العقوبات الشرعية لجريمة تعاطي المخدرات‏:
شيخ الأزهر يتهم متعاطي المخدرات بأنهم مرتدون ويجب قتلهم

اضيف الخبر في يوم الأحد ١٢ - نوفمبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الأهرام


شيخ الأزهر يتهم متعاطي المخدرات بأنهم مرتدون ويجب قتلهم

بقلم‏:‏ د‏.‏ محمد سيد طنطاوي
شيخ الأزهــر الشريف
ولقد ذكر الراسخون في العلم ـ كل في تخصصه الشرعي أو الطبي أو غيرهما ـ الأضرار المتعددة‏,‏ والمفاسد المتنوعة التي تنتج عن تعاطي المخدرات ونشرها‏,‏ بالنسبة للأفراد والجماعات والشعوب‏...‏

أ ـ فذكروا من أضرارها الدينية‏:‏ أن تعاطيها أو المتاجرة فيها‏,‏ أو نشرها بأية صورة من الصور‏,‏ يمثل لونا شنيعا من الزيغ في العقيدة‏,‏ ومن الضعف في الدين‏,‏ ومن الاستخفاف بأحكام شريعة الاسلام‏,‏ والاستهانة بشعائره‏...‏

لأن الفقهاء بأحكام شريعة الاسلام‏,‏ قد أجمعوا علي حرمة تعاطي هذه المخدرات بمختلف أسمائها وأنواعها‏,‏ وصدرت الفتاوي المتعددة من كبار العلماء بذلك‏.‏

وفضلا عن ذلك فإن القوانين التي أصدرتها الدولة تؤيد وتؤكد الفتاوي الشرعية التي صدرت في هذا الشأن من أولي الأمر في الأمة‏.‏

وطاعة أولي الأمر واجبة شرعا ماداموا لم يأمروا بمعصية بدليل قوله ـ عز وجل ـ‏[‏ يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلي الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا‏]‏
‏(‏سورة النساء الآية‏:59).‏

ولقد نقل فضيلة الشيخ عبد المجيد سليم ـ رحمه الله ـ في فتواه التي سبق أن ذكرنا خلاصة لها ـ عن الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ أنه قال في إحدي فتاواه‏:‏ هذه الحشيشة الملعونة هي وآكلها ومستحلها تؤدي إلي سخط الله ـ تعالي ـ وسخط رسوله ـ صلي الله عليه وسلم ـ وسخط عباده المؤمنين‏...‏

وهي تشتمل علي ضرر في دين المرء وفي عقله في خلقه وفي طبعه‏...‏

ومن تعاطاها وزعم أنها حلال‏,‏ فإنه يستتاب ـ فإن تاب وإلا قتل مرتدا‏,‏ ولا يصلي عليه‏,‏ ولايدفن في مقابر المسلمين‏,‏ وإن القليل منها حرام ـ أيضا ـ بالنصوص الدالة علي تحريم الخمر‏,‏ وتحريم كل مسكر‏.‏

ب ـ وذكروا من أضرارها الصحية‏:‏ أن متعاطيها كثيرا ما يصاب بأمراض خطيرة‏,‏ منها ما يتعلق بكبده‏,‏ ومنها ما يتعلق بأعصابه‏,‏ ومنها ما يتعلق بقلبه‏,‏ أو بغير ذلك من سائر حواسه‏.‏

قال بعض الأطباء‏:‏ تبين التأثير الخطير الذي تحدثه المخدرات في صحة المدمنين‏,‏ إذا ثبتت إصابة المدمن إبان إدمانه بالأعراض المرضية والعصبية كفقر الدم‏,‏ وضعف النبض‏,‏ وارتجاج المخ‏,‏ ولغط القلب‏,‏ واحتقان الكلي‏,‏ وضيق التنفس‏,‏ وفقدان الشهية‏,‏ وحصول الأرق الشديد‏,‏ والنزلات المعوية‏,‏ والآلام في المفاصل‏...‏

ومما لا شك فيه أن الضعف الذي يحيق بجسم المدمن من شأنه أن يجعله أكثر تعرضا للعدوي بالأمراض‏,‏ وبخاصة مرض السل‏,‏ فضلا عن أن بعض المخدرات يؤدي إلي تعرض المدمن للإصابة بالملاريا‏,‏ والخراجات‏,‏ وخفقان القلب‏,‏ والمغص الشديد‏,‏ والقيء الدائم‏,‏ والزيادة في العرق والإفرازات‏...‏

جـ ـ وذكروا من أضرارها الاقتصادية‏:‏ أن المدمن للمخدرات والمتعاطي لها‏,‏ يؤدي له ذلك الي ضعف بدنه‏,‏ وانحلال قوته‏,‏ واضمحلال عزيمته‏,‏ ووهن صحته‏...‏

ولا شك في أن كثرة عدد المتعاطين لهذه السموم في أية أمة‏,‏ يؤدي إلي ضعف إنتاجها‏,‏ ويحرمها من قوة أبنائها ومن حيويتهم ومن طاقاتهم الانتاجية في كل مجالات الإنتاج الزراعي‏,‏ والصناعي‏,‏ والتجاري‏,‏ والاستثماري‏...‏

ومتي ضعف الإنتاج‏:‏ انخفض مستوي المعيشة‏,‏ وانتقلت الأمة من ضعف إلي ضعف‏,‏ ومن فقر إلي فقر‏,‏ وإذا ذهب الفقر إلي بلد قال له الشقاء والاضطراب والخراب‏...‏ خذني معك‏.‏

د ـ وذكروا من أضرار المخدرات في الجانب الاجتماعي‏:‏ تفكك الأسرة‏,‏ لأن قائدها والمسئول عنها إذا تعاطي المخدرات‏,‏ فمن الصعب إن لم يكن من المستحيل أن يعرف ما يجب عليه نحو أبويه‏,‏ ونحو أولاده‏,‏ ونحو زوجته‏,‏ ونحو أقرب الناس إليه‏...‏

وبسبب إدمانه للمخدرات تصاب أسرته بالشقاء وبالمصائب وبسوء الحال‏,‏ لأن هذا الإدمان من نكباته أن يحول الأغنياء إلي فقراء‏,‏ والعقلاء إلي سفهاء‏,‏ والسعداء إلي أشقياء‏...‏

وقد ثبت في حالات كثيرة‏,‏ أن الإدمان مرتبط بالجنون وفقدان العقل‏,‏ وأن فئة كبيرة من هؤلاء الذين تعاطوا هذه السموم‏,‏ صاروا من نزلاء مستشفيات الأمراض العقلية‏...‏

ولا تسل عما يسببه تعاطي هذه السموم‏,‏ ومن تشريد الأسرة‏,‏ ومن ترمل الزوجات‏,‏ ومن بؤس الأطفال‏!!‏
اجمالي القراءات 5959
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   احمد شعبان     في   الثلاثاء ١٤ - نوفمبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[643]

فتوى شيخ الأزهر بقتل متعاطي المخدرات

حرام عليك يا مولانا أن تحكم بقتل إنسان بسبب تعاطي المخدرات فيما لم يرد فيه نص لا في القرآن ولا في السنة ، وأول من أفتى بهذا هو ابن تيمية ، أما عن الأضرار التي ذكرتها فأعتقد أنها واردة لبعض المتعاطين وغيرهم وعليه فهي ليست بسبب التعاطي ، كما أعتقد بأن سبب تحريمها من ناحيتكم فلمسايرة الغرب في هذا ومن غير دليل شرعي ، وكان يجب أن تدعوا لمنع الخمر بدلا من المخدرات رغما عن أنها ليست محرمة شرعا ولكن فيها إثم كبير كما ورد في القرآن الكريم ، ولكن لأن الغرب لا يمنعها فبالتالي نحن أيضا لا نحرمها ولا نمنعها ، يا مولانا ليست الفتاوى بالهوى وخصوصا فيما يخص سفك الدماء وكنت أحسب أن توجه هذه الفتوى الشنيعة لمن يستبيحون الدماء بغير الحق وخاصة دماء المسلمين .

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق