ماذا لو شرحنا التعليق

لطفية سعيد Ýí 2015-11-07


{إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً }النساء150 {أُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً }النساء151
 
أدرت محرك البحث وكتبت في أول مرة  " نؤمن ببعض " فكانت نتيجة البحث آية واحدة هي 150 من سورة النساء  وأردت أن أكمل الوصف فكتبت لمحرك البحث " هم الكافرون " فكانت الآية التالية 151 النساء وهي آية واحدة التي جاءت أيضا !! إذن القضية خطيرة لا ينفع فيها الحلول الوسط ، أو أننا نراضي أطرافا كثيرة .. لأسباب نراها وجيهة !!! لا،      إننا نتحدث عن قضية إيمان وكفر..  أوصاف يحددها القرآن بكل عناية ، كل منا يختبر نفسه أولا في هذه الصفات .. لو أراد خداع نفسه فله ما أراد  .. وله كامل الحرية في الاعتذار طالما  أنه هو في الدنيا ،أما عند مفارقته الدنيا فلا  تفلح أي معاذير "ولو  ألقى معاذيره.. انتهى  " 
ما سبق كان تعليقا قديما قد كتبته على مقال للأستاذ إبراهيم دادي بعنوان :(هل كانت بداية حياة رسول الله محمدا مثل بداية رُسُل الله موسى وعيسى ) ... رأيت أن هذا التعليق يحتاج لشرح اكثر ، ولذلك آثرت ان أكتب  ما أوجزت ، وأشرح ما اختصرت فيه ، لأن ما يتناوله التعليق موضوع مهم ،  قد تناوله أيضا أستاذنا الدكتور أحمد صبحي في     
(وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ) بالوعظ بالقرآن الكريم
 وبعد..الآيات الكريمة من سورة النساء 150 ، 151 تحمل تحديدا لبعض صفات  الذين كفروا، واصفة إياهم   بالكفر في البداية ، إجمالا في وقوعهم في حالة تلبس ، بفعل ثلاثة افعال  : تبدأ بالياء  : يكفرون .. ويريدون أن يفرقوا ، ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا  )حيث أنهم وبكامل إرادتهم   (يَكْفُرُون بِاللّهِ وَرُسُلِهِ ) وما الطريقة التي يتبعونها في ذلك   ؟    فكيف تميزهم عن غيرهم  ؟!! قد اتبعوا  أسلوب التفريق بين الله ورسله طريقا لهم  : ( وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللّهِ وَرُسُلِهِ)وهو إحداث الفرقة والاختلاف مع انه دين واحد وطريق واحد هو: دين الله وإن تعدد الرسل  :
 (شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ
(13) 
بل ان الفرقة حدثت بعدما جاءهم العلم!!!  كانوا على علم  عندما تفرقوا ، بغيا بينهم : ( وَمَا تَفَرَّقُوا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (14) فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لأَعْدِلَ بَيْنَكُمْ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (15) الشورى
وقد جاء وصف من فرقوا دينهم وكانوا شيعا بالمشركين .. في سورة الروم 31، 32 ) وحتى لا تلحق بهم هذه الصفة كان عليهم  أن يعودوا إلى طاعة الله سبحانه (منيبين إليه ) وأن يتقوا عذابه ( واتقوه ) وذلك بوصفة  ثبتت فعاليتها  وقوتها  حيث أنهم وفي جميع أوقاتهم دائمي الصلة مع ربهم مقيمي الصلاة بالمعنى الواسع الذي يخص جميع الطاعات التي أمر بها رب العزة ..(وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ )فمن يقوم  بكل ماسبق لا يدخل ضمن المشركين  :
مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنْ الْمُشْرِكِينَ (31)
ومن هم( المشركين ) ؟!! من المشركين .. هم  صنف يعد ضمن من فرقوا دينهم وكانوا شيعا   : (  مِنْ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32)الروم
إذن القضية غاية في الوضوح لو اردتأن تكون ضمن من وصفتهم الآيات بالإيمان عليك باتباع الآتي حرفيا   
 ( قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) البقرة
آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285البقرة
فالتفرقة بين الرسل  يجب ألا تحدث ، بل يجب التمسك بالصراط المستقيم ،لأنهم لو تفرقوا عنه لوجدوا سبلا كثيرة متفرقة ، كلما دخلوا فيها  ازدادوا  بعدا  عن الصراط المستقيم  
وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)
 وهذا الصراط المستقيم (دين الله وطريقه ) لا يختلف  ، وإن تعددت الرسالات : (ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَاماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (154) وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155) 
لا سبيل ولا مجال لأي حجج  ،لمن يبعد عن هذا الطريق المستقيم مفرقا بين رسل الله  .. قد فندتها الآيات الكريمة تفنيدا !! ( أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ (156) أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ (157) ثم تتحدث الايات عن بعض احتمالات  لطرق تفكيرهم وتبريراتهم  الواهية في تأجيل طاعتهم لله  وانشغالهم بالزائل  بالأشياء الدنيوية ، لم ينتظر هؤلاء ولم يسارعوا ، لنيل مغفرة الله   ربما لأن ينتظرون  مجيء الملائكة ربما ، أو يطمحون في فيما هو أكبر(أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ )أو تأتي بعض آياته ..لكن(  هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَهُمْ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ  ) ومع كل الأسف عندما  يأتي ما ينتظرونه وقتها .. ووقتها تحديدا تكون المفاجاة !!! ستكون فرصتهم في  الاختيار قد انتهت  (لا يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلْ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ) معا لنقرأ الآيات كاملة لنفهم المقصود:     : (هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَهُمْ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلْ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ (158) إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159) ) الأنعام
توجيهات الله سبحانه واضحة في آياته الكريمة ،ولا مجال لأية مساومات أو حلول وسطية ..  وليس فيها أي غموض : 
وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4)البقرة 
ودائما صدق الله العظيم 
اجمالي القراءات 11762

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2008-10-30
مقالات منشورة : 113
اجمالي القراءات : 2,041,979
تعليقات له : 3,703
تعليقات عليه : 378
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt