على الشعب المصري أن يبحث عن وسيلة يستطيع بها استعادة إنسانيته المفقودة، فالشعب الذي قبل ما يحدث للأقباط والبهائيين، ويقبل اليوم ما حدث من مذبحة للشيعة، فإن أي شيء يحدث له غداً وبعد يكون جزاء وفاقاً لخسته ودمويته!!. . كل من وقفوا على المنصة في حضور السيد رئيس الجمهورية للتحريض على الشيعة يجب توقيفهم ومحاكمتهم بالتحريض على القتل وإثارة الفتنة وتهديد الأمن القومي، فمن اغتالوا المصريين الشيعة كانوا مجرد أداة في يد رؤوس الفتنة والإرهاب الذين يجب أن يكونوا أول من يمثل أمام العدالة. . لعل حادثة اغتيال المصريين الشيعة الأربعة تكون هي النعش الذي سيشيع فيه المصريون حكم ذئاب الظلام!!
المتهم الأول في جريمة قتل الشيعة هم القيادات التي حرضت ضدهم في حضور رئيس الجمهورية، والمتهم الثاني هم الجماهير التي انساقت للمتطرفين وشنت الهجوم على الآمنين، والنسوة اللاتي زغردن بعد تنفيذ الجريمة، ليأتي في آخر قائمة المتهمين الأيادي التي نفذت الجريمة. . أعتقد أننا ينبغي أن نعيد النظر في مقولة أن المصريين شعب طيب غير محب للعنف، فلقد تغيرنا كثيراً منذ خرج الفلاح المصري من أرضه وتغرب في الصحارى العربية. . قد نكون شعباً ضعيفاً، لكننا الآن بدأنا نمجد العنف ونتوق لسفك الدماء. . تغييرات كثيرة حدثت جرفت جزءاً كبيراً من مخزون التحضر والإنسانية المصري. .قلوب ونفوس المصريين تتحول تدريجياً إلى صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء!!
• الديموقراطية حين تطبق دون توافر شروط تطبيقها تتمخض عن نتائج كارثية، نعم النظم الديموقراطية تصحح مسيرتها بنفسها، وبالمزيد من إفساح المجال للتطبيق الديموقراطي، لكن هذا لا ينفي ضرورة أن تبدأ المسيرة من نقطة بداية صحيحة، يتوافر فيها حد أدني من الشروط اللازمة لبدء تطبيق ديموقراطي قابل للنمو والتطور.
• قضية أنفاق غزة وتسلل حماس وحزب الله منها أيام الثورة يتحملها كاملة نظام مبارك بأجهزته السيادية الفاشلة والمتواطئة، لقد انتحر مبارك كما سبق وفعل السادات على يد من أطلق لهم العنان ليعيثوا في مصر فساداً، هنا علينا ألا ننسى أو نتجاهل أن قطاعاً كبيراً من الشعب المصري كان مفتوناً بفعاليات الإرهاب في سائر أنحاء العالم، والآن أتت فرق الإرهاب إليه لتقدم عروضاً مستمرة على أرض مصر المحروقة!!. . قلنا إرهابيين قالوا مقاومين ومجاهدين، وقالوا مؤامرة إسرائيلية أمريكية، وقلنا بل مؤامرة شعوب مغيبة الوعي على نفسها!!. . أثناء الثورة قالوا أن نظام مبارك الفاسد يحكم شعباً طاهراً، والآن يقولون أن حكومة الإخوان الطاهرة تحكم شعباً كافراً وفلولاً، وهكذا يعرضون على الشعب المصري حوارات وجلسات مصالحة مطابقة للصلح العرفي الذي اعتادوا فرضه على الأقباط بعد الاعتداءات الطائفية، ويقضي دوماً بالقبول بما حدث والعفو عما كان، مع انتظار جرائم وجلسات صلح جديدة. . البلاهة هي أن يحدثك ظلامي أو إرهابي أو شماشرجي لأيهما بنعومة فتتصور فيه الاستنارة أو الرغبة الجادة في التواصل والتوافق.
• رفضي الشخصي "لجبهة الإنقاذ" ليس لمجرد وجود عدد كبير من الشخصيات ثبت عملياً أنهم لا يصلحون إلا "للعب الثلاث ورقات"، ولكن لأنني أنتظر من الشعب المصري جديداً مختلفاً تماماً عن كل ما هو كائن هنا وهناك، فكر جديد بشخصيات جديدة، وإن لم ننجب هذا الجديد فلا أمل سواء حكم الإخوان أم رفقاؤهم أم منافسوهم، لذا لابد من أن أعيد التأكيد على أنني أرى المسيرة الحالية للجماهير مماثلة لمسيرة يناير 2011 في جوانب عديدة تجعلها مرشحة حتى في حالة نجاحها إلى الوقوع في شرك جديد وهاوية جديدة، فهي مسيرة رفض في ظل غياب الفكر الإيجابي وعدم تشكل ملامح المستقبل المرتجى والطرق المؤدية إليه، وهناك أفكار تتبناها الجماهير والنخبة لا تقل كثيراً من حيث التخلف والخطورة عما يحمله دعاة الظلام الذين نرفضهم، وهناك ذات الشخصيات البهلوانية بأدائها الكارثي تتصدر المسيرة وتتحدث باسمها. . لا أريد أن أكون داعية يأس وإحباط، لكن هذا ما أراه ويتحتم علي إعلانه
اجمالي القراءات
8442