"ـ سار معاوية فى خطة مزدوجة ذات خطين متوازيين فى نفس الوقت ، هما التخلص المادى أو المعنوى من أى شخص محتمل أن ينافس ابنه يزيد فى الخلافة ، وإرهاب الشيعة و التخلص من قادتهم تمهيدا للتوريث ."

هذا ما حدث قديما بين الصحابة والذين يعتبروا القدوة والمثل الأعلى لعامة المسلمين ، ولذلك فهم يطبقون شريعتهم حرفيا ،ويقتدون بهم ، وخير تطبيق لهذه الشريعة ما يحدث هذه الأيام بمصر تمر عملية التوريث بنفس الطريقة وعلى نفس المنوال ، حيث يتم التشهير بالمنافسين فى الترشح للرئاسة ، وخير مثال على ذلك الدكتور محمد البردعى ، وما يحدث معه من تشهير وتشويه لسمعته ، ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بتعذيب وسجن مؤيديه ، وفى نفس الوقت السجن والتعذيب والتنكيل بالمعارضة بصورة مستمرة لقتلها فى مهدها وتحقق لهم ذلك فكدنا لا نشعر بالمعارضة على الإطلاق .

 

لقد ذٌكرعن معاوية أنه قال( لو كان بيني وبين النناس شعرة ما قطعت لأنهم إذا شدوا رخيت وإذا رخوا شددت ) أي أن معاوية كان يستخدم الحيلة كما وضح من مقال الدكتور أحمد في تثبيت ملكه وتوسعة المجال لأبنه لكي يكون وريثاً له في ملكه ولا يهم معاوية من قريب أو بعيد أن يكون من يقتله بالسم أن يكون مسلما ينطق الشهادة أو حتى الشهادتين أو حتى الثلاث شهادات ،فإنه كان يقتل الجميع طالما أنه كان طامعا في السلطة لأن الطمع في السلطة كان من أسباب القتل عند معاوية وأمثاله، والمعروف أن معاوية كما يعتد به المذهب السني أو الدين السني الأرضي أنه من صحابة رسول الله الذين هم كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم وإنه من كتبة الوحي ولكن في الحقيقة أنه وأمثاله ممن يقال عليهم صحابة رسول الله هم كالنجوم فعلا ولكن بأيهم نقتدي نضل ضلالا بعيدا فهاهي الدول الإسلامية العربية تعج بحكام فاسدين مستبدين بالسلطة يتحايل على خصومه ومعارضيه بالقتل والسجن والتخويف والرعب والشراء لكي يبقى في السلطة ابد الآبدين بل ويمهد الطريق لإبنه من بعده فهؤلاء يقتدون بمعاوية وأمثاله ممن كانوا يفعلون هذا الفعل الحقير لذلك فإن تبرئة الإسلام كدين من ممارسات هؤلاء الحكام والضالين والمحكومين الخانعين يعتبر واجب ديني لإسلامي وإنساني ،بل هو قضية حياة أو موت لكل مسلم حقيقي وليس مسلم شعاراتي لا ينتسب إلى الإسلام إلا باسمه فقط وبطاقته الشخصية.

 إن حجر بن عدى هو مثال مشرق ومشرف ، يدل على أن الأمة قائمة بمفكريها ومصلحيها وليس بمستبديها وسلاطينها! ، وأصبح من االمؤكد أن المعارضة السلمية المتواصلة القائمة على فضح المستبد والحاكم الظالم هى المعول الحقيقي الذي يمكن به هدم الأنظمة الفاسدة ، بأيدينا ولا ننتظر من الآخر خارج الوطن أن يقوم بالنيابة عنا بتحرير عقولنا وارادتنا ووطنا ، فهذا هو دور كل المفكرين والمصلحين والمعارضين الأشراف ، مع الاستعانة بالله تعالى في المقام الأولي وبالمصريين الشرفاء المقيمين بالخارج وتكوين جبهة ضغط مصرية من المقيمين بالخراج والمقيمين بالداخل للوصول إلى يوم الخلاص من المستبد والمفسد ومن يواليه ممن باعوا عزة وطنهم مقابل مصلحة دنيوية زائلة تالفة.

لنا في  حجر مثل وعبر ، ولنا في الملأ الموالي لمعاوية مثل المغيرة العجوز الداهية الذي جعل فكرة التوريث تختمر في عقل معاوية وساعده على ذلك ليظل واليا على الكوفة عام أو اكثر قبل أن يواري جسده التراب، فنقول لكل عجوز متصابي يطمع في بضع سنين من تولي منصب في داخل هذا النظام ورأسه اتق الله فأنت الى زوال ، ولا تدعوا للتوريث لمكسب دنيوي زائل