سؤالان

الجمعة ١٥ - أغسطس - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً


نص السؤال:
السؤال الأول من الصديق الأديب الشاعر المصرى د مصطفى رجب ، يقول : ( نرجو أن تخصص مقالا توضح لنا فيه أعمار الصحابة العشرة مقارنا بعمر الرسول عليه السلام .. مع خالص التقدير ) السؤال الثانى من أستاذ سالم فراج : ( هل هناك فرق بين ( الجوارح ) و ( جرحتم ) ؟ قال سبحانه وتعالى ( وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ ) المائدة 4 )وقال في سورة الأنعام ( وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ) (60) الانعام ).
آحمد صبحي منصور :

إجابة السؤال الأول :

1 ـ أصبح من المعلوم من الدين بالضرورة أن :

1 / 1 : النبى محمد عليه السلام وُلد في عام الفيل ، أي السنة التي حاول فيها ابرهة الحبشى هدم الكعبة ، والدليل عندهم سورة الفيل . موضوع أبرهة هذا فيلم هندى بائس . في حلقات لنا في قناتنا على اليوتوب عن ( إبن إسحاق وسيرته النجسة ) أثبتنا إنه الذى إخترع هذه الأسطورة ، وإبتلعها الناس ، ولا يزالون . وقلنا إن سورة الفيل تتحدث عن هلاك قوم لوط . ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ(1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ(5)).

1/ 2 : إن العرب كانوا يسجلون المواليد بنفس ما يحدث اليوم . لم يكن هذا يحدث مطلقا . معظم العرب كانوا بدوا لا يستقرون في مكان . ولا يعرف معظمهم الكتابة ، بل يحفظون أنسابهم ، ويختلفون فيها .

2 ـ صحيح ان عمر بن الخطاب أنشأ الدواوين لتوزيع العطاء على القبائل المشاركة في الفتوحات الكافرة ، ولكنه :

2 / 1 : كان بإستقصاء المولودين من كل قبيلة ، إستقصاء بالنسب ، وليس بتاريخ الميلاد .

2 / 2 : هو الذى وضع التقويم الهجرى ، وإرتكب فيه أكبر خطا ، وهو جعل السنة الهجرية تبدأ بشهر ( محرم ) . الأصل في التقويم العربى القمرى أن تبدأ السنة القمرية بشهر ذي الحجة ، وكلمة ( حجة ) في اللسان العربى تعنى سنة . وقالها الرجل الصالح لموسى عليه السلام : ( قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ )  (27)القصص ).

3 ـ هذا هو الأصل في الإسلام لارتباطه بفريضة الحج ( الحرم المكانى : البيت الحرام ) والأشهر الحُرُم ( الحرم الزمانى ). عن أشهر الحج الأربعة المتتابعة قال جل وعلا : ( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ ) ِ(197)البقرة . ) أي يجوز الحج خلال أربعة أشهر ، وهى الأشهر الحُرُم المعلومات للعرب . وتبدأ بإفتتاح موسم الحج ، ( الحج الأكبر ) وتستمر بعده الى الشهر الرابع ( ربيع الأول ). وقد أعطى الله جل وعلا مهلة الأشهر الحُرم للمعتدين في مكة للتوبة ، فإذا ( إنسلخت ) الأشهر الأربعة الحُرُم دون أن يكفوا عن الاعتداء فيجب قتالهم. نتدبر قول ربنا جل وعلا : ( بَرَاءَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ (1) فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ(2) وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ(3) إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (4) فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ(5)التوبة ) نلاحظ أن كلمة ( إنسلخ ) يعنى أنها شهور متتابعة .

4 ـ وعن التقويم القمرى الإلهى قال جل وعلا : ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ) ( 36 ) التوبة ). كان العرب في الجاهلية يحجون للبيت الحرام في مكة ، وكانوا بقدر ما يستطيعون يحترمون الأشهُر الحُرم . فيكفون عن الغرات على بعضهم . وكل ما إقترفوه هو النسىء ، والذى قال عنه رب العزة جل وعلا في الآية التالية (  إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ(37)التوبة ). كانوا يستحلون القتال في شهر ويعوضونه بشهر آخر . الله جل وعلا إعتبر هذا زيادة في الكفر !.

