غارات متبادلة بين إسرائيل وإيران وتحركات دولية لاحتواء التصعيد
تواصلت الضربات المتبادلة بين إيران وإسرائيل، وسط تحذيرات دولية من توسع النزاع إلى مواجهة إقليمية شاملة. فجرالأحد، أطلقت طهران موجة جديدة من الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية، بينما كثفت اسرائيل غاراتها على مواقع داخل إيران، مستهدفة منشآت حساسة وأهدافا عسكرية، في هجوم وصفته بأنه الأكبر منذ بدء العملية.
أطلقت إيران فجر الأحد موجة جديدة من الصواريخ على إسرائيل، ضمن عملية "الوعد الصادق ٣"، في وقت تواصلت فيه الغارات الإسرائيلية على منشآت داخل الأراضي الإيرانية، بينها بنى تحتية نووية وعسكرية.
وأفاد التلفزيون الإيراني الرسمي بمقتل نحو ٦٠ شخصًا، بينهم ٢٠ طفلا، في غارات إسرائيلية استهدفت العاصمة طهران. كما أعلنت السلطات الإيرانية مقتل جنرالين من كبار قادة الحرس الثوري، في حين أكد الجيش الإسرائيلي تصفية تسعة علماء نوويين في ضرباته.
ضرب منشآت نفطية وتعطيل إنتاج الغاز
الضربات الإسرائيلية طالت أيضا منشآت نفطية في طهران، أبرزها مستودع "شهران"، ما أدى إلى اندلاع حرائق ضخمة، بينما تحدثت وكالة تسنيم عن توقف إنتاج الغاز جزئيا في حقل بارس الجنوبي، أكبر حقول الغاز في العالم.
من جهتها، أكدت إيران استهداف منشآت تزويد الوقود للطائرات في إسرائيل، وضرب البنية التحتية للطاقة باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة، مهددة بجعل الردود "أقوى وأوسع" إذا استمر ما وصفته بالعدوان الإسرائيلي.
الهجمات المتبادلة ترافقت مع تفعيل واسع لأنظمة الإنذار في إسرائيل، وطُلب من السكان في الشمال والوسط ملازمة الملاجئ. كما سُمع دوي انفجارات في القدس وتل أبيب، بينما أعلنت أجهزة الطوارئ الإسرائيلية مقتل امرأة وسقوط عدة جرحى.
وفي تصعيد إضافي، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش حاول اغتيال قيادي حوثي في هجوم على اليمن، بينما أُطلقت صواريخ من الأراضي اليمنية باتجاه إسرائيل، وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي.تحركات بريطانية وتحذير إسرائيلي جديد
وعلى الصعيد الدبلوماسي، حذرت إيران كلا من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا من دعم إسرائيل، ملوحة باستهداف قواعدها في المنطقة. كما أعلنت أن محادثاتها النووية مع واشنطن لم تعد "ذات معنى"، في ظل استمرار الضربات.
وبحث رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر هاتفيا مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان "الوضع الخطير في الشرق الأوسط"، وأكد الجانبان ضرورة خفض التصعيد. كما أعلنت لندن نشر طائرات عسكرية في المنطقة تحسبًا لأي طارئ.
في المقابل، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي من أن "طهران ستحترق" في حال واصلت إطلاق الصواريخ، مشيرا إلى أن العملية تهدف إلى تقويض القدرات العسكرية الإيرانية ووقف تقدم برنامجها النووي.
وأعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ أكثر من ٢٠٠ ضربة منذ الجمعة، مستهدفا مواقع عسكرية، بينها منصات إطلاق صواريخ ومنشآت تخزين وقود. كما أكد شن غارات على طهران استهدفت منظمة الأبحاث والابتكار الدفاعي.أجواء مغلقة وقلق إقليمي متزايد
وأغلق الأردن مجاله الجوي "حتى إشعار آخر"، وعلقت حركة الملاحة الجوية تحسبا لأي تطورات. في المقابل، أعاد كل من لبنان وسوريا فتح أجوائهما بعد إغلاق مؤقت يوم الجمعة.
وعلى صعيد التفاعلات الدولية، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى "وقف فوري للتصعيد"، بينما أعلنت الصين دعمها لـ"حق إيران في الدفاع عن مصالحها المشروعة"، ودعت فرنسا وإيطاليا إلى العودة لطاولة المفاوضات بشأن الملف النووي.
وناقش الرئيسان، الروسي فلاديمير بوتين، والأمريكي دونالد ترامب، في اتصال هاتفي مشترك سبل إنهاء الحرب، في حين أكدت وزارة الدفاع الأمريكية تعزيز الإجراءات الأمنية في المنشآت العسكرية داخل الولايات المتحدة "تحسبا لأي طارئ".
اجمالي القراءات
55