استيلاء السلطان المملوكي برسباى على جزيرة قبرص سنة 829 هـ
.
تاريخ النشر: 2009-04-09
مقدمة
1 ـ سقطت عكا آخر معقل للصليبيين سنة 690 هـ على يد السلطان المملوكي الأشرف خليل بن قلاوون . ولكن الحروب الصليبية لم تنته بسقوط عكا، لأن شراذم الصلبيين اتخذت من جزيرة قبرص موطئ قدم لها ، ترسل منها الحملات البحرية تغير على المواني التابعة للدولة المملوكية فى مصر و الشام ، مما جعل السلطان المملوكي الأشرف برسباى يستولى على قبرص سنة 830 هـ وتصبح من أملاك السلطان ..
2 ـ كانت جزيرة قبرص قد خصعت للسلطان ريتشارد قلب الأسد ذلك الخصم العنيد الذي تحارب مع السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي ، وأصبحت قبرص قاعدة لإمداد الصليبيين بالعتاد العسكري وموطئ قدم للحملات الصليبية الوافدة ، وبعد سقوط عكا أصبحت قبرص الملجأ الأخير لشراذم الصليبيين المطرودين من الشام ، وأضيف إليهم قادمون من أوربا احترفوا القرصنة والهجوم على المواني والمدن المسلمة ، وكان أخطر حملة خرجت من قبرص تلك الحملة التي استباحت سلبا ونهبا وقتلا مدينة الإسكندرية في شهر صفر سنة 767هـ في سلطنة الأشرف شعبان المملوكي .
حملة قبرص على الإسكندرية سنة 767هـ :
1 ـ في ذلك الوقت كان الاتابك (قائد الجيش المملوكى) يلبغا العمرى يتنزه في العباسة ، وهى محطة للقوافل ،ولا تزال مكانها الآن مدينة العباسة فى محافظة الشرقية ، بينما كان السلطان الأشرف شعبان القلاوونى المملوكى يتنزه في مدينة العكارشة ، وأثناء الفرح والسرور وردت لهما الأخبار بأن الفرنجة قد أغاروا على مدينة الإسكندرية في سبعين مركباً حربياً . وكلها مشحونة بالرجال والسلاح وقد امتلكوا الثغر في يوم الأربعاء 21 صفر . وكان يتزعمهم حاكم قبرص واسمه ربوك . وبعد أن احتل المدينة سار فيها في موكب بينما يقوم جنوده بالفتك بأهل المدينة ،وهلك من الناس أكثرهم بسبب الإزدحام على الهرب من أبواب المدينة .
2 ـ وأعلن السلطان ألأشرف شعبان التعبئة العامة ، ولما وصلت جيوش المماليك إلى الإسكندرية وجدوا الفرنجة قد رحلوا عنها بعد أن دمروها تماماً ونهبوا كل ما فيها وقتلوا أكثر من خمسة آلاف وأسروا النساء والأطفال بما يبلغ خمسة آلاف أيضاً ، ورحلوا بالأسرى والغنائم إلى جزيرة قبرص .
ويقول ابن اياس عن الإسكندرية :" فمن يومئذ اختلت أحوال ثغر الإسكندرية وتلاشى أمرها وقلت أموالها واختل نظامها ورحل عنها سكانها ".
3 ـ وجدير بالذكر أن مؤلفا مجهولا من أبناء الإسكندرية شهد بنفسه هذه الحملة ، ووضع كتاباً في تلك المحنة التي حلت بالإسكندرية وهو بعنوان " الالمام بالأعلام فيما جرت به الأحكام والأمور المقضية في واقعة الإسكندرية" ويقع ذلك الكتاب في جزئين ، ولايزال مخطوطا فى دار الكتب المصرية ، والمؤلف المجهول هو النويري (محمد بن قاسم بن محمد) وقد توفى بعد تلك الكارثة بثمانية أعوام ،اى عام775 . وذلك النويري السكندرى غير شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري المتوفى 733هـ صاحب موسوعة " نهاية الأرب" . وقد عاشا فى نفس القرن الثامن الهجرى.
غارات أخرى للفرنجة والقبارصة :
1 ـ ونعود إلى قبرص وحروبها الصليبية ضد مواني مصر والشام ، ونذكر أنها استمرت تؤدي ذلك الدور في سلطنة الأشرف برسباي فى القرن التاسع الهجرى ، وكان ذلك هو السبب المباشر الذي حمل الأشرف برسباي على غزو الجزيرة ثم احتلالها وضمها .
وتلك الأحداث حظيت بتسجيل إثنين من أشهر المؤرخين فى العصر المملوكى ، وقد عاصراها وسجلا أحداثها باعتبارهما شهود عيان ، وهما المقريزي وابن حجر .
2ـ ففي شهر شعبان سنة 825 هـ كثرت غارات الفرنجة على السواحل المصرية ، وهجمت سفينتان صليبيتان على ميناء الإسكندرية فوجدوا فيها مركبا للتجار فيه بضائع بنحو مائة ألف دينار فحاولوا الإستيلاء عليه ودارت معركة بينهم وبين التجار يعاونهم أهل الإسكندرية ، وأحرق الصليبيون المركب التجارية ، ولم تصل سهام المصريين إلى مراكب الفرنجة لأنه لم تكن لأهل الإسكندرية مراكب بحرية ، وانتهت المعركة بفوز الصليبيين ومضوا نحو برقة فأخذوا ما قدروا عليه منها ثم عادوا إلى الاسكندرية وبعدها اتجهوا نحو الشام..
3 ـ وفى رمضان 826 جاءت الأخبار من قبرص باستعدادات الفرنجة للقيام بغارات أخرى على السواحل ، فأصدر السلطان أوامره للأمراء فأستعدوا وتحصنوا فى الأسكندرية و دمياط ورشيد وأكتمل الأستعداد فى 7 رمضان ..ولم تأت الغارة .
4 ـ وفي شهر رجب سنة 827 هـ تمكن الفرنجة من اقتناص مركبين في دمياط وكان عليهما أكثر من مائة رجل وبضائع كثيرة، واشتد غيظ السلطان برسباي فصادر أموال التجار الفرنجة في مصر والشام ..
حملة استكشافية لقبرص أرسلها برسباي : ـ
1ـ وكانت تلك الحوادث كافية لإثارة غضب السلطان للإنتقام العملي، ولذلك فقد تحركت سفينتان من ساحل بولاق كانتا تحملان المقاتلين والعتاد، وفيهم ثمانون من خيرة المماليك، وأبحرت السفينتان في البحر المتوسط من ناحية طرابلس الشام وتعاونت معهما سفن أخرى لإقتناص أي سفينة صليبية، وكان ذلك في رمضان سنة 827هـ .
2 ـ وفعلت تلك الدورية البحرية العجائب، فقد التحق بالسفينتين مركبان من بيروت وصيدا ، وبلغ عدد المقاتلين ستمائة بعد أن إنضم إليهم المتطوعون، وكان معهم ثلثمائة فرس . وقد كانت قبرص في ذلك الوقت منقسمة بين أكثر من حاكم ،ة بسبب تنوع سكانها بين سكان قبارصة أصليين ووافدين محاربين من الصليبيين .
ودارت معركة انتصر فيها المسلمون ، وعادوا إلى مصر في شوال سنة 827هـ فوصلوها في شهر ذى القعدة ، وكان معهم ( 1600 ) أسير في رواية ابن حجر وفي رواي المقريزي (23)أسيراً فقط ، بالإضافة إلى الغنائم العينية .
ورواية المقريزي أقرب للصحة ، والملاحظ أن ابن حجر في تأريخه لهذه الفترة كان مضطربا بعض الشئ ربما لأنه كان يعاني من مشاكل بسبب وظيفة القضاء التي كان يتولاها ، وقد تم عزله عن القضاء في 8 ذى القعدة سنة 827هـ وتولى مكانه خصمه الهروي ..
الحملة الأولى على قبرص :
1 ـ وتشجع السلطان برسباي بهذا الإنتصار ، فأخذ في اعداد مراكب حربية لغزو قبرص وكان ذلك في شهر المحرم سنة 828هـ ..
وفي شهر ربيع الآخر ابتدئ بعمل طرادين حربيين ، واستكمل عددهما أربعاً، وكان انشاؤها في ساحل بولاق في منطقة انحسر عنها الماء تجاه جامع الخطيري ، واستحضرت لها أخشاب كثيرة من القصور القديمة في سرياقوس (المعروفة الآن بالخانكة).
2ـ وفي شهر ربيع الآخر 828 . اكنمل بناء برج حربي بالقرب من ساحل الطينة في سيناء وكان مربع الشكل مساحة كل ربع منه ثلاثون ذراعا وتم شحنه بالأسلحة وأقيم فيه خمسة وعشرون مقاتلاً فيهم عشرة فرسان، وتولى عمارة هذا البرج الأمير زين الدين عبد القادر، وقد جلب الأحجار لهذا البرج من خرائب (أى آثار ) مدينة الفرما. واستجلب له المماليك جماعة من الأعراب، وأصبح بذلك قاعدة بحرية تحرس سواحل سيناء.
3 ـ وفي جمادى الأولى سنة 828هـ جاءت أخبار تحركات للفرنج فاستعد لها المماليك ، وحدثت معركة حول صفد ، وفي الشهر التالي حدثت معركة أخرى بين جبلة وطرابلس مما دعا السلطان للإسراع بتدشين سفينتين من بولاق ، وحملتهما الجمال إلى السويس لمواجهة أى تحرك بحري للعدو في البحر الأحمر ، حيث كان البحر الأحمر بحرا اسلاميا ممنوعا على الفرنجة دخوله خوف هجومهم على مكة و المدينة .
4 ـ وفي آخر شهر جمادى الآخرة استعرض السلطان برسباي جنود الحملة التي أعدها لغزو قبرص ، وأمر القواد الكبار بأن يجهز كل منهم عشرة من مماليكه. وبذل السلطان كل وسعه في الإسراع بتجهيز السفن الباقية حتى أنه أخذ الأخشاب من الناس ظلما وقطع الأشجار بغير رضا أصحابها وسخر الناس في حملها ، ويقول المقريزي إن السلطان فعل مثل الذي صلى لغير القبلة بغير وضوء عمداً ..!!
5 ـ وفي يوم 13 رجب أعطى السلطان النفقة لرجال الغزوة وهم ستمائة رجل لكل واحد منهم عشرون ديناراً . وقام الأمراء الكبار بتجهيز ثلثمائة رجل ، ونودى في الناس: من أراد الجهاد فليحضر لأخذ النفقة ..
6 ـ وبدأ الجزء الأول من الحملة في التحرك في 20 رجب ، إذ سارت الخيول في البر إلى طرابلس في الشام وكان عددها ثلثمائة فرس، وكان السلطان قد طلب تجهيز شحنة مجاديف من اللاذقية ،وحملتها السفينة في البحر المتوسط ولكن تعرض لها الفرنجة في الطريق فأخذوها وقتلوا حراسها .. وفي يوم الجمعة 12 رجب بعد صلاة الجمعة استعرض السلطان السفن المجهزة للغزو في ساحل بولاق.
7 ـ وتحركت السفن الحربية في اليوم التالي ، وكان يوماً مشهوداً اجتمع له الناس، وقد انحدرت في النيل أربعة سفن ، ثم انحدرت سفينة أخرى يوم الإثنين ، وانحدرت يوم الثلاثاء سفينتان . وفي يوم الخميس 20 رجب أبحرت السفينة قبل الأخيرة ، ثم أبحرت السفينة الأخيرة يوم 3شعبان .وكان قائد الحملة الأمير جرباش حاجب الحجاب.
8 ـ وقد وصلت السفن إلى دمياط ثم إلى طرابلس الشام ، وانضمت إليهم قطع أخرى من الأسطول فتكامل عددها إلى أكثر من أربعين مركباً حملت الخيول والفرسان والمماليك والمتطوعين من الناس .ووصلوا إلى الماغوصة في قبرص ( حيث يقيم القبارصة أهل الجزيرة ) فأقاموا فيها ، وقد أعلن حاكم الماغوصة طاعته للسلطان برسباي ، بينما استعد الفرنجى الصليبى حاكم اللمسون "ليماسول" للحرب .
وكانت الحملة قد أقامت في خيام في الماغوصة ليلة الأحد 20 رمضان.
وفي يوم الأحد بدأت الغارات على الضياع الواقعة غرب قبرص ، وعادوا بغنائم كثيرة بعد ما قتلوا وأسروا ، ثم أقلعوا ليلة الأربعاء في السفن وتركوا جزءا من الجيش يتكون من أربعمائة رجل يسيرون بحذائهم في البر والإشتباكات بينهم وبين القبارصة لاتنقطع.
ودارت معركة بحرية بينهم وبين الفرنجة فهزموا الفرنجة بسهولة ، وتوقفت الحملة في ساحل الملاحة فأغارت عليهم سفن الفرنجة الهاربة ودارت موقعة أخرى أكثر عنفاً وانتهت بانتصار الحملة.
ويبدو أن تلك المعارك كانت من قبيل جس النبض لأن حاكم قبرص الصليبى الفرنجى كان يجهز استعداداته لخوض معركة برية يخوضها أخو الملك نفسه. وقد استغل الفرنجة الصليبيون توزع الحملة بين البر والبحر فقاموا بهجوم مباغت على البر، ولكن المماليك ثبتوا في المعركة البرية وقتلوا من الفرنج أعداداً كثيرة ، وأخرجوا الخيول من المراكب إلى البر في ليلة السبت وساروا بكرة السبت يقتلون ويأسرون ويحرقون القرى حتى ضاقت مراكبهم عن حمل الأسرى والغنائم .
9 ـ وخاف قائد الحملة أن تكون أثقاله من الغنائم والأسرى عبئاً عليه في المعركة الفاصلة والتي علم أن حاكم قبرص قد أخذ يجمع لها وسيستنجد بالفرنجة في أوربا، لذلك استأذن في العودة إلى مصر بما معه وأرسل بخبر الإنتصار، وجاء الخبر إلى القاهرة يوم 9شوال، وقرئ الكتاب على القضاة والأعيان في الجامع الأشرفي الذي أنشأه الأشرف برسباي ، ثم قرئ في اليوم التالي بجامع عمرو بن العاص ، وكتبت البشائر الى الاسكندرية والبحيرة والصعيد ، وتزينت القاهرة ومص بأقواس النصر.
10 ـ ووصلت الحملة المنتصرة إلى ساحل بولاق بالقاهرة يوم 25 شوال وكان معهم 1600 أسيراً وأثقالاً من الغنائم تحملها عشرة جمال وأربعون بغلاً ومائة وسبعون رجلاً من الحمالين ، واستعرض السلطان الأسرى والغنائم في حفل هائل ، وأمر ببيع الأسرى وتقويم أصناف الغنائم ، وابتدأ البيع من يوم الإثنين 27 شوال وتولى البيع عن السلطان الأمير اينال الششمّاني ،فاشترى الناس الأسرى على اختلاف طبقاتهم ، وأمر السطان أن لايفرق بين الأولاد وآبائهم ،ولا بين قريب وقريبه فكانوا يشترونهم جميعاً ، وأعطى السلطان منحة لرجال الحملة قدرها ثلاثة دنانير ونصف لكل واحد .