5 ـ حدث الانقلاب العملى على الإسلام بموت النبى محمد عليه السلام . قفز الذين مردوا على النفاق ( جواسيس قريش ) الى السلطة ، وإرتكبوا جريمة الفتوحات بالإعتداء على أمم لم تعتد عليهم وسبى نسائهم وإسترقاق أولادهم وقتل المدافعين عن أوطانهم وإحتلال بلادهم . ثم إختلفوا في توزيع الأسلاب فوقعوا في الفتنة الكبرى . وفى الفتوحات الكافرة التي نسبوها ظلما وزورا للاسلام كان البدء بالأشهر الحرم ، وفى الفتنة الكبرى كان القتال في الأشهر الحرم . وأصبح الخلفاء الملاعين ( أبو بكر وعمر وعثمان وعلى ) آلهة في أديان المحمديين الشيطانية ، وهم على آثارهم يهرعون ، أو كما قال جل وعلا عن أصحاب الجحيم : ( أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62) إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ (63) إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ (65) فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (66) ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِّنْ حَمِيمٍ (67) ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لإِلَى الْجَحِيمِ (68) إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ(69) فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ(70)الصافات )

أخيرا : إبتسم من فضلك :

هل عندما ولد الطفل اليتيم ( محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ) كانوا يعرفون أنه الذى سيكون خاتم النبيين ، فسارعو الى تسجيل إسمه وتاريخ ميلاده في السجل المدنى في مكة ؟

إجابة السؤال الثانى :

( جرح ) ومشتقاتها تأتى في القرآن الكريم بمعنى :  

1 ـ ( الجوارح ) من الحيوانات والطيور ، والتي يمكن تعليمها الصيد ، مثل كلاب الصيد . ويحل الأكل ممّا تصطاده مباشرة بعد ذكر إسم الله جل وعلا عليه . قال جل وعلا : ( يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُواْ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُواْ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ(4)المائدة )

2 ـ الجروح بمعناها المعروف . قال جل وعلا في نفس السورة : ( وكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ(45)المائدة ) نلاحظ أن الذى كان مفرضا ( عليهم ) أي أهل الكتاب من أن ( النفس بالنفس ) جاء في القرآن الكريم تخفيفا له في القصاص ، وهو المكتوب علينا ، قال جل وعلا : (  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ(178) وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(179)البقرة ). وكتبنا في هذا كثيرا . أما الذى لا يزال ساريا في التشريع فهو القصاص في الجروح : ( وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ  ).

3 ـ أعضاء الانسان التي يتحرك بها ويشعر ويتصرف . هذا مفهوم من قول ربنا جل وعلا :

3 / 1 : ( وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(60)الانعام )

3 / 2 : ( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ(21)الجاثية ).

ودائما : صدق الله العظيم .!!

شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور )

  https://www.youtube.com/@DrAhmedSubhyMansourAhlAlquran



مقالات متعلقة بالفتوى :
اجمالي القراءات 81
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5248
اجمالي القراءات : 62,777,305
تعليقات له : 5,500
تعليقات عليه : 14,899
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي


هل الكذب مباح ؟: هل الإسل ام يبيح الكذب ولو فى حالات خاصة كما...

بنات السلفيين: اعانك م الله في مهمتك م التي تتمثل في غسل...

لا إمساك فى رمضان : ما هو التحد يد المتف ق عليه لوقت الامس اك ...

مسألة ميراث : هل يحق لى ان اكتب ثروتى بإسم بناتى وأحرم اخوتى...

العنكبوت 45: ما معنى أن ذكر الله يكون أكبر من الصلا ة فى...

الهجر: الهجر تشريع خاص أم عام عندقو له ...

الحج المقبول: أخي أحمد لقد قمت ولله الحمد بآداء فريضة...

حفيظ / حافظ : ما معنى حفيظ قرآني ا ؟ وما الفرق بينها وبين...

سبحان الله وبحمده: أنا أرى بأنه من الخطإ أن يزاد ويقال...

الصلاة جالسا : لدي مشكله فعندم ا أصلي وأنا قائمه لا أستطي ع ...

أعظم الناس حبا للنبى: استاذ أحمد هل يجوز لك ان تقول إنك أكثر الناس...

الانفصام والحساب : لا اعرف اذ كنت تؤمن بمرض انفصا م الشخص ية ام...

توبة متأخرة: . استاذ ى الفاض ل ,السل م عليكم ورحمة الله...

إلا قليلا: يقول جل وعلا : ( وإِذَ ا جَاءَ هُمْ أَمْر ٌ ...

( تواتر ) القرآن : السلا م عليكم لقد قرأت كثيرا ً عن تواتر...

more