د. شاكر النابلسي Ýí 2011-06-22
-1-
لم يكن مستغرباً من الشاعر السوري الكبير علي أحمد سعيد إسبر (أدونيس) المشاركة في الهم السوري الحالي. فقد سبق له أن شارك في مهرجان قيام الثورة الخمينية عام 1979، وكتب فيها قصيدته المشهورة (تحية لثورة إيران) التي قال فيها:
أفقٌ ثورةٌ والطغاة شتات
كيف أروي لإيران حبّي
والذي في زفيري
والذي في شهيقي تعجز عن قوله الكلمات؟
سأغنّي لقمّ لكي تتحول في صبواتي
نار عصف، تطوّف حول الخليج
شعب إيران يكتب للشرق فاتحة الممكنات
شعب إيران يكتب للغرب:
وجهك يا غرب ينهار
وجهك يا غرب مات
-2-
ولكن بعد مرور أكثر من ثلاثين سنة على قيام الثورة الخمينية، تبيّن عدم صدق قول أدونيس في هذه الثورة. وأن هذه الثورة، ثورة رجعية في حقيقتها، ولم تجنِ منها إيران غير العزلة الدولية، والسمعة السياسية الدولية السيئة، وازدياد الفقر، وارتفاع معدلات البطالة، وتزايد عدد الشباب الإيراني المعارض لهذه الثورة.، وغياب الحرية والديمقراطية التي كان ينشها الشعب الإيراني من وراء هذه الثورة. ويقول المفكر السوري المقيم في باريس جورج طرابيشي: "أن لا ديمقراطية في إيران. وأن السُنَّة يشكلون نحو 20 % من سكان إيران، ومع ذلك ليس لهم في البرلمان سوى نحو 10 نواب من أصل 600 . ذلك لأن الديمقراطية المزعومة في إيران مفصومة عن العَلْمانية."
ويقول المفكر اللبناني رضوان السيد:
"لا شك في أن الثورة الإسلامية في إيران هي ثورة أصولية استحوذت - بسبب راديكاليتها وشعوبيتها وانشقاقها عن الإسلام التقليدي أو العادي - على أفئدة يساريين وقوميين ثوريين، يغويهم الخروج على الاجتماع السياسي التقليدي أو العادي."
-3-
واليوم يقوم أدونيس بنشر رسالة موجهة إلى بشار الأسد، فيها من النصح والتحذير والخوف على الرئاسة، أكثر مما فيها من الخوف على الوطن الشيء الكثير. وهو الذي قاله أدونيس في الثورة الخمينية قبل ثلاثين عاماً.وهذه الرسالة عبارة كما قال سلمان مصالحة:
"أقلّ ما يقال عنه إنّه كلام استجداء للطاغية، طاغية الشام في هذا الأوان. لا يستطيع القارئ أن يعثر في رسالة أدونيس الاستجدائيّة هذه على أية صيغة تشفع له أمام هول ما يجري في الشّام. كما ليس في رسالته أيّ موقف أخلاقي ممّا تعرضه الشاشات، وما يتسرّب إلى اليوتيوب من صور المجازر التي يرتكبها النّظام البعثي الفاشي."
ويضيف:
"ليشاهد أدونيس في هذا الأوان صور التمثيل بأجساد الأطفال السوريّين.
ليشاهد أدونيس صور جنود البعث يرقصون فوق أجساد المواطنين، فربّما يكون لديه ما يقول في هذه المشاهد التي هي خير دليل على طبيعة هذا النّظام."
ويقول الشاعر اللبناني عباس بيضون:
"كان ينبغي أن تكون لأدونيس كلمة. انه أكبر مثقف سوري حي، وعليه واجب الشهادة على الأقل، فيما بلاده تغرق وتتداعى. لكن شهادة أدونيس، ولنسمها وساطته، تأخرت كثيراً عن الأحداث حتى باتت متخلفة عنها."
-4-
وأدونيس لم يعلم أن من يناديه (الرئيس السوري) لا حياة له.
فلا حياة لمن تنادي يا أدونيس، للأسباب كثيرة منها:
وكان على أدونيس أن يسوق الحجة تلو الحجة لبشار الأسد، ليريه فقط، أنه الدكتاتور الأحمر الحقيقي في سوريا. ويكتفي بذلك، ويكف عن باقي الحديث.
هل أصبحت مصر دولة "مدنية" لأول مرة ؟
هل مستقبل مصر السياسى فى ( الشوقراطية )
دعوة للتبرع
لا تعارض : هل هناك تعارض بين الله جل وعلا ينسى وبين أنه جل...
ولد الزنا: ما رأيك فى هذا : ( وروي أن النبي صلي الله عليه...
سؤال محيرنى: لدي سؤال محير حول حفظ القرآ ن، كما هو معروف...
ليس لدى وقت : لماذا تتابع كثيرا من يكتب في الموق ع ولا تهتم...
الدخول فى الاسلام: كيفيه اعلان الشخص اسلام ه من المان يا ...
more