أسامة قفيشة Ýí 2018-05-14
فهمي لسورة التوبة ( الجزء الثالث )
( مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ اللَّه شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ ) 17 التوبة :
للتنبيه لازال الحديث بتسلسله عن قريش المشركة , و هنا أصحاب الفريق الأول .
1 - هنا استنكار لما يفعله المشركون و يقدمونه تجاه مساجد الله جل وعلا و بشكلٍ عام يشمل جميع المساجد و هم في أفعالهم العدوانية قد انتقلوا من حالة الشرك إلى حالة الكفر السلوكي المشهود .
2 - من وصلت به المواصيل إلى الكفر السلوكي العدواني فمصيره نار جهنم خالداً فيها , و بما أنه كان في سابق عهده من المشركين الآمنين المسالمين فلا بد من أن بحوزته بعضاً من الصلاة و الزكاة التي كان يؤديها و لازال , و بعضاً من أعماله الخيرية التي يقدمها تجاه تلك المساجد من تعميرٍ و بناء و صيانة و خدماتٍ للمصلين الوافدين , فكل تلك الأعمال سيحبطها الله جل وعلا بسبب ما اقترفه من كفر سلوكي و عملي تجاه الآخرين (كأنك يا أبو زيد ما غزيت ) .
هنا سأضرب مثالاً حاضراً سبقتنا له قريش منذ 1400 سنة , لو دخل مسحي أو يهودي أو بوذي إلى أحد مساجدنا اليوم و أدى بها صلاته على طريقته , ماذا تظنون أن يفعل به أهل هذا المسجد ؟ أو حتى إن دخل رجلٌ شيعي لمسجد سنّي و أسبل يديه في صلاته أو العكس , ماذا سيحدث حينها ؟ هذا تماماً ما كانت تفعله قريش بالمؤمنين حين كانت تدير شؤون المسجد الحرام و كان ضمن سيطرتها .
( إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ ) 18 التوبة :
و هنا الحديث عن أصحاب الفريق الثاني , حيث يتم تحديدهم بأنهم وحدهم أهلٌ لتلك العمارة الحقيقية و التي يفترض أن يكون أصحابها مؤمنون بالله و اليوم الآخر و ملتزمون بكل تعاليمه من أوامر و نواهي , لا يكرهون أحد و لا يعتدون على أحد , و من توفرت فيه تلك الصفات فعسى أن يكون من المهتدين و هذا يعتمد على مدى التزامه مستقبلاً , أما إن مات على ذلك فهو حتماً من المهتدين .
ملاحظة : هنا نجد تلميحاً واضحاً يدعو بنقل صلاحية عمارة تلك المساجد من سيطرة المشركين الذين يكرِهون الناس في حرية عبادتهم إلى المؤمنين الملتزمين بقانون حرية العبادة .
( أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللَّهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) 19 التوبة :
إن مجرد الإدعاء بالقول بتشابه الفريقين و تساويهما معاً في الثواب عند الله جل وعلا فهذا ظلمٌ لا يقبل به سبحانه و تعالى في ميزان عدله , فالفريق الأول هو خاسرٌ لما يقدمه , أما الفريق الثاني فهو الفائز و له الثواب على ما يقدمه .
( الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ * يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ) 20-22 التوبة :
هنا تبيانٌ و وصفٌ لما سيلاقيه أهل الفريق الثاني في الحياة الآخرة .
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إِنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) 23 التوبة :
هنا يعاود الحديث بتوجيه الفريق الثاني و تحذيره من الفريق الأول , و بأن كل من ينسجم معهم يقع في دائرة الظلم , مع الانتباه بأن الفريق الأول هو المشركون من قريش المسيطرون على المسجد الحرام و القائمين على إدارته , و الفريق الثاني هو من اتبع النبيّ عليه السلام و تربطه بالفريق الأول روابط عائلية .
( قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ) 24 التوبة :
1 - تحذير الفريق الثاني ( أتباع النبيّ من القرشيين أهل مكة ذوي الروابط العائلية مع الطرف الأول ) من الركون و الانسجام مع الطرف الأول ( مشركو قريش ) .
2 - قلنا بأن الطرف الثاني ( أتباع النبيّ ) كان كارهاً لمواجهة مشركو قريش عسكرياً في أثناء تواجده في المنفى في المدينة و هذا واضح في سورة الأنفال , فكيف بهم و خصوصاً و بعد أن سمحت لهم قريش بالعودة لأهلهم و عشيرتهم و مساكنهم و تجارتهم بناءاً على مواثيق و عهود البيت الحرام , ( تنويه حول ذكر ( عشيرتكم ) يدل على أن القبليّة لازالت تسري بعروقهم ) .
3 - نقطة جديدة و مهمة وردت في هذه الآية و هي ( وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا ) و اقتراف الشيء هو ارتكابه و أخذه دون وجه حق , وهذا يشير و يدلل على أن هؤلاء العائدين قد تلقوا رشاوى و أموالاً من قريش مقابل شراء ذممهم مستقبلاً .
4 - الإعلان بأن كل من يتخلف عن واجبه في نصرة الله جل وعلا و رسوله عليه السلام ضد هذا الانقلاب و يتقاعس عن هذا النداء و يركن لتلك الأمور الدنيوية فهو من الفاسقين غير المهتدين , و هو تحذيرٌ شديد اللهجة و فريدٌ من نوعه في التعامل مع هؤلاء الأتباع و مكاشفتهم بتلقيهم لتلك الأموال و الرشاوى , وهذا الإعلان جاء مسبوقاً بأمر الله جل وعلا ( قل ) أي لا تهاون و لا مداهنه و لا خجل فيه .
وماذا لو امتلكت فلسطين قنبلة نووية !
وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً
دعوة للتبرع
الاكراه على البغاء: بودي ان اسمع رايك بتدبر الايه 33 من سوره النور ....
التأمين على الحياة: ماهي موقفک م في القض 1740;ة تأمين ؟ عندکم...
سؤالان : السؤا ل الأول : ما رأيك د أحمد فى مركز تكوين...
يفضلونه على الله .!: صدمت كثيرا عندما قرأت هذا المقط ع في كتابك في...
more