السفير الأمريكي بالقاهرة.. صوفي يسعى لجوار "السيد البدوي"

اضيف الخبر في يوم السبت ٠٣ - نوفمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: العربية


السفير الأمريكي بالقاهرة.. صوفي يسعى لجوار "السيد البدوي"

للعام الثالث علي التوالي، حرص السفير الأمريكي في مصر، فرانسيس ريتشاردوني، وأسرته على زيارة مدينة طنطا شمال القاهرة، وحضور احتفال الطرق الصوفية بمولد "العارف بالله السيد البدوي"، وهو شغف دفعه إلى المشاركة بجميع موالد آل البيت في القاهرة (السيدة زينب والحسين وغيرهما)، معتبرا أنها تعبر عن سماحة وتدين المصريين "المعتدل". ولكن لم يستطع السفير أن ينقطع عن السياسة، حيث أكد، خلال تواجد بالمولد، حرص بلاده على التعاون مع مصر في برنامجها النووي المزمع للاستخدامات السلمية، والذي يشمل بناء ثمان محطات نووية لإنتاج الطاقة الكهربائية.

مقالات متعلقة :



وأعرب السفير، وفق موقع السفارة الأمريكية الإلكتروني، عن سعادته بزياراته المتكررة لمولد السيد البدوي والموالد الدينية الأخرى مثل سيدنا الحسين والسيدة زينب قائلا: إن هذه الاحتفالات "تعكس طيبة المصريين وروح المحبة وكرمهم ودفء ترحيبهم وتدينهم المعتدل وسماحة دينهم، وكيف أن الإيمان يربط الأمريكي بالمصري ولا يفرقهما".

وأشاد ريتشاردوني عقب زيارته مولد السيد البدوي، في 31 أكتوبر ، بالصوفية، ووصفها بأنها "جزء من الشخصية المصرية"، وتحدث عن الشاعر الصوفي جلال الدين الرومي وشهرته التي تعدت بلاد العالم كله؛ لدرجة أن الرئيس الأمريكي جورج بوش، في لقائه مع مسؤولي المركز الإسلامي في واشنطن هذا العام، استشهد ببعض مقاطع من شعره منها‏:‏ "المصابيح مختلفة ولكن الضوء واحد"، وهذه فكرة الرومي عن الصوفية.

وخلال لقائه المهندس الشافعي الدكروري محافظ الغربية، الذي اصطحبه إلى الحفل المقام بالسرادق الخاص بالمحافظة، أشاد السفير الأمريكي "بروح الحفاوة والترحاب، التي يلقاها دائما خلال جولاته في مختلف محافظات مصر، وشعوره بدفء الكرم المصري"، وأكد أنه سينقل إلى شعبه وإلى كل مواطن غربي ما لمسه في مصر من أمن وأمان وحب الآخرين.



ريتشاردوني مستعد للإقامة في طنطا

وبلغ عشق الصوفية بالسفير الأمريكي حدّ التلميح لاستعداده المكوث في مدنية طنطا، بعد انتهاء عمله وإحالته إلى التقاعد، "كي يكون بالقرب من موقع المولد الذي يجمع بين شعور الحب والود والتلقائية والتسامح"، ونوه إلى أن دراسته اللغة العربية والثقافة المصرية على أيدي أساتذة مصريين في أمريكا والقاهرة، وقراءاته عن ظاهرة الموالد، عمقت في وجدانه الارتباط بهذه المناسبات.

وقد حرص السفير الأمريكي على التأكيد لوسائل الإعلام خلال المولد، على استعداد بلاده للتعاون مع مصر في المجال النووي، إذا أرادت القاهرة ذلك، وخاصة بعد إعلان الرئيس المصري حسني مبارك استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، وأبلغهم وسط الاحتفال بمولد " البدوي"، أن مصر أمامها فرصة لاختيار من يدعمها في هذا المجال، وعليها أن تختار التكنولوجيا المناسبة لها من روسيا والصين وأمريكا وفرنسا وبريطانيا وأستراليا واليابان.

ويقول مراقبون وخبراء: إن هناك منافسة حادة بين الولايات المتحدة والصين ودول أوروبية للفوز بصفقة بيع مصر أول مفاعل نووي ضمن ثمانية مفاعلات تنوي بناءها، وأن الحرص الأمريكي على الفوز بالصفقة ربما يتجاوز الجانب التجاري على اعتبار أن هناك رغبة في السيطرة عبر الرقابة على البرنامج النووي المصري، بيد أن المنافسة الصينية في السعر والتسهيلات الفنية ربما تزيد المنافسة اشتعالا.



عاشق للصوفية والمدائح النبوية

ويحرص السفير ريتشاردوني خلال مشاركته في المولد مع زوجته وابنته على الانخراط مع الصوفيين في احتفالهم ومشاركتهم مظاهر المولد، ربما لكسب قلوب عامة المصريين وإزالة حالة الكراهية للسياسية الأمريكية من قلوبهم، مثل شراء الحمص والحلاوة الشهيرة، والغناء في السرادق الثقافي مع المشاركين في المولد، والجلوس القرفصاء مثلهم لسماع المدائح النبوية.

ورغم البروتوكول، يحرص السفير على نزع الزي الرسمي والسير في شوارع طنطا بحراسة أمنية بسيطة، ويدخل محال بيع الحلوى الشهيرة، ويسمح بالتقاط الصور له وهو يلتهم قطعا من حلوى المولد، ويعد علبا أخرى ويداعب البعض وكأنه يبيع لهم الحلوى بنفسه داخل المحل.

كما يجلس السفير، الذي يتحدث العربية بطلاقة، هو وابنته "كيارا" أرضا وسط مريدي ودراويش الطريقة الجاوزلية بالمولد الأحمدي، وينصت باهتمام بالغ للأذكار التي يرددها المريدون وأتباع الطريقة، ويحرص على التقاط الصور التذكارية مع بعض المريدين والأتباع والأطفال ومداعبتهم.

ويرجع اسم مولد السيد البدوي إلى (السيد أحمد البدوي) أحد مؤسسي الطرق الصوفية، الذي يقال إنه ولد في مدينة فاس المغربية عام 1199 وجاء إلى طنطا عام 1234 حيث أسس "الطريقة الأحمدية"، ومنذ ذلك الحين يقام مولد سنوي هناك يستمر ثمانية أيام، تتعالى خلاله صيحات الزوار "يا سيد يا بدوي" من كل ركن، وتتحول طنطا إلى كرنفال يعج بالبشر والموسيقا وحلقات الطعام.

وتشتهر مصر بهذه الموالد، وهناك عديد من هذه الموالد الشهيرة مثل "مولد الحسين" الذي يقام في شهر ربيع الثاني، ويستمر أسبوعين كاملين، ويفد إليه الآلاف أيضا الذين يقيمون حول مسجد الحسين ويسدون الطرقات، و"مولد الرفاعي" الذي يُعقد في شهر جمادى الثاني في مسجد الرفاعي بمنطقة القلعة جنوب القاهرة.

ويجذب "مولد السيدة زينب" نحو مليون زائر في "الليلة الكبيرة" وتكون إما يوم ثلاثاء أو أربعاء في منتصف شهر رجب، وفي شهر شعبان، يقام "مولد الإمام الشافعي" الذي يمتد أسبوعا كاملا، وهناك أيضا موالد مسيحية، أشهرها "مولد مار جرجس" جنوب مصر، و"مولد العائلة المقدسة" في كنيسة أبي سرجة في حي مصر القديمة.


 

اجمالي القراءات 5230
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق