بانوراما إنسانية حيوانية

عمار عرب   في الخميس ٠٥ - مايو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً


بانوراما إنسانية حيوانية ! :
عمر الكون يقدر ب حوالي 13،7 مليار سنة وعمر الأرض يقدر ب 4،5 مليار سنة ... نشأت كل الكائنات الحية من خلية حية واحدة فكان أول نشوء للثديات قبل حوالي 200 مليون سنة و قد كان تطور البشر مرتبط بكائن وسيط بين الشمبانزي و البشر يسمى ( الهومو ) والذي تفرع عنه نوعين .. الاوسترالوبيتيكوس والبشر الحيواني وقد وجدت أول حفريات لانثى تمشي منتصبة سميت لوسي من قبل مكتشفيها قبل حوالي 3 مليون سنة من الاوسترالوبيتيكوس الذي انقرض وكانت جمجمته أكبر قليلا من جمجمتنا ..
وكان تطور الإنسان الى ما هو عليه اليوم من سلسلة البشر الحيواني .. 
و أرى شخصيا أن الوعي الذي يميز الإنسان عن الحيوان قد دخل إلى آدم عن طريق ( نفخة الروح ) التي جعلت البشر إنسانا يفكر و يعقل ويجرد ويميز بفطرته الخطأ من الصواب وهنا يقول تعالى (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون ) فكيف علمت الملائكة أن البشر سفاكون للدماء إلا من خلال ما رأوه قبل ذلك من سلالات البشر و قد جعلت نفخة الروح هذه أو الوعي كما نعرف أحد ابني آدم وهو عمليا لازال إنسان كهف يرفض قتل أخيه الحسود حتى لو مد يده اليه ليقتله كما علمنا القرآن يقول تعالى (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ-;- قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ-;- إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ) وهي القصة المفصلية في تاريخ تطور جنس البشر التي أكدت أن الانسان صار جاهزا أخيرا لخلافة الأرض بعد مليارات السنين من مراحل التطور الدارويني في عمر الأرض الذي يقدر ب أكثر من أربع مليارات سنة ... طبعا نجد عبر دراستنا للحضارة الإنسانية أن الانسان الواعي ليس موجودا منذ مدة طويلة على هذه الأرض فأول مكتشفات للزراعة عمرها 8000 سنة فقط و أول مدنية نشأت قبل حوالي 6000 سنة مما يدل على أن الإنسان الواع هو ضيف جديد على هذه الأرض ومع ذلك فقد قارب على تدمير الكوكب تماما .. فكما ترون اليوم في ما يجري من أحداث العنف المفزع التي تجري على كوكبنا و في عالمنا العربي بشكل خاص و لنأخذ حلب كمثال .. و التي قصف بها مشفى عن عمد على رؤوس مرضاه وكادره الطبي و أطفاله ونسائه من قبل نظام مافيوي متوحش .. و استشهد به طبيب الأطفال الوحيد المتبقي في مدينة حلب الشرقية .. كل هذا التفنن في الاجرام و حروب الإفناء يثبت أن البشر يرتدون وينحدرون بشكل حاد جينيا في سلم التطور عائدين الى مرحلتهم الأولى الحيوانية المطلقة طبعا فآخر حرب عالمية مات فيها أكثر من خمسين مليون شخص لوحدهاو هنا لم نتكلم عن الاحتباس الحراري وارتفاع حرارة الأرض و الكوارث المناخية القادمة والتي ستزيل دولا عن الخارطة تماما .. 
و في يوم ما ربما نعرف البشر كما يلي : هم حيوانات مفترسة ناطقة مزودة بأسلحة تدمير شامل ارتدت عن إنسانيتها ورمت ال common sense في مزبلة التاريخ .. يقول تعالى ( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) .. صدق الله العظيم 
رفعت الأقلام وجفت الصحف 

د. عمارعرب 
نائب رئيس تيار بناء الدولة السورية

اجمالي القراءات 9726
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   عبد الرحمن اسماعيل     في   الخميس ٠٥ - مايو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[81413]

متأرحجون بين ابني آدم ..!!


تقبل الله تعالى القربان ( العمل الذي يتقرب به الى الله ) من أحد ابني أدم  فكان ان جعله الله من المفتولين طلما ً وليس من القاتلين ظلماً اختار كلا الاثنين طريقاً محتلفاً .. لأن كلا منهما رأي الموضوع من زاوية محتلفة عن الآخر .. فأحدهما اختار الآخرة وفضل ان يقتل في الدنيا  .. والآخر اختار الدنيا لم يتحمل رزية اخاه الافضل منه فكان ان تخلص منه بالقتل .. .



 (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنْ الآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْ الْمُتَّقِينَ (27)لَئِنْ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِي إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (29) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنْ الْخَاسِرِينَ (30) فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنْ النَّادِمِينَ (31)



والهدف من ايراد الله لقصة ابني آدم هو التدليل على أن من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الارض فكأنه قتل الناس جميعاً .. وهذا ليس تشبيها بقدر ما هو حقيقة فقتل الملزم سيؤدي الى قتل الناس جميعا .. لأن مسلسل الدم اذا بدأ لا ينتهي .. وانظر ألى الفتنة الكبرى والفتوحات والنتائج التي ترتبت عليهما الى الآن .. 



مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32)



وكان ذكر الغفوبة التي لم يأب لها مثيلا قي القرآن هي لمن يحارب الله ورسولة والذي هو السعي في الارض فسادا



( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنْ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (34) المائدة 



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق




مقالات من الارشيف
more