محمد عبد المجيد Ýí 2010-08-01
لـَمْ تهاجم جسدي من قبلُ رعشةُ فزعٍ علىَ مصر كما تفعل بي هذه الأيام، وأخشىَ أنْ تتحول الدموعُ، حقيقة لا مجازًا، إلى دماءٍ حقيقيةٍ، فَلَمْ يحدث خلال كتاباتي القاسية والمباشرة والصريحة والمؤلمة ضد طاغية بلدي أنْ شعرت بالخوف عليها كما أشعر الآن!
هل تسعفني اللغةُ لتطير برسالتي إلى كل مصري، فيقرأها، ويفهمها، وتبللها دموعُه، وتحرقها أعصابُه، ثم يجمع أهلـَه وأولادَه وأقاربَه وأحبابَه وينظر في عيونـِهم الهزيلة ليبشرهم بأنه استيقظ الءآن، ولن يترك لهم مقابرَ بمساحةِ الوطن، وخرابـًا يمتد إلى كل شبر من أرضٍ صمت أهلُها، فَفَجَرَ طغاتها؟
باقي من الزمن علىَ جنازةِ مصر نـَفَسات قليلة، ليصعد ابنُ الرئيس إلى شـُرفة قصر الظلم، ، ثم ينفجر ضاحكًا تتبعه كلُّ الشياطين المحيطة به، والمؤتمرة بأوامره، لتلفظ أرضُ الحضارات أنفاسَها الأخيرة!
شريطٌ طويلٌ يـَمُرّ في ذهني وأكاد أرىَ الطغاةَ يصطفون في طابور طويل، ويتهامسون فيما بينهم، وتجمعهم دهشة عجيبة علىَ صَمْتِ المصريين، أمّا هُمّْ فقد حَكَموا، وتسلـّطوا، وعذّبوا، وأهانوا، وانتهكوا الأعراضَ، وجعلوا أوطانـَهم سجونًا، ولكن في النهايةِ انتفض الأحرارُ لقيادةِ الشعوب، فاختفى فرانكو، وسالازار، وسوموزا، ومنجستو هيلامريم، وهيلاسلاسي، وستالين، وموسوليني، وهتلر، وفرانسوا ديفالييه، وياروزلسكي، وأنور خوجة، ونورييجا،وتشاوشيسكو، وباتيستا، ومحمد رضا بهلوي، وبينوشيه، وبول بوت، وعيدي أمين دادا، وجان بيدل بوكاسا، وجان كلود ديفالييه، وجعفر النميري، و تا موك الجزار الأعرج الذي قتل في المعسكر 21 بكمبوديا مئة ألف شخص.... و
لم يعد أمامنا إلا العصا السحرية للقضاء على الطاغية قبل أن يقبض مَلـَكُ الموت روحَه وهي أن نـُخفي وراء ظهورنا العقيدة، والايديولوجية، والمذهبَ، والطائفة، والمسجدَ، والكنيسة، والحزبَ، والمرشدَ، والأمينَ العام، والأميرَ، والجماعة، والجمعية، وكلَّ ما من شأنه أن يفتح كوة صغيرة لخلاف بين مصري وآخر ليظهر المصريون ولو مرة واحدة في تاريخهم بوجهٍ لا تستطيع أيُّ قوةٍ أنْ تعرف له انتماءً آخرَ غير مصر.
أخشى أنْ تكون اللعبةُ أكبرَ مـِنّا جميعًا، وأنْ تكون مصيدةُ ملايين التوقيعات رصاصةَ الرحمةِ للجسدِ المصري المنهـَك، فقد تم تجنيدُ شبابِ مصر وثوارِها القادمين والغاضبين لجمع توقيعاتٍ تمتص غضبَهم، نـُحصيها لــ( نـُحرج) النظامَ، ويطلب مـِنـّا زبانيتُه أنْ نـُلقيها في سَلـّة المهمـَلات فهي لا تـُقدّم ولا تؤخِر ولا تحَرّك شعرةً في رأس أصغر مُساعدي الطاغية.
لماذ لا يقوم الدكتور محمد البرادعي نفسُه بجمعِ ملايين التوقيعات التي تـُطالبه بتولّي رئاسة الدولة، لا تلك التي تـُثـَبّت شرعيةَ قاتـِلنا، وتستجديه أنْ يقوم بتغيير مواد في الدستور، رغم رفضِه القاطع، واستمرار مسلسل التوريث باحتقار شديدٍ لكل مصري، وازدراءٍ لقوىَ المعارضة، وبـَصْقٍ علىَ وجوهِنا قبل وصولِ الرئيس الابن ليجعل الموتَ أمنيةَ كل من سيشهد تكملةَ العصر المباركي اللعين؟
أيها المصريون،
اللعبةُ أكبر مـِنّا متفرقين، وأصغر لو تجاوزنا كلَّ الخلافات ليومٍ أو بعض اليوم!
باقي من الزمن ساعات، أو أيام، أو شهور قليلة ليلتف حبلُ غليظٌ حول رقابـِنا، ويلعن أبناؤنا، وأحفادُنا غباءَ وحماقةَ وجـُبنَ وصَمْتَ وسذاجةَ آباءٍ وأجدادٍ كانوا يصفعون بعضَهم في الوقت الذي يصفع أقفيتَهم أسفل طغاةِ العصر وأجبنهم وأضعفهم الذي تحميه تل أبيب وواشنطون وأبناءُ أبطال العبور وتلامذةُ رأفت الهجان وأجهزةٌ وطنيةٌ اشتراها بثمن بـَخْسٍ فأطاعته قبل أنْ يـُلَوّح لها بالعصا والجزرة.
لا أصدق أنني أعيش هذا الزمنَ، وأنَّ المصريين علىَ اختلافِ مشاربِهم لم يعثروا بعدُ علىَ سببٍ واحدٍ يستدعي غضبةً يتيمةً تقوم بها فئةٌ واحدةٌ فتلتحف بها كلُّ فئات الشعب المصري.
عاطلون عن العمل، قضاة، محامون، أساتذة جامعات، طلاب، مرضىَ مُسَرّطنون، عائلات وأهالي المعتقلين، ناصريون وإخوان مسلمون وأقباط ومستقلون ويساريون ووفديون وعانسات وأعضاء في أحزاب سياسية ومثقفون وإعلاميون وعمال وفنانون وأدباء و ...
هل يمكن أنْ يصدق عقلٌ في الدنيا كلها أنَّ هؤلاء عاجزون، ومستضعـَفون في الأرض، وجبناء، وخائفون من رجال الأمن، وغيرُ مُدْرِكين للمشهد الكارثي القادم؟
لن أصف المشهدَ المصري من جديد فهذا امتهانٌ لعيونِ المصريين التي تحفظه عن ظهْر قلبٍ، وتعرف تفاصيلـَه كلُّ دابةٍ علىَ أر ضِ الكنانة.
لكنني هذه المرة أريد أنْ أضع حلا مرهونا بعدةِ مَطالب قد تنقص أو تزيد، بفضل اشتراكنا جميعًا في دائرةِ النقاش، حتى يستوي ويستقيم ويَخْرُج للنور، وتلفظ مصرُ طاغيتـَها وأسرتَه وأزنابَه وكلابـَه إلىَ غير رجعة:
1- التفويض للدكتور البرادعي لتقديم استجداءٍ لمجرم الولايات الخمس ليتفضل بتغيير بعض مواد الدستور اهانةٌ كبيرة لشعبنا، وتثبيتٌ لشرعيةِ النظام الجائر والذي من المفترض أن يَمْثـُل كلُّ أركانِه في قفص الاتهام بحزمة من التـُهَم لا مثيل لها لدىَ أقسى وأغلظ مجرمي الحروب والابادات.
2- إذا أراد الدكتور البرادعي أنْ يتحمل مسؤوليةَ القيادةِ فليتفضل ويجمع توقيعاتٍ بتفويضِه لرئاسةِ مصر، أو يـُنشيء فضائيةً، أو يعقد مؤتمرًا صحفيًا في حضور عشرات من وكالات الأنباء ويطالب المصريين بعصيانٍ مدني سلمي، أو يُعلن على الأقل أنه ضد مبارك بدلا من الاعلان أنَّ الطاغية لطيف ومهذب وأنه على علاقة طيبة به، وحينئذ ستلتف حوله الملايين بعيدًا عن اللعب مع الكبار.
3- أنَّ الباقي من الوقت قبل اسدال الستار على مسرحية التوريث لا يسمح حتى بالتقاط الأنفاس، وأنَّ نيةَ الطاغية لتوريث ابنه رقابنا كانت منذ تولـّيه السلطة لثمانية وعشرين عامًا خـَلـَتْ، والنقاشُ الآن عبثٌ في الوقتِ الضائع، فالطاغيةُ الصغيرُ مُشارِكٌ في القرارات منذ عدة سنوات، بل لعله الحاكمُ الفعليُّ من وراء الستار.
4- أنَّ المطلوبَ شيءٌ واحدٌ فقط وهو يومٌ لمصر قد يمتد ليصبح يومين أو ثلاثة قبل سقوط الطاغية وأسرتـِه، وفي هذا اليوم لا يعرف مصريٌ مصريًا إلا من خلال كراهيتنا لنظام الحُكم الآثم والفظّ والمستبد.
5- أنَّ مبارك عدوُّنا المشترك، وأيُّ خلافٍ بين فصيلين مصريين، أو بين حزبين أو حتى بين اثنين من المواطنين في هذا اليوم المشهودِ هو انحياز ٌ من الطرفين، الظالم والمظلوم، لاستمرار الديكتاتور وحيتانه في نهبِ ما تبقى من مصر .. لو تبقى منها شيءٌ بعد خمس سنوات أو أقل.
6- ينبغي أنْ نعترف بأنَّ كل المظاهرات والانتفاضات والاحتجاجات السابقة باءت بالفشل لأننا كنا نضع رؤوسنا بين أنياب أجهزة الأمن والتي تجاوزت مليونا من المطيعين لأوامر القصر، فإذا تظاهر مِئـَةٌ في ميدان عام أحاط بهم خمسةُ آلافٍ من رجال الأمن.
7- يجب أن يكون التخطيطُ أكثر حنكة، ويباغت حُماة الديكتاتور، ويتحدد موعدُه قبل اليوم الموعود بثلاثة أشهر، ويكون مُوَجَّهاً لمفصل الوجع، وشلّ النظام، ولن يمر يومان فقط قبل أن ينحاز الشرفاءُ في الجيش والمخابرات وأمن الدولة والإعلام ليقوم مبارك وأسرته وأعضاء حكومته وقيادات الحزب الوطني وأعضاء مجلسي الشعب والشورى بتسليم أنفسهم طوعًا إلى غضبة الشعب.
8- ولن تتم السيطرة على الوضع إلا بالتوجّه ناحية كل أقسام الشرطة في مصر، من أدناها إلى أقصاها، والاستيلاء عليها من قِبَل الملايين الغاضبة، وهنا سنكتشف أنَّ النظام من ورق، وأن الشرفاء أكثر عددا من المجرمين، وأن كل ضابط أمن وشرطي ومخبر سيبكي، ويقسم بأنه كان مضطرا للطاعة خوفا من بطش الطاغية.
9- في هذه الحالة لن نحتاج للتضحية بجماعة صغيرة في ميدان عام، و لن تستطيع قوى الأمن أن تسُدَّ المنافذَ والشوارعَ، وسيخرج المصريون في وقت مُحَدَّد متوجهين إلى أقرب قسم شرطة، ولن تمر ساعة واحدة حتى ينضم آلاف الضباط إلى أهلهم وأبنائهم واخوانهم وزوجاتهم.
10- ليس هناك مستضعـَفون في الانتفاضة، وسيخرج كل المصريين والمصريات، نساء، أطفال، شيوخ، مرضى، شباب وطلاب، عائلات بأكملها.
11- الاقتراح المبدئي هو أول أيام عيد الأضحى المبارك، واقتراح اليوم الموعود قابل للنقاش لمدة شهرين من الآن، وساعة التوجه إلى أقسام الشرطة محددة بالدقيقة لئلا ينفرد بجماعة صغيرة مخبرون وبلطجية وأفراد الأمن المركزي، وسيكون مشهدا رائعا يخرج فيه المصريون من مصانعهم ومساجدهم وكنائسهم وبيوتهم وعشش الصفيح وعشوائياتهم كأنهم أفراد عائلة واحدة قررت أن تثأر أخيرا لاغتصاب كل أفرادها على أيدي كلاب السلطة المفترسة.
12- ينبغي استثناء مديرية الأمن خشية أن تقع أسرارٌ خاصة بأمن الدولة والجهات المشبوهة في أيدي بعض العابثين، فيحاط بها ولكن لا يدخلها أبطال الانتفاضة المصرية.
13- تبقى معضلة قابلة للنقاش ممن لديهم أفكار موضوعية وعقلانية وهي وجود الطاغية في شرم الشيخ التي هي ثكنة عسكرية مغلقة، ويحميها إسرائيليون وأمريكيون، وبها عشرات الآلاف من السائحين في هذا الوقت من العام، ومنها سيهرب مبارك وأسرته، فكيف السبيل إلى هذا المكان المنعزل والذي لا تدخله ذبابة إلا ورصدها حماة الطاغية؟
14- أي جماعة ترفع شعار الحزب أو الدين أو التوجه الفكري أو شخصية مصرية ( البرادعي، أيمن نور، السيد البدوي، المرشد العام للاخوان المسلمين، عمرو موسى، ...) سنفهم منه أنه محاولة تخريب الانتفاضة، فمصر قبل الجميع، وبعد نجاح الانتفاضة يمكن لأي جماعة أن تنسب النصر إلى نفسها إن أرادت.
15- لكل مصري الحق في الغضب لأسباب خاصة، عاطل عن العمل، الفقر، لا يجد سكنا، عانس، مهضوم حقه، مريض بسبب المزروعات المسرطنة،تعرض لتعذيب أو ظلم، لا يجد قوت أسرته لأكثر من بضعة أيام في الشهر، ....، ولكن في اليوم الموعود كلنا نستند على سبب واحد وهو كراهيتنا لمبارك الديكتاتور وأسرته.
16- لا مانع من اطلاق أي اسم عليها: انتفاضة، غضب شعبي، عصيان مدني، احتجاج، تظاهرات، مطالبة جماعية، فلن نختلف على الاسم والوصف، وإن كنت أقترح تسميتها ( إسقاط مبارك من أجل مصر) ولكن الأهم هو تحديد اليوم الأخير لمبارك في الحكم إلا إذا قبض مَلَك الموت روحَه، فمعركتنا مع الوريث.
17- محترفو تخريب الاحتجاجات الوطنية قبل نجاحها كثيرون، وستجدهم بين أقرب الناس إليك، وفي الاعلام، وبين الفنانين والأدباء، وفي مانشيتات الصحف القومية، وبين المتغطرسين من القوى الوطنية الذين يأنسون بالمعارضة شريطة أنْ لا تزيح النظام، ولهم قدرة عجيبة على تحويل مسار أي صورة من صور الاحتجاج، وسيتعللون بأنَّ دولةً من غير أجهزة الأمن مُعرَّضة للانهيار، وأن عدمَ الخروج من البيت صورة حضارية للاحتجاج، وأن الاخوان المسلمين سيثبون على الحكم، وأن الكرباج الذي اعتادت ظهورُنا العارية عليه أفضل من كرباجٍ مجهولٍ لا نعرف متى وأين سيلهب أجسادَنا.
18- حتى لو أن أقل من 5% من أبناء شعبنا سيشتركون في الحراك الالكتروني لوضع هذه الخطة موضع التنفيذ، فكل من يشترك فيها قادر على ايصالها، ومناقشة تفاصيلها، واقناع أهله وأصدقائه وأحبابه ليكون الزخمُ حيًا وكبيرا، ولن تستطيع القبضة الحديدية أن تعتقل الشعب كله.
19- المرأة هي الأم والزوجة والابنة والأخت ومربية الأجيال، وهي التي تتحمل الغلاء وعمل معجزة في مصروفات البيت، وبدونها لن تنجح الانتفاضة، فإذا كان ملايين الأطفال معنا، وتنقل وكالات الأنباء العالمية خبر أول غضبة مصرية حقيقية لم تعرف مثلها أم الدنيا مثلا، فإن مبارك لن يستمر لأكثر من 48 ساعة، فإمّا أن يقوم جنرالات وقادة في الجيش والمخابرات والأمن باعتقاله، أو يتمكن من الهروب من شرم الشيخ بمساعدة إسرائيلية.
20- إذا سقط الطاغية تهاوت معه كل عروش الطغاة في العالم العربي، وسنكتشف مقابر جماعية، وآلاف المنسيين في زنزانات تحت الأرض، ومليارات من أموال شعوبنا تم تهريبها، وصفقات بيع كنوز وخيرات مثل آثار، وبترول، وغاز، وقناة السويس، واستقلال القرار العسكري، ومعاهدات سرية، ومؤامرات ضد شعوب أخرى، وفساد قذر سينهي عصر نهر النيل إن استمر الأوغادُ في حُكْم بلدنا.
21-هذا اليوم يحمل شعار ( اسقاط عائلة مبارك) وبالتالي لا يستطيع أحد أن يلتف حول الهدف النبيل، فمنهم من يقول بأنه ليس ضد مبارك ولكن ضد أعماله، ومنهم من يدّعي بحق الطاغية الصغير في الترشح لرئاسة الدولة، ومنهم من سيسعى لقتل الانتفاضة بالصمت، لكننا سننتصر بعون الله إن لم نخرج قيد شعرة عن هدفنا ( اسقاط عائلة مبارك) ، والسؤال المهين والسخيف عمن سيحكم مصر بعده يظل عقبة تخفف من طموح الشعب، فنحن أمام سفاح وطاغية وعدو للمصريين، فإما أن نزيحه وإما أن يقضي علينا.
22- أقباط مصر مطالبون قبل غيرهم بلعب دور سياسي ووطني أكبر من أي هموم خاصة بالحقوق والمطالب الدينية، فالوطن العادل والديمقراطي والنزيه والذي يحكمه نظام منحاز للشعب هو الطريق الوحيد للحقوق الخاصة والفئوية والدينية والإنسانية، والطاغية مبارك عدو لأقباطنا، ونازع لحقوقهم، ومفجر للفتنة بينهم وبين اخوانهم مسلمي الوطن.
23- شباب الفيس بوك والإنترنت و6 ابريل وكفاية والعمل والاخوان وغيرهم ينطلقون في اليوم الموعود من أجل مصر، وقبل أن تلحق بهم قبضة الأمن الوحشية، والانتفاضة ستنجح بإذن الله بعيدا عن العنف والانتقام والثأر ، باستثناء حالة واحدة وهي مواجهة بعض البلطجية والمسجلين خطرين الذي يتسلمون من أجهزة الأمن مطاوى وسكاكين وسيوفًا، وهؤلاء أشد وحشية من الذئاب، وهم لا يرحمون شابا أو عجوزا أو امرأة.
24- يمكن أن تكون بنود هذه الانتفاضة قابلة للنقاش، والتغيير، والتبديل، والاضافة، والحذف حتى الأول من أكتوبر 2010 ليخرج البيان النهائي وبه الموعد المحدد ، مع الحذر في أن مرشدي الطاغية وابنه يجوسون بالآلاف على الإنترنت، ويديرون حوارات عقيمة، ويتهكمون، ويسخرون من أي عمل مناهض للديكتاتور، ويوجهون الاتهامات، ويحشرون كلمات طائفية، ويفتون في عضد المتحمسين، ولديهم عشرات الطرق المختلفة لقتل الدعوة على الإنترنت، وقد يزعم بعضهم أنهم معنا، وأنهم ضد الطاغية، وأنهم يرفضون دعوة من الخارج، وأن المصريين في الداخل أقدر على معرفة نبض الشارع، لكن الحقيقة أنهم يمدون في روح النظام العفن، عمدا أو عن غير قصد.
25- على المتحمسين البدء فورًا في تبني الدعوة، وعلى الذين يطرقون الأبواب لجمع توقيعات نستجدي الديكتاتور بها أن يصلح هو ما خربه في ثلاثة عقود أن يعودوا إلى رشدهم، وإلى صوت العقل، فمبارك ليس ككل الطواغيت، ويساعده جيش جرار من المثقفين والإعلاميين والمخابرات العربية والغربية والاسرائيلية والأمريكية، ومدعوم من الجيران ( القذافي، البشير، قوات الاحتلال الاسرائيلية)، وأموال الأشقاء تطيل في فترة بقائه فوق رقاب شعبنا.
إذا اكتشف شبابُ طرق الأبواب في حملة التغيير بأن اللعب مع الكبار كان توطئة لوصول الطاغية الصغير ، فقد خسرنا وخسرتْ مصر ُقلبَ الوطن، ودينامو الحركة، وأملَ المستقبل.
26- المصريون في الخارج امتدادٌ للمصريين في الداخل، ونحن لا نَقِلّ وطنية عن أهلنا فوق تراب الوطن، وسبعة ملايين يمكنهم أن يقودوا من الخارج الانتفاضة في الداخل، وأيّ محاولة لدق إسفين بين المواطنين هنا و .. هناك يجب التصدي لها.
27- نحتاج لمن يتبنى الدعوة على الفيس بوك والتويتر ونشرها في أكبر عدد ممكن من المواقع والمنتديات واعادة ارسالها بالبريد الالكتروني لقائمة العناوين لدى كل من يهمه أمر مصر ويرى فيها مخرجا قبل أن ندخل في جحيم لا نهاية له مع وصول جمال مبارك.
28- أي تخريب أو كسر محلات أو إيذاء ضابط أمن أو عسكري أو مخبر مرفوض تماما.
29- خصوم الانتفاضة الحقيقيون هم الساخرون، والمتهكمون، واليائسون، والمشككون.
30- عندما تقرأ هذه الكلمات، وتهزّ رأسَك، وتعثر على المستحيل فيها قبل محاولة البحث عن ايجابياتها، ثم تنضم إلى المنتظرين الصامتين والسلبيين ...
وعندما يفقد الزمنُ قيمته لديك، ولا تتخيل أن الغد الأقرب سيحمل لنا كارثة سيلعننا أبناؤنا وأحفادنا أنهم ورثوها عن جبننا، وأن قرار الحزب الوطني ومجلس الشعب وملايين من الشباب المغيبين والجهلاء والمنافقين والخائفين الذين صنعوا الفكر الجديد لجمال مبارك سيجعل الكابوس حقيقة في دقائق أقل من تلك التي أعلن مجلس الشعب السوري ابنَ الرئيسِ .. الرئيسَ الابن، وحينئذ لن تنفع انتخابات، ولا احتجاجات، ولا ملايين التوقيعات، ولا صلوات في كل مساجد وكنائس مصر يقول المنسحبون من هموم الوطن بأنها إرادة الله!
إنها دعوة الأمل الأخير لئلا يأتي اليوم الذي نلطم فيه وجوهنا، ويبصق عليها أبناؤنا، ونخجل ما بقي لنا من أعمار أننا لم نحافظ على مصر حفاظ الشرفاء والنبلاء والشجعان، فأعطينا ما تبقى منها للصوص والأوغاد و .. الطغاة.
إنه برنامج عمل يحتاج لورشة نقاش، وحوار هاديء، وأفكار تـُجدّد في البرنامج حتى يكتمل مع غرة شهر أكتوبر ، وأنا على يقين من أن أفكارًا رائعة ووطنية ، من الدخل ومن الخارج، ستجعل هذا البيان وثيقة عهد شعبية تنهي إلى مزبلة التاريخ أسرة مبارك.
لا نطلب من طارقي الأبواب وحاملي توقيعات التغيير أن يتوقفوا، معاذ الله، ولكن أن يشدّوا من أزر غير المؤمنين بأنَّ مبارك يمكن أن يتنازل بالطلب أو الاستجداء أو عريضة عليها 80 مليون توقيع، فهذا الرجل أكثر طغاة العصر غطرسة، وكراهية للمصريين، وتعاونًا مع أعدائها، وعلينا ازاحته قبل أن يحرق بلدنا.
لنبدأ الآن في تفنيد السلبيات والايجابيات في البيان، مع طلب الاضافة والحذف، وعندما يهز عرش الطاغية يكون كل مصري صاحب البيان، وكل مشارك فيه مساهمًا فاعلا في انهاء عصر الكابوس .. الطاغية.
بدلا من أن تقوم بالتهنئة، والاطراء، والشكر، والتشكيك، والاتهام، و كتابة حكمة، أو آية كريمة، أو حديث شريف، أو القول أن لا فائدة، أو اضعاف موقف، أو الاكتفاء بالتوقيع والاستجداء لحقوقك، قَـدِّم لنا فكرة جديدة تضيف أو تحذف من البيان، فما أشد حاجتنا جميعا أن نصطف كالبنيان المرصوص..
لا تجعل البيانَ يتوقف عندك، وينتهي إليك، وأَعـِدْ ارسالـَه إلىَ قائمةِ بريدِك، فهو مـِلـْكٌ لك.
أيها المصريون،
هذا بيانكم، فافعلوا به ما تشاؤون.
وسلام الله على مصر
محمد عبد المجيد
رئيس تحرير مجلة طائر الشمال
أوسلو في 31 يوليو 2010
Taeralshmal@gmail.com
7- تقول: قليل من التواضع، والحقيقة أن الكلمة على لساني فالتمييز يأتي من الداخل، والحساسية في كل قلم داخل الوطن يخط حرفا عن مصري معارض في الخارج، كأننا سنتقاسم الكعكة ( رغم أن أسرة مبارك التهمتها كلها تقريبا)، ونحن مكسب لكم، وكل منا في الخارج إن لم يكن مهموما بالوطن ككل، فهو نتاج رحم تفرعت منه رؤوس منها ما بقي في أرض الكنانة ومنها ما هاجر، واغترب ، وابتعد ..
8- تبقي دهشتي في أعلاها من أن كاتب السطور السابقة هو أنت بلحمك، وشحمك، وقلمك الذي يوجع الطاغية، ولسانـِك الذي يؤرّقه، وصمودك أمام قوى الشر الأمنية التي تحمي لصوص الوطن، وكم وددت أن تشد من أزري، وأن تضع يدك في يدي، وحتى أن ترفض بياني، جملة وتفصيلا، لكن لا تمنح وسام الوطنية لمن لم يغادر جسدُه الوطنَ، فالمشهد المصري مليء بملايين الساكتين عن الحق، وأصغر معارض مصري في الخارج أشرف من عشرة آلاف عضو في الحزب الوطني رغم أن كثيرا منهم ( أيديهم ليست في النار أو في الماء ولكن في جيوب أبناء وطنهم)!
9- خانك الرد، أخي الدكتور يحيي القزاز، وجانبك الصواب، فأنا أملك قلما أغرزه في قلبي، ثم أعيد غرزه في في عيون أعدائك وأعدائي!
وحبر قلمي ليست به رائحة أمريكية، والريموت كونترول ليس لمشاهدة فيلم السهرة ولكن لكي أقتفي آثارك، وأتعاطف معك، وأدافع عنك كلما اقترب منك هؤلاء الأوغاد.
والكي بورد لأتواصل معك ومع كل من شرب من مياه النيل، وأقوم بتذكير الدنيا بأهلنا المنسيين في سجون ومعتقلات مبارك.
10- عليك أن تعترف بأننا في مركب واحد، وإذا ثقبها أحدنا في القاهرة غرقت في لندن، وإذا أدار الدفة خطـَأ راكبٌ فيها يبحر في شواطيء إسبانيا، اصطدمت بالصخور في الاسكندرية.لا يضع كل مهاجر في فمه علكة أمريكية، ولا يلبس قميصا مشجـّرا، ولا يقضي الويك إند في كازينو بلاس فيجاس، لكننا بكل بساطة بعيدون عن زائر الفجر، ولسنا تحت أعين أجهزة أمن الطاغية، ونمد أيدينا إليكم.
لو بحثت، أخي الدكتور يحيي القزاز، في جموع المصريين في الخارج فستراجع ردك عشر مرات، ثم تكتب إثره عشرة ردود، تحتضن بحروفها اخوانك، وابناء وطنك في الخارج لأنك ستعثر من بينهم على قوى وطنية ترسم ملامح أم الدنيا أكثر وضوحا، وجلاء، وتفاصيل حقيقية مما يفعل القاعدون ( اللي ايدهم في النار).
رسالتي تلك لا تنتقص قيد شعرة من احترامي لك كواحد من رموز المعارضة الصلبة ( مع الدكتور عبد الحليم قنديل، والدكتور أيمن نور، والدكتور محمد شرف ، ..... )
أرجو أن تعيد قراءة البيان مرة ثانية و .. ثالثة، وستجد فيه قوة لك، وطاقة للغاضبين، ودفعا لحراك بدأتموه ونحن معكم.
عندما يختلف مصريو الداخل مع مصريي الخارج، تحتفل الشياطين في قصر عابدين ، وقصر العروبة، و شرم الشيخ ، وبرج العرب في نفس الوقت، وتشرب نخب فـَرَّق .. تـَسـُدْ!
تحياتي لك، ورعاك الله، وحفظك لمصر رمزا من رموز النضال الوطني.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو النرويج
Taeralshmal@gmail.com
وترى من يتصدر المشهد بفلسفات لا أقول وسطية ولكنها عبثية تمسك العصا من المنتصف وتريد إرضاء كل الأطراف حاكم ومحكومين .. ظلمة ومظلومين. ولا نعرف من أين تأتينا المصائب في مصر باسم التغيير والتنظير، وها نرى المهندس محمود الشاذلى رئيس تحالف المصريين الأمريكين يقول في حواره مع صحيفة الوفد المصرية يوم الجمعة الموافق 23 يوليو عام 2010 "نحن لا نحبذ ولا نوافق على أى ضغوط أمريكية على مصر لتنفيذ أى إصلاحات أو للتغيير ، ويتمثل موقفنا أن التغيير يجب أن يكون مصريا خالصا وكل ما نفعله هو إقرار ديمقراطية حقيقية يخدم المصالح الأمريكية في مصر والمنطقة"، ولا نعرف ولم يشرح لنا رئيس التحالف كيفية إقرار ديمقراطية حقيقية تخدم المصالح الأمريكية في مصر والمنطقة. نحن نتساءل ولا نعلق. ويلاحقنا طائر الشمال في رسالته المحفوظة أدناه بقوله" سبعة ملايين يمكنهم أن يقودوا من الخارج الانتفاضة في الداخل" وها نحن فى انتظار استخدام الريموت كنترول من قيادات الخارج لرعى وتوجيه غنم الداخل. قليل من التواضع مطلوب ياسادة. إن من يده فى الماء ليست كمن يده فى النار، والمترف المنعم الباحث عن ديمقراطية سياسية تمنحه وجاهة اجتماعية ليس كالجائع المريض الذى بحاجة إلى ديمقراطية اجتماعية مع ديمقراطية سياسية. اختلافنا فى الرؤى لايقلل من احترامنا لامتدادنا في الخارج ولا يمكن التشكيك في وطنية احد بالداخل أو الخارج باستثناء مجموعة اللصوص المستولية على الثروة والسلطة في مصر وعلى رأسها مبارك وأسرته التى فى حوزته. لالوم على الحالمين بالخارج، واللوم على قيادات المعارضة الضعيفة التى تتمسح في كل قادم من الخارج، وكأن التاريخ يعيد نفسه، وأننا فى عام 1805 فى انتظار القادم لتتويجه حاكما، محمد على نصبته النخبة حاكما عام 1805، وحاليا لا أعرف من الذي سينصب حاكما آخر، ولا ننسى ان محمد على نكل بمن جاءوا به وذبح معارضيه
لست ضد أشقائنا في الخارج، ولاضد حقوقهم، وقبل أن يسعوا لتأمين حقوقهم في الانتخابات الخارجية وصولا إلى "ديمقراطية حقيقية تخدم المصالح الأمريكية في مصر والمنطقة" على حد تعبير المهندس محمود الشاذلى، علينا بتأمين حق المصريين في الداخل في إجراء انتخابات نزيهة غير مزورة. ولا أعلم كيف يتم إقرار حق انتخابات الخارج فى
وجود نظام الانتخاب الفردى، وغياب انتخابات القائمة النسبية للأحزاب. قد يكون التعجيل بخدمة المصالح الغربية أهم من مصالح الداخل، وما الغرابة ، حيث أعلن مدعى معارضة من الداخل ترحيبه بالمساعدات الأمريكية من أجل الغيير. وأرجو أن يدلنى عاقل واحد على ذرة من خير صنعتها أمريكا لصالح العرب
التغيير الحقيقى طريقه شاق وطويل. والشعب المصرى يبدو الآن حقل تجارب للمنظرين من الخارج. الخارج عليه بالتنديد وفضح النظام ومطالبة الغرب بالكف عن مساعدة النظام المصرى الفاسد، وأهل الداخل أدرى بحالهم ويعرفون وعورة الطريق وطوله وحجم التضحيات التى سيدفعونها وحدهم لأنهم في آتون المعركة، وليسوا خارجها ولا سائحى مواسم. وإذا جاء لاقدر الله جمال مبارك رئيسا غير شرعى فميزة هذا المجئ انه سيكون عاملا حفاز للمقاومة والنضال لما يتمتع به من كراهية، وستكون الثورة عليه اسهل حيث لا حيثية له (باستثناء انه ابن الرئيس المغتصب الراحل)، وأنه أسوا خلف لأسوأ سلف. محاولة تثبيت جمال مبارك رئيسا هى محاولة التسريع بالتغيير وإزاحته
يحيى القزاز
أخى العزيز الاستاذ محمد عبدالمجيد
أولا لن أمنحكم شهادة الوطنية عندما أعترف وأؤكد أنكم أهل لها، وأنكم وكما ذكرت أنا من قبل أنكم امتدادنا في الخارج، وإنما أؤكد حقكم مثلنا تماما ووطنيتكم مثلنا نحن تماما، ولامزايدة إلا من مكابر ولا أعتقد أننى واحد من هؤلاء، وأقدر وأشكر وأثمن كل الجهود الوطنية الخارجية، وكان ردى على جملة واحدة أنت ذكرتها استدعت جملة سابقة لاخينا المهندس محمود الشاذلى، فكان الرد واضحا وإن كان مؤلما للتوضيح، وكان ردى على جملة منكم اعتبرتها إساءة دون قصد فلزم التنويه مفادها: أن سبعة مليون بالخارج يقودون من بالداخل، وايضا جملة من المهندس محمود الشاذلى مفادها: أنهم يريدون ديمقراطية حقيقة تخدم المصالح الأمريكية في مصر والمنطقة، لذا حركا الاثنان على المواجع فكان ردى وجعا وألما من أخوة لنا بالخارج.. نبهتهما لأننى أعتقدت أن الجملتين سطرا سهوا، وكنت أرى توضيح ما التبس وانتهى الأمر، وكلتا الجملتين قاس وموجع. أؤكد وعلى رءوس الأشهاد أننى لم أقصد الإساءة، وماقصدته واضح، وأنتما أولى بالرد والتوضيح على ماذكرتما. أخشى وأؤكد على خشيتى من المطالبة بحقوق الخارج وهى سهلة وقد حدثت سابقا في الخمسينات والستينات أن تغطى على حقوق الداخل، وتختزل قضية التغيير الحقيقى في قضية حقوق المصريين بالخارج وهى حق لامراء فيه. لكما ولكل مصرى مهما اختلفنا في الرأى كل ود وتقدير، ودمتم لمصر سندا وعونا في الخارج
تقديرى ومودتى لكل قلم حر غيور على مصر، وما أنا إلا مثلكم أو أقلكم مسته نار الاستبداد فلم يحتمل وصرخ في البرية يطلب النجدة بمعاونة إخةته وأهله الأحرار الوطنيون المصريون
لكم التحية والتقدير
يحيى القزاز
لست مع حق مزدوجي الجنسية في الإنتخابات المصرية الداخلية وضد توليهم للمناصب العامة ليس إنكارا لمصريتهم فأنا ضد إسقاط الجنسية عن أي وطن مهما إرتكب من جرم وليس جرما من ينتمي إلى جنسية أخرى ولكن من السذاجة أن نتجاهل إنتمائه إلى موطنه الذي يعيش فيه. والمهندس محمود الشاذلي كان صادقا في قوله "كل ما نفعله هو إقرار ديموقراطية حقيقية تخدم المصالح الأمريكية في مصر والمنطقة". من السذاجة أن نقول بأن العالم الكبير أحمد زويل لا يعمل لصالح وطنه أمريكا ولكننا لا نستطيع أن نقول أنه يعمل ضد مصالح مصر وقد يتصدر هو للموضوعات ذات المصلحة المشتركة للبلدين. سألت إبن أخي الأسترالي الجنسية وقد كان وقتها صغيرا في السن: لو قامت حرب بين مصر وأستراليا ففي أي جانب ستكون؟ وكان سؤالا صعبا لم يستطع الإجابة عليه وظل صامتا... الأصل في الإنتخابات هو اختيار ممثلين للشعب يتولون رعاية مصالهم الوطنية ومزدوجي الجنسية المستوطنين دولا أجنبية ترتبط أولوياتهم ومصالحهم بالبلد التي يعيشون بها (الغير مصرية) ولذا فاختياراتهم لن تكون دقيقة لعدم معايشتهم للواقع المصري. هناك الكثير من المجالات التي يستطيعون الإسهام فيها لخدمة بلدهم الثاني مصر ولكن ليس من بينها تولي المناصب الوزارية أو البرلمانية أو التأثير على صناعة القرار السياسي ولا شك أن علمهم وخبراتهم يمكن الإستفادة منها كخبراء ومستشاريين ... وعلينا أن نرفض الدعوة لمشاركة الأجانب في انتخابات الرئاسة القادمة وعلينا أن نفضل عليها دعوة ال 85% من الشعب المصري العازفة عن المشاركة في الحياة السياسية ... هذا إن كانت الإنتخابات فعلا نزيهة وتعبر عن حقيقة اختيار الناس ...
عزت هلال
إن كان لي من تعليق على رأي أخي الكريم الأستاذ الدكتور يحي القزاز، فهو يتعلق بأمرين:---:
الأول: تعقيبه على حوار المهندس محمود الشاذلي وهو شخصية مصرية وطنية هو وتحالف المصريين الأمريكيين، وهم زملاء كرام لا يؤيدون مطلقا التغيير من الخارج، أو الاستعانة بأمريكا، ولمزيد من الفهم المتبادل علينا أن لا نغفل العامل الخارجي وتأثيره على الداخل المصري – للأسف-، ويجب أن لا ننسى أن الطاغية مبارك –على سبيل المثال- جرى اختياره في واشنطن عندما اختاروه من قائمة قدمها السادات من قيادات حرب أكتوبر وقد كان هناك من هو أولى وأسبق منه من القادة، وقاموا بالمحافظة عليه أثناء توليه منصب نائب الرئيس، وعندما أراد السادات في أكتوبر 1978 تعيينه رئيسا للحكومة بالإضافة لنيابة الرئيس وذلك بعد كامب ديفيد لكي يتفرغ السادات للمفاوضات كما قال في حينه، أيقظه السفير الأمريكي من النوم هذه الليلة ونقل له طلب واشنطن العدول عن القرار لأنهم يعرفون أن السادات هوائي وأنه إذا غضب عليه وأقاله من رئاسة الحكومة لن يبقيه كنائب للرئيس، وأنهم يريدونه نائب واحتياطي للرئيس، وخضع السادات ليلتها وفي الصباح استدعي الدكتور مصطفى خليل وكلفه تشكيل الحكومة، رغم أن مبارك كان قد اتصل بالفعل بـ 11 وزيرا ليكونوا معه في الحكومة، والقصة معروفة رواها الأستاذ هيكل ود. مصطفى خليل نفسه وبطرس غالي في كتابه (الطريق للقدس).
