سكينة فؤاد تكتب: الثلاثاء العظيم

اضيف الخبر في يوم الأربعاء ٢٦ - يناير - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الدستور


سكينة فؤاد تكتب: الثلاثاء العظيم

سكينة فؤاد تكتب: الثلاثاء العظيم

 

الأربعاء, 26-01-2011 - 7:13الأربعاء, 2011-01-26 19:13 | سكينة فؤاد
 
 

لا تطمئنوا أنفسكم وتصنعوا أوهاما بتذكارات مخادعة ومزورة عما يحدث في مصر الآن، وأن الانتحار مرضا نفسيا وضعف في العقيدة ومظاهرات الثلاثاء العظيم 25 يناير 2011 لم تكن انفجار مئات الآلاف بالإنابة عن ألاف جموع الملايين من المصريين وتدعوا أنهم مجرد بعضة ألاف حركتهم كفاية والإخوان وجماعات من المعارضة والمخربين.
لقد كنت في الشارع وسط الجموع التي تغلي بالغضب والمطوقة بأحزمة امن تتفوق في العدد والعداد وأسلحة الترهيب والتخويف لكن كانت إرداة هذه الجموع اقوي واصلب، وكان الشباب يسحف كالنار والنور من جميع الأطياف السياسية ومن غير الأطياف السياسية ،وكذلك الشيوخ والنساء من جميع الأعمار.
كان الشيوخ يرتجفون تحت وطأة السنين ولكن لا يريدون أن يتحملوا أثم الصمت وعدم المشاركة .
جاء أباء وأمهات بأطفالهم :كانت اللافتات تحكي ما ألت إليه أحوال شعبا عظيم كالمصريين من جوعا واستهانة وإذلال بالفقر ، والبطالة ، والأوضاع اللاإنسانية
وقبل كل شيء بقانون الطوارئ : كانت الجموع الهادرة تثبت أن الكرامة والعزة التي حاولوا أن يقتلوها في المصريين لم تمت وأنهم لم يكونوا يقلدون ثوار تونس ولكن كانوا يستلهمون تاريخهم مع الثورة والغضب .
كان المتظاهرون يعلنون أن مصر التي أراد القائمون عليها أن تتحول إلي جثة هامدة يفعلوا بها كل ما يحلو لهم ويحاولوا هذا الوطن العظيم إلي مقبرة بحجم وطن يسكنه شعب أنهكته الأمراض والسجون وأحكام الحبس الاحتياطي وإسقاط القضاء والقانون
كان المتظاهرون يعلنون أن مصر لم تمت ولم تموت
كان المتظاهرون يحيون الأمل وإرادة الحياة والدفاع عنهم في ملايين الشباب الذي أصبح لا يجد الخلاص والإنقاذ إلا في الموت .
شاهدت إرادة الحياة والعزة والكرامة والثقة في النفس والحق في الوطن والحق في استرداد ما نهب وسلب وضيع وإهدار من قوي وثروات هذه الأمة وتعلن ميلاد جديدا يتشارك في إعلانه جميع ألوان الطيف الوطني يتقدمهم الشباب الرائع .
لا تخدعوا أنفسكم بأن المحرك للغضب إخوانا أو كفاية أو أحزاب معارضة فقط ،هم شركاء بالفعل فكلهم جزءا من هذا الوطن ولكن مصر كلها كانت ممثله في ميدان التحرير كأنها تستجمع عدتها إن لم تكن هناك استجابات لمطالب التغيير أن يتجدد زحف المصريين من جميع أقاليم مصر إلي العاصمة ،كما حدث في ثورة أجدادهم 1919 .
بعد أن ظهر أنهم دفعوا الدم والحياة ليتخلصوا من استعمار أجنبيا ، واليوم يستولي عليهم فسادا واستبداد استعمار يدعي الوطنية بينما هو منفصل بالكامل غارق في نفس نهب الثروة وإبادية وتوريث السلطة واحتكار واحتقار شعب عزيز وعظيم مثل أبناء مصر التي خرت جموع بالانبابة عنهم تعلن الغضب والرفض : اقرءوا رسالة الشعب المصري جيدا واحتراما إرادة ما ينص الدستور علي أنه مصدر السلطات وليس خدما لعصبة الثروة والسلطة وإفساد وفساد البلاد.
 

اجمالي القراءات 3824
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق