ثلاثة أسئلة

الأحد ١٤ - أبريل - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً


نص السؤال:
السؤال الأول : ما رأيك فى المدائح النبوية من الشعر والأغانى والأناشيد الدينية ؟ السؤال الثانى تعجبنى أغنية شادية ( إلاهى ليس لى إلاك عونا فكن عونى على هذا الزمان ) . ودائما أقولها فى الدعاء . فهل فى القرآن نفس المعنى ؟ السؤال الثالث : ما هو المقصود بخائنة الأعين فى قوله تعالى : ( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ )؟
آحمد صبحي منصور :

إجابة السؤال الأول :

1 ـ ( المدائح النبوية ) ليست من الاسلام فى شىء . بل إن كلمة ( مدح ) لم ترد فى القرآن الكريم أصلا .

2 ـ هى من مصطلحات الأديان الأرضية الشيطانية للمحمديين ، ومن معالم تقديسهم للإله الذى سمُّوه محمدا ، ويتقربون اليه بالصلاة له وبالتوسل به وبالحج الى الوثن المنسوب اليه فى المدينة.

3 ـ العادة فى الأديان الأرضية أن تشتمل عباداتهم على الغناء والرقص ، تجدها عند المسيحيين والمحمديين . ورب العزة جل وعلا قال عنهم للنبى محمد عليه السلام : (وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا )  (70) الأنعام ). وقال جل عنهم وهم فى النار وحوارهم مع أهل الجنة :( وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنْ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ (50) الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً وَغَرَّتْهُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (51) الاعراف )

إجابة السؤال الثانى :

1 ـ الدعاء لا بد أن يكون بتضرع وخشوع وخُفية ، وإلّا كان إعتداء على جلال الرحمن جل وعلا . قال جل وعلا : ( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنْ الْمُحْسِنِينَ (56)  الأعراف ) وزكريا عليه السلام دعا ربه بخفوت صوت فرحمه ربه جل وعلا . قال جل وعلا : (ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2) إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً (3)  مريم ) . وهو نفس التشريع فى ذكر الرحمن جل وعلا. قال جل وعلا : ( وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنْ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنْ الْغَافِلِينَ (205)  الأعراف ).

2 ـ لقد إكتمل الاسلام بالقرآن الكريم وبه تمت النعمة ، وفى القرآن الكريم كل ما يحتاجه المؤمن فى دينه الاسلامى . وفيما يخصُّ سؤالك نرجو أن تتدبر الآيات الكريمة التالية :

2 / 1 : ( الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمْ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) آل عمران ). أى أن تقول ( حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ).

2 / 2 : ( فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِي اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (129) التوبة ) . أى أن تقول : ( فَقُلْ حَسْبِي اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ).

2 / 3 :

 . ( قُلْ حَسْبِي اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ (38) الزمر )

 

إجابة السؤال الثالث :

1 ـ النفس هى الكائن البرزخى الذى يحتل الجسد ويسيّره ، والذى يتركه مؤقتا بالنوم ونهائيا بالموت . النفس هى التى تنظر للناس وما حولها من خلال شبّاك فى جسدها وهو ( العين ). النفس قد تنظر بشهوة ، وهى بالتعبير القرآنى ( نظرة خائنة ) ، والذى يعلمها هو الله جل وعلا الذى ( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (19) غافر).

2 ـ بعض الصحابة إعتاد أن يدخل بيوت النبى محمد عليه السلام بلا دعوة ، ويستمر فيها يأكل ويتسلى ، ويستحى النبى من تنبيههم ، ومنهم من كان ينظر بخائنة الأعين الى نساء النبى ، فقال جل وعلا فى تشريع خاص بزمانه ومكانه : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِ مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِ مِنْ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً (53) إِنْ تُبْدُوا شَيْئاً أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً (54) لا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلا أَبْنَائِهِنَّ وَلا إِخْوَانِهِنَّ وَلا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلا أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلا نِسَائِهِنَّ وَلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً (55) الأحزاب )

3 ـ وقبله وفى سورة النور ـ من أوائل ما نزل فى المدينة ـ نزلت تشريعات إجتماعية سارية المفعول ، منها النهى عن النظرة الخائنة ، قال جل وعلا : (  قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوْ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنْ الرِّجَالِ أَوْ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31) النور). أولئك الصحابة لم يحترموا النبى محمدا ولم يحترموا هذا التشريع . أولئك الصحابة وجميع الصحابة يقدسهم السنيون . 



مقالات متعلقة بالفتوى :
اجمالي القراءات 2367
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5315
اجمالي القراءات : 65,320,687
تعليقات له : 5,514
تعليقات عليه : 14,906
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي


السلفيون والقرآنيون: وأصدر ت لجنة الحري ات الأمر كية تقرير ها ...

دفاعا عن المذعور.!!: الأخ/ حمد صبحي منصور المحت رم أخي العزي ز ...

مسألة ميراث: مات شخص ولديه 7 الف ولديه اربع خوات واخوي ن ...

ايرانشهر: • ما رای ;کم فی موضوع "ای رانشه ر"؟ ...

سؤالان : سؤالا ن من الاست اذ ميلود حُميد السؤ ال ...

القاتل يرث: ماذا تقول فى قول الله عز وجل: (يُوْ ِيْك مُ ...

الوهّاب / وهب / يهب: نريد لمحة عن إسم ( الوهّ اب ) فى القرآ ن ...

الاخوان سرطان : بطري قه الخلا يا السلي مه وحتى العلا ج ...

أزفت الآزفة : ما معنى يوم الآزف ة فى سورة غافر الآية 18 ؟...

جمع الصلاة وتأخيرها: هل صلاة الجما عة واجبة برأيك م ؟ وهل يجوز...

غيب لا نخوض فيه: الحمد لله الذي هداني إلى هذا الموق ع المفي د ...

الزواج العُرفى : انا شاب في الثلا ثينيا ت أعيش بالمل كة ...

قدّم تقديما : لو تكرمت يا دكتور أنا فكرت فى آية سورة الفجر (...

العشم : العشم تعبير مصرى هل هو موجود بمعنا ه فى...

النجاسة والرجس: ای دک الله بنصره یا دکتور 1- هل الدمُ...

more