إذن التدخل الأمريكي وكذلك الإسرائيلي كما نشاهد ونتابع الآن هو واقع –للأسف- ومطلوب من المعارضة المصرية أن تنتبه لذلك، وترسل برسائلها لكل الأطراف الخارجية بعدم التدخل في الشأن المصري، وهنا يبرز أيضا دور المصريين في الخارج في التأكيد على هذه الرسائل، وأن دعم التوريث ليس في صالح الاستقرار في مصر، ولن يخدم مصالح أحد،
تكملة 1
وعندما يقول المهندس محمود الشاذلي أن الديكتاتورية لا تخدم مصالح أمريكا فهو لم يخطئ، وهذه رسالة مشروعة، وليس معنى ذلك أن من يدعو للتغيير يفعل ذلك من منطلق مصالح الأجنبي، ولكن من منطلق أن الاستقرار كما يخدم طموح ورغبة للشعب المصري، فهو أيضا يخدم مصالح كل شركاء مصر كما أنه يدعم مصالح مصر الوطنية والعربية والإسلامية ودوائر الأمن مصر القومي.
ومثل هذه الدعوات تصب في حسم الجدل الدائر في الغرب عموما بين مؤيدي ما يسمى بالاستقرار على حساب الحريات والحكم الرشيد، وبين من يؤيد حقوق الشعب المصري وغيره من شعوب المنطقة في الحرية، لأنه لا يمكن القبول باستمرار الديكتاتورية والفساد التي ولدت الغضب والإحباط وصدرت الإرهاب –كما يقولون- وهو ما أضر بالاستقرار في العالم كله، ونحن من مصلحتنا تقوية رأي الطرف الثاني، والتأكيد على أن دعم الطغيان جريمة لن يغفرها الشعب المصري لكل الأطراف التي تتآمر لتكريس القمع والتزوير والديكتاتورية.
وهناك أدوار للمصريين في الخارج وللعرب والمسلمين بشكل عام يمكن ممارستها في هذه الدول لتوجيه بوصلتها وتأمين مصالح الأمة، ولعل الملاسنة الحاصلة الآن بين بريطانيا وإسرائيل تعطينا مثال على ما يمكن أن يمثله وجود جاليات عربية وإسلامية واعية لدورها ومرتبطة بأمتها، فبعد هجوم رئيس الوزراء البريطاني على إسرائيل، وهو الذي يفترض أنه يعبر عن سياسة المحافظين الموالية تقليديا لإسرائيل، ورد شيمون بيريز عليه بالأمس والذي اتهم الانجليز بمعاداة السامية وتأييد العرب، وقال أن الساسة الإنجليز يخطبون ود عدة ملايين من الناخبين المسلمين!!. ولن أعلق على ذلك واعتقد أن الرسالة باتت مفهومة.
ملاحظتي على الدكتور القزاز وغيره من بعض إخواننا من الوطنيين حسني النية، هو الحساسية الزائدة من كل ما هو خارجي وأمريكي على وجه الخصوص، وبعض هذه الحساسية مبرر وكثير منها مبالغ فيه وهو محل ترحيب من النظام، لأننا أحيانا نطلق رسائل يستفيد منها النظام في التأكيد على راديكالية المعارضة وأنها تريد قلب المعبد على من فيه، وبالتالي فإنها تستخدم كفزاعة كما الحال مع الإسلاميين، وبالتالي فبدون قصد منا نخدم مشروع الاستبداد في مصر، ونتجاهل أن أي نظام ديمقراطي في مصر سيأتي به التغيير، سيتعامل مع العالم من منطلق الحفاظ على مصالحنا الوطنية وتحقيق أهداف مصر السياسية والاقتصادية والتجارية والأمنية، وأتمنى أن نستوعب هذه القضايا التي لا محل لتفصيلها الآن، وألا نستدرج لتحديد سياسات هي في النهاية برامج لأصحابها قد نتفق أو نختلف معها، ولا تلزم أي حكومة منتخبة من الشعب في المستقبل، وينبغي بدلا من ذلك أن تتركز جهودنا على مقاومة أي تدخل أجنبي في شئون مصر الداخلية، ومن ذلك الكف عن دعم الطغيان والديكتاتورية باسم المحافظة على الاستقرار، ونحن نناضل لدعم مشروع التغيير والقضاء على الاستبداد في مصر.
تكملة 2
الموضوع الثاني:
فأنا أتفق مع ما تفضل به الدكتور القزاز فيما يتعلق بتعقيبه على مقال الصديق محمد عبدالمجيد، وحماسته التي تحمد له في مقاله المرفق، ومع ذلك فأنا دائما أرى أن أنصار المعارضة في الخارج مهما اتسع نشاطهم فليس عليهم أن يرسموا خططا أو أجندات أو مواعيد لإخواننا وزملائنا في الداخل، لأننا لا نستطيع تبادل الأدوار، ومن يريد أن يقود عليه أن يتواجد على رأس من يريد قيادتهم وأن يتقدم صفوفهم، ولا يتصور أنه يمكن أن يحرك الناس إلكترونيا بالمقالات على الانترنت، اللهم إلا أن يكون شخصية تاريخية أو دينية واسعة النفوذ، كما كان الحال في الثورة الإيرانية عندما تمكن الخميني من قيادة أكبر ثورة شعبية في القرن العشرين من الخارج.
بخلاف ذلك يمكن للمعارضة في الخارج أن تضطلع بالدور المساند والمؤيد والمآزر للجميع في مصر على أجندة التغيير، ومواجهة الفساد والتغول على حقوق الإنسان ولدعم تطلعات شعبنا في دولة القانون والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص والعدالة والمساواة بين المصريين..
وعندها سنرى أهمية المعارضة في الخارج وما تمثله من عمق كبير لو توحدت الجهود وكان هناك تنسيق وتواصل منظم بين الداخل والخارج للاستفادة مما يمكن الاستفادة منه من حرية وأمان ووسائل إعلام وتواصل يمكن أن تكون متوفرة في الخارج أكثر مما في الداخل، وبذلك تتكامل الجهود ولا تتصادم، ويفهم كل طرف دوره، بكل تجرد وبعد عن الشخصنة والزعامة.
