المستهلكون الأميركيون يدفعون تكاليف رسوم ترامب على كندا والمكسيك

اضيف الخبر في يوم الأربعاء ٠٥ - مارس - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: العربى الجديد


المستهلكون الأميركيون يدفعون تكاليف رسوم ترامب على كندا والمكسيك

تتعقد العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وجارتيها كندا والمكسيك، بعدما دخلت الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنسبة 25% على السلع القادمة من الدولتين حيز التنفيذ، أمس الثلاثاء، ما دعا أوتاوا إلى إعلان اعتزامها فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على سلع أميركية بأكثر من 100 مليار دولار.

ويقول خبراء الاقتصاد إن المستوردين والشركات الأميركية من المرجح أن ينقلوا تكلفة الرسوم الجمركية إلى المستهلكين، مما يعني أن الأفراد من المرجح أن يروا أسعاراً أعلى في متاجر البقالة ووكالات السيارات. كما حذّروا من أن الرسوم الجمركية التي يفرضها ترامب ستأتي بنتائج عكسية على الاقتصاد الأميركي، إذ لديها القدرة على رفع الأسعار، مع إبطاء الاقتصاد أيضاً، مما يزيد من خطر "الركود التضخمي".

وقد تدفع الرسوم هذه التضخم إلى الارتفاع في مارس/آذار الجاري وإبريل/نيسان ومايو/أيار المقبلين مع قيام الشركات برفع الأسعار للتعويض عن ارتفاع تكاليف الاستيراد، وفق ما نقلت "وول ستريت جورنال" عن مايكل فيرولي، كبير خبراء الاقتصاد الأميركي في بنك "جيه بي مورغان تشيس". وقد تضرّ الرسوم الجمركية أيضاً بالمصدرين الأميركيين إذا تضررت اقتصاديات كندا والمكسيك، وإذا ردت برسوم جمركية خاصة بها. وقال فيرولي: "إذا دخلت تلك البلدان في حالة ركود، فهذا وحده سبب لتوقع تباطؤ الصادرات الأميركية إلى تلك البلدان".

وقد دفعت تهديدات إدارة ترامب بفرض رسوم جمركية تباعاً، الشركات من جميع الأحجام إلى التخطيط للطوارئ لأسابيع، مما أدى إلى تعطل الشركات المصنعة حتى قبل أن تصبح هذه التهديدات حقيقة واقعة. وأصدرت شركات صناعة السيارات في ديترويت أقوى انتقاد حتى الآن للرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب على الواردات المكسيكية والكندية، قائلة إنها ستعوق في نهاية المطاف الاستثمار في وظائف المصانع الأميركية.

وفي وقت متأخر من مساء الاثنين، قالت مجموعة ضغط تمثل "جنرال موتورز" و"فورد موتور" و"جيب"، إن الإدارة الأميركية يجب أن تعفي شركات صناعة السيارات التي تمتثل لاتفاقية التجارة الحرة الحالية التي جرى تنفيذها خلال فترة ولاية ترامب الأولى (2017 ـ 2021). وقال رئيس مجلس سياسة السيارات الأميركية مات بلانت في بيان: "لا ينبغي أن تتعرض شركات صناعة السيارات الأميركية، التي استثمرت مليارات الدولارات في الولايات المتحدة لتلبية هذه المتطلبات، للتقويض من قدرتها التنافسية من خلال الرسوم الجمركية التي سترفع تكلفة صناعة المركبات في الولايات المتحدة، وتعوق الاستثمار في القوى العاملة الأميركية".وستطبق الرسوم الجمركية الأميركية بنسبة 25% على جميع الواردات من المكسيك وكندا، باستثناء منتجات الطاقة، مثل النفط الخام والغاز الطبيعي، والتي سيجري فرض رسوم جمركية عليها بنسبة 10%. وقال ترامب إن هذه الرسوم تأتي بسبب تهريب مخدر "الفنتانيل" عبر الحدود الأميركية. وقد أرجأ في فبراير/ شباط هذه الرسوم لمدة شهر للسماح بالمفاوضات، لكنه أشار، يوم الاثنين الماضي، إلى أنها ستدخل حيز التنفيذ، الثلاثاء. وقالت كندا في وقت متأخر من مساء الاثنين، إنها ستفرض رسوماً جمركية انتقامية على سلع أميركية مستوردة بنحو 107 مليارات دولار، مشيرة إلى أنه سيجري استهداف حوالي 21 مليار دولار من البضائع الأميركية فور دخول رسوم ترامب حيز التنفيذ.

وعلقت صحيفة "وول ستريت" في افتتاحيتها، أمس، على قرار ترامب دخول الرسوم الجمركية على كندا والمكسيك حيز التنفيذ بقولها: الرئيس ترامب يتخذ أغبى قرار بفرض رسوم جمركية، محذرة من تأثيرها على سوق الأسهم وعلى المعاملات على الحدود، وعلى بعض الولايات والشركات، وأنه سيؤدي لارتفاع أسعار السيارات بشكل كبير.

وقالت الصحيفة: "يحب الرئيس ترامب الاستشهاد بسوق الأسهم عندما ترتفع علامة على نجاح سياسته، فماذا يعتقد بشأن الانخفاض الذي شهدته الأسواق يوم الاثنين؟"، إذ انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 650 نقطة بمجرد إعلانه بدء فرض الرسوم الجمركية على المكسيك وكندا، بعد قوله إنه لم يتبق مجال للتفاوض مع شريكي معاهدة التجارة الأميركية.

واعتبرت أن ترامب "يريد التعرفات الجمركية من أجل التعرفات الجمركية ذاتها". وأضافت أن "ترامب يضرب الأصدقاء وليس الخصوم"، وأن رسومه الجمركية ستؤثر بكل معاملة عبر الحدود، لافتة إلى أن سوق المركبات في أميركا الشمالية مترابطة للغاية، وأن بعض السيارات تعبر الحدود نحو 8 مرات في اليوم الواحد، كما أن بعض السيارات يجري تجميعها في كندا والمكسيك.

وألقت الضوء على تحليل مجموعة أندرسون الاقتصادية الذي اعترض عليه ترامب، والذي أفاد بأن التعرفة الجمركية سترفع تكلفة سيارة رياضية كبيرة الحجم، جرى تجميعها في أميركا الشمالية بنحو 9 آلاف دولار، أما الشاحنة الصغيرة بنحو 8 آلاف دولار، وتساءلت "هل هذه هي الطريقة التي يخطط بها الحزب الجمهوري لمساعدة الناخبين من الطبقة العاملة؟".وقالت "وول ستريت جورنال": "ترامب متقلب المزاج، ومن يدري إلى متى سيستمر في فرض التعرفات الجمركية"، مشيرة إلى أن تأثير القرار على بعض الولايات الأميركية والشركات قد يتسبب في إعادة النظر في قراره بصورة سريعة، مضيفة أن "المستثمرين يحاولون قراءة هذا الغموض وهم يشاهدون أيضاً أدلة متزايدة على تباطؤ الاقتصاد الأميركي".

كما ذكر تقرير لصحيفة واشنطن بوست، أن فرض رسوم جمركية على كل ما يشتريه الأميركيون من المكسيك وكندا هو مقامرة سياسية غير عادية من قبل رئيس عاد إلى السلطة من قبل الناخبين الغاضبين، بسبب سنوات من التضخم المرتفع. وقال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، مساء الاثنين: "بسبب الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة، سيدفع الأميركيون المزيد مقابل البقالة والبنزين والسيارات، ومن المحتمل أن يخسروا آلاف الوظائف".
اجمالي القراءات 123
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق