا التاريخ كتبوه في عصورالظلم وسفك الدماء،وإرضاءا للعباسيين ليبرروا لهم جرائمهم التى إرتكبوها .فكتبواعن الخلفاء الفاسقين وجرائمهم على أنها دين من دين الله ،وكانت لنشر دين الله فليتخذوامنهم قدوة  ومثلا يُحتذى به.

ولكنهم لم ينتبهواإلى أن القرءان الكريم أنصفهم وأنصف (مدرسة محمد عليه السلام كمُعلم وقائد ومُربى) وشهد لهم و لها بالحق وأرّخ لها بأن تخرج فيها مُسلمون مؤمنون مُتقون قانتون عابدون لله جل جلاله ، ولم ينقلبوا على أعقابهم ،ولم يُطيعوا (أبو بكر وعمر وعثمان وعلى ومعاوية) في خطاياهم وجرائمهم وكبائرهم . وبالتالي فلم ينقلب الصحابة كُلهم على أعقابهم كما يرُوج أعداء الإسلام وأعداء النبى عليه السلام لهذا .

فالحمد لله رب العالمين على أن القرءان الكريم المٌبين حيى بيننا وسيظل حيا إلى يوم القيامة ،ففيه إنصاف للنبى عليه السلام كرسول وقائد ومُعلم ومُربى على تشريعات القرءان وحده، وإنصاف لمُسلمين ممن كانوامع النبى عليه السلام صدقوا ما عاهدواالله عليه.لم يكتب عنهم التاريخ والمؤرخين .

==

ثانيا::

مما أتعجب منه أن بعض مشاهيرالكتاب ممن كتبوا عن الصحابة مثل كتابات ومؤلفات (رجال حول الرسول –لخالد محمد خالد )  أو (عبقريات العقاد - عبقرية أبو بكر –وعمر – وعثمان –وعلى –وخالد بن الوليد) ،وكتاب (أُسد الغابة في معرفة الصحابة  لإبن الأثير) ومؤلفات أُخرى عن  سيرة وحياة الصحابة تجاهلت قصص القرءان الكريم عنهم وعن تقسيمهم إلى (منافقين –ومنافقين إنقلبوا على أعقابهم بعد وفاة النبى عليه السلام وهم الذين مردوا على النفاق وتمرسوا عليه في حياة النبى عليه السلام ولم يكن يعرف بنفاقهم الدفين في صدورهم وسرائرهم –وإلى مُسلمين صادقين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ) ،بل ورفعوهم كلهم إلى مرتبة العدول ورفعوهم فوق الأخطاء والخطايا ،وجعلوهم فصيلا من الملائكة يمشى يُرفرف بأجنحته وطهارته على الأرض.

وهم كانواعكش ذلك تماما فكان منهم شياطين تمشى على الأرض . فكتباتهم هذه تدل على جهلهم العميق بالقرءان وقصصه وآياته عن الصحابة ،وجهلهم بما إرتكبه الصحابة المنافقون والمنقلبون على اعقابهم من جرائم وخطايا في حق الإسلام وفى حق البشرية كُلها. فألبس أولئك المؤرخون والمؤلفون الباطل ثوب الحق ،ولم يحتكموا للقرءان الكريم في أفعال الصحابة والحكم عليها، ورفعوا جرائمهم فوق تشريعات الرحمن .وزاد الطين بلة أن جعل أصحاب مصطلح الحديث وروايات الشيطان كل الصحابة عدول في سلسلة جرح وتعديل علم الرجال ،وهذا يُثبت أيضا ضلال ومخالفة علم الحديث في متنه وفى إسناده للقرءان الكريم .

==

ثالثا :

فهؤلاء هم الصحابة وما أدراك ما الصحابة يا من تتهمنا بأننا نتجنى عليهم وعلى كبارهم ممن تقلدوا مقاليد الحكم والخلافة وقيادة الجيوش من كبار الصحابة . ونسيت أننا لا ننتصرإلا لدين الله جل جلاله ورسالته وتشريعاتها وحقائقها ،ولا ولن ننتصرلأشخاص مهما كانت درجتهم أو قيمتهم عندك أنت .فهذا لايعنينا،فما يعنينا هو الحق وتبرئة الإسلام مماعلق به من سيئات وخطايا الصحابة ومن سارعلى نهجهم ومن تراث المُحدثين والرواة وفقهاء الضلال .

 

اجمالي القراءات 503

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق