رمضان عبد الرحمن Ýí 2008-07-09
في تعداد المحرومين
إن الأمثلة الشعبية لها دلالة في حياة المجتمعات الشرقية بصفة خاصة، بمعنى أو بالقول (أطعم الفم تستحي العين) أي أن الإنسان الذي يتقاضى أموال أضعاف أضعاف بما يسمى الراتب الشهري، أو يصبح له نفوذ ما كان يحلم بها، وتذليل الصعوبات وتسهيل كل شيء له، هل من الممكن أن يتكلم هذا الإنسان عن الحق أو العدل؟!... أشك في ذلك؟!.. بل أن نوعية هؤلاء من الناس الكاتمين والكاظمين لقول الحق لا يملكون إلا أن يجاملوا وكلما زاد أو أتيح لهم أن يأكلوا أموال الناس بالباطل تزداد المجاملات على حساب إهدار حق ملايين من الناس، ثم بعد ذلك يتهمون غيرهم، كما يقولون (أن الساكت عن قول الحق عبارة عن شيطان أخرس) ولأصحح هذا القول لهؤلاء وأتباعهم، هل هناك ما يسمى بشيطان أخرس وشيطان ليس بأخرس، أم أن ذلك خرافات لا أساس لها، وأن المولى عز وجل حذر النبي قبل المؤمنين أن لا يستمع إلى أقول مثل هذه، يقول تعالى:
((وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)) سورة المنافقون آية 4.
أي يا محمد لا تستمع ولا تنبهر بأجسامهم، وهذا دليل بأن النبي نفسه عليه السلام لا يستطيع أن يجاري هؤلاء في الكلام لأنهم كاذبون، فكيف عندما يستمع لهم الناس؟!.. وللقارئ أن يقارن بين طريقة الكذب في عصر الرسول وبين عصرنا الراهن، وما يشاع فيه من كذب على الله ورسوله في ظل هذا التقدم والإمكانيات، إن من كانوا يكذبون في عصر الرسول هم لكي يظللون الناس عن الحق المنزل من عند الله عز وجل، أما الذين يكذبون في هذا العصر هو لكي يأكلوا أموال الناس بالباطل، ولا هم لهم بالحق المنزل من عند الله ولا بغيره إلا بأنفسهم من حيث التمتع في الحياة الدنيا، وهذا ما وضحه كتاب الله عز وجل، يقول تعالى:
((وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقاً مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ)) سورة البقرة آية 188.
ونلاحظ هنا من هذه الآية الكريمة بأن الله عز وجل يتحدث بهذه الآية بصيغة مستقبلية أكثر من الحاضر الذي نزلت فيه الآية، والدليل أنه لم يكن أحد يحكم غير الرسول حين نزلت الآية، أما بعد ذلك إلى قيام الساعة أنظروا كم عدد الحكام في العالم وما يدلى به من أموال ليأكلون أموال الناس بالباطل هم وزبانيتهم.
أي أن الله يقول:
((وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)) سورة الحشر آية 9.
وهؤلاء يفعلون العكس، بل ويأكلون حقوق الناس جهاراً نهاراً، وإن أنبياء الله المصطفون الأخيار هم ومن آمن معهم كانوا يتعايشون مع أقوامهم دون فروق اجتماعية كما نرى في عصرنا الراهن بين المسلمين، ودون حقد على أحد ولكن أنقد فقط سلوكيات أشخاص يتحدثون عن الحق أو الرحمة ولا يوجد لديهم رحمة، وقد يقول قائل أن لكل عصر ظروفه الخاصة به، وهذا ليس فيه أي خلاف، ولكن هل من العدل والرحمة كما يتحدث هؤلاء أن يمتلكون الملايين وغيرهم لا يملك حتى قوت يومه؟!.. فمن هنا يجب عدم تصديق هؤلاء الأشخاص حين يتحدثون في أي موضوع سواء كان في مساجد أو في جامعات أو إذاعات مرئية أو سمعية، لأنهم يقولون ما لا يفعلون، والواقع الذي نعيشه شاهد على ذلك، ولا يحتاج لأي توضيح أو تفسير، ومن الممكن أن يقول أحد أن ذلك رزق لكل إنسان، وإذا سلمنا بذلك أن هذا رزق هؤلاء دون نهب أو اختلاسات وخلافه، أليس هذا الرزق فيه حق للسائل والمحروم؟!.. يقول تعالى:
((وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ)) سورة الذاريات آية 19.
إذا كان هؤلاء يقتنعون بكلام الله، فلماذا نصف الدولة في تعداد المحرومين؟!.. والنصف الآخر أوشك على أن يلحق بالمحرومين الأوائل؟!.. فهل هناك إهانة أكثر من ذلك لمصر وشعب مصر أن تكون في هذه الصورة التي لم تحدث من قبل؟!.. ويا ليت تمر هذه الظروف على حرمان المصريين في مصر الأم بل أصبح المصري يحقر في بلاد الجوار، وهذا عار على تاريخ مصر وعلى كل من يحمل وثيقة تحمل اسم مصر، بدءاً من رئيس الجمهورية إلى أقل فرد.
رمضان عبد الرحمن علي
الجنسية بين بلاد الغرب المسيحية وبلاد الشرق الإسلامية
الأوبرا المصرية وعبد الرحمن وسحاب
فلسطين وبني إسرائيل بين السلفية والصهيونية
دعوة للتبرع
فأمه هاوية : فَأُم ُّهُ هَاوِ يَة-ا ا خفت موازي نه ما...
إضطرار فى الصلاة: ما وجهة نظرك فيمن يضطر للصلا ة مع المحم ديين ...
سؤالان : السؤ ال الأول : . .ما معنى الفطو ر ؟ لأن...
زكاة الفقير: هل يدفع الفقي ر والمس كين زكاة ؟...
موسى عائدا لمصر : كيف جاء موسى من مدين الى مصر ؟ ...
more
مقاله جميله كالعاده يا ابو الرمض ..وربنا معاك ..على كل حال هناك القوى الكبير المتعال .ونسأل الله لهم الهدايه والعودة للحق والعدل والقسط والإنصاف ...