أيها الأباء إتقوا الله ،ولا تؤمنوا بخرافة (انت ومالك لأبيك).
أيها الأباء إتقوا الله ،ولا تؤمنوا بخرافة (انت ومالك لأبيك).
سؤال من صديق عزيز يقول فيه :
كل سنه وحضرتك طيب يا دكتور: محتاج رأيك.
لى صديق سافر الكويت يعمل محاسبا منذ 7 سنوات ويدوب اشترى شقه ملك وعنده زوجه واولاد وهو من قرى مصر .والده يضغط عليه لشراء ارض زراعيه وعندما رفض الابن انه ليس له فى الزراعه ولا هى جزء من احلامه غضب غضبا شديدا،وقال له ان الارض دى كانت بتاعتنا وبعتها علشان اجوز اخواتك ولازم ترجعلنا الأرض لاما هموت بسببك.
هل هذا يعتبر عدم بر بالوالدين؟؟
==
التعقيب ::
الموضوع يحتاج لتوضيح عدة نقاط .وهى مفهوم بر الوالدين ،وإلى أي مدى تكون طاعة الوالدين ،ثم العدل بين الأبناء .
يفهم المُسلمون سواء أباء وابناء فريضة برالوالدين وطاعتهما فهما خاطئا ،بين وجوب الإفراط في الطاعة أو على عكسه من جحود وتقصير في حقوقهما وبرهما ... فالقرءان العظيم أمر الأبناء بفريضة برالوالدين وجعلها بعد الإيمان بلا إله إلا الله في قوله تعالى (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا . وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا )) وقوله سبحانه ((وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى والْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا )) . فهذه الفريضة تقتضى إحسان الأبناء إليهما ، بالإنفاق عليهما ، ثم التصدق عليهما من زكاة أموالهم ،وأن يكونا ممن سيكتب لهما جزءا من أمواله في وصيته لو توفى قبلهما (كتب عليكم اذا حضر احدكم الموت ان ترك خيرا الوصية للوالدين والاقربين بالمعروف حقا على المتقين ) وأن يُحسن إليهما في حديثه بألا يرفع صوته عليهما وعدم إهانتهما ،وأن يترفق بهما مثلما يترفق في معاملته مع الأطفال ،وأن يدعو الله لهما بالرحمة في حياتهما وبعد وفاتهما .وأن يلتزم بما أمره القرءان الكريم في قوله سبحانه (وصاحبهما في الدنيا معروفا ) حتى لو كانا يُحرضانه على الكُفر والعياذ بالله في إرغامه على الإيمان بالروايات ولهو الحديث والإعتقاد بكرامات الصوفية ووووو وما شابه .فعليه ألا يُطيعهما في ذلك ،ولكن يُصاحبهما في الدنيا معروفا .
==
أما أن يتوهم الأباء أن من مقتضيات وعناصر ومفردات وبنود بر أولاهم بهم ووجوب طاعتهم أن يكونوا هم وأموالهم وممتلكاتهم ملكا لهم وتحت أوامرهما وتحت تصرفاتهما يتصرفان فيها كيفما شاءا تطبيقا للرواية الكاذبة الفاسدة (انت ومالك لأبيك ) فهذا عبث وسخف ووقاحة وطمع وأكل لأموال الناس بالباطل ولا علاقة له بدين الله ،ومن يوافقهما من أبنائهما على هذا فهو ضعيف ومسلوب الإرادة ولم يبلغ الرشد بعد وسفيه ويجب الحجر عليه غلأى أن يعرف الفرق بين بر الوالدين ومصاحبتهما بالمعروف وبين التيه والعبط والسذاجة والخيبة الكبيرة.
فعلى الإبن صاحب هذا الموضوع أن يبر والده، ويتحدث إليه بود ومحبة ويُصاحبه بالمعروف وأن يُنفق عليه قدر إستطاعته بالمعروف ،ولو رفض الأب أن يأخذ فلوس من إبنه كوسيلة ضغط عليه ليعود ويُطيعه في شراء الأرض لوالده، فليرسل نفقتة ومصاريفه إليه مع والدته أو مع إخوته أو أحد من أقاربه أومعارفه وجيرانه وإن رفض فليتركها مع والدته .
ونقول للأب صاحب المشكلة – اتق الله في إبنك ولا تُجبره على شيء لا يُريده ولا يفهم فيه وليس على أجندة أولوياته وإهتماماته .ولا تأخذ منه أمواله لتأكلها منه بالباطل لتشترى بها أرضا لك ،ثم تورث من بعدك لإخوته ،ويكون هو مجرد صاحب حق مثل إخوته (مع انه هو صاحب المال الأصلى وصاحب الأرض الأصلى ) .فإتق الله وأعدل بين أولادك،ولا تجعل أحدهم خادما مسئولا رغم انفه عن إخوته ،رغم أنهم تزوجوا ومستقلين في حياتهم . فهم لهم علىه المودة وحق القربى مثلما ماله عليهم من مودة وحق القربى أيضا تماما .فهو ليس مسئولا عن أن يشترى لهم ارض ولا أن يبنى لهم بيوت ولا يُنفق عليهم ولا على أولادهم كما تفعل وللأسف كثير من العائلات المصرية من إستنزاف للأخ الأكبر أو مع من ُقُدّر له أن يكون في وظيفة مرموقة ولها مرتب عالى ،او من سافر منهم إلى الخليج أو هاجر لإحدى بلاد المهجر فيتصورون أنه سافر وهاجر من أجل خدمتهم والإنفاق عليهم وبناء بيوتهم وشراء شقق وأراضى لهم ثم يكون مسئولا عن تعليم وزواج أولادهم كمان !!!!!!!! حاجة غريبة وحاجة مقرفة وطمع وجشع وقلة ذوق وقلة ضمير وإنعدام دين .
إتقوا الله أيها الأباء وطبقوا ولو قليل من العدل مع ابنائكم المغتربين والمسافرين فهم ليسوا أبقارأ لإدرار الحليب .
ومن المًضحكات المُبكيات أن صديقة إشتكت لى أن أخاها الذى فتحت له مشروعا يعمل فيه مناصفة ماليا وتحت مسئوليتها القانونية .قد طمع في نصيبها وبدأ يتهرب من دفع حصتها في الأرباح وقال لها حرفيا (( انت أولادك تعلموا وكبروا وتزوجوا لكن أنا أولادى لسه صغيرين وعايزين تربية وتعليم وزواج وشقق )) .........فهل هناك قذارة ووساخة وندالة وطمع وجشع وقلة أدب وإنعدام ضمير وتقوى أكثر من كده ؟؟؟؟ وهل ساعدتها انت يوما ما في دفع مليم واحد مما صرفته هي وطلعت عينها فيه فى تربية أولادها وتعليمهم وتزويجهم ؟؟؟ هل مسحت دموعها يوما ما عندما كانت تبكى من ألم مواصلتها العمل ليل نهار وحيدة لكى لا يشعر أولادها بأى تقصير أو إحتياج في حياتهم أو تعليمهم ؟؟؟؟ على العكس هي التي ساعدتك وما زالت .==
.الندالة والخسة من بعض الأباء والإخوة تجاه بعض أبنائهم وإخوتهم شيء حقير ويحتاج أصحابه إلى علاج نفسى .
اجمالي القراءات
3157