شريف هادي Ýí 2007-07-14
لقد فكرت كثيرا قبل أن أعود لقصة صديقي علي في الصين ، نظرا لتلاحق الاحداث على الساحة المصرية من القبض على بعض المسلمين الذين يتخذون القرآن مصدرا وحيدا للتشريع ، وإحالتهم للنيابة العامة بتهمة إزدراء الاديان ، وفي ذات الوقت تلك المتغيرات التي تحدث على الموقع ، وحتى لا أترك الساحة لمن يقول بنقض شهادة محمد رسول الله ، ولكن وجدتني أخيرا أعود لقصة صديقي علي لعلها تكون سلوى لما يحدث لبعضنا ونزهة مما يحدث من بعضنا ، فالي القصة
صديقي شريف ، توقفت معك عندما ذهبت áaacute;مطعم (أبو كريم) ولم أجده قد عاد من سفر داخلي ، المهم قررت أن أبحث عن فندق للإقامة وبعد ذلك أبدأ في ترتيب حياتي الجديدة ، أقمت في فندق الصداقة ذو النجوم الثلاث وايجار الليلة مبلغ ثلاثمائة يوان صيني فقط ، وفي اليوم التالي ذهبت لمكتب الجوازات وتمكنت بسهولة من الحصول على تأشيرة سنة تعطى لرجال الأعمال يمكنني خلال السنة الدخول للصين في أي وقت دون عدد محدد ، كانت الأمور في ذلك الوقت أسهل بكثير من الأن حيث أصبح الحصول على إقامة صعب للغاية ، في وم الجمعة توجهت للمسجد المقابل لمطعم أبو كريم للصلاة والتعرف على أي من العرب أو المصريين المقيمين ،لعلي أجد لديهم النصح والارشاد ، بعد الصلاة تعرفت على السيد/ عارف المصري ، والذي بمجرد ان عرف أنني مقيم في فندق صمم وحلف بأغلظ الايمان ان أبيت معه في بيته خاصة وانه بمفرده ولا يوجد معه أحد ، وبعد إلحاح شديد ذهب معي للفندق وانهيت اقامتي في الفندق وتوجهت للإقامة معه في بيته ، من عجائب الامور انه في اليوم الاول طلب مني قرضا قدره خمسمائة دولار نظرا لفقده هذا المبلغ والذي كان يعده لإرسالة لإبنتيه في مصر ولكن المبلغ فقد وليس لديه بديل ، وطبعا أعطيته المبلغ ، وفي نفس اليوم ليلا تقابلت عنده مع السيد / ساهر السوري وبعد صلاة العشاء تركنا عارف وخرج ، وبدأ ساهر يحكي لي حكايته مع الصين ، هو مقيم منذ خمس سنوات ، ولديه مكتب في عمارة راقية إيجاره الشهري ألف دولار وهو متخصص في تجارة الاجهزة المنزلية ، ولكن في آخر شهرين خسر كثيرا حيث أرسل عدة حاويات لأحد زبائنه بالشام ولكن هذا الزبون لم يسدد إجمالي ثمن الحاويات وهو في مأزق شديد مع أصحاب المصانع الذين يطالبونه بسداد باقي الثمن ولكن ليس لديه مال ، فهو هارب منهم ولا يستطيع حتى الذهاب لشقته فصاحب البيت لن يتركه يدخل أو حتى يأخذ شيء من الشقة حتى سداد المتأخر من الايجار ، وهو أيضا لا يستطيع الذهاب لمكتبه فأصحاب المصانع قاموا بتأجير (المافيا) في انتظاره أمام المكتب ، وهو الآن خسر كل شيء لذلك هو يقيم عند عارف ، ونهاية الشهر لن يجد مال لسداد ايجار المكتب ورواتب الموظفين وبدأ في البكاء ، وقد سألته هل لديك شركة ورخصة للعمل واجاب نعم عندي فقد سجلت شركتي بهونج كونج وفتحت مكتب تمثيل ، وانا العربي الوحيد الذي وفق أوضاعة طبقا للقانون الصيني.
وهنا جائتني فكرة بإختصار أنا قررت تسجيل شركة في الصين ليكون وضعي قانوني وهذه الشركة تحتاج حوالي 30 ألف دولار هونج كونج لتسجيلها ، في كل من هونج كونج والصين ، كما سأحتاج لموقومات الشركة (مكتب ، أثاث ، سكرتارية ، كمبيوتر) وكل ذلك سيحتاج مال أيضا وأنا لدي هذا المال ، وهذا العربي وهو أخ لي في ضائقة مالية شديدة ، لو أن ما يحتاجة في حدود ما أملك لصرفة على الشركة يمكن أن أعطيه له مقابل أن أكون شريك له في شركته خاصة انه يتكلم الصينية بطلاقة ، وهي في الأخر حالة منفعة مشتركة win, win situation ، سألته كم المبلغ الذي تحتاجة لتخرج من ضائقتك المالية ، بعد أن قام بالحساب ، قال المبلغ 28 ألف دولار ، المبلغ أكبر مما توقعت ولكن لابأس ،عرضت عليه فكرتي فقبلها على الفور ، قلت له غدا سأذهب معك للمكتب ، ولن تحتاج للإختفاء ، عاد عارف ومعه حقائب ورقية فقد اشترى بعض الملابس من (جوردانو) وقلت لعله استلف مني المبلغ لشراء ملابس واحرج مني فأخترع قصة ابنته فلم اعقب مسبقا حسن النية ، المهم اني سألته عن ساهر فمدح فيه كثيرا وتحسر على حظه القليل ، وبالفعل في اليوم التالي ذهبت معه لمكتبه وقمنا بتوقع عقد اتفاق بمقتضاه أصبحت شريك معه بالنصف في شركته ، وطلبت من سكرتيرته أن تتصل بأصحاب المصانع وتطالبهم بالحضور الواحد تلو الآخر ، وكانت فكرتي سداد قيمة 30% لكل منهم مع جدولة الباقي ، ومسئوليتي شخصيا عن السداد وقد وافقوا على هذا الحل ، أصبح لدي شركة وشريك ، ولكنها شركة مدينة وشريك مفلس ، وأصبحت مدين بأموال لم آخذها ولكن علي سدادها ، إذا وجب العمل ، وأصبحت كجيش طارق بن زياد ، أو كهملت أكون أو لا أكون ، فماذا فعلت؟
في نفس اليوم مساء قابلت (كوني لي) التي تعمل في غرفة تجارية ، قابلتها في محل (وول مارت) ، الحقيقة أن الصين لديها مشكلة مع اللغة في طريقها للحل الان ولكن عندما حضرت للصين كانت مشكلة مستعصية على الحل ، ولكن الوجه الآخر فكل من يستطيع ان يتحدث الانجليزية تجده يقدم خدماته للاجانب في ود غريب ، وبسعاده مهما كلفه ذلك من مشقة ، وهذا ما حدث لي مع الانسه (كوني) لما وجدتني لا أستطيع التفاهم مع البائع تقدمت لي تعرض خدماتها وتشرح للبائع طلباتي ، وتساعدني ، ونشأت صداقة بيننا ، ولما عرفت أنها تعمل في غرفة تجارية وأن الغرفة لديها العديد من الاعضاء (مصانع في جميع المجالات) وان هذه الغرفة لديها قاعة عرض كبيرة ، قررت زيارتها ولقاء رئيسها في العمل.
قاعة العرض كبيرة وبها العديد من المنتجات التي يمكن بيعها ، وقد تعرفت على السيد / وانج رئيس الغرفة ، وعرفت منه أن لديه مشكلة كبيرة لعدم وجود مشترين وأن أعضاء الغرفة من مصانع يحملونه مسئولية إحضار مشترين وإلا سيخسر وظيفته ، وقد طرأت على بالي فكرة ، جيده من باب (أكون أو لا أكون) الفكرة ببساطة أن أحضر له مشترين على أن يتحمل نفقاتهم كاملة طوال مدة اقامتهم في الصين ، ويوفر لهم سارة لتنقلاتهم ، وسكرتارية ، ويكون لي عمولة 3% عن كل عقد شراء يتم توقيعة ، وقد وافق على كل هذه الشروط .
عظيم لدي الآن البائع وبشروط رائعة ولكن السؤال أين المشترين؟ وهنا كانت فكرتي ، قمت بالاتصال بصاحب شركة سياحة بالقاهرة وهو صديق قديم لي وأخبرته أنه أصبح لدي شركة سياحية في الصين ويمكنني استقبال أفواج من رجال الاعمال أثناء معرض كانتون وبإسعار رخيصة جدا ، قلت له أسبوع اقامة كاملة أربعة أيام في كانتون وثلاث أيام في شين زين الاقامة في كانتون فندق 4 نجوم وشين زين 5 نجوم ، مع وجبتي الافطار والعشاء والتنقلات والترجمة ، والمساعدة التجارية ، وكل ذلك لقاء 300 دولار ، طبعا كان الخبر سعيد لصاحب شركة السياحة وهو يعرفني من قبل وأنا لست هازلا ، ولكن تملكه العجب ، واتفقت معه أن يرسل النقود مع أحدهم عند حضوره ، وقد جائني 30 رجل أعمال وأقل طلبية تجارية كانت ثلاث حاويات ، وبدأت أخي الأحوال في التحسن .
أحببت أن أقول لك أن تصبح غني ليست مشكلة ، أن تنجح في حياتك ليست مشكلة ، هناك طرق كثيرة بعضها شرعي وبعضها غير شرعي ، عليك فقط أن تختار بين الطرق الشرعة ، وأن تستخدم عقلك زينة الله لك وأن تكون واثق من النجاح وأن يكون حجم المخاطرة في الحدود المعقولة ولكن لا تجارة بلا مخاطرة ، ثم أننا نحن المصريون خلفيتنا الثقافية والمعرفية كبيرة جدا الواحد منا يغدو ويروح ومعه حضارة سبعة ألاف عام فنحن جميعا كمصريين عندما نسافر للخارج نكتشف أننا خرجنا من بوتقة الحضارة والمعرفة فلو كانت فروقنا الشخصية متوسطة أو فوق المتوسطة واستخدمنا المخزون الثقافي الهائل الذي حصلناه من بيئتنا المصرية دون حتى أن ندري اننا نحصلة فإن فرصتنا في النجاح أضعاف فرص الاخرين
كثيرة هي تلك التفاصيل الصغيرة التي لم أحكيها لك وسأكتفي بالشيق منها على سبيل المثال ، عندما حضرت حديثا وشاركت الشباب جلساتهم في المطعم العربي ، اكتشفت ان معظمهم على علاقة حب بسكرتيرته ، ويتخذها (جيرل فريند) ، وهنا استفدت بالخلاف القائم بين الشافعية والاحناف على قبول الاحناف الزواج بدون ولي وعقدت لهن جميعا وتغير شكل العلاقة من علاقة محرمة إلي علاقة حلال وكنت أتصور أني بذلك أتقرب لله ، ولكن الحقيقة المفزعة يا أخي هي عدم انعقاد نية معظم الشباب العربي هنا على قيام علاقة زوجية صحيحة ، ولكن ينظر إلي الفتاة على انها عامل مساعد له في حياته الجديدة هنا بالصين ، ولقد رحبوا بالعقد فقط من باب تبرير العلاقة المحرمة وليس من باب إقامة حدود الله ، لقد شرع لنا الله الزواج لوضع علاقة ما في إطارها الشرعي مع انعقاد نية أطراف العقد على إقامة حدود الله ولكن أن يأخذ العقد لتبرير تجاوزنا وإعتدائنا على حدود الله فهذا ما لا يصح ، فتوقفت عن تحرير مثل هذه العقود إلا إذا تبينت فعلا جدية العاقد وليس هزله .
جائني عميل يطلب شراء خمس حاويات عربات أطفال على أن تكون مفككه ، وكنت أظن أن الموضوع بسيط ، ولكن كان ذلك من أقصى الأعمال التي قمت بها في حياتي ، فكل عربية بها 167 برشام والحاوية الواحدة تحتاج إلي فحص يومين على الاقل قبل الشحن ، وقد كان عمل مهلك ولكن والحمد لله نجحت في أداءه وكنت أشعر بمتعة غريبة وأنا أقوم بهذا العمل الشاق ، وفي خلال شهور قليلة بلغ صافي مكسبي وشريكي مجتمعين ما يقرب من مائة ألف دولار ، ولكن حدث ما لم أكن أتوقعة ، اتعرف ماهو؟ أقول لك ببساطة أخذ شريكي كل ما لدينا من مال وأختفى ولا أعرف له مكان حتى الآن ، أراك تسأل كيف؟ ولماذا؟ أما عن لماذا؟ فلا أعرف لماذا خانني بعد كل ما قدمته له ولكنني تذكرت قول الشاعر (نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا.)
أما كيف؟ فكما تعلم نحن شريكين وحساب البنك في هونج كونج يحق لكل منا التوقيع بالصرف على الحساب فما حدث أنه انتهز فرصة وجودي في مدينة بعيدة لشحن بضاعة لأحد العملاء وأغلق مقر الشركة وتوجه للبنك في هونج كونج سحب كل الموجود وأغلق الحساب وأختفى ، لم يكن بالحساب في ذلك الوقت غير أرباحنا والحمد لله ، ولكن لم أعرف ماذا أفعل؟ واسودت الدنيا في عيني ، فلم يعد لدي شركة أو موظفين أو مال فقدت كل شيء في لحظة وأكتشفت أن سيف باشا يعيش داخل الشخصية العربية ، وأن ما فعلته أنا هو أنني أدفأت الثعبان فلدغني ، ولكن دائما ما يرسل الله رب العالمين مع أي مصيبة لطفها ، وكان اللطف فتاة صينية أسمها (ربيكا تزانج) كانت تعمل عندي سكرتيرة ، وقررت عدم تركي بمفردي فأحضرت لي كل ما تملك من مال وهو مبلغ خمسة آلاف يوان كان علي أن أبدأ من جديد بهذه الأموال ، لقد أختارت هذه الفتاة أن تعيش معي شظف العيش نأكل في اليوم مرة واحدة فقط ، وإذا ركبت الاتوبيس كان عليها أن تمشي وإذا ركبت هي مشيت أنا ، بدأت امارس عملي من (نت كافيه) كانت أيام حالكة السواد ولكنه التصميم يا صديقي ، كانت عزيمتي غاية في القوة ،وقررت النجاح مرة أخرى ، خاصة وقد أصبح في عنقي دين لتلك الفتاة ربيكا التي قررت الوقوف بجانبي ، فماذا حدث وماذا فعلت؟ تلك قصة أخرى أحكيها لك ياصديقي في حلقة قادمة
والسلام،،،
كلامٌ.... كلامٌ.... كلامٌ.....كلامْ
الولايات المتحدة, تجربة السنوات الأولى -4
دعوة للتبرع
يرجو لقاء ربه: ماذا يعنى أن أرجو لقاء الله أو ان لا أرجو لقاء...
أسئلة من داليا سامى: استاذ ي الغال ى دكتور احمد اولا بعتذر عن...
كلامنا فى السياسة: انضمم ت للموق ع اعجاب ا بفكرت ه وايما نا ...
إمكانية الزواج: هل يمكن للمرء ان يتزوج علما انه في مرحلة البحث...
تهوى اليهم: ارجو ان يتحمل ني الدكت ور منصور قليلا في...
more
تحياتي و سلامي أخي الكريم شريف هادي،
القصة جميلة قرأتها من بدايتدها حتى الآن، و اللدغ لا يأتي للأسف الا من الأخوة العرب.