كمال غبريال Ýí 2015-06-25
إلى حد بعيد ليس صحيحاً أن مسار ومصير الشعوب يأتي نتيجة فعاليات محورية أو أحداث مفصلية فجائية وتعسفية، يقوم بفرضها فرد أو جماعة تسيطر على الحكم هنا وهناك، أو كما يشيع في الشرق الأوسط من هلاوس المؤامرة التي تدبرها دول عظمى، تحرك شعوب العالم كما لو بيادق على رقعة شطرنج.
انقلاب الأحوال مع توالي العصور، يأتي نتيجة معادلات سياسية اجتماعية اقتصادية ثقافية مستقرة يختل توازنها، ولم تعد صالحة للاستمرار، نتيجة تغير الظروف العالمية، وتأثيراتها الداخلية في المجتمعات والشعوب، ونتيجة التغيرات الكيفية الداخلية، التي تترتب على التغيرات الكمية الهائلة، في حجم الشعوب والمجتمعات، هذا بالطبع مع الدور الهائل لثورة التكنولوجيا ووسائل المواصلات والاتصالات.
لن نذهب بعيداً في التاريخ، ونبدأ بسقوط معادلة العصر العثماني في مصر، بعد المتغيرات التي أحدثتها الحملة الفرنسية، لتبدأ معادلة أسرة محمد علي التحديثية، والتي استمرت ردحاً تتغلب على عوامل الممانعة، وتتجه بمصر إلى الأمام حضارياً. وبدأت بوادر اختلال هذه المعادلة تتمثل في رواج فكر حسن البنا، والذي يشير إلى استناده لروح الشعب المصري وعميق ثقافته. حتى تم سقوط معادلة الحداثة على أيدي مغامري حركة يوليو 1952 وحلفائهم الإخوان، والذين لم يكونوا أكثر من أبناء لعصرهم، أو فلنقل أبناء المعادلة الجديدة التي سترث الساقطة. هكذا بدأت معادلة الديكتاتورية والدولة الشمولية، والتي شاعت نماذجها في العالم الثالث عموماً، وفي منطقة الشرق الأوسط خصوصاً. منذ بداية تسعينات القرن الماضي وثورات شرق أوروبا البرتقالية، بدأت نهايات معادلة الديكتاتورية. وكالعادة تأخرت التغييرات في الوصول إلى المعادلات المثيلة بالشرق الأوسط حتى 2011 فيما سمي الربيع العربي.
ليس صحيحاً إذن أن أفراداً مثل حسن البنا وعبد الناصر وصدام حسين وحافظ الأسد والقذافي وأمثالهم هم السبب في حالة التعفن السياسيي والاجتماعي والتدهور الاقتصادي بالمنطقة العربية، وأنه لولا أن أمهات ولدت هؤلاء لما وصلنا إلى ما نحن فيه الآن من ترد. على ذات النهج ليس صحيحاً أن حماقة جورج واكر بوش بإسقاطه لصدام حسين ونظامه، هي السبب في وصول العراق لحالة الفوضى والاقتتال الأهلي الراهنة، فقد كان لابد لصدام والقذافي ومبارك وزين العابدين بن علي وعلى عبد الله صالح أن يسقطوا، سواء بهذا الشكل أو ذاك، بعدما انتهت صلاحية المعادلة التي تأسست عليها نظمهم السياسية، كما لابد وأن يسقط بشار الأسد ونظامه. وقد ننتظر وقتاً أقصر مما نتخيل، قبل أن نشهد سقوط ذات المعادلة أو شبيهتها في ممالك الخليج وإماراته.
الآن وقد سقطت معادلة الشمولية، فإن ما تشهده المنطقة من فوضى ومذابح وحروب أهلية، ما هي إلا رحلة البحث عن معادلة جديدة لم تتضح ملامحها بعد.
Kamal Ghobrial
Alexandria- Egypt
+201226834061
دعوة للتبرع
واسع: لو سمحت أريد معنى كلمة ( واسع ) التى جاءت فى...
لم تتجاوز الحدّ: هل تجاوز ت حدودي ..؟؟ استاذ ي الكري م ...
رأيت فى المنام (2): أنا سيدة ملتزم ة وزوجة وأم لشباب فى سن...
ليس تشويها: لماذا القرأ ن شوه اسماء العبر ية و...
أحبتى الأمازيغ : السل ام عليكم أستاذ ي الفاض ل احمد صبحي...
more