لطفية سعيد Ýí 2014-11-18
(وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ (21) وَمَا لِي لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22) أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِي الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنقِذُونِ (23) إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (24) إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25) قِيلَ ادْخُلْ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنْ الْمُكْرَمِينَ (27)يس
يقول الدكتور أحمد صبحي منصور عن هذا الرجل الذي جاء من أقصى المدينة يسعى :
(هذا رجل من أقصى المديمة من أطرافها يعنى من عامة الشعب . وحتى الآن فالمصريون الأغنياء يبنون بيوتهم بجانب النيل ، وهكذا كان قصر إمرأة فرعون التى إحتضنت الطفل موسى ، والتى دعت ربها أن يبنى لها قصرا فى الجنة( أى مصرية صميمة ) أما الغلابة فعلى أطراف المدن حتى الآن ، ولم يرد فى ذكرهذا الرجل المصرى أنه ( مؤمن ) بل فقط ( رجل ) لأنه وقف موقفا رجوليا ، إذ سعى من أقصى المدينى لينصح موسى ويحذره من ( الملأ ) الفرعونى . وهناك الأمير الفرعونى الموصوف بأنه مؤمن آل فرعون وهو موصوف بالصفتين ( رجل مؤمن من آل فرعون ) وهو الذى نجا مما حدث لفرعون وقومه . وبالتدبر فى قصة فرعون نجد فاصلا بين : ( اهل مصر ) العاديين وبنى إسرائيل ، وقد علا فرعون فى أرض مصر وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم ( بنو اسرائيل ) هؤلاء جميعا أهل مصر ، ثم فى الناحية الأخرى قوم فرعو أو آل فرعون أو جند فرعون ، وهم الذين غرقوا معه. والتفاصيل فى كتابنا ( مصر فى القرآن الكريم ) .ونقول إن الأمر لم يختلف كثيرا فى مصر اليوم عن مصر فى عهد الرعامسة)
ومن كتاب شخصية مصر يذكر الذكتور أحمد عن الرعامسة من خلال آيات القرآن :
(1 ـ من القرآن نفهم أن قوم فرعون هم جنده الذين كانوا يحضرون مؤتمراه الشعبية والذين كان يستحضرهم من كل الأنحاء ليطارد بهم خصومه، فغرق فغرقوا معه تاركين خلفهم أرض مصر
الزراعية عامرة بما فيها من كنوز وجنات وعيون.
ومعناه أن الفلاحين المصريين كان لا شأن لهم بما يجري من السياسة الفرعونية وتطوراتها.
ولم يكن منتظرا أن يتركوا حقولهم ليحضروا مؤتمرا لفرعون في العاصمة، ولم يكونوا مؤهلين ليشتركوا في أعمال عسكرية. كان الفلاحون من ضحايا الفرعون شأنهم في ذلك شأن بني إسرائيل فنجوا من الغرق ورضوا بتحمل الظلم ـ ولا يزالون.
2 ـ يقول مؤرخ عصر الرعامسة أن أحقر المهن جميعا هي مهنة الزراعة التي يفني فيها الفلاحون ، وطالما كانوا يتعرضون لأذى سادتهم . ويستغلهم السادة ومحصلو الضرائب علي السواء " وهذه هى حال رجل الحقول . تسجن زوجته ويؤخذ أولاده رهائن". أى نظام الرهائن المعمول بهم به فى أى نظام مستبد)
أشكر الدكتور أحمد صبحي على هذه المعلومات المتخصصة التي استفدت منها كثيرا ، وإن كانت لي ملاجظتان تعليقا على الموضوع..