11 ـ وكان رد الفعل شديداً على الفرنجة وحاكم قبرص إذ وصلت بعض سفن الفرنجة إلى ساحل الطينة في سيناء قبيل وصول الحملة إلى مصر بالغنائم والأسرى ، وأدرك السلطان أنهم لن يتورعوا عن الإنتقام فعزم على تجهيزحملة أقوى ليضم الجزيرة ويأمن من خطورتها نهائياً .
الحملة الكبرى على قبرص وأسر ملك قبرص الفرنجى :
1 ـ في يوم الجمعة 2 رجب سنة 829هـ تحرك من القاهرة أربعة من كبار الأمراء المماليك وهم تغري بردي المحمودي قائداً لعسكر البر ، والأمير اينال الجكمي قائداً بحرياً ، والأمير تغري برمش والأمير مراد خجا للمعاونة في القيادة، وتتابعت السفن تحمل بقية الحملة من القاهرة إلى رشيد،وكان آخرهم سفراً من القاهرة يوم السبت يوم 11 رجب .
2 ـ وبعد أن تكاملت الحملة في رشيد أقلعت منها يوم السبت بعدها بأسبوعين ، وفي يوم الإثنين التالي غرقت من الحملة أربع مراكب فانزعج السلطان وفكر في إصدار الأمر بالإنسحاب ، ثم أرسل الأمير جرباش حاجب الحجاب ليتفقد أحوالهم في البحر وليتخذ القرار المناسب ، ولحق بهم حاجب الحجاب ورأى أن تمضي الحملة في طريقها .
3 ـ وجاءت الأخبار للحملة وهى في طريقها أن هناك أربعة سفن للعدو تقصد الإغارة على الإسكندرية فأسرعت مقدمة الحملة بالإشتباك مع سفن الفرنجة ولما تكاملت سفن الحملة بادر الفرنجة بالفرار .
4 ـ وفي يوم الأربعاء 20 شعبان تحركت الحملة من الاسكندرية متجهة نحو قبرص فوصلوها في أواخر شعبان ، واتجهوا نحو اللمسون"ليماسول" وقلعتها الحصينة ، وقد استعد حاكم قبرص الصليبى للمواجهة ، وأقام في مدينة الأفقسية (نيقوسيا) يجهز جنده . وبدأت المعركة حول قلعة ليماسول وقد نجح الغزاة المماليك في اقتحامها يوم الأربعاء 27 شعبان ، وهدموها وقتلوا كثيراً من الفرنج ، وغنموا ما فيها ، وأقاموا فيها ستة أيام ، ثم بدأوا في التحرك يوم الأحد أول شهر رمضان ، وقد انقسموا إلى فريقين فرقة في البر وأخرى في البحر إلى أن وصلوا إلى منطقة وسطى بين ليماسول والملاحة ، ففوجئوا بحاكم قبرص الصليبى الفرنجى جينوس ينتظرهم ، ودارت موقعة فاصلة أسفرت عن هزيمة جيشه وحلفائه ووقوعه في الأسر ، وكان من الأسرى والقتلى كثير من التركمان المسلمين الذين تحالفوا مع الفرنجة وقد بعث بهم ابن قرمان لقبرص بسبب عدائه للماليك.
5 ـ وبعد ذلك الانتصار اجتمعت جنود الحملة البرية والبحرية ، وتسلم الأمير تغري بردي المحمودي قائد الحملة الملك القبرصي الأسير ، وتحركت الحملة إلى نيقوسيا وهى عاصمة الجزيرة فوصل الخبر للماليك بوصول أربعة عشرة مركباً للفرنجة لنجدة قبرص ، فاصدمت بهم سفن الحملة وهزمتهم وغنمت منها مركباً ، وقتلت عدداً كبيراً من الفرنجة .
ويقول المقريزي : " أخبرني من لا أتهم من الغزاة أنه عدّ في الموضع الذي كانوا فيه ألفاً وخمسمائة قتيل " . وانهزم الفرنجة في البحر ، وواصلت الحملة طريقها إلى نيقوسيا وهم يقتلون ويأسرون وينهبون حتى دخلوا العاصمة واقتحموا قصر الملك ونهبوا جانباً من المدينة ، وبعد أن أقاموا فيها يومين وليلة عادوا إلى الملاحة فاستراحوا بها سبعة أيام يقيمون شعائر الاسلام ، ثم ركبوا البحر عائدين بالأسرى والغنائم إلى مصر في يوم الخميس 12 رمضان .
وقد بعث أهل الماغوصة يطلبون من السلطان الأمان خوفا من ان يحدث لهم ما حدث للقبارصة الصليبيين .
6 ـ وقدم الخبر بالبشرى ، فدقت طبول البشائر في قلعة الجبل ـ مركز السلطان ـ في القاهرة ونادى المنادي بزينة القاهرة ومصر، فلبست القاهرة أجمل حللها ، وقرئ الكتاب الوارد بخبر النصر بالجامع الأشرفي ، وأرسل السلطان فرقة مملوكية بحرية لتحافظ على الحملة أثناء عودتها في البحر، وقد رافقت سفن الحملة وقدمت معها إلى ميناء الإسكندرية .
موكب النصر :
1ـ وفي عيد الفطر 829 هـ وصلت طلائع الحملة المنتصرة إلى الحدود المصرية.
وفي يوم الأحد 7شوال وصل قواد الحملة إلى القاهرة ومعهم ملك قبرص الأسير جينوس بن جاك وبقية الأسرى والغنائم، فمروا على ساحل بولاق حتى نزلوا بالميدان الكبير.
ويقول المقريزي " فكان يوماً مشهوداً لم ندرك مثله" " وفي صباح الإثنين سار جنود الحملة في شوارع القاهرة بملك قبرص والأسرى والغنائم " "وقد اجتمع لرؤيتهم من الرجال والنساء خلائق لايحصي عددها إلا الله الذي خلقها " حسبما يقول المقريزي ، وسار الموكب من الميدان بباب اللوق إلى المقس وعبروا من باب القنطرة إلى بين القصرين وشقوا قصبة القاهرة إلى باب زويلة ومضوا إلى صليبة جامع ابن طولون ، وأقبلوا من سويقة منعم إلى الرميلة تحت القلعة وطلعوا إليها من باب المدرج.
2 ـ وكان يتقدم الموكب الفرسان المماليك ثم المشاة من المتطوعين من الحرافيش والعوام من مصر والشام ، ثم خلفهم حملة الغنائم وفيها تاج الملك وأعلامه وراياته المنكّسة وخيوله وخلفهم الأسرى من الرجال والنساء والصبيان ، وهم أكثر من ألف انسان ، وخلف الجميع الملك الأسير جينوس ، وقد أركبوه بغلاً ، وقد صفدت يداه بالأغلال ومعه ركب اثنان من قواده ، وركب الأمير تغري بردي عن يمينه والأمير اينال الجكمي عن شماله ، فلما وصلا به إلى باب القلعة أنزلاه عن البغل ، وكشفوا رأسه ـ وهذه للاهانة و التحقير ـ وخر على وجهه إلى الأرض فقبلها ، ثم انتصب قائماً ، ودخل يرسف في قيوده حتى مثُل بين يدي السلطان الأشرف برسباي ، وقد جلس السلطان بالمقعد وفي خدمته أهل الدولة .
وحضر ذلك اللقاء الشريف بركات بن عجلان أمير مكة ومبعوث السلطان العثماني وصاحب تونس وأمراء التركمان المتحالفين مع السلطان وأمراء العرب ومماليك الشام التابعين للسلطان. وبعد عرض الغنائم والأسرى على السلطان جئ بالملك الأسير في قيوده ، مكشوف الرأس فخر على وجهه يعفره في التراب ويقبل الأرض ، ثم قام وقد خارت قواه فلم يتمالك نفسه لهول ماعاناه وسقط مغشياً عليه ، ثم أفاق وأمر السلطان بأن يذهبوا به إلى منزل خاص أعدوه له في القلعة.
ويقول المقريزي يصف ذلك اليوم " فكان يوماً عظيماً لم ندرك مثله " أعز الله تعالى فيه دينه"!!
3 ـ ثم نودي يإزالة الزينة وأنعم السلطان على أمراء الغزوة وأركبهم خيولاً بقماش ذهب ..
مصير الملك الأسير :
1 ـ وفي يوم 9 شوال تجمع التجار لشراء ما حضر من الغنيمة وهى ثياب وقماش وأثاث وأواني. وأما الملك جينوس فقد بعث له السلطان من يتحدث معه في أمر افتداء نفسه بالمال فقال : مالي إلا ّ روحي وهى بيدكم ." فغضب السلطان وبعث له من يهدده بالقتل إن لم يفتد نفسه ولكنه تجلد ، فأمر السلطان بإحضاره ، وكان السلطان قد حشد كل الأسرى بالحوش بالقلعة ، فلما جئ بالملك الأسير إلى الحوش ورآه الأسرى من قومه صرخوا جميعاً وحثوا التراب على رءوسهم وكانوا لايعرفون أنه قد أُسر ، وأوقف جينوس تحت المقعد الذي يجلس عليه السلطان ، وقد حضر جماعة من قناصلة الفرنج فالتزموا عنه بإفتدائه بالمال من غير تعيين بشئ ..
فأعيد جينوس إلى مكانه بالقلعة ، وتباحث معه القناصل في أمر إفتدائه .
وفي يوم الأربعاء 10 شوال أمر السطان للملك الأسير ببدلتين من القماش الملكي وعشرين رطلا من اللحم وستة طيور دجاج في كل يوم ، وأبيح له أن يجتمع بمن أراد ، وطالت المباحثات في موضوع الإفتداء ، وطلب السلطان منه نصف مليون دينار، وتقرر الصلح أخيراً على مائتي ألف دينار ، يعجل منها بمائة ألف دينار ثم يرسل الباقي بعد أن يعود إلى قبرص ، ويدفع جزية عشرين ألف دينار سنوياً ، واشترط عليه السلطان أن يكف عنه غارات الفرنجة من البنادقة والكاتيلان وأن يكون تابعاً للسلطان في قبرص .
2 ـ وفي يوم السبت 26 ربيع الأول سنة 830 هـ أصدر السلطان قراراً يالإفراج عن الملك جينوس ، وخلع عليه وأكرمه وأركبه فرساً بقماش ذهب ونزل في موكب في القاهرة وأقام في دار فخمة أعدت له ، وصار يسير في الشوارع كيف يشاء ويزور كنائس النصارى ، وأجريت عليه وعلى أتباعه المرتبات .
3 ـ وفي الخامس من شهر جمادى الآخرة تأهب جينوس للسفر إلى قبرص ، وقد خلع عليه السلطان بلباس التشريفة وودّعه ، وقد سافر يوم 26 من نفس الشهر.. وقد أصبح جينوس حاكماً على قبرص باسم السلطان الأشرف برسباي .
4 ـ وجدير بالذكر أن حاكم رودس أرعبه ما حدث لقبرص فأرسل إلى الأشرف برسباي يطلب الأمان وأن يدفع جزية للسلطان ، واستقبل السلطان سفير حاكم رودس وأكرمه ، وقدم هديته للسلطان في يوم الإثنين 18 جمادى الأولى سنة 830 هـ . وقد عاد سفير رودس مع حاكم قبرص في نفس السفينة ..
5 ـ وعرف المصريون والمماليك أن جينوس حاكم قبرص هو ابن ربوك الذي فتك بالاسكندرية سنة 767 هـ .
ختاما :
1 ـ ما سبق كان صفحة من التاريخ الماضى بثقافته وحروبه الدينية بين الصليب والهلال .
ونصل الى الحاضر لعقد مقارنة بين العسكر المملوكى الذى حكم مصر فى العصور الوسطى و العسكر المصرى الذى يحكم مصر الآن ..
2 ـ حكم العسكر المملوكى (الأجنبى ) مصر فأصبحت بهم حدود مصر ممتدة الى حدود آسيا الصغرى والعراق شرقا ، والحجاز جنوبا ، وبرقة وليبيا غربا . وقادت مصر بحكم العسكر المملوكى (الغريب ) ما يعرف الان بالعالم الاسلامى فى آسيا وأفريقيا ، وكان يتبعها الحجاز ولها الاشراف على الأماكن المقدسة و ترتيب أمور الحج ، ومن القاهرة كانت تأتى كسوة الكعبة ، ولها مصانع خاصة فى القاهرة ، ولخروجها عيد مشهور اسمه عيد المحمل .
المماليك هم الذين أوقفوا الزحف المغولى ، وهم الذين إستأصلوا الوجود الصليبى ، وهم الذين نقلوا الخلافة العباسية من بغداد الى القاهرة ، وصارت بهم القاهرة فى وضعها الطبيعى مركز العالم العربى و بلاد المسلمين من الهند الى المغرب .
صحيح أن الظلم كان العملة السائدة ، والاستبداد كان هو السّنة الرائجة ، ولكنها كانت ثقافة العصر بين دول المسلمين ودول الأوربيين على السواء، لا فارق هنا بين المماليك وغيرهم . وبرغم ثقافة الاستبداد والظلم انتصر المماليك وارتفعوا باسم مصر الى ما يستحقه ، مع أنهم (مماليك ) جىء بهم بهم عبيدا من آسيا وأوربا ليكونوا عسكرا محترفين ، وبقوتهم العسكرية حكموا مصر والمصريين.
3 ـ ومنذ 1952 يحكم مصر العسكر المصرى من أبناء مصر.
من وقتها والخيبة تلاحق مصر و المصريين ؛ حدود مصر الثابتة منذ فجر التاريخ تم انتهاكها بمعاهدة كامب ديفيد التى صارت بها سيناء ـ فى معظمها ـ خارج السيادة المصرية ، والهزائم ترصع تاريخ هذا العسكر الخائب ، وأسلحة العسكر بعد هزيمتهم أمام اسرائيل ـ موجهة نحو الشعب المصرى الأسير .
وفى عصر الحرية وحقوق الانسان يحكم العسكر المصرى الشعب المصرى بالحديد والنار والتعذيب والقهر والبطش . وإذا كان المماليك قد تفوقوا فى هزيمة أعدائهم من المغول والتركمان والصليبيين ، وأسر جنودهم وسلب ونهب أموالهم فان العسكر المصرى ينتصر كل يوم على الشعب المصرى قتلا و تعذيبا واغتصابا وسلبا ونهبا وقهرا.
