هل الدين هو سبب تخلف العرب والمُسلمين وأفريقيا ؟؟
هل الدين هو سبب تخلف العرب والمُسلمين وأفريقيا ؟؟
إيه الموضوع ؟؟
كتبت منذ يومين مقالا عن الحرية الدينية في الدنيا ،والحساب عليها وعلى نتيجتها من إيمان أو كُفر في الإخرة .فكتب صديق مُعقبا بسُخرية من الدين يقول (لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم تعالى الله عما يصفون وينسبوه إليه ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ويستوردوا خبزهم من روسيا وسمنتهم من هولندا ودوائهم من إنجلترا وسيارتهم من ألمانيا واليابان وكوريا والفياجرا من أمريكا لزوم التكاثر حتى يباهي بنا الأمم يوم القيامة) .
==
التعقيب ::
لكارهى الأديان والدين الإسلامي تحديدا أقول::
فقرالدول وتخلفها له أسبابا غير دينية عديدة .أهمها الإستبداد والديكتاتورية ،وقمع الحريات ،وتعذيب الشعوب والإستقواء عليهم بالجيش والشرطة والمُجرمين الجنائيين ،وتحويل البلاد إلى عزبة يمتلكها الحاكم، فيبيع أرضها لنفسه بصكوك يُحررها لنفسه ولحاشيته دون أن يمنعه أحد ،ويستعبد شعبها ،ويسرق ثرواتها ومواردها .ويقول للشعب (انا بس اللى بافهم وأنا بس اللى شايف مصلحتكم). فيتحولون إلى عبيد ورعايا (من الرعية وهى الأغنام والخراف والماعز والأبقار).فلا شأن للدين بهذا فالدين طالبهم بأن يقوموا من رقدتهم ويواجهوا ويقاوموا الحاكم المُستبد الظالم الحرامى رئيس العصابة ،ويقاوموا عصابته،ويعزلونهم ويعزلونه عن الحُكم ،ويُحاكموهم بتهم إنتهاك الحريات والتعذيب والسرقة والإجرام ،فلم يتحركوا ولم يفعلوا ولم يقاوموا ولم يستردوا منهم أموالهم وحقوقهم وثروات بلادهم . فهل ينتظرون نزول ملائكة من السماء لتعزل لهم الحاكم المُستبد وتُعيد لهم حقوقهم ؟؟؟؟
لن يحدث.
فليعيشوا خرافا وأنعاما طالما رضوا لأنفسهم بهذا الذُل وهذه المهانة وحياة أسوأ من حياة الرقيق .
فرجاء لا تظلموا الدين والإيمان بسبب خنوع وخضوع وإستمراءعبودية الشعوب لحُكامهم ولجلاديهم. ولا تخلطوا بين الدين وبين التدين . فالدين هو(القرءان العظيم وحده) ، والتدين هو( التراث السُنى الشيعي الصوفى ).والتراث ليس من الإسلام في شيء.والإسلام ورسول الإسلام ورسالة الإسلام براء منه ومن كل من يخلط بينه وبين دين الله (القرءان الكريم ) .
ولتتذكروا لوكنتم مُنصفين أن هناك مئات من آيات القرءان العظيم التي تدعوا الناس وتحثهم على الإصلاح المُستمر، وعلى الدفاع عن حُرياتهم ،وعن الحُكم بينهم بالعدل ، وعلى الشورى فيما بينهم لإتخاذ افضل القرارات لإصلاح مُجتمعاتهم ،وعلى العزة والكرامة وعدم الخوف إلا من الخالق وحده جل جلاله ،وعلى مقاومة الحاكم الفاسد الظالم وحاشيته ،وعلى السير في الأرض لإكتشاف كنوزها وفك شفرات قوانينها والإستفادة من كل ما على سطحها وما في باطنها من كنوز وخيرات وموارد وثروات،وعلى إكتشاف ما بين السماء والأرض وإستخدام كل مافيه لصالح الإنسانية والبشرية . فكون الشعوب العربية والإسلامية تحديدا والأفريقية وبعض الشعوب الأسيوية واللاتينية أيضا تركت كُل هذا وإستكانت ورضخت للإستبداد والديكتاتورية واللصوص ،ورضيت بفقرها وجهلها وتأخرهاعن الحضارة والمدنية وسفينة العلم فهذا ليس ذنب الدين ولا بسبب الدين،وإنما نتيجة طبيعية لثقافة العبيد التي يعيشونها ويستمرئونها ويستعذبونها ويتلذذون بكرابيجها المادية والمعنوية على ظهورهم وهم يسجدون لأصحاب الجلالة والفخامة والسمو .
الغريب والمُدهش أن هذه الشعوب لا يعلمون أو رُبما يعلمون ويتجاهلون أنهم سيُحاسبون حسابا عسيرا يوم الدين على ظلمهم للدين ،وعلى ظُلمهم لأنفسهم ولأولادهم ولمواليهم (الذين هُم مسئولون عنهم من المُستضعفين من العواجيز والعجائز والأطفال والمرضى بأمراض تُعيقهم عن الحركة ومقاومة الظالمين ).
والجديربالذكرأن مُقاومة الحاكم المستبد وحاشيته الظالمة التي يستقوى بها على شعبه أصبحت من أسهل ما يكون وتتلخص في الإضراب السلمى المُتزايد ساعة بعد ساعة ويوما بعد يوم عن العمل،وربما يتصاعد هذا الإضراب لأن يُصبح إعتصاما أمام البيوت وفى الميادين العامة لبضعة ساعات أو أيام، وبكل تأكيد وقتها سيرضخ الحاكم لمطالب الشعب في الإصلاح التشريعى والسياسى والإقتصادى والإدارى ،ولتحول الشعوب إلى شعوب حاكمة لنفسها ،والحاكم عندهم موظفا وليس (إله – إلاه ) .وكل هذا يتم بدون قطرة دم واحدة ويُمكن تحقيقه في أقل من إسبوع. ولكن المشكلة تكمن في ثقافة العبيد المُتعنكبة في عقول عبيد الحُكام التي تجرى في دمائهم مع الكوليسترول الضار،والتي ستقضى عليهم قبل أن يقضى عليهم إنسداد شرايين الحياة والشريان التاجى.
فالدين برىء من تخلف المتخلفين حول العالم .فالدين يُطالبك بأن تكون إنسانا مُتعلما متحضرا، تصل بعلمك ورُقيك ومعارفك وخبراتك إلى أعلى نقطة تستطيع أن تصل إليها في السماء.
عايزإيه تانى سعادتك ؟؟؟
أرجو من كارهى الدين ألا يجعلوا من الدين شماعة يُعلقون عليها خيبة وجهل وتأخروفقربلادنا العربية والإسلامية والأفريقية .
إبحثوا عن الأسباب الحقيقية لجهلهم وفقرهم وتأخرهم عن ركب الحضارة وعالجوها وقاوموها يرحمكم الله .
اجمالي القراءات
2109