مسعد حجازى Ýí 2007-03-02
الإرهاب والإستبداد و " غسيل المخ "
وفى الفيلم الذى أخرجه " دون سيجل " يقوم تشارلز برونسون بدور جورجى بورزوف عميل جهاز المخابرات السوفيتية – الكى. جى. بى. الذى يسافر الى الولايات المتحدة الأمريكية فى مهمة سرية للعثور على عميل مخابرات أيضا سوفييتى، أصابه مس من الخبل والجنون وإنشق عن الكى . جى. بى. وهرب الى الولايات المتحدة الأمريكية ، وفى حوزته النسخة الوحيدة من مفكرة بها أسماء وعناوين وأرقام تليفونات عملاء أمريكيين كانت المخابرات السوفيتية قد اختطفتهم وأجرت لهم عمليات " غسيل مخ" وقامت ببرمجة كل عميل – رجل كان أو إمرأة – بحيث أنه حين يتلقى العميل مكالمة تليفونية فى أى وقت، ويقوم العميل السوفييتى المنشق على الطرف الآخر بتلاوة جملة بطريقة معينة تقول :
عندما شاهدت فيلم " تليفون " لأول مرة فى نهاية السبعينات من القرن الماضى استمتعت به كفيلم من أفلام الإثارة والتشويق والمغامرات، واعتبرته فيلما من أفلام الخيال والوهم، على الرغم من لجوء مؤلف الرواية " والتر واجر " لإستخدام أسلوب عمليات " غسيل المخ " للعملاء كى يقتنع المشاهد بأسلوب السيطرة على العميل وحتى يؤدى أعمالا إرهابية مفجرا نفسه من المستحيل أن يقوم بها لو كان فى كامل وعيه.
لقد اختلط الحابل بالنابل فى قضية الإرهاب الدولى، وأصبح العالم كله على وشك الدخول فى نفق أطول وأكثر ظلاما من مترو أنفاق لندن أو مدريد، هذا إن لم يكن قد دخله بالفعل.!!
لن ينتهى الإرهاب أو يتوقف الإ إذا اختفت النظم القمعية الإستبدادية التى كانت أول من أعانت الإجنبى على إحتلال أراض عربية، واختفت معها سياسات التخدير الإعلامى والتغييب العقلى للمواطن العربى أو المسلم، والذى أصبح عقله فى حاجة الى إعادة ترتيب كى يتمكن من ترتيب المجتمع العربى أو المسلم على أسس جديدة ومتينة من الحريات الحقيقية والديمقراطيات السليمة، وتطبيق سيادة القانون على الجميع، وعلى الحكام قبل المحكومين.
هل الجانى الحقيقى هو من فجر نفسه بقنبلة سواء فى فندق أو فى مترو أنفاق أو أحد الباصات ؟ أم هو الذى حرض، والذى أفتى ونصب نفسه القاضى والجلاد، والذى وضع سياسة " غسيل المخ" والتضليل الإعلامى اليومى والتغييب العقلى؟!!!
لقد اتهم البعض الإسلام زورا وبهتانا بوصمة الإرهاب لأن البعض عن جهل وتعصب وضيق أفق يرتكب أعمالا إجرامية ووحشية ضد المدنيين الأبرياء بإسم الدين، بينما الدين الإسلامى وكل الأديان منها براء، غير أن هذا كله لا يجب أن يمنعنا من الإعتراف بأننا نمر بأزمة حقيقية قديمة ومزمنة فى معظم مجتمعاتنا العربية والإسلامية ... أزمة لا بد من معالجتها بحلول جذرية لا بالمسكنات أو الأسبرين.
لقد استغلت السلطة السياسية المستبدة الدين لتحقيق مآربها وأطماعها السياسية ومكاسبها الدنيوية ، وسمح الكثير من رجال الدين لأنفسهم أن يكونوا تابعين للسلطة السياسية والحكام ويبررون أفعال لهم وسياسات ما أنزل لله بها من سلطان!! .
لقد غاب العقل الإسلامى فى غيبوبة عميقة " Deep Coma" منذ أيام الفيلسوف الكبير إبن رشد وأصبحت السيادة وحتى الآن للسيف الأموى الباطش، ولسلاح التكفير تشهره جماعات الجهل والتعصب والهوس الدينى فى وجه كل من يحاول الإجتهاد ويعارض أفكارهم ، وكأنهم وحدهم الذين يرتدون ثوب الفضيلة الأخلاقية لإضفاء صفة الكرامة والإحترام على شخوصهم ضد مخالفيهم فى الرأى، وبينما هم فى الواقع يحاولون إخفاء شعور عميق ومتأصل بالمهانة والدونية والعجز والضعف، وهذا تكنيك قديم له سوابقه وشواهده فى التاريخين المسيحى واليهودى.
إن هذه الجماعات تتصرف وكأنها وحدها هى التى تحتكر الحقيقة، مع أن المفكر العربى الكبير أبو حيان التوحيدى يقول أن الحقيقة أكبر من أن يستوعبها شخص واحد.
الديكتاتورية والإستبداد يا سادة وجهان لعملة واحدة ، كلاهما سرطان ينخر فى عظام الأمة منذ قرون إلى أن وصلت الى ما عليه من ضعف وهوان وفرقة وإنقسام.
ان عالمنا الإسلامى اليوم فى مسيس الحاجة إلى علماء جادين لا يخشون فى الحق لومة لائم أو سطوة حاكم ، علماء مسلمين بحجم علماء التنوير فى الغرب المسيحى من أمثال إيمانيول كانت ورينيه ديكارت وفكره ومنطقه.
نريد رجال دين فى حجم وشجاعة رجال من أمثال الإمام أبى حنيفة والشيخ عز الدين بن عبد السلام والإمام محمد عبده .
شبابنا ضحية وسيظل ضحية إلى أن تحل الإشكالية... إشكالية وضع العربة أمام الحصان.
أما إذا آثرنا أن ندفن رؤؤسنا فى الرمال – كعادتنا – فإن الإرهاب سوف يرتع ويستشرى كالسرطان فى سيناء وغيرها، وسيضحك علينا موج البحرين، وكما يقول المثل:
--------
كاتب وصحفى مصرى – كندى
Mossad_Hegazy@hotmail.com
التفكير : فريضة الفرائض الغائبة فى زمن التغييب العقلى
مبارك وخالد محيى الدين ومستقبل الديمقراطية فى مصر
دعوة للتبرع
ثلاثة أسئلة: السؤا ل الأول : أتفق معك فيما ذكرته فى فتوى...
خلع الحجاب: هل يجوز ان اقول لزوجت ي اخلعي الحجا ب ام اني...
السماء فى القرآن: ارجوك يا دكتور صبحي منصور ما المقص ود ...
رفث الصائم : كنت أداعب زوجتى وأنا صائم فقالت هذا حرام لأنه...
عقد الزواج باختصار: اهلا استاذ ي لقد قرات عدة مقالا ت عن الزوا ج ...
more