جامع المحاريب في ما اخترعه الأمويون للأقصى من أكاذيب
في دراسة سابقة تحت عنوان.."بالأدلة ..المسجد الأقصى ليس في فلسطين"..وصلنا بالدليل التاريخي والتحقيق الفيلولوجي أن المسجد الأقصى بناه عبدالملك بن مروان في سياق حربه مع عبدالله بن الزبير، وحكى المؤرخون القصة بأن السبب في بناء الأقصى ليكون بديلا عن مكة والمسجد الحرام اللذان كانا تحت سيطرة ابن الزبير طيلة 9 سنوات، وأن ابن الزبير لم يكتفي باستقلاله عن الدولة الأموية بل منع أهل الشام من الحج وهم الذين بايعوا خصمه مروان بن الحكم من قبل وبعده إبنه عبدالملك..
وأن الحاجة أصبحت ماسة لبديل عن الكعبة وبالتالي تنظيم.."حملة إعلامية"..ضخمة ترافق بناء هذا البديل، فكانت هذه الحملة هي فتاوى شيوخ الدولة الأموية ومحدثي الشام الذين اخترعوا هذا الأقوال لهدف واحد..وهو الإثبات العملي بأن المسجد البديل لا يقل في قداسته عن المسجد الحرام ليقنع حجاج الشام به..
وسنطرح هذه الفتاوى كما هي بنصها من كتابين، الأول.."تاريخ بيت المقدس"..لابن الجوزي المتوفي عام 597 هـ، مع العلم أن ابن الجوزي من أشهر مصنفي ومحققي الحديث وأول من صنف في الموضوعات وفرز الصحيح من السقيم، الثاني .."فضائل بيت المقدس"..لضياء الدين المقدسي المتوفي عام 643 هـ، وطرحهما لهذه الروايات والفتاوى دلالة على قناعتهم بها وتأثرهم بما كان شائعا في عصرهم..وهو أواخر العصر العباسي الثاني وبداية عهد المماليك..
وسترون من هذه الفتاوى والروايات أن هؤلاء الأفاكون لم يكتفوا بمساواة المسجد الأقصى بالمسجد الحرام..بل جعلوه الأول بلا منازع، وأن قدسيته وأفضليته على ما سواه محل إجماع إسلامي..وهذا طبعا حدث بفضل هزيمة ابن الزبير..فلو دامت دولته لبضع سنوات أخرى ربما تغير الحال..عملا بمبدأ نيتشة.."الحق لعبة قوة"..فمن ذا الذي يجرؤ على معارضة ذلك وقد تبين لهم مصير المؤيدين والمعارضين في النهاية..
إليكم الفتاوى والروايات
عن ابن عمر قال النبي: الصلاة في بيت المقدس خير من ألف صلاة
عن أبي المهاجر قال النبي: من صلى في بيت المقدس غفرت ذنوبه كلها
عن أنس بن مالك قال النبي: صلاة الرجل في المسجد الأقصى بخمسين ألف صلاة
وعن أنس أيضا قال النبي: من صلى في بيت المقدس خمس صلوات نافلة ..فقد اشترى نفسه من الله تبارك وتعالى وليس للنار عليه سلطان
عن أبي أمامة الباهلي: من حج واعتمر وصلى في بيت المقدس جاهزون ابط فقد استكمل جميع سنتي
وعن مكحول قال: من خرج إلى بيت المقدس لغير حاجة إلى الصلاة فيصلي فيه خمس صلوات ..خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه
وعن مكحول أيضا: من زار بيت المقدس شوقا إليه دخل الجنة مدللا ورفادة جميع الأنبياء في الجنة
وعن مكحول أيضا: من صلى في بيت المقدس ركعتين خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه
وعن مكحول أيضا:من صلى في بيت المقدس أربع ركعات مر على الصراط كالبرق الخاطف وأعطى أمانا من الفزع الأكبر يوم القيامة
وعن مكحول أيضا: من صلى في بيت المقدس ست ركعات أعطى مائة دعوة مستجابة أدناها براءة من النار ووجبت له الجنة، من صلى في بيت المقدس ثمان ركعات كان رفيق إبراهيم الخليل عليه السلام
عن محمد ابن أبي شعيب: بيت المقدس ليس فيها شبراً إلا وقد سجد له ملك أو نبي فلعل أن تنال جبهته جبهة ملك أو نبي
وعن سفيان الثوري: الصلاه في مكة ب100 ألف صلاه، وفي المدينة ب50 ألف صلاه ، وفي بيت المقدس 40 ألف صلاه
وعن ابن عباس : من حج وصلى في المدينة والمسجد الأقصى في عام واحد خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه.
عن أم سلمة: من أحرم من بيت المقدس بحج أو عمرة خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه
وعن أم حكيم: من أهل بعمرة من بيت المقدس عدلت عشر غزوات مع الرسول
عن الحسن البصري قال: من تصدق في بيت المقدس بدرهم كان فداؤه من النار ومن تصدق برغيف كان كمن تصدق بجبال الأرض ذهبا
وعن مقاتل قال: من صام يوما في بيت المقدس كان له براءة من النار
وعن مقاتل أيضا: كل ليلة ينزل سبعون ألف ملك من السماء إلى الأرض إلى مسجد بيت المقدس يهللون الله ويسبحونه ويقدسونه ويحمدون الله لا يعودون إلى يوم القيامة.
وعن مقاتل أيضا: إذ قال لعبد لصاحبه انطلق بنا إلى بيت المقدس يقول الله تعالى: يا ملائكتي أشهدوا أني غفرت لهما قبل أن يخرجا هذا إذا كانا لا يعدان على الذنوب .
وعن مقاتل أيضا قال: أن الله تعالى تكفل لمن سكن بيت المقدس بالرزق إن فاته المال، ومن مات مقيماً محتسباً في بيت المقدس فكأنما
عن السدي: إلياس والخضر يصومان شهر رمضان في بيت المقدس ويوافيان الموسم كل عام.
عن عمر المزني قال النبي: الصخرة من الجنة (يقصد قبة الصخرة)
وعن علي بن أبي طالب قال النبي: سيد البقاع بيت المقدس
وعن ابن عباس : صخرة بيت المقدس من صخور الجنة.
وعن دهب قال: يقول الله تعالى: الصخرة بيت المقدس فيك جنتي وناري وفيك جزائي وعقابي فطوبى عن زارك
وعن عبادة بن الصامت قال النبي: صخرة بيت المقدس على نخلة، والنخلة على نهر من أنهار الجنة، وتحت النخلة آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران ينظمان سموطا لأهل الجنة إلى يوم القيامة
وعن أبي هريرة قال النبي : الأنهار كلها والرياح من تحت صخرة بيت المقدس
وعن أبي هريرة أيضا قال النبي: تشد الرحال إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى
وعن علقمة قال النبي : لله ثلاثة أملاك ملك موكل بالكعبة وملك موكل بمسجدي وملك موكل بالمسجد الأقصى
وعن أبي ذر قال النبي: قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أولا قال المسجد الحرام فقلت يا رسول الله ثم أي قال ثم المسجد الأقصى
وعن عائشة: أن الله وصل المدينة ببيت المقدس ثم خلق الأرض كلها بعد ألف عام خلقا واحدا
عن عبدالله بن عمرو قال النبي :أيما عبد أتى بيت المقدس لا يريد إلا الصلاة فيه أن يكون من خطيئته كيوم ولدته أمه
وعن ميمونة بنت الحارث قلت: يا رسول الله أفتنا في بيت المقدس قال أرض المحشر والمنشر إيتوه فصلوا فيه فإن صلاة فيه كألف صلاة فيما سواه
وعن أبي بن كعب: ما من ماء عذب إلا يخرج من تحت صخرة بيت المقدس.
وعن أبي بن كعب أيضا: يقول الله تعالى لصخرة بيت المقدس: أتتي عرشي الأولى ومت تحتك بسط الأرض ومن تحتك جعلت عذب الماء يطلع إلى رؤوس الجبال.
وعن نوفل البكالي : يخرج من تحت صخرة بيت المقدس أربعة أنهار من الجنة: سيحان وجيحان والنيل والفرات.
وعن أبي إدريس الخولاني : يحول الله تعالى صخرة بيت المقدس مرجانة كعرض السماء والأرض ثم يضع عليه عرشه ويضع الميزان ويقضي بين عباده ويصيرون منها إلى الجنة.
وعن عبد الله بن سلام : من صلى في بيت المقدس ألف ركعة عن يمين الصخرة وعن يسارها دخل الجنة قبل موته ( ولا أفهم كيف يدل الجنة قبل الموت..!!..)
وعن كعب : من أتى بيت المقدس فصلى فيه عن يمين الصخرة وشمالها ودعا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه وإن سأل الله تعالى الشهادة أعطاه إياها.
وعن الرقاشي: من أراد أن يشرب من ماء الليل فليقل بماء بيت المقدس يقرئك السلام فإنه أمان بإذن الله تعالى.
وعن أبي هريرة قال الرسول: من مات في بيت المقدس فكأنما مات في السماء
وعن كعب الأحبار : يقول الله تعالى في التوراة لبيت المقدس: من مات فيك فكأنما مات في السماء ومن مات حول بيت المقدس فكأنما مات فيها.
وعن كعب الأحبار أيضا: من دفن في بيت المقدس فقد جاز الصراط. وعنه قال: مقبور بيت المقدس لا يعذب.
وعن كعب الأحبار أيضا: ينزل من الجنات الرحمة على بيت المقدس كل صباح حتى تقوم الساعة والظل الذي ينزل على بيت المقدس شفاء من كل داء من جنان الجنة.
وعن وهب بن منبه: من دفن في بيت المقدس نجا من فتنة القبر وضيقه.
وعن وهب بن منبه أيضا: أهل بيت المقدس جيران الله تعالى وحق على الله تعالى أن لا يعذب جيرانه.
وعن معاذ : يقول الله تعالى لبيت المقدس: أنت جنتي وقدسي وصفوتي من بلادي من سكنك فترحمه مني، ومن خرج منك فسخط مني عليه...
انتهى
لاحظ أن النية كانت ربط الأقصى بالمسجد الحرام وبالتالي إخراجه من كونه مجرد مسجد شأنه كالمسجد الأموي أو الأزهر..إلى مكان تجتمع إليه الأنبياء، وإلى بقعة مقدسة الصلاه فيها ب100 ألف صلاه، بل من دفن في بيت المقدس ينجو من عذاب القبر وأهلها لا يعذبون يوم القيامة، بينما لم تنل مكة هذا الشرف ولا حتى المدينة..مما يثبت أن نوايا التقديس (والترضية) كانت حاضرة ومستحدثة في مرحلة زمنية ما، والترضية هي لشعب الشام الذي كان دائم الشكوى من عدم الحج..فكان لزاما على الحاكم أن يجد لهم الحل فتفتق ذهنه إلى الحل العبقري الذي يعاني منه المسلمون إلى الآن بعد أكثر من 13 قرن على مضي هذه الفرية..
اجمالي القراءات
8157
هناك شيئ في علم تاريخ الأديان يسمونه "Syncretism" بمعنى التوفيق بين معتقدات الدين القديم و إدراجها مع معتقدات الدين الوافد الجديد حتى تكون ملائمة، و هي ظاهرة تمس كل الديانات بلا إستثناء
من الخطأ الإعتقاد أن كل الإضافات التي مست الإسلام كان سببها الرئيسي "سياسي" بل الأسباب كانت متعددة و لا أعتقد بأن السبب السياسي كان العامل الحاسم، فمن الأسباب ما كان إجتماعيا، و منه ما كان دينيا، و منه ما كان سياسيا، و منه ما كان غلوا، و منه ما كان مربتطا بنمط العيش و همومها، إلخ
في بحث مثل هذا لا بد من جمع المعتقدات القديمة للناس، خصوصا إذا علمنا بأن أسلمة المجتمعات إستغرق وقتا كبيرا بعد الفتح
و شكرا