أولهما :أن هذا الرجل إن كانت الآيات لم تصفه بالإيمان كما وصفت مؤمن آل فرعون في صورة غافر :
( وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّي اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ (28غافر
إلا أن هذا الرجل الآخر مؤمنا طبقا لما تحدثت عنه آيات سورةيس ، فهو لا يكتم إيمانه كسابقه ، بل يظهره كما يبدو في الآيات فهو يقول عن نفسه في الآيات : (ما لي لا أعبد الذي فطرني ) ،( إني آمنت بربكم فاسمعون ) ثم جاءت الآيات غي نهاية الجديث عنه لتخبرنا بأنه دخل الجنة ، وهو يتمنى أن يعلم قومه غفران ربه له ، وجعله من المكرمين واقرأها معي مرة ثانية :
(وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ (21) وَمَا لِي لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22) أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِي الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنقِذُونِ (23) إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (24) إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25) قِيلَ ادْخُلْ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنْ الْمُكْرَمِينَ (27)يس
الملاحظة الثانية : أن هذا الرجل الذي جاء من أقصى المدينة يتعلق بموسى عليه السلام ولا أدري لم ارتبط بموسى فقط ؟ أهو نفس الشخصية السابقة التي تحدثت عنها الآيات في سورة غافر ، أم ان بينهما فاصل زمني يفصلهما ..؟ اقرأ هذه الآية من سورة القصص :
(وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنْ النَّاصِحِينَ (20) فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (21) القصص
وبتتبع مادة ( قصى ، أو قصي بالياء ) نرى أولا جاءت أقصى في آيات سورة الإسراء ، للحديث عن المسجد الأقصى ،وفي الآية التالية كان الحديث عن موسى عليه السلام أيضا ، ثم تتبعه بيان أصل النشأة أنهم جميعا من الذرية التي تم حملها مع نوح ، ويليها الحديث عن بني إسرائيل ، تنحصر في موسى وبني إسرائيل كأشخاص ، وفي مكان معين ومحدد هو ما كانوا يقيمون فيه أقرا معي :
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الذي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1) وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلاً (2) ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً (3) وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً (5))الأسراء
اما قصي بالياء فقد جاءت مع عيسى في الحديث عن ولادته ، وكما نعرف أنه يشترك مع موصى في الانتماء لبنس إسرائيل ، وبالطبع مكان الإقامة : (فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَاناً قَصِيّاً (22)مريم
أما ( قُصِّيهِ) بتشديد الصاد، عن موسى تتحدث الآيات أيضا .. عندما طلبت أم موسى من أخته بلفظ الأمر ( قُصِّيهِ ) :
(وَقَالَتْ لأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (11)القصص
أليس هذا يدعو للتأمل أن تستخدم لفظة (قصى ) مع موسى ، أو للحديث عنه .. حتى في المسجد الأقصى تم ذكر موسى ، ثم في الآية التالية كان الحديث عن انتمائه لنفس الذرية التي تم حملها في سفينة نوح ، ثم يأتي ذكر بني إسرائيل حيث ينتمي موسى ..
وأيضا كلمة قُصِّيهِ بالياء وتشديد الصاد ، قد استخدمت في المكان الذي استخدمته مريم اينة عمران وهي تضع وليدها، والمؤكد أنه نفس المكان ،إذ يجمع بين موسى وعيسى عليهما السلام الانتماء لبني إسرائيل ، ومما يدعو للتأمل أيضا أن تستخدم نفس الحروف (قصّي بتشديد الصاد ) مع موسى عندما عندما طلبت أم موسى من أخته بلفظ الأمر : (قُصِّيهِ) أرى وقد أكون مخظئة أنه نفس المكان ،
وبعد هذه محاولة فردية لقراءة الآيات من 20 غلى 27 من سورة يس ، هي مجرد محاولة ، وأتصور أنها خطوة على الطريق الطويل الذي ينتظرنا جميعا ، كي نقترب من آيات القرآن ، ولا نهجره ظنا منا أنه يصعب على الفهم .. دون بذل محاولات جادة لفهمه ، يقول تعالى :
(وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً (30) الفرقان
ودائما صدق الله العظيم
السلام عليكم أستاذ هشام ،أشكرك على مرورك على المقال وكذا التعليق ، وفعلا كما تقول إن سعى تدور حول هذا المعنى ، ولم تخالف الطير طبيعة خلقها وما جُبلت عليه في الطير ! إذن هو طيرسريع ،وذلك لإثبات قوة الإعجاز .
دمتم بخير ، وشكرا
دعوة للتبرع
ابليس والجن والملائك: فى كتاب ربي توصلت الي ان الله يدلنا علي بعض...
وقت صلاة الجمعة: لماذا لا يصلي المسل مون صلاة الجمع ة الا وقت...
ذو القرنين: من هو ذو القرن ين ؟ هل هو أحد الملا ئكة ؟ أم هو...
النيروز من تانى : قبل هذا السؤا ل سألت عن مدى...
العقبة: ما معنى ( العقب ة ) في سورة البلد ( فَلا...
more
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ.
سمعت تفسير لآحد المشايخ عن كلمة سعيا في هذه الاية ان سعيا هنا تعني مشيا اي يأتينك مشيا على أقدامهن بالرغم من ان فهمي للأية ان الطير يأتون مسرعين فهل لآستاذتنا الكريمة قول في هذا الموضوع.
اكرمك الله و رعاك.