أسامة رشدي
عزيزى د. أسامة رشدى
كان ردى بخصوص جملتين الأولى من المهندس الشاذلى
ويتمثل موقفنا أن التغيير يجب أن يكون مصريا خالصا وكل ما نفعله هو إقرار ديمقراطية حقيقية يخدم المصالح الأمريكية في مصر والمنطقة"
ولم يقل يا د. أسامة المهندس محمود الشاذلى كما ذكرت أن الديكتاتورية لا تخدم مصالح أمريكا
عفوا يا دكتور أسامة عبارته ليست كما حاولت أن تذكرها وعاود صحيفة الوفد
والثانية من الاستاذ محمد عبدالمجيد
سبعة ملايين يمكنهم أن يقودوا من الخارج الانتفاضة في الداخل
ولا أعرف لماذ تختلف معى فى الأولى وتتفق فى الثانية
ومن يرى أننا بحسن نيه نخدم على النظام براديكالية مزعومة فلا رد لنا عليه، وعلينا أن نعرف الحجة بالحجة ولاداعى للوهان في بحور حسن الظن وسوءه ومنع الناس من ابداء رأيهم بسيف الأحياء
تحياتى
يحيى القزاز
أخى العزيز الأستاذ محمد
أشكرك، ولا يمكن ان أسيء الظن بأحد وأنت على وجه الخصوص، ولا أزايد على أحد، فالمزايدة من طبع المنافقين والأفاقين، أسأل الله أن يجنبنا إياهم، كلماتك في الملامة سيف يدمى، وفي الصفح بلسما يُشفى. سلمت يمينك في التعبير، ولسانك فى قول الحق، وبالتأكيد كلنا فى مركب وحد لا ريب
أرسلت لك نماذج من الاتفاق والاختلاف، ويبقى لك التقدير دوما
تحياتى من أخ يكن لك كل محبة وتقدير
يحيى القزاز
عزيزى الأستاذ محمد
تحياتي
كنت في المنيا منذ يومين ووصلت بيتي منذ ساعة وفتحت الإيميل الآن ووجدت كرة النار التي أرسلتها إلى وإلى آخرين فقد جاءتني أيضا عن غير طريقك
أنا مندهش أيها المجيد بسبب مقالاتك التي تفيض غضبا واستياء وأنت لا تعيش في مصر فماذا كان يمكن أن تكون حالتك إذا عشت فيها ؟؟ !!.. هذا لاشك يدل على قمة الولاء والانتماء .. ويكشف عن أن مصر هي كل شبء بالنسبة لك .. وانها رفيقتك بالليل والنهار .. في الصحو والمنام ، وأن حاضرها ومستقبلها هما همك وطعامك وشرابك وأملك ومحط طكل اهتمامك والشاغل الأول لفكرك وأحلامك .. بارك الله فيك وأكثر من أمثالك الشرفاء المميزين بالوطنية وأعلى درجات المصرية
في كل مقال لك تتأكد لي رؤيتي عنك وعن حبك لبلدك وشعبها الذي لا يغيب عن بالك مطلقا وتكاد تشاركه مأساته وتعاني شقاءه ، وليس الشقاء هو حافز الثورة ولكن الإحساس بالشقاء هو الدافع لها وأنت وإن كنت لا تعاني ما يعانيه أكثر المصريين فأنت تحس أكثر منهم وهنا القضية .المسألة إذن حتي الآن واضحة ،÷ أما ما تلي ذلك من أفكار فيحوطها لبس كبير ورومانسية ، بل ودعوات منفصصلة عن الواقع تماما ، أي أن القضية مقبولة شكلا ومرفوضة موضوعا حس أقوال القضاة
ويتطلب الأمر المعقد في مصر النظر فيما يلي
يتكون شعب مصر من الفئات أو الشرائح التالية :
فئة الحكام وأغلبهم من أغني الأغنياء والمنافقين والفاسدين والمفسدين
وفئة أكبر قليلا من أذنابهم الذين يمكن أن يدافعوا عنهم بالروح والدم لأنهم منتفعون بكل الوسائل ومعظمهم من أعضاء الحزب الوطني
فئة الإعلاميين وهم لا يقلون عن خمسين ألف وهم موالون في أغلبهم للنظامثم فئة القادرين على التقاط أرزاقهم بصورة متيسرة لا تدعو للقلق ولا لللغضب ومن الناحية السياسية هم راضون عن النظام أو على الأقل غير ساخطين حتي لو نهب المسئولون كل اليلاد ماداموا يحصلون على ما يشتهون
وفئة خامسة من الشعب البسيط الذين يعيشون عيش الكفاف أو مستورين بالحد الأدني ، لكنهم بحكم الدين والأفكار الراسخة لا يجدون ما يستحق عصيان الرسول وأولي الأمر منهم فقد تربوا على ذلك ، وهناك فئة اليائسين من الشباب الذين انتهوا إلى أن البلد لم يعد يصلح لأي شيئ ومات الأمل ، ولا فرق بين مبارم والبرادعي ولا الإخوان أو الشيوعيين وفئة المثقفين الذين يؤيد معظمهم الثورة والتخلص من النظام ، لكنهم غير مستعدين للنضال باليد والدم والسجن ولا حتي باللسان ، هم يكتفون بالقلم أحيانا وكثير منهم يبخل حتي بقول كلمة حق والفئة الأخيرة المناضلة المخلصة من أمثالك ونازل فهم مستعدون لعمل أي شيئ بل أكثر مما تدعو أنت إليه وهم عدد قليل وقد حطمت عصا الأمن عظام الكثير منهم
فمن الذين سيذهبون إلى مقرات الشرطة ؟؟
المسألة لن تكون مقبولة ولا ممكنة في المدي القريب ، لأنها تحتاج إلى عمل كبير جدا وجهد طويل ، وقد تحصن مبارك جيدا بمواد الدستور وبالأمن وبالأغنياء والسياسيين والإعلاميين
الأمر يحتاج إلى تربية وتكوين كوادر قيادية هي التي يمكن أن تقود الزحف ، وزحف دون آلاف القيادات لا يمكن أن ينجح
دمت مناضلا ومحفزا ، ومتعك الله بالصحة والرؤية الثاقبة التي تعينك على القيادة والتوجيه حتي من خارج أسوار السجن الكبير
فؤاد قنديل
ASA, I loved every word of your e-mail. I will forward to as many Egyptian as I can. I suggest October 10, 2010 (10/10/10) with a name like (SA7WA MASREYA LEE TARD EL TA3'EYA).
The Effort needs to be coordinated among all the parties in Egypt Just in case when the (LA MOUBARAK FAMILY) escape with their helpers , the country needs a group of well trained real Egyptians to run the country for a transitional period (say 6 months) which will prepare the country for a real election
Mohamed Ghazall
MG Engineering, Inc.
640 Chapman Court
Oviedo, Florida 32765
Tel 407-786-4811
Fax 407-786-0866
www.mge-fl.com.
الأستاذ المخلص/ محمد عبد المجيد كل عام وأنت بخير بمناسبة الشهر الكريم إن مقالك أيقظ أوجاع المثقفين ولكن المثقف المصري والعربي المخلص لوطنه كثيراً ما يكون متعجلاً التغيير ، والثورة على الطاغية الحاكم ونظامه الفاسد ، إن هذا التعجل هو ما ألحق أشد الضرر بالمشروع الإصلاحي التنويري الذي يتبناه المثقفين والمصلحين الشرفاء المخلصين لوطنهم .
هذه هى الإشكالية التي لابد أن ننطلق منها ، إن أي بناء قوي لابد أن تكون قواعده معدة لكي يقاوم عوامل الفناء والتعرية، انظر مثلا إلى إنشاء الكباري والأنفاق والأبراج الشاهقة في جميعها يبدأ من التركيز الشديد على القواعد التي تحمل هذه المنشآت .
إن المثقف المصري والعربي قد أغفل هذه الحقيقة الناصعة ولم يعمل في إطارها .
إن القواعد والأساسات التي يمكن أن تنطلق منها رياح التغيير والإصلاح هى المواطن المصري وخصوصاً الطبقة المتوسطة ، لقد تآكلت الطبقة المتوسطة تماماً بالمجتمع المصري وهذا ما عمل عليه النظام الفاسد منذ اغتصابه للسلطة .
إن المترفين لا يرضون بتغيير الواقع مهما كانت بشاعته فهو في مصالحهم فهو ما شكل نفوذهم وأموالهم الطائلة ، وإن الفقراء البائسين( الطبقة الدنيا من المجتمع )هم كالمريض مرضا شديدا لا يمكن معه أن يرعى نفسه ولا أن يقدم العود لغيره.
بدون توسيع قاعدة الطبقة المتوسطة في المجتمع بشرائحها المختلفة لا يكون هناك أمل في الإصلاح أو التغيير ، فلم يحن الوقت بعد وعلينا أن نكون واقعيين وملمين كمثقفين بهذا الواقع الأليم .
أخي العزيز الأستاذ محمود مرسي
شكرا، وكل رمضان وأنت بألف خير.
نادرا ما أختلف معك، ولكن في هذه الجزئية بالتحديد أراني على الطرف الآخر، فلو قامت الصفوة في مجتمع يحكمه الاستبداد والفساد بمحاولة التغيير خلال ألف عام لما تغير الوضع قيد شعرة.
ولو ظل نوح، عليه السلام، يدعو قومه وهو يصنع الفُلك عدة آلاف من الأعوام في غياب الطوفان لظلوا يمرون عليه يتغامزون، ويتضاحكون.
والإخوان المسلمون منذ عام 1928 وهم يظنون أن تربية الفرد هي التي ستؤدي في النهاية إلى تغيير الدولة، فكانت النتيجة نصف مليون مدمن، وعدة ملايين مرتش، ودولة تغط في نوم تحت حذاء طاغية.
المستبد يستطيع في شهر تدمير ما يصنعه نخبة من المثقفين في عشرين عامًا، وبرنامج واحد بايحاء من الدولة يدمر تأثيرات ألف مقال من الصفوة المثقفة.
التغيير لا يأتي إلا من فوق، وفصل الالتحام بين الطاغية وكهنته لا يقوم به ربع مليون مثقف، والحل لا يكون إلا بازاحة الطاغية عن عرش اغتصبه من الشعب.
في كل يوم تزداد قناعاتي بأن الشعب صناعة المستبد، وأن معركتنا ليست في تعليم سكان العشوائيات كيفية إزالة صناديق القمامة، ولكن في التخلص من النظام، ثم نقل الناس من العشوائيات إلى مساكن لائقة بقوة القانون.
تقول، أخي العزيز، بأنه لم يحن الوقت بعد، والحقيقة أن ابن الطاغية يتم الآن تحضيره لكي ينهي في الثلاثين عاما القادمة ما قام به الصفوة منذ عهد النهضة.
والبيان الذي قدمته لم أقصد أنه غير قابل للتغيير، والحذف والاضافة، لكنه مشروع تمرد، وثورة، وكتاباتي تحريضية وليست تربوية، وأنا أصرخ في وجوه الناس وأنبههم بأن أقفيتهم عارية، أما الدعوة من القواعد الدنيا فتعلمهم الصبر، والانتظار، والسلوكيات الجميلة حتى يحكموا وطنهم بعد خمسة آلاف سنة!
ربما أكون مخطئًا وأنا أكتب كأنني شاب في الخامسة والعشرين من عمره رغم أنني تجاوزت الثالثة والستين، وربما يكون الآخرون مخطئين وهم في ريعان شبابهم ويكتبون برزانة، وحكمة، وهدوء حكماء في عمر نوح عليه السلام، لكن تجارب التاريخ تؤكد أن القصر يملك حبوب منومة لسكان الكوخ، أليس كذلك.
صوماً مقبولا إنه شاء الله، والله يرعاك.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو النرويج
دعوة للتبرع
إسمه ( محمد ): هل تم تسمية النبي محمد بأسم محمد منذ ولادت ه ،...
لم تتجاوز الحدّ: هل تجاوز ت حدودي ..؟؟ استاذ ي الكري م ...
لبس الذهب: انا ادرس بدوله روسيا و رجعت هذا الصيف من اجل...
إعجاز قرآنى صوتى: اعجاز جديد فى القرأ ن اعجاز صوتى ـ منّ الله به...
برجاء ان تقرأوا لنا : هل يشترط أن أرتل القرآ ن بدلاً من مجرد...
more
أخي الدكتور يحيي القزاز حفظه الله ورعاه
دعني أعترف لك أولا بأنك واحد من أكثر معارضي الطاغية احتراما في نفسي، وتقديرا في عقلي، وأحسب أن ما يجمعنا، وهي الكراهية الشديدة لمغتصب السلطة وأسرته، سيشفع لي في تعليقي على تعقيبك، والذي كان مفاجأة لم تدر بذهني قط!
1- سامحك الله فقد أتيت بردّ اختلط فيه بياني مع تعقيبك على المهندس محمود الشاذلي فبدا الأمرُ كأنني أيضا من دعاة ديمقراطية تراعي المصالح الأمريكية، وهو خـْلط ما كان ينبغي لمناضل مثلك، ومتابع جيد، ووطني يعرف أن الصراع الفكري الذي وصفه مالك بن نبي بالخطير عندما يتم نشر خبر فإذا بحُسـْن النية أو العكس يرسم صورة مختلفة لمن يقف في صف القوى الوطنية.
كتاباتي في ربع القرن المنصرم، وأزعم أنك تابعت بعضـَها، تتناقض تماما مع الصورة التي حشرتني فيها، ولعله كان سهوا، فإذا بمن يقرأ يرى لونا واحدا في الاسميـّن، وربما يشم نكهة أمريكية في بياني رغم أنه من ألفه إلى يائه يصيح بغير هذا.
2- قلت بأنك لا تعرف من أين تأتي المصائب باسم التغيير والتنظير!
لا، أخي العزيز الدكتور يحيي القزاز، فكتاباتي كلها والمناهضة للطاغية ليست مصائب، ولكنها مشاركة مني في همومك، وأنا لا أعطي ظهري لبلدي، وأشاركك الجزء الممتد من المعارضة والذي يعـْبـُر الحدود ويصل إلى سبعة ملايين في الخارج، هذا فضلا عن أنني كاتب وصحفي، أي أن مهمتي ومهنتي الكتابة، وما أنبلها عندما يتوجه جزء كبير منها إلى وطني الذي غادرته، جسديا، وبقيت آلامه وأحزانه وأوجاعه تؤلمني.
3- الريموت كونترول تستخدمه أنت أيضا في الداخل، والنت وسيلة اتصال لم يصنع الانسان لها مثيلا منذ بدء الخليقة، وبفضله تصلك رسالتي قبل أن يرتد إليك طرفك، وأقف معك ولو كنا على مبعدة آلاف الأميال، ولا أفهم حتى الآن لماذا تقوم بعملية التقسيم تلك كأننا من عالمين مختلفين؟
وماذا يضيرك، لو أنني كتبت، واعتصمت، وتظاهرت في وطني المضيف، ودعوت المصريين أن يصمدوا في وجه الطاغية، واشتركت معكم في وضع صور لمناهضة الديكتاتور، وجعلته بدلا من أن يتفرغ كلية للمعارضة في الداخل، تضعف قوته في الحيرة ما بين الداخل والخارج؟
الريموت كونترول ليس عيبًا، أو ضعفاً، أو خزيًا أتحرج منه، لكنه حقك علي كمقيم في الخارج أن أترك أسرتي وأولادي واهتماماتي الأخرى وأعيش معك نضالك، وتسمعني وأنصت إليك، ونتبادل الأدوار في محاولة شلّ يد الطاغية، وأعرض قضاياك، التي هي أيضا أحملها بين أضلعي، في المحافل الدولية، بل أنا على يقين أنني عرضت قضية وطني السجين على قوى غربية هنا ومنظمات حقوق الإنسان وإعلاميين ومهتمين في النرويج أكثر مما فعل ملايين غيري داخل الوطن الأم.
الريموت كونترول فخر لي، حتى لو استيقظت قبل انبلاج الفجر، ونظرت من النافذة لأشاهد الجليد يتساقط، ثم فتحت الإنترنت لأعصر مشاعري مع أبناء بلدي، وأتابع، وأكتب، وأشارك في الرأي والمشورة، وأحرض ضد سيد القصر، وأضيف إلى خوفه منك خوفًا جديدا من المصريين الذين هاجرت أجسادهم وبقيت قلوبهم في الوطن الأم.
4- لم أقل، معاذ الله، بأننا في الخارج نرعى الغنم في الداخل، لكننا لا نريد أقل من اعتراف أبناء مصر بأن المغتربين اخوة لهم، وأننا لا نذهب إلى العمل فوق ظهر دبابة أمريكية، وأن الظـَهـْر الذي يلتهب بسوط مبارك في الداخل يسري في جسد المصري في الخارج أيضا.
5- القضية ليست ملكية خاصة لــ ( اللي ايده في النار مقابل تكييف ومدفئة وكلب مدلل وزوجة شقراء للي ايده في الماء)، وأنا هنا أعاتبك، أخي الدكتور يحيي القزاز، على هذه الفوقية في التعامل كأن حرمان المصريين في الخارج من حق الاقتراع ( في انتخابات مزيفة) يقابله نزع الجنسية الشخصية ( مشاعر، اهتمام، متابعة، مشاركة .. ) الذي تمارسونه في الداخل ضد الامتداد المصري الطبيعي في أركان الأرض الأربعة.
6- ليس كل مهاجر مترفا، ومنعمًا، ولكن مِنْ المصريين في الخارج ملايين لا يسافرون إلى الوطن أكثر من مرة كل عامين أو ثلاثة لأن الميزانية لا تسمح، وتذكرة الطائرة ورحلة الصيف تعني للمغترب شدّ البطن عامًا كاملا.
هل تصدق أن المصري ( المترف والمنعم) في أوروبا وأمريكا يشتري بشق الأنفس سكنا لائقا في بلده، واسهل عليه أن يشتري شقة في مانشيستر أو سيدني أو لوكارنو أو مالطا أو أثينا أو ميونيخ أو حتى شيكاجو من أن يمتلك في القاهرة أو الاسكندرية شقة فاخرة تعادل عقدين من الغربة؟