أنا لا أكره مصر

السبت ٢٩ - أغسطس - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً


نص السؤال:
أنا فهمت من الفقرة الأخيرة في مقالكم عن دول الكومنولث السوفيتى التلميح بالتقارب المصري -الروسي ، فمتى تكف عن كراهية مصر يا د. منصور؟ لا تحملها ذنب "مبارك" وما فعله معك. هل كنت ستكره الرئيس المصري حتى وإن لم يكن وزيرا للدفاع قبل نجاحه في انتخابات الرئاسة؟غالبا الإجابة نعم: كنت هتكرهه مهما كان اسمه وخلفيته. وهذا يُغظيني، لكن عموما رأي مزدوجي الجنسية مثل حضرتك لن يؤثر على شعبيته واستحقاقه فترتين رئاسيتين. أنا حزين ومُستاء من حضرتك .
آحمد صبحي منصور :

 يا بنى العزيز 

أنا لا أكره مصر ، أنا أحملها فى داخلى وجعا دائما ، ولا يوجد كاتب مصرى كتب عن مصر مثلما كتبت فى الكمّ والكيف ، وانا الذى عانيت من أجلها وضحيت فى سبيل إنقاذها من اللصوص و الوهابيين. وهربت منها وهى فى داخلى، ولا زلت أكتب عنها أملا فى الاصلاح. مصر عندى ليست الفرعون الذى يستعبدها بل أعتبره أكبر خائن لها ، وأراها تستحق خادما لها وليس حاكما لها . 

أريدك يا بنى أن تفصل بين مصر ( الشعب ؟ الوطن ؟ الأرض / التاريخ والحضارة ) وبين الفرعون الذى يحكمها ويقهرها ، ثم يكون أُلعوبة فى أيدى الغرب . أنا إستبشرت خيرا بالسيسى فى البداية ، وكان يوما من أسعد ايام حياتى يوم سقوط مرسى ، وقبلها يوم سقوط مبارك . ولكن خاب أملى فى السيسى ، وهذا رأيى . والأيام ستثبت هل رأيى صحيح أم خاطىء . 

ثم كيف فهمت من الفقرة الأخيرة ذلك التلميح عن تقارب مصرى روسى ؟ هذا لم أفكر فيه إطلاقا . وحتى فى الرد على التعليق عن روسيا لم أفكر فى ذلك التقارب . هذا تأويل غريب منك يا بنى العزيز يعنى أنك تبحث عن أدلة إتهام مسبقة . 

أريدك يا بنى ألا تتعصب فى رأيك السياسى ، وتقفز الى تخوين من يخالفك فى الرأى طالما هو مسالم لا يقتل أحدا ولا يعذّب أحدا ، ولا يفرض رأيه على أحد . الاختلافات السياسية ليس فيها حق مائة فى المائة ، هى نسبية حسب الزاوية التى ترى منها الأشياء . 

ابنى ( شريف منصور ) ــ المحكوم عليه ظلما عامين بالسجن فى مصر بسبب جهاده فى سبيل مصر ــ هو الذى رفع علم مصر عاليا حين حصل على الماجيستير من جامعة فى بوستون ، وتم تكريمه فى جامعة ( توفت ) و(علم مصر ) خلفه ، وضعته إدارة الجامعة. فى كل ندوة يحضرها شريف منصور أو أحمد صبحى منصور تتناثر عبارات الاعجاب من الأمريكيين الحاضرين بعبقرية مصر وأبناء مصر . هذا هو ما نقدمه لمصر فى وجودنا فى واشنطن . ما الذى قدمه فراعنة مصر لمصر سوى أن صارت تابعة لدول الخليج تتسول منهم ؟ 

أرجو يا بنى أن تترفق بأبيك أحمد لأن كلماتك جرحتنى فعلا,

غفر الله جل وعلا لى ولك. !!



مقالات متعلقة بالفتوى :
اجمالي القراءات 8599
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   السبت ٢٩ - أغسطس - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً
[78990]

مفاهيم قاصرة .


لا تحزن استاذى العزيز .فدائما ما تقول (موعدنا يوم لقاء الله )...



