لماذا تريد امريكا الاخوان والتيارات الاسلامية؟
إعداد: إيهاب شوقى
تبدو الضغوط الامريكية ومعها الاوربية واضحة وفاضحة لتسليم السلطة للاسلاميين وعلى رأسهم الاخوان المسلمون وذلك فى الوطن العربى ومحيطه المعروف بالشرق الاوسط.
وهذا ان دل فانما يدل على تفاهمات جعلت المصلحة العليا الامريكية تقتضى هذا الضغط وتتلاقى مع النهم والتلهف للسلطة لدى هذه الحركات.
مفارقات ام اتساق مع الحقيقة البراجماتية؟
فى دراسة للباحث " حسام تمام" يقول ان المفارقة تبدو فى أنه وفي الوقت الذي وصل منحنى العداء العربي والإسلامي لأمريكا قمته وتصاعدت أشد المواجهات "الجهادية" معه في حرب مفتوحة مركزها العراق وأفغانستان وامتدادها في أرجاء العالم؛ بدأت تلوح مؤخرا في الأفق معالم تغيّر في نظرة بعض قطاعات من الحركة الإسلامية وموقفها من الولايات المتحدة بما يكاد يختلف تماما مع المسار السائد المعادي لها على طول الطريق.
نرصد على سبيل المثال قبول الحزب الإسلامي العراقي (الإخوان المسلمون) المشاركة في العملية السياسية تحت الرعاية الأمريكية مخالفا لموقف أهل السنة وعموم الشارع العربي والإسلامي، ودخول الإخوان المسلمين السوريين في التحالف المعارض المدعوم أمريكيا لإسقاط النظام السوري، وعدم اعتراض قيادة التنظيم الدولي للإخوان أو تنظيماتهم القطرية على موقف الإخوان العراقيين ثم السوريين، ثم قبول جماعة الإخوان المصرية وهي الجماعة الأم والأكبر بعلاقات مباشرة كانت ترفضها من قبل مع الإدارة الأمريكية، وصدور تصريحات متفرقة من مرشدها ثم رئيس القسم السياسي بها تتعهد الالتزام مستقبلا باتفاقيات السلام مع إسرائيل، وغير ذلك من المواقف والتصريحات والإشارات التي تسير في هذا الاتجاه فضلا عن التوجه العام للجماعة الذي لا يتجاوز الإعلان عن رفض السياسات الأمريكية بالعراق والمنطقة دون أن يتحول إلى مقاومته على الأرض.
وربما يكتمل المشهد بالتوقف عند الحديث المتصاعد بنَفَس متباه داخل الأوساط الإسلامية بأهمية دراسة نموذج حزب العدالة والتنمية التركي الذي يرتبط بعلاقات وثيقة بالإدارة الأمريكية، والاهتمام الإسلامي بإمكانية تعميمه، وهو ما يبدو أن نظيره المغربي مرشح لتكراره وهو الحزب الذي كرّمت بعض المؤسسات الأمريكية رئيسه سعد الدين العثماني ومنحته جائزة المسلم الديمقراطي.
لقد فتح ذلك كله الباب واسعا حول ما إذا كنّا بإزاء تغير في موقف الحركة الإسلامية من أمريكا وهو ما من شأنه أن يكون له تأثير بالغ الخطر على مستقبل الحركة التي حملت لواء المواجهة في العقدين الأخيرين بل مستقبل المنطقة العربية والتي تقع في بؤرة الصراع وفي مرمى نيران الإستراتيجية الأمريكية.
تشريح الموقف الإسلامي:
يتصور الكاتب أنه من الصعوبة بمكان الجزم بتقدير حجم هذا التغير أو مداه على وجه الدقة واليقين، ولكن يمكن القول بأن أي علاقة مستقبلية بين حركات الإسلام السياسي والولايات المتحدة ستتحدّد وفق ثلاثة مستويات يمكن التمييز بينها: المستوى الأول يتعلق بتعريف العمل السياسي الإسلامي وما يحتمله من تمييزٍ داخله بين السياسة بالمعنى العام وبينها بالمعنى الحزبي التنافسي، أما المستوى الثاني فهو يتصل بمدى التأثر بالتجزئة والقطرية في العمل الإسلامي وانعكاس ذلك على الرؤية الأممية الإسلامية، أما المستوى الثالث والأخير فهو يتصل بموقع كل حركة داخل الأمة الإسلامية وما تفرضه عليها من مسئوليات ومن ثم فهو يميز بين إسلاميي المركز وإسلاميي الأطراف.
إن ثمة فارقا كبيرا بين الحركات والتنظيمات الإسلامية التي مارست وتمارس العمل السياسي بمعناه العام الذي يعني الاهتمام بقضايا الشأن العام والتفاعل معها بما يحقق مصلحة الأمة أو كأداة للتدافع القيمي والحضاري مع القوى العلمانية والمعارضة للمشروع الإسلامي، وبين نظيرتها التي تشتغل بالسياسة بالمعنى الحزبي التنافسي المباشر فتحل فيها طرفا ضمن جملة أطراف أخرى.
إذ يبدو أن الحركات والتنظيمات التي تنتمي للنوع الثاني (الحزبي التنافسي) هي الأقرب في إمكانية مراجعة نظرتها؛ ومن ثم موقفها من أمريكا ومشروعها في العالم؛ فالحزبية والتنافسية تنقل هذه الحركات والتنظيمات من كونها إطارًا مرجعيًّا حاضنا للشارع إلى فاعل سياسي حزبي ضمن آخرين في ماراثون تنافسي ضمن معادلة صراعية (بل صفرية أحيانا) يدفع به لبناء علاقات مع القوى المتنفذة إقليميا ودوليا والبحث عن دعمها لتقوية وضعها التنافسي في المعادلة السياسية الداخلية وهو ما يعزز من مسلكيتها البرجماتية في التعامل مع الولايات المتحدة القطب الأوحد والأكثر تأثيرا في موازين القوى عالميا وفي منطقتنا العربية.
ولعل هذه المسلكية -البرجماتية- هي التي دفعت بتزايد النقاش في بعض القيادات السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في مصر -على سبيل المثال- والتي ذهب بعضها إلى صعوبة إنجاز إصلاح داخلي دون موافقة أمريكا ورضاها إن لم يكن تدخلها، وجعل فكرة الحوار معها غير مرفوضة مبدئيا كما كان الأمر في السابق.
وما سبق له صلة بمستوى آخر من التحليل يتصل بمدى تأثر الحركات والتنظيمات الإسلامية بالأطروحات القطرية ودرجة استيعابها في منطق التجزئة وتحولها من الطرح الأممي الطامح لوحدة الأمة (باستعادة الخلافة الإسلامية) إلى طرح وطني قطري لا يرى -على الأرض- أبعد من حدود القطر الذي يصارع على سلطته حتى لو لم يصرح بذلك.
فالمؤكد أن الحركات والتنظيمات التي اقتربت من صيغة الأحزاب الوطنية واستوعبت -أو كادت- في إطار دولة التجزئة القطرية صارت أكثر انشغالا باليومي والآني وبقضايا التدبير السياسي والمعيشي وما تفرضه من صراعات أو تجرّه من مساومات (فهي بطبيعتها خلافية) ومن ثم تصير أكثر ابتعادا عن قضايا الأمة محل الاتفاق والإجماع، مثل قضايا تحرير فلسطين والعراق وأفغانستان على سبيل المثال.. ومن ثم يصبح هذا النوع من الحركات والتنظيمات الأكثر قابلية للاقتراب من أمريكا والسعي للتفاهم معها في التفاصيل والقضايا الفرعية التي لا تتصل بشكل مباشر بمواجهة المشروع الأمريكي في المنطقة ولا تتطلب الاصطدام معه صراحة.
وفي هذا الصدد تبدو التنظيمات الإسلامية القطرية التي ترتبط بالإخوان أو تنتمي إلى نفس مدرستها والتي قطعت شوطا واسعا في العمل الحزبي والتنافس على المجالس المحلية والبرلمانية أو التي دخلت تحالفات مع السلطة هي الأقرب إلى التفاهم والحوار مع الولايات المتحدة خاصة بعدما صارت أهم قوى المعارضة في بلدانها بعكس التيارات السلفية (على اختلاف بينها) التي لم تدخل بعد اللعبة السياسية التنافسية.
السفير نبيل فهمى يتحدث عن اتصالات قديمة:
الدكتور نبيل فهمى.. والذى ذهب فى حواره مع «الوطن» إلى أن الاهتمام الأمريكى ووجود الرئيس الأسبق جيمى كارتر فى القاهرة أثناء الانتخابات ولقاءاته السياسية التى تجاوزت حدود المتابعة هى أمر طبيعى بسبب تأثير الانتخابات المصرية على المصالح الأمريكية فى المنطقة.. وكان صريحا فى أن الأمريكان يعرفون رئيس مصر القادم جيدا سواء كان الفريق أحمد شفيق أو الدكتور محمد مرسى. أما اللغز الحقيقى بالنسبة لهم هو الآراء المتنوعة فى مصر، لذا دائما ما يكون تركيزهم على الالتقاء بشباب الثورة والأطراف الفاعلة فى الشارع.
ويقول نبيل فهمى ان الحوار بين الولايات المتحدة وقوى الإسلام السياسى فى مصر مستمر منذ الثمانينات، وقد يكون الحوار بدأ قبل ذلك، لكن معلوماتى أنه بدأ فى ثمانينات القرن الماضى وكان يتم بواسطة السفارة الأمريكية فى القاهرة، لكن بطبيعة الحال اختلف الأمر بعد الثورة، الحزب الإخوانى أيضا لم يكن موجودا أصلا ليتحاوروا معه قبل الثورة، إنما كان هناك منذ الثمانينات اتصال بين السفارة الأمريكية وتيار الإسلام السياسى بمعناه الواسع وليس فقط الإخوان المسلمون، فالحوار ليس جديدا إطلاقا.
القرضاوى يدعو الاسلاميين للتعامل بحكمة مع الغرب واسرائيل:
نصح رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي الحركات الإسلامية في الدول العربية بتبني نهج الاعتدال، متوقعا أن يتعامل الإسلاميون في الدول العربية التي يصلون فيها إلى الحكم بشكل عاقل وحكيم مع الغرب وإسرائيل. لكنهم لن تقبلوا القمع في إشارة إلى ممارسات إسرائيل.
حيث نشرت صحيفة الفايانانشيال تايمز تقريرا مطولا يستند إلى لقاء مع القرضاوي. وتقول الصحيفة إن أهمية المقابلة مع القرضاوي هي بروز دوره في الثورات العربية التي قادت إلى صعود الإسلاميين في عدد من دول الربيع العربي.
وتشير الفاينانشيال تايمز إلى أن إجازته التدخل العسكري في ليبيا ساعدت في تشجيع الموقف العربي وقتها.
وكذلك فان دعوته للقضاء على النظام السوري تشكل دعما للموقف العربي الصلب تجاه نظام بشار الأسد في سوريا.
وتنقل الصحيفة عن القرضاوي قوله: إنه إذا لم يتمكن العرب من وقف المجازر بحق المدنيين سيكون من حق السوريين طلب التدخل الدولي.
وتعود أهمية القرضاوي إلى الملايين من متابعيه والمتأثرين به ويحظى برنامجه الأسبوعي "الشريعة والحياة" على قناة الجزيرة القطرية بملايين المشاهدين.
ويقر القرضاوي بدوره في دعم الثورات في العالم العربي ويقول: إن صعود الإسلاميين في الدول التي تشهد تغييرا أمر حتمي.
ويبرر ذلك بقوله: "الممنوع مرغوب، ونحن (الإسلاميون) كنا دائما ممنوعين".
وتقول الفاينانشيال تايمز: إن الشيخ القرضاوي، الممنوع من دخول أمريكا، ينظر إليه على أنه يمثل صوت الاعتدال في الإسلام وأنه أكبر مؤثر في المسلمين السنة.
وفي لقائه بالصحيفة ينصح القرضاوي الحركات الإسلامية في الدول العربية بتبني نهج الاعتدال.
ويتوقع أن تتغير السياسة الخارجية للدول العربية التي تشهد ثورات ويقول: إن على الغرب أن يفكر كيف يتعامل مع الإسلام الصاعد في تلك الدول.
ويضيف أنه لا يمكن أن تستمر إسرائيل في التصرف بسياسة تستند إلى القوة.
يقول القرضاوي: "ستكون الدول التي تشهد الصحوة ويحكم فيها الإسلاميون عاقلة وحكيمة في تعاملها مع الغرب وإسرائيل، لكنها لن تقبل القمع".
تقرير هام نقلا عن صحف امريكية حول علاقة الإخوان مع أمريكا:
قالت إنها لم تكن وليدة الأيام الماضية لكنها علاقة طويلة الأجل مترامية الأطراف فقد كان المرشد حسن الهضيبي اول من عقد لقاءات مع السفير الأمريكي والجماعة اليوم سارعت بالارتماء في الحضن الأمريكي ففي 29 يونيو الماضي صدر خطاب من مكتب مدير الاتصال بالجمهور والمساعدات (دا نيال بورين) إلي السيدة (جينيفر لاسزلو مزراحي) مسؤلة منظمة المشروع الاسرائيلي جاء فيه ان الإدارة الأمريكية قررت استئناف الاتصالات مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر التي كانت قد بدأت في عام 2006 علي حد تأكيد الخبر ، ونشر الخبر في صحف ومجلات الجماعات اليهودية الأمريكية واللوبي الاسرائيلي في أمريكا ونشر بجوار الخبر السابق ان اسرئيل ستحضر اللقاءات الأمريكية المقبلة مع الإخوان عبر مسئولين أمريكيين ، ولقد ردت الإدارة الاسرائيلية بسؤال عن موقف الإخوان من حركة حماس وكانت المفاجأة في الاجابة التي اطلقها (دانيال بورين) حيث قال لنا اتصالات سرية مع الإخوان بدأت في عام 2006 بهدف إزاحة الرئيس مبارك وعائلته ولا علاقة للأمر بحركة حماس..
ومن لايعرف فان دانيال بورين كانت تعمل منسقة للعلاقات بين المنظمات اليهودية بأمريكا ، كما كلف الرئيس الأمريكي اوباما (جون كارسون) بملف العلاقات مع الإخوان ايضا وجون كارسون هو صاحب نظرية طحن البيانات حيث يقوم بجمعها عن طريق المتطوعين وبدأ يظهر بعد الثورة المصرية علي يمين الرئيس اوباما وقد اشترطت الإدارة الأمريكية علي الإخوان ـ علي حد ما نشرته الصحف الأمريكيةـ ان تعمل الجماعة علي ترويض الشارع المصري والعربي لقبول الدور الامريكي ومجابهة الاصوات المعادية لأمريكا واسرائيل والتمهيد للمفاوضات العربية الاسرائيلية لحل القضية الفلسطينية ومساندة الاتفاقيات التي تنتج عن التفاوض وحمايتها بشكل استراتيجي دائم في مقابل تمكين الجماعة من حكم مصر وتم تحديد السيدة (أن دي بارل نانس) نائب موظفي البيت الابيض لتكون المسئولة عن ترتيب اللقاءات بين الإدارة الأمريكية والإخوان وترتيب المواعيد والبروتوكول ولقد شنت المنظمات اليهودية هجوما علي اسناد ملف العلاقة مع الإخوان إلي جون كارسون وعلقوا علي الامر بان أمريكا تريد أمركة الإخوان ، وتم ضم جون فافيرو إلي الاسماء السابقة في متابعة ملف العلاقات مع الجماعة وهو الشاب الذي قام بكتابة جميع خطابات اوباما السياسية في ايام الثورة المصرية كما تم تكليف مكتب البيت الابيض لشراكات الاديان بالانضمام إلي المجموعة السابقة لتولي ملف العلاقة مع الجماعة، الجماعة بذلك وضعت نفسها في حضن الشيطان وتناست تاريخ أمريكا في افغانستان والعراق مما جعل المحامي ممدوح اسماعيل وكيل مؤسسي حزب النهضة المصري وأحد أبناء التيار الديني يوجه كلمة للإخوان يحدد فيها مخاوفه من جلوس الجماعة مع الأمريكان، ومن الجدير بالذكر ان الولايات المتحدة منذ ايام الثورة المصرية تحاول ان تكون في دائرة الضوء السياسية وقد وجدت أمريكا ضالتها في الإخوان وذلك بهدف فتح الابواب المغلقة في الشرق الاوسط.
والغريب ان الجماعة لم تتطرق بعد الثورة إلي مسألة الغاز المصدر إلي اسرائيل أو حقوق الشعب الفلسطيني ولاينسي احد زيارة التلمساني وعاكف إلي أمريكا وحصولهما علي هدايا من المسئولين الأمريكيين كما لاينسي احد حضور قيادات الجماعة احتفالية كبري بمنزل السفير الأمريكي في عام 2003 عندما كانت الطائرات الأمريكية تدك العراق. علاقات متميزة سهلت كل شئ الان حتي ان خرج عصام العريان الوجه الإخواني المقبول أمريكيا وصرح بأنه لامساس بقانون الخمور في مصر ولا مساس بالسياحة وهو بذلك يبعث رسالة غرامية جديدة إلي أمريكا والغرب.
جيران مصر
القذافي عنده ما يكفيه من المشاكل بل ان عرشه مهدد وفي الجنوب حيث دولة السودان فإنها لن تمانع في الوصول الإخواني إلي الحكم حيث ان النظام في السودان بقيادة البشير هو نظام اسلامي يطبق الشريعة وفي الشرق حيث تقبع امارة حماس في غزة وهي فرع الإخوان بفلسطين جيران مصر جميعهم لن يمانعوا في اقامة نظام حكم برئاسة إخوانية أو مشاركة في الحكم اما الدول المحورية في المنطقة فتبدأ من تركيا وتعتمد الجماعة علي رجل الاعمال حسن مالك في هذا الشأن فهو علي علاقات متميزة بوزير الخارجية التركي احمد اغلو .
الهدف المعلن للجان الشعبية هدف نبيل ولكن تحول علي يد الجماعة عبر شعبها في القري ومكاتبها الادارية بالمراكز والمحافظات إلي وسيلة تسهل الوصول إلي السلطة وسعت عبر هذه اللجان لاحكام السيطرة علي الشارع وبدلا من ان تشارك كل الاطياف في اللجان الشعبية أصبحت شبه قاصرة علي الجماعة فمن أراد الحصول علي انبوبة الغاز أو حل مشكلة البنزين عليه باللجوء إلي الجماعة حيلة ذكية من الجماعة فهي لم تهدف لحل المشاكل بقدر سعيها للإمساك بكل منافذ الخدمات وأصبحنا نري رئيس اللجان الشعبية بكل محافظة وقرية إخوانياً رغم ان هؤلاء لم يظهر لهم دور فعال وقت الثورة والفراغ الأمني وسيطرت البلطجية علي الشوارع اما اليوم بدأت الجماعة استعراض عضلاتها وتفرض سطوتها حتي يحس المواطن بأنها هي الحاكمة قبل ان تحكم وفي ذلك ايضا رسالة إلي المواطن لتأييدها بعد ان جعلته يحس بانه ليس امامه سوي الإخوان.
نقابة الفلاحين
وحتي تكتمل الخطة كان لابد من ان تتجه الجماعة إلي قطاع كبير من المصريين بالأرياف وهو المزارعون وقررت انشاء نقابة للفلاحين ولو ان الجماعة صادقة في خدمة هؤلاء لاختارت اشخاصاً علي علم بقضايا ومشاكل الفلاح وخبراء زراعيين إلا انها للاسف اختارت أشخاصاً من داخل الجماعة ليسوا علي علاقة بقضايا الفلاح وجعلتهم مسئولين رغم ان منهم من لايملك قيراطاً واحداً وذلك ماحدث في مركز ناصر ببني سويف فالجماعة جعلت علي رأس نقابة الفلاحين إخوانياً وهو لايملك قيراطاً واحدا وكانت وظيفته السابقة طباخ (شيف) لدي الأمريكان ، تتجة الجماعة بذكاء حاد إلي قضيتها الاساسية وهي الحكم.
هبات رمضان
في رمضان من كل عام كانت الجماعة ترسل لبعض مؤيديها شنطة صغيرة ولكن هذا العام الموقف مختلف في الماضي كانت ترسل شنطة لانها ترغب في الوصول بمقاعد إلي مجلس الشعب اما اليوم فهي تريد الوصول إلي رأس السلطة لهذا فقد كثفت من حجم الانفاق فوضعت بجوار الشنطة مبلغ 50جنيها حتي تضمن ولاء هؤلاء الفقراء عندما تطلب العون والمساعدة وتم اعداد كشوف باسماء كل من اخذ شنطة أو مساعدة في كل شعبة ومنطقة وتم تفريغ ذلك علي سيديهات تكون جاهزة وقت الانتخابات.
المساجد
كانت أمنية الجماعة ان يقوم احد رجالها بإلقاء درس في مسجد حكومي ولكن اليوم صارت مساجد الاوقاف تحت يد الإخوان وبدأت تنطلق الدعاية الإخوانية من هذه المساجد وبدأت تعقد اللقاءات التنظيمية حتي قسم الاخوات بدأ ينظم الدروس واللقاءات التنظيمية بمصليات النساء بهذه المساجد وبدأت اكبر عملية تلقين لنوعية معينة من الخطب كلها عن الحكم الاسلامي وتطبيق الشريعة وأهمية اختيار المسئول المتدين ولم يبق امام الجماعة سوي ان تعلن علي المنابر انتخاب مرشحي الإخوان دون غيرهم.
«أحلام الأمس.. حقائق اليوم» الشعار الذي وضعته الجماعة علي مائدة الافطار السنوي لهذا العام، بالأمس كانوا يحلمون بعدة مقاعد في مجلس الشعب.. اليوم الحلم أصبح حقيقة، حكم مصر الذي ينطلقون من خلاله إلي انشاء دولة أممية يحكمها الإخوان، وضعت الخطط وبدأ التنفيذ، ومن يحاول ان يوقف الحصان الجامح عليه ان يستعد لدفع الثمن.
أخونة السلف
قبل ان تتجه الجماعة إلي أي ناحية كان من الاولي توحيد التيار الديني تحت إمارة المرشد العام للجماعة ، وكانت المعضلة في المدرسة السلفية التي تخاصم السياسة وتهتم بالعلم والدعوة ، خطف الإخوان الجماعة السلفية وبدأ ت عملية أخونة السلف وبدأت بفتوي إخوانية بضرورة التوحيد ومزاحمة التيارات الاخري كاليبراليين وغيرهم لتقليل شرهم في الانتخابات العامة ، دخل الإخوان إلي الجماعةالسلفية من هذه النقطة
وبدأ الاتفاق علي توحيد الصف وتوحيد الكلمة وظهر ذلك في استفتاء 19 مارس ثم مليونية الشريعة ، ونجحت جماعة الإخوان في التمدد وسط جماهير السلف وشيوخهم بعد نجاح الجماعة في الاتفاق لاحساس الإخوان بقوة السلف وتاثيرهم في الشارع وبادراك جماعة الإخوان بأن مشروعهم قد اصابه الإنهاك.
في الوقت الذي انتشر فيه السلفيون ، ولهذا السبب سعي الإخوان لاجتذاب السلف وأوحوا لقادة السلفية بأن جذور الإخوان سلفية وان البنا قال «نحن دعوة سلفية» ثم ذكروا لهم ان البنا تاثر بالمشروع الوهابي وأخذ عن محيي الدين الخطيب ومكتبة السلفية، ويبدو ان رجال سيد قطب بالجماعة هم الذين قادوا لهذا الاتفاق لقرب المناهل الفكرية لكلا الطرفين وقد ظهر ذلك بوضوح عندما شن ياسر برهامي شيخ سلفي الاسكندرية هجوماً علي الاصلاحيين داخل الإخوان ووصفهم بأنهم يقولون المنكرات وأنهم يقبلون بالعلمانية ولقد نجح الإخوان في وضع السلفيين في جرابهم رغم الملاسنات والخصومات بين الطرفين حتي قبل الثورة بأيام ولاينسي احد كيف حرم قطب السلفيين عالم الحديث الشيخ ناصر الدين الالباني الانضمام لجماعة الإخوان وقال عنهم في شريط بعنوان (فتوي حول جماعة التبليغ والإخوان) ليس الإخوان من اهل السنة وانما هم يحاربون السنة اما العالم السلفي ابن باز فهو من اكثر المهاجمين للإخوان في حين حذر محمد بن صالح العثيمين من الإخوان وقال عنهم الشيخ صالح اللحيدان بانهم ليسوا من اهل المناهج الصحيحة حتي ان ابا اسحاق الحويني أحد رموز السلفية في مصر ألقي عشرات الدروس يهاجم فيها الإخوان ويصفهم بأنهم اهل البدع.
ولقد عبر عن الاتفاق بين الإخوان والسلف صراحة "محمد امام" عضو المكتب السياسي لحزب الفضيلة السلفي علي موقع فرسان السنة عندما اعلن رفضه ان يقوم الإخوان باختيار الدوائر الانتخابية المريحة بالنسبة لهم بما فيها من كثافة سلفية بدواعي التنسيق في الوقت الذي يتركون فيه دوائر الدرجة الثانية والثالثة لمرشحي السلف.
وحتي تكتمل خطة الإخوان شرعوا بعد ذلك في استخدام السلف كفزاعة امام المجتمع ولكن بشكل غير مباشر فرأينا تصرفات شباب السلفية في الشوارع ثم كانت جمعة " لم الشمل " التي رفع فيها السلفيون علم السعودية وسيطروا علي الميدان وجاء دور الجماعة الاسلامية وظهر المهندس عاصم عبد الماجد عند مسجد الفتح بوسط العاصمة وشن هجوما بالاسماء علي شخصيات حزبية ومسيحية وأصدرت الجماعة بيانا شديد اللهجة وخرجت في نفس اليوم مظاهرات حاشدة تطالب بالافراج عن الدكتورعمر عبد الرحمن كان كل ذلك بايعاز ومباركة من الإخوان في رسالة للجميع بانهم النموذج الاسلامي الافضل بدلا من الفوضي ولكن يبقي تنظيم الجهاد خارج السيطرة الإخوانية حيث انه لم يسبق اي تعاون بين الطرفين بل لقد صمت الإخوان وقت عمليات التصفية الجسدية من قبل الامن لابناء جماعة الجهاد.
تحالفات حزبية
تشمل الخطة الإخوانية علي محاولة التحالف مع بعض الاحزاب الليبرالية مثل حزب الوفد حتي يمكن القبول بشكل الحكومة القادمة لدي الغرب عبر وسيط ليبرالي كالوفد والوفد هو صاحب ضربة البداية مع الجماعة في عام 1984 ولكن تراود الجماعة امكانية التحالف مع احزاب أخري مثل العمل وقد سبق ذلك في عام 1987 بالتحالف الاسلامي مع العمل والاحرار أو اللجوء إلي الابن المتمرد «حزب الوسط» الذي أصبحت مواقفه متقاربة مع الإخوان بعد الثورة بشكل مفاجئ وحضر رئيسه أبوالعلا ماضي حفل افطار الجماعة الاخير واعلنت قيادات الوسط عن الاستعداد للتنسيق مع الإخوان، والجماعة تري ان التحالفات لابد منها في هذه الفترة بدليل سعيها الدائم لعقد عدة تحالفات في اكثرمن اتجاة.
موسم الحج
يعتبر الحج مناسبة إخوانية خاصة حيث يتقابل كل رموز التنظيم الدولي في مكة أو المدينة ويقوم قسم الاتصال وهو اشبة بوزارة خارجية الإخوان بالترتيب وتستغل الجماعة موسم الحج في طلب الدعم والمساندة من كل الاقطار لمساندة إخوان مصر في هذه اللحظة التاريخية ، وهناك سوابق تاريخية حيث تواصل الإخوان مع مجموعة من اليمنيين الرافضين لحكم الامام يحيي حميد الدين عبر موسم الحج في الماضي كما عقد الإخوان مؤتمرا في مني عام 1972 برئاسة حسن الهضيبي الذي مات في نفس العام وفي عا م 1976 عقد موتمر إخواني اثناء الحج بمكة لمدة يومين وتم فيه تنصيب التلمساني مرشدا ثالثا بعد فترة غياب اسم المرشد ومنصبه لمدة 4 سنوات وفي عام 1981 فر مصطفي مشهور قبل احداث سبتمبر بأيام إلي السعودية وظل بها عامين وقابل قيادات التنظيم الدولي الذي قوي خلال تلك الفترة وفي كل عام تستغل الجماعة موسم الحج لعقد المقابلات واللقاءات التنظيمية مع كل الأقطار.
احتواء الأقباط
رغم ان كل مرشدي الا خوان بداية من مؤسس التنظيم حسن البنا وحتي اليوم ينتمون إلي نفس الافكار الهدامة ضد المجتمع من رفض الآخر حتي ولو كان مسلما طالما انه مخالف في الراي ولقد رأينا حملات التخوين والتكفير للتيار الليبرالي، والإخوان في البرلمان لم يصوتوا لصالح قانون مباشرة الحقوق السياسية ومبدأ المواطنة في عام 2007 م متعللين بذريعة ان مبدأ المواطنة يعني وضع الولاء للوطن في مواجهة الولاء للعقيدة ، الإخوان يريدونها دولة إخوانية تقوم علي مبدأ الاسلام الإخواني.. اذا كانت الجماعة ترفض الذين يحاورون بداخلها وتحقق معهم وتفصلهم فما بالنا بمن هم خارجها من المسلمين أو من اصحاب الديانات الاخري ، ورغم ذلك فإن الجماعة لجأت إلي نفس الحيلة الخبيثة التي كان يلجأ إليها الحزب الوطني بمحاولة شق الصف المسيحي وزرع الفتن بداخله فبدلامن ان تلجأ للمسيحيين الارثوذكس لجأت لطائفة قليلة ومحددة العدد وهم الانجيليون وهو نفس الأسلوب المتبع في الماضي من قبل الحزب الوطني وجعلت رفيق حبيب نائب رئيس الحزب ليكون ديكورا وشكلابحيث لايطلق علي الحزب انه طائفي ومن اجل ذلك تم ضم 90مسيحياً لحزب الإخوان في محاولة لمغازلة الصوت المسيحي ومغازلة الغرب رغم ان التاريخ خير شاهد علي ان الوحدة الوطنية قد تراجعت بعد ظهور الإخوان ولم تظهر الفتنة الطائفية إلا بعد الحرب العالمية الثانية ومازال التاريخ يذكر مقولة نابليون بونا برت (لم نعرف المسلم من المسيحي إلا عندما نري هذا يدخل المسجد وذلك يدخل الكنيسة).
الإخوان حرقوا كنيسة الزقازيق في 27 مارس 1948 وفي ابريل 1948م وقع حادث مماثل في الكنيسة القبطية في الاسكندرية وفي يناير 1952م اشعل الإخوان النار في كنيسة بالسويس ولقي خمسة من المسيحيين مصرعهم بتهمة انهم جواسيس للاحتلال بمنطقة القناة مما جعل المسيحيين يطالبون الوزير المسيحي ابراهيم فرج بالاستقالة من الوزارة، والمرشد عاكف لم يهتم بالمواطنة ولا بكلمة وطن وبناء عليه قال في حديثه مع سعيد شعيب «طظ في مصر واللي في مصر» وقال انه لايمانع في ان يحكمنا ماليزي وحسن البنا وصف ثورة 1919 بأنها عقوبة إلهية للمسلمين وقال ان هتافاتهم قيلت في الشارع فكان لابد ان تنطفئ في الشارع لكن شعارنا الموت في سبيل الله اسمي أمانينا صعد من المسجد ولن ينطفئ إلا في الجنة ، الاسلام اعتمد معيار الكفاءة في تعامله مع الآخر اما الإخوان فعند تعاملهم مع اي شخص حتي ولو كان مسلما فهم ينظرون إلي قربه وبعده من الجماعة ، ومصطفي مشهور المرشد الخامس في حوار صحفي عام 1997طالب الاقباط بدفع الجزية وقال ان الاقباط اذا حارب الجيش وهم فيه يمكن ان ينحازوا إلي جيش العدو في الاهرام ويكلي ابريل 1997. بعد كل هذا وفجأة الإخوان يسعون اليوم لحزب سياسي به مسيحيون ، ويمكن اعتبار التوجة إلي المسيحيين تخضع لفكرة الكمون انتظارا لمرحلة التمكين وبديع نفسه المرشد الثامن هو صاحب هذه النظرية وفي أدبيات الإخوان رفض للدين اليهودي والمسيحي حيث قال مناع خليل القطان ابرز قادة الإخوان قبل ثورة يوليو 1952 (ان الله لايقبل من اليهود ولا النصاري دينهم) كما ان محمد عبد الله الخطيب مفتي الإخوان أكد في مجلة الدعوة في عدد شهر ديسمبر 1980 ص 40 علي وصف الكنائس بالاشياء (ما فتحه المسلمون بالقوة كالاسكندرية بمصر فلا يجوز بناء هذه الاشياء فيها).
الإخوان لايطلبون دولة المواطنة ولكن الدولة الأممية الاسلامية ويتخطون مفهوم الدولة القومية، ومواقف الإخوان جعلت المسيحيين في مصر مابين المتحفظ واحيانا الخائف من الاسلام السياسي عامة والاخوان علي وجة الخصوص ويبقي سؤال مهم لحزب الإخوان عن الولاء الأول لمن هل هو للدولة المصرية ام للإخوان والمرشد؟
دور الاخوات
نساء الإخوان لهن دور كبير في التمهيد لاقامة الدولة ويتضح ذلك من خلال تفعيل اللائحة الجديدة للجماعة وهذه اللائحة شارك في وضعها جمعة امين رئيس قسم الاخوات وسراج اللبودي الرئيس السابق للقسم وزوج كاميليا حلمي التي كانت تدير مركز المرأ ة للاخوات في الزمالك، وشارك في وضع اللائحة كبيرة ناجي صالح التي تدير مركز مرام وشارك ايضا اسماعيل ترك من إخوان الجيزة وباحث في التاريخ وتم مراجعة اللائحة من قبل المستشار القانوني للجماعة فتحي لاشين واعتمدها مجلس الشوري العام ثم مكتب الارشاد وأصبحت سارية في 5/12 /2009 ولكن بدون تفعيل نظرا لقبضة الامن في ذلك الوقت التي عطلت كل شئ، وبد أ ت اليوم الجماعة في التفعيل خاصة بندين مهمين:-
أولهما:- التعريف بدعوة الإخوان المسلمين في محيط النساء والعمل علي صياغة الشخصية النسائية وفق منهج الجماعة والمساهمة في حل مشاكل المرأة والمتابعة الفنية للجان الاخوات بالمحافظات.
ثانيهما:- شملت توضيحاً بمجالات عمل القسم (التربية - طالبات الاعدادي والثانوي - نشر الدعوة -الزهرات) وقد ظهر نشاط الأخوات في تنفيذ تلك اللائحة وبدأت تكثر الدروس الخاصة بسيدات الإخوان وظهرت الانشطة المكثفة لقسم الاخوات..
الإعلام والمال
انتعشت خزائن الإخوان بعد الثورة وعادت التبرعات الموسمية من رجال أعمال الجماعة بعد سقوط المنظومة الامنية وعدم وجود أي تتبع لحركة اموال الجماعة التي بدات تتحرك بطلاقة وحرية بالاضافة إلي الا شتراكات الخاصة بالاعضاء كما ان الاعلام الخاص بالجماعة بدأ ينشط في المواقع والمدونات علي النت بالاضافة إلي قناة الإخوان الجديدة مصر 25 والتي يشغل حسام ابو بكر العضو الجديد بمكتب الارشاد منصب العضو المنتدب للقناة وظهر من خلال قيام الجماعة بالاعلان عن الاسماء التي ترشحها لخوض المعركة القادمة لمجلس الشعب ان الجماعة سترشح كوادر أكاديمية متخصصة مهما كانت بعيدة عن الشارع وعن جمهور الناخبين وذلك للسيطرة علي لجان البرلمان .
نحتاج الى بحوث من هذا النوع لتوضيح خطورة الاخوان واعتدالهم المزعوم