يحي فوزي نشاشبي Ýí 2012-04-16
بسم الله الرحمن الرحيم
ألم تر كيف فعل بنا أولئك الذين ضربوا أكباد الإبل؟
مما لا شك فيه أن الوحي الذي أنزله الله سبحانه وتعالى على عبد ه ورسوله عليه الصلاة والتسليم هو عبارة عن رسالة موجهة إلى العالمين ، وهي تشتمل على بلاغات وتعليمات وتوجيهات ووصايا وتحذيرات. ومن الملاحظ كذلك أن الله أمر رسوله في عدة مواضع وذكـّـره بأن مهمته تقتصر فقط على التبليغ ، بأن يتوجه للعباد ويتلو عليهم نص حديث وتعليمات ما، وكفى، ولا عليه بعد ذلك .
وهناك آية ملفتة للإنتباه مثل العديد من الآيات، حيث جاء أمر الله لرسوله بــ : (( قــُــــلْ تعالوا أتل ما حرّم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ................ وأنّ هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلك وصاكم به لعلكم تتقون )) . 151/153 – سورة الأنعام –
وبينما كنت أتأمل هذه الآية التي ابتدأت بفعل قــُــــلْ ، جال في خاطري ذلك الأسلوب أو تلك الطريقة المبتكرة التي اهتدى إليها الكاتب الأستاذ إبراهيم دادي تمهيدا لكتابة نص الآية القرآنية، وهي طريقة ظاهرها ملفت ولكن جوهرها صحيح ودقيق حيث كان يكتب مثلا :
... إن رسول الله عن جبريل عليهما السلام عن ربــه قال : ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى .... ) 13 الحجرات .
وهكذا انتقل بي تأملي مرة أخرى إلى هذا الإستناد الملفت لهذا الحديث المنزل وهو عن رسول الله عن جبريل عن ربه الذي قال : ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى .... ) 13 الحجرات . واتضح أن الذكر المنزل هو عبارة عن أوامر وتوجيهات وتعليمات ووصايا وما إلى ذلك ، ويتمثل هذا الذكر في أوامر وجهها الخالق سبحانه وتعالى لعبده ورسوله وفي ردود لتساؤلات ، قائلا له قــل .....
وهنا أكرر وجهة نظر سبق أن عرضت في مقال سابق تحت عنـــــــوان
ذلك الحديث الذي تلفــظ به رسول الله فهو الحديث الصحيح حقا، نشر في يوم 20/03/2012. ووجهة النظر هي :
عندما نقرأ في الذكر الحكيم المنزل على عبد الله ورسوله كلمة " قل "
فمن البديهي أن نفهم - وبدون أدنى ارتياب – أن الخالق سبحانه وتعالى أمر عبده أن يقول للعباد المخلوقين مثله ، ذلك النص الوارد بعد كلمة " قــل ". أما عن الأمثلة فعديدة جدا ، ومنها :
(( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم )) .
وعليه فإن أي أحد منا يمكن له أن يقسم بالله العلي العظيم وهو مطمئن بأنه على صواب، بأن عبد الله ورسوله محمد، عندما كان على قيد الحياة، فإنه قد استجاب حتما لربه وأنه قال فعلا لغيره ما يلي : " إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ".
فهذا حديث صحيح تلفظ به وقاله محمد رسول الله امتثالا لأمرربه سبحانه وتعالى، ولأن أي شك وأدنى ارتياب في صحة هذا يعني اتهام الرسول بأنه لم يأتمر بأمر الله. إذن ذلك القول لهو الحديث الصحيح الذي لا ولن يأتيه الباطل، وهو الحديث الذي يصبح في غنى عن أي سند أو أية عنعنة، اللهم إلا تلك التي اهتدى إليها الأستاذ إبراهيم دادي عندما تأتي هكذا:
1) إن رسول الله عن جبريل عليهما السلام، عن ربه سبحانه وتعالى قال: إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفـــر لكم ذنوبكم واللـــه غفور رحيم .
2) قال رسول الله عليه الصلاة والتسليم بعد أن سئل في موضوع المحيض ما أمره الله تعالى أن يجيب به السائلين، وهو: هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ.
3) قال رسول الله عليه الصلاة والتسليم بعد أن سئل عن الجبـــــــــــال
" يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا لا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلا أمتا"
4) وسئل رسول الله عليه الصلاة والتسليم عن الروح فقال: " الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا " .
ولا يُتصورأن يُختلف في كون الرسول قال ما ذكر، وفي كون هذا الحديث صحيحا لا يأتيه الباطل.
* وهكذا فعندما نتتبع تلك الأوامر التي وجهها سبحانه وتعالى لعبده ورسوله وتلك الردود والتوجيهات لاسيما تلك التي تفتتح بكلمة قــــــــــــــل
فإن الأمر الموثوق فيه هو أن الرسول قد قال فعلا ذلك النص، لأن ذلك النص يصبح حقا وفعلا حديث الرسول إلى العباد حسب إرادة الله .
* ولعل المهتمين بالضبط والإحصاء سيفاجأون أيما مفاجأة بعدد تلك الأحاديث ؟
أما عن السؤال الكبير الذي يفرض نفسه فهو :
ما دهى المسلمين الأوائل يا ترى ؟ ما دهاهم ؟ وكيف تحولوا فجأة بعد رحيل محمد الرسول إلى " أصحاب مجاعة " وشاعرين بفراغ وتفاهة ما بين أيديهم وبعدم اقتناع به ، حتى ولـّـوا وجوههم عن الحديث المنزل وأصبحوا به مدهنين ؟ والأدهى والأمر فإن هناك حتما من هم من - من حيث يدرون أولا يدرون - من فئة الذين جعلوا وما زالوا يجعلون رزقهم أنهم بالحديث المنزل يكذبون .
ما هو ذلك الدافع الغريب الذي أغرقهم في تلك الأمواج المتلاطمة ؟ أمواج بحارالغفلة ؟ التي حولتهم عن تتبع وتقصّي تلك الأحادبث الصحيحة التي هي عبارة عن أوامروتعليمات وتوجيهات ونواه ووصايا، تلك التي أرادتها مشيئة الرحمان الرحيم ووجهتها لتصل إلى أسماع جميع مخلوقاته بواسطة لسان مخلوقه محمــــد عبده ورسوله ؟
نعم ما دهى أولئك المسلمين الأوائل ؟ حتى أصبح التساؤل يقول ما اقتنع به أخيرا بعد حيرته :
ألم تر كيف فعل بنا أولئك الذين ضربوا أكباد الإبل لاصطياد أي حديث، وبدون أدنى تورع ، ولو كان مفترى على رسول الله ، بل ولو كان ذلك نتيجة أسلوب حاطب ليل ؟
أو ذلك الإقتناع الآخر الذي يقول :
ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الإبل الذين أداروا ظهورهم لحديث الرحمان وفضلوا أن يكونوا به مدهنين، بل ولم يتورعوا بأن يجعلوا رزقهم بالإسراف في ضرب أكباد الإبل وفي سبيل مفتريات ؟ ألم يجعل الله سعيهم في تضليل ؟ حتى أصبحنا نتتبع السبل ونزداد تعصبا وتفرقا وابتعادا عن سبيل الله ؟
تأملات متواضعة مرحبة بكل إثراء.
هناك كثرة تحاول إبخاس ذلك الحق الذي نُزّل على محمد.
ميلاد مأساة !? الظاهر أن "فريدريك نيتشه" مصيب في حدسه !? ******
دعوة للتبرع
قتلهم لى ليس بطولة : استاذ احمد ارجو الا تفتح شهوة الوها بيين ...
مسألة ميراث: لمن يذهب ميراث من لا وارث له .. ففي الحي توفيت...
ليس من الاسلام: قراءة القرآ ن فى البيو ت ( الروا تب ) ووهب...
الدعاء المستجاب: ( اللهم اني اعوذ بك من العجز والكس ل والجب ن ...
لا يجوز شرعا : يادكت ور أحمد يقول رب العزة فى ...
more
عزمت بسم الله،
كتبت تعليقا على مقال الأستاذ الفاضل يحي فوزي نشاشبي فإذا به أصبح مقالا ولمن يود قراءة المقال فعليه بالرابط:www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php
وشكرا جزيلا للأستاذ يحي فوزي على جهده، وتساؤلاته التي تفتح القلوب الغافلة التي لا تعمل إلا في نقل ما تحمله الكتب دون أن يعقلوا أو يتبعوا أحسن الحديث وهو القرآن العظيم.
اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ(23)... وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ(55) الزمر.
المؤسف أن نجد خطباء و وعاظا تقشعر جلودهم وتلين قلوبهم إلى حديث البشر، الذي نسب إلى الرسول، عليه وعلى جميع الأنبياء السلام، افتراء عليه وعلى الله تعالى فهم يستمسكون به، معتقدين أن ذلك من عند الله، وما هو من عند الله إنما هو من قول البشر ولهو الحديث الذي أضلهم عن سبيل الله تعالى...
شكرا مرة أخرى، والسلام على من اتبع هدى الله فلا يضل ولا يشقى.