وأقول لمرسل الرسالة .ولكل من يشاركه التفكير ..لا يوجد مصرى لا داخل مصر ،ولا خارج مصر يكره مصر ،ولو بنسبة واحد على مليار .. بل اتصور ان المصريين هم اكثر الشعوب حُبا لوطنهم ودفاعا عنه . فما بالك لو كان هذا المصرى مُفكر كبير جاهد وناضل ولا يزال من أجل إصلاح المسلمين والعرب جميعا بالإسلام . ومن أجل حريتهم وكرامتهم وكبرياءهم ،ومن اجل الا يكونوا عالة على المُجتمع الدولى  . جاهد وناضل  من اجل إصلاح مصر 30 سنة وهو داخل مصر ،ولم يتوقف عن جهاده ومناداته اليومية بالإصلاح بعد ان أنعم الله عليه فى بلاد المهجر .بل على العكس ، الإصلاحيون فى بلاد المهجر يكون حُزنهم على بلادهم أكثر وأكثر لأنهم يعيشون مناخ الحرية المُطلقة فى الإعتقاد ,فى التعبير ،والديمقراطية الكاملة ، ويرون بأعينهم أن الحاكم ،ومساعديه ما هم إلا موظفون عند الشعب .. وأن هذه أمور سهلة وبسيطة ،وقابلة للتطبيق فى بلادنا بكل يُسر .ولكن للأسف حُكامنا دائما ما يوهمونا بأن ظروف البلد لا تُتتيح لهم إعطاءنا حقنا فى الحرية ،والديمقراطية ومقاومة ومكافحة الفساد .ليظلوا فراعين يركبون ظهور الناس ..يا أخى الكريم . ارجوكم لا تختزلوا الإسلام فى الأزهر ، ولا تختزلوا الأوطان فى الحكام ، ولا تختزلوا الشعب فى زمرة الحاكم ومنافقيه . الحُكام ليسوا هم الأوطان ، هم مواطنون  مثلهم مثل اى مواطن فى أصغر قرية من قرى مصر ..



الإسلام ليس هو الأزهر ، الشعوب لسيت هى شماشرجية الحاكم .



كفانا تكفير وتخوين لكل من يُسدى لنا نصيحة ، ولكل من يُشخص لنا امراضنا ، ولكل من يُرشدنا إلى كيفية العلاج ..... مصر أكبر من اى حاكم ،ومن اى طاغية ....وستستمر مسيرة الإصلاح والتنوير ومقاومة الفساد الدينى والسياسى والإقتصادى رغم أنف  من يكرهون ضوء الشموع .



2   تعليق بواسطة   عبدالوهاب سنان النواري     في   الأحد ١٣ - سبتمبر - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً
[79052]

على العكس يا صديقي


أيها الحزين المُستاء يبدو أنك لم تقرأ كثيرا للوالد الأستاذ الدكتور منصور، إنه يتغنى بمصر ويتوجع عليها ويحن إليها، بل ويبالغ في ذلك التغني والتوجع والحنين، إلى درجة تخرجه أحيانا عن الموضوعية، وتنسيه مهمته العالمية، حتى أننا نعتبر ذلك من المآخذ التي تؤخذ عليه.



حفظ الله (جل وعلا) مصر والمصريين ووالدنا المنصور بإذن الله (تعالى) الدكتور منصور



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5130
اجمالي القراءات : 57,285,308
تعليقات له : 5,458
تعليقات عليه : 14,839
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي


الربيع العربى: أرجو بإختص ار تقييم ك للربي ع العرب ى الذى...

السىء والأسوأ : ما هو الدين الارض ي الأقر ب إلى الدين...

رفع ادريس وعيسى: عن ادريس ورفعن اه مكانا عليا وعن عيسى بل رفعه...

ثلاثة أسئلة: السؤ ال الأول : نشرت ( بوست ) يقول : ( من عادتى...

لا اكراه في الدين: اية "لا اكراه في الدين " حمالة أوجه؛ فمنهم من...

عبد الرحمن المقدم : وجه نظر ؟ ـ في أقل تقدير . الالت زام باتبا ع ...

مناظرات: لماذ ا لا نجد مناظر ات ل رئيس المرك ز ...

الأزهر وشيوخه: اتسا ئل أحيان ا، ألا يندم الأزه ر وشيوخ ة ...

وإن جاهداك ..!: انا و زوجتي قرآني ين من يوليو 2019 ، و انا وحيد...

أحسن كل شىء خلقه: ما معنى الذى ( احسن كل شىء خلقه ) ؟ هل هو صفة للفعل...

التوراة والتحريف: تحيا تي للقائ مين علي هذا الموق ع الجمي ل ...

إستئجار الرحم : سيدة تضطر لأن تضع بويضت ها الملق حة (...

موطن الخلل: بقالي فتره عندي ارتبا ك كبير بين اللي ممكن...

الصلاة بغير العربية: يقال لنا لا يجوز صلاة بالان جلزية ، لأن...

ولم نجد له عزما: ما معنى قول الله سبحان ه وتعال ى عن آدم فى...

more