كل يتغنى بخليله ...
بسم الله الرحمن الرحيم.
******
كلّ يتغنى بخليله.
( وإذ كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذا لاتخذوك خليلا ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا). (73- 74- 75 – الإسراء).
*********************
الظاهر أن الواقع يفيد بأن هناك نوعين اثنين من المؤمنين، أو بعبارة أخرى نوعين اثنين من الذين يعتقدون أنهم مهتدون ومؤمنون بالله حقا:
01)- أولئك الذين لم تبلغ قلوبهم بعدُ، تلك الدرجة المتميزة التي تجعلها تجل لذكر الله، ثم تطمئن كل الاطمئنان، ولذلك فهم جنحوا إلى شتى الأساليب المبتكرة الماكرة، وكادوا يحققون شيئا ما من نزواتهم الدفينة المحببة إلى قلوبهم المريضة، وكادوا يشفون غليلهم، وكادوا يؤثرون على الرسول، وكاد الرسول يركن إليهم قليلا لولا أن ثبته الله، وكادت تلك الطائفة تبلغ مرامها ومبتغاها وتتخذ الرسول خليلا.
وعلى الرغم من الخيبة التي منيت بها، فإنها لم تستسلم بل لقد استعارت من شر الوسواس الخناس مهارته ومثابرته بلا كل ولا ملل وبأساليب شتى لم تبلغ أية درجة أو أي مبلغ من الذكاء والفطنة والدهاء لولا ما بلغته قلوب تلك الأغلبية الساحقة من السذاجة والبلادة التي فتحت ذراعيها ورحبت بتلك المفتريات التي عجزت وفشلت فشلا ذريعا في أن تجعله عليه السلام يفتري على الله شيئا غير الوحي، إلا أنها نجحت نجاحا منقطع النظير في أن تفتري على رسول الله ما أثقلت به بطون مجلدات، تلك المجلدات التي انتحلت لنفسها أسماء وألقابا بدون تورع ولا خجل، وبالتالي وأخيرا تقهقر عندهم المبعوث إلى اسم محمد الخليل بالنسبة لهذه الطائفة التي ما زالت تغطي الآفاق.
02) أما عن الطائفة الأخرى المتواضعة شكلا وظاهرا، فإنها اختصرت الطريق واتخذت محمدا عبد الله ورسوله خليلا لأنه ثبت وصمد ولم يضعف أمام أولئك المصابين بذلك الهوس، بذلك المرض، ولم يركن إليهم، نعم اتخذوه خليلا ونعم الخليل هو عندما يكون هو المؤشر والدليل بأنهم يحبون الله ويتطلعون إلى أن ينالوا حب الله عز وجل، مصداقا للآية الكريمة : (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (31) آل عمران.(نشر في فايس بوك يوم 03/10/2021).
*************
اجمالي القراءات
2336
وندعو الله جل وعلا أن يستمر الموقع ويتحسن ويتطور .