محمد عبد المجيد Ýí 2017-01-07
لا أستغرب من حبك أستاذ عبدالمجيد للغة العربية أبدا ، فمقالاتك تعد خبرات إنسانية في حبك العملي لها ..ليس في وسع من يقرأها إلا مشاركتك والانفعال معك بل والتصفيق من تمكنك البديع في استخدامها !! قرأت هذه الموضوع أكثر من مرة وكأني أقرأ قصيدة (أنا البحر في أحشائه الدر كامن) لحافظ إبراهيم ، ليس هذا مدحا، بل حقا أقول ، بوسع المعلم المحب لما يعلم أن يعدي تلامذته بهذا الحب ،وهكذا فعلت وتفعل فما تحويه درر مقالاتك !! من حقنا كمتذوقين للغة ان نفخر بها ..
كلماتك بلسم، العزيزة عائشة حسين، لي وللساني، وأنا فعلا في حالة غرام باللغة، وصبابة بحروفها، وهيام في ثرائها، ووله بتعبيراتها، ومحبة لكل من يحترمها ويُقدّرها.
الغريب أن أي لغة تضاف إليها تزيدني اقترابــًــا منها، فقد عشت فترة قصيرة في لندن فازددت حبا للعربية، وقضيت أربع سنوات في جنيف السويسرية وعملت في مكتبة وفي بيت الشباب فزادتني فرنسيتي تمسكا بالعربية، وهذا العام أكون قد أكملت أربعين عاما في النرويج فساهمت لغتي النرويجية في ثراء عربيتي.
شكرا جزيلا على كلماتك الطيبة، ورعاك الله
دعوة للتبرع
جامعة أهل القرآن: السلا م عليكم ورحمة الله وبركا ته اود...
اعتزلت الناس : لا احدثك عن ما يدور في الول العرب ية من...
يطيقون الصوم : بسبب ظروف كورون ا لن أسافر الى مصر إلا في شهر...
الارهاب فى الاسلام: أود سؤالك بخصوص مصطلح "الإر اب" حيث توصف به...
راعنا: تكرر في القرا ن الكري م الطلب من المؤم نين, ...
more
العزيز أيمن عطا، رعاك الله
كلمة أقرب إليَّ ليست دينية ولكن عاطفية أي تدخل فيها الدولة والمدينة واللغة والثقافة والتاريخ والماضي وحتى المدرسة التي ضمتكما في مرحلة دراسية تضيف إلى المشتركات.
أمــّـا أن المصري الذي سقط من بطن أمه مصادفة في بلد ما، فأنت تسأل: لماذا تحبه؟
الحقيقة أن المسلم أيضا ولدته أمه مصادفة مسلما أو أبيض البشرة أو أكبر الرأس أو أحول العينين أو أحدب الظهر.
لو أنني في قطار يقطع الطريق من كوبنهاجن إلى ميلانو وجلس أمامي مصري مهذب ومثقف وهو مسيحي وبجواره مسلم من جمهورية أوزبكستان لا يتحدث غير الأوزبكية والبلوشستية، فالأول أقرب لي من الثاني، فإذا كان من الاسكندرية فالمسافة تقترب، وإذا تحدثت معه فاكتشفت أنه كان في نفس المدرسة فالألفة تزداد، فإذا عرفت منه أنه يعشق كتابات الرافعي وأغاني فريد الأطرش وأشعار علي محمود طه فسنتحدث طوال الوقت.
أما المسلم الآخر الذي لا يعرف غير لغة الإشارة فلن نتحدث معا، فإذا شككت أنه لص فقد ابتعدت المسافة، فإذا كانت رائحة شرابه داخل الحذاء كريهة فسأنتقل إلى مكان آخر.
إنها العلاقات الطبيعية بين الناس، وأنا أقيم في أوروبا منذ 44 عاما والإنسان عندي بمصداقيته وبشاشة وجهه وتحضره معي وتمدنه وإنسانياته مع الآخرين وتسامحه حتى لو كان هندوسيا لا يحمل ضغينة لي كمسلم، فهو أقرب لي من بائع اللحوم الحلال والمسلم الذي يبيع لي منتجات غير صالحة للاستهلاك الآدمي.
أنا لا أشهر إسلامي أمام كل من يقابلني، وابتسامتي لا تزيد أو تنقص وفقا لدين محدثي، ومشاعري الصادقة تدفئها معاملة الآخر لي مهما كانت توجهاته المذهبية والعقيدية، وهذا لا يقلل أو ينتقص من إسلامي. أنا جئت إلى الدنيا مصادفة كمسلم، وأعدت اختيار إسلامي في أوائل العشرينيات من عُمري بعد دراسة مقارنة الأديان، لكن صدقني فالناس عندي لا يخرجون عن قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن.
تقبل خالص مودتي، والله يرعاك
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 8 يناير 2017