أعاد قرار وزير الثقافة جابر عصفور، أمس الجمعة، بمنع عرض الفيلم الأمريكي «الخروج: آلهة وملوك» للمخرج البريطاني ريدلي سكوت، الذي يتناول هروب موسى من مصر بسبب تضمنه «تزييفا للتاريخ» أزمة الأفلام الممنوعة من العرض داخل الدول ومن بينها مصر، والتي تداولتها وسائل إعلام عالمية.

وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، في تعليقها على القرار: «إن هذه ليست المرة الأولى التي تمنع مصر فيلمًا من هوليوود عن التاريخ الديني»، مشيرة إلى أن هناك دول عربية أخرى منعت أفلاما يظهر الممثلون كشخصيات توراتية؛ بسبب المنع الديني من تصوير الأنبياء.

وأضافت الصحيفة، أن الفيلم الذي تقدر تكلفة إنتاجه بـ 140 مليون دولار، واجه مشكلات في الدعاية قبل ظهوره لأول مرة في الولايات المتحدة قبل أسابيع قليلة، وأن المشكلة الأكبر كانت النقد الموجه تجاه انعدام وجود تنوع عرقي بين طاقم الفيلم، على الرغم من أن من المفترض أن يكون إطار العمل عن مصر القديمة، إلا أن جميع الشخصيات الرئيسية كانت لممثلين من أصحاب البشرة البيضاء.

من جانبه، دافع مخرج الفيلم عن اختيار طاقم فيلمه وأرجعه لأسباب مالية، موضحًا «لا يمكنني زيادة فيلم بهذه الميزنية، حيث سأضطر للاعتماد على الخصومات الضريبية في أسبانيا، ولو قلت أن بطلي هو محمد من بلد كذا لما تمكنت من تمويل الفيلم».

ولاقى الفيلم نقدا آخر، بحسب ما نشرت صحيفة «التلجراف» البريطانية، حول استخدام الممثلين أصحاب البشرة البيضاء في أدوار رئيسية، واستخدام أصحاب البشرة السوداء كعبيد.

وذكرت صحيفة «الجارديان» البريطانية، أن الفيلم أثار تقييمات نقدية قاسية واستياء بين بعض الجماعات المسيحية، مع قول نقاد إن سكوت استخدم ممثلين من الغرب للقيام بأدوار شرق أوسطية.

ووتحدثت كالة أنباء فرانس برس عن منع الفيلم في المغرب، مشيرة إلى أنه ليس من الواضح أسباب هذا المنع الذي سبق وحصل على الضوء الأخضر من المركز السينمائي المغربي الذي تديره الدولة.

وقال مدراء قاعات السينما إنهم تلقوا تعليمات «شفهية» من المركز بعدم بدء عرض الفيلم كما كان مقررًا يوم الأربعاء، وقال آخرون إن مسئولي المركز أبلغوهم بالمنع شخصيًا.

من جانبه قال مدير سينما الريف في الدار البيضاء: «إنه تعرض للتهديد بإغلاق أعماله إذا رفض تنفيذ قرار المنع»، موضحًا «قاموا بمحادثتي على الهاتف وهددوني بأنهم سوف يغلقون القاعة إذا لم أزيل الفيلم من الجدول».