3 ـ ألا يحق لنا أن نترحم على حكم العسكر المملوكى الأجنبى الباسل ، وان نلعن الحكم العسكرى المصرى البائس ؟؟
هذه المقالة تمت قرائتها 693 مرة
تعديل To English
التعليقات (9)
[36809] تعليق بواسطة نعمة علم الدين - 2009-04-10
ومن أصدق من الله حديثا
حذف التعليق
تعديل التعليق
دائما ما يمدنا الدكتور أحمد بمقالات تاريخية عظيمة القيمة والفائدة ،فأكثر ما نستفيد به من تلك المقالات التاريخية هو العبرة والعظة من الماضى لكى نأخذ منه الحسن والصالح ونكمل عليه ونستفيد من الأخطاء أيضا بأن نتلاشها ، وغالبا ما يعيد التاريخ نفسه ولكن مع الفارق !!
وصدق الله العظيم إذ يقول
{قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدّاً حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضْعَفُ جُنداً }مريم75
[36829] تعليق بواسطة عمرو اسماعيل - 2009-04-10
لا يحق لك استاذي الفاضل ..
حذف التعليق
تعديل التعليق
ألا يحق لنا أن نترحم على حكم العسكر المملوكى الأجنبى الباسل ، وان نلعن الحكم العسكرى المصرى البائس ؟؟
أولا لأنه حكم أجنبي .. ثانيا لم يكن باسلا .. ثالثا لأن الاستبداد والظلم للشعب المصري في هذه الفترة لا يمكن أن تقارنه بما هو حادث الآن .. لأنه لو كنت تعارض هذه المملوك العبد مثلما تعارض النظام الآن لكانت اسرتك كلها مغيبة في السجون أو علقت علي المشانق ولما كان تم الافراج عن رضا ..
ثالثا .. مصر الحقيقية .. مصر الشعب المصري لا يهمها حكم أي شعب خارج حدودها التاريخية .. وهي مستعدة للدفاع بالغالي والنفيس للدفاع عن هذه الحدود وهو مافعله المصريون ومن ضمنهم حتي حسني مبارك .. حربا وسلما فاستعادوا ارضهم .. ولهذا استغرب قولك أن مصر انهزمت أمام اسرائيل ... أو أن سيادة مصر منقوصة في سيناء ..
لا أدري ماذا تريد بمقالاتك عن المماليك .. أنهم وصمة عار في التاريخ المصري ..
هناك فرق بين معارضة نظام حكم ومعارضة وطن .. اراك الآن تعارض وطنا .. وعندما تمدح مستبد أجنبي .. لا يحق لك أن تذم مستبد وطني ..الاستبداد واحد .. وهو كله مذموم ..
[36852] تعليق بواسطة عثمان محمد علي - 2009-04-10
دكتورنا الكبير الفاضل المشاغب -عمرو إسماعيل .
حذف التعليق
تعديل التعليق
دكتورنا الكبير - عمرو إسماعيل ،بتعليقاته المخالفة دائما ،يجعل للموضوع نكهة خاصة ،ويجعل المرأ يقرأه مرات ومرات لعله يجد ما يراه الدكتور (عمرو ) ولو بين السطور . وتعليقاته تمتاز بالأدب الرفيع فى الحوار ، ولذلك فليسمح لى أن أعلق على تعقباته على هذا الموضوع ،وموضوع (مصر فى القرآن الكريم) .يادكتورنا الكبير ، مافهمته من المقالة هو - المقارنة بين عصرين حول الإهتمام بمصر ،والدفاع عنها ،بالرغم من إختلاف جذور حكام العصرين ، وليس الدفاع المطلق عن المماليك ،ومحاولة إرجاعهم مرة أخرى . وأن المقالة لا تدافع عن (إستبداد عصر المماليك ) . فمن أين أتيت بهذا فى تعقيبك السابق ؟؟؟؟
والنقطة الثانية فى الموضوع الآخر ::: هى :: ألا تتفق معى أن (مصر) بإسمها (مصر) قبل ، التوراة ،والقرآن ، وإبراهيم - عليه السلام (أبو العرب ،وبنو إسرائيل) ،بآلاف السنين ؟؟؟ إذن فمن أين أتيت بأن لفظ (مصر) أصله (عبرانى )؟؟؟ يا دكتورنا الكبير : مصر أكبر وأقدم من العبرانين ،والعرب ،والأعراب وإسمها قبل الجميع ،وقبل الإغريق ،والبابلين والفنيقين .
ومع خالص تحياتى ،وفى إنتظار إختلافاتك القادمة .
[36855] تعليق بواسطة ميرفت عبدالله - 2009-04-10
عسكر وعسكر
حذف التعليق
تعديل التعليق
العسكر المملوكي وعسكر الثورة .. العسكر المملوكي كانوا أبناء لعصرهم في أنتهاك حقوق الإنسان ورفض الآخر والحرب على أساس ديني ، وفي نفس الوقت فإن عسكر 1952 لم يكونوا أبناءا لعصرهم عصر الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ، العسكر المملوكي كانوا أبناء عصرهم في عصر كان الظلم فيه شيئ عادي ومتبع ، عسكر الثورة عذبوا المصريين وسجنوهم وفعلوا بهم كل ما هو مهين مخالفين ثقافة عصرهم المتمثلة في حقوق الإنسان والديمقراطية .. اللهم العن كل من يهين ويعذب شعبه سواء أكان عسكر مملوكي أو غير مملوكي .. ملحوظة يعيش في مصر سلالات من كل أجناس الأرض أتراك ويونانيين والبانيين وإيطاليين وعرب وشاميين وغيرهم فهل يعتبر هؤلاء أجانب هل يعتبر المماليك أو أسرة محمد على غير مصريين مع أن المماليك أستمروا في مصر عدة قرون وكذلك أسرة محمد على ..
[36861] تعليق بواسطة عمرو اسماعيل - 2009-04-10
أي حكم عسكري هو بائس لا يستحق الترحم عليه
حذف التعليق
تعديل التعليق
أخي الغالي الدكتور عثمان .. هذه الجملة هي ما اعترض عليه
ألا يحق لنا أن نترحم على حكم العسكر المملوكى الأجنبى الباسل ، وان نلعن الحكم العسكرى المصرى البائس ؟؟
أنت تعرف أنني احب عبد الناصر ولكنني لا يمكن أن أترحم علي نظام حكمه .. اي نظام حكم غير ديمقراطي لا يستحق الترحم عليه ..
كما اعترض علي الفقرة الخاصة بكامب دافيد و انتقاص سيادة مصر والتي خالف فيها الدكتور احمد نفسه بل و خالفك أنت أيضا وأنا مستعد لاثبات ذلك ..
[36867] تعليق بواسطة نورا الحسيني - 2009-04-10
معترض وخلاص
حذف التعليق
تعديل التعليق
لاحظت أن الليبرالية يرفعها دكتور عمرو وقتما يشاء ، وفي أوقات قليلة هذه الأيام نظرا لانشغاله شبه الدائم بمعارضة الدكتور منصور ومهما كان مضمون ما يقوله ،فهو له معارض حتى أصبح الأمر لافت للنظر ويدعو للاستغراب وهذا الموقف بيفكرني بلعب الكرة عندما يكون التركيز على لاعب واحد ومحاولة عرقلته بكل الوسائل ، مع الاعتذار و حفظ الألقاب للجميع وشكرا
[36884] تعليق بواسطة Awni Ahmad - 2009-04-11
عمرو قايتباي
حذف التعليق
تعديل التعليق
حسب علمي المتواضع فان المماليك لم يعرفوا وطنا سوي مصر ولم يغادروها الى مكان اخر بل انصهروا وذابوا في الشعب المصري كما فعل العرب قبلهم.
وسؤالي للاخ عمرو ما ادراك ان الدماء التي تجري في عروقك رعمسيسيه نقيه!؟
لم لا تكون عمرو بن العاصيه او شجر دريه أو برسبائيه !؟
[36890] تعليق بواسطة عمرو اسماعيل - 2009-04-11
بالتأكيد ليست رعمسيسية نقية ..
حذف التعليق
تعديل التعليق
أولا مبروك علي الكتابة بالعربي أخي عوني احمد ..
أما عن دمائي فهي قد تكون أقرب لقايتباي أو صلاج الدين الأيوبي منها لرمسيس .. وبالتأكيد للعثمانيين .. تخيل!!!
أنا أتفق معك أن كل من أتي الي مصر غازيا أو مسالما ..انصهر فيها واصبح مصريا ولكن هذا لا يعطيني الحق أن أفخر بحقيقة أن الشعب المصري سمح لمملوك عبد أني الي مصر مع قوة غازية أن يجكمه .. وقد يكون هذا المملوك جدي أو جدك .. ولعلم سيادتكم هل تعرف مراد باشا هذا الذي قفز من فوق سور القلعة هربا من مذبحة محمد علي .. قد أشترك في بعض الأصول معه .. ولكنني لست فخورا به أو كون مصر سمحت للعثمانيين الذين قد أشترك معهم ايضا في بعض الاصول أن يحكموها ..
أنا لا استطيع وأنا أدعو الي الديمقراطية أن اترحم علي حكم عسكري بائس .. هذه هي المصداقية ..
وليسامحني الجميع لما يبدو أنه نشاط زائد ومعارض هذه الأيام .. وهي حالة تنتابني بين فترة وأخري .. عندما يكون عندي وقت فراغ وضيق ..وأتمني أن تزول هذه الفترة قريبا ويرتاح الجميع مني ..
[36893] تعليق بواسطة Awni Ahmad - 2009-04-11
ألمملوك الشارد
حذف التعليق
تعديل التعليق
لا اعتقد ان الذي حصل انهم حكموا مصر بالقوه أو ان الشعب المصري عموما قد رضخ لحكمهم بالقوه بادئ الامر بل وطوال حكمهم. فلم يزيدوا عن بضعة الاف فارس ولكن تقاسموا السلطه مع فئات من المجتمع المصري كانت متنفذه اصلا, وحاربوا الاخرين سوية مع كافة فئات المجتمع..
تحياتي والسلام عليكم
اجمالي القراءات
14415