محمد عبد المجيد Ýí 2010-01-18
أوسلو في 18 يناير 2010
لابد أنْ أعترف في البدءِ أنَّ الكتابة عن السعوديةِ في الصحافةِ العربيةِ لا تخرج عن حفنةٍ صغيرةٍ مِنْ الاحتمالات، فإما أنْ تكون في قائمةِ الخصومِ الذين لا يرون إيجابية واحدة في المملكة القائمة فوق رمال لا متناهية من وادٍ غير ذي زرعٍ، وفقاً لرؤيتهم، وهؤلاء تحرك أقلامَهم مشاعرٌ من الاستعلاءِ نحو الخليجيين بوجهٍ عام، أو ممن يدافعون عن أقليةٍ طائفية، أو من الذين يحصرون المشهدَ السعوديَّ برُمته في إطار الوهابية!
وهناك احتمالُ المديح الزائف، وتقليد صحافة الأمراء، وهؤلاء هم المؤلفة قلوبُهم، أو من الخائفين على مصالحهم المادية مع السعودية، فالسعوديون لا يطلبون منك إلا أنْ تكون معهم أو ضدهم، وليست هناك تدرجات بين اللونين الأبيض و .. الأسود!
السعودية تؤثر ولا تتأثر، فإذا أقام فيها أستاذ جامعي ليبرالي خمسَ سنوات أو عقدا أو أكثر قليلا، ثم عاد إلى مسقط رأسه، دمشق أو القاهرة أو الرباط أو بنغازي أو .. فإن نصف همومه تصبح ملتصقة بفتاوى العُلماء والفقهاء عن المرأة، وجسدها، وحجابها، ونقابها، ومكياجها، وعملها، وواجباتها تجاه سيدها .. ربِّ البيت!
كل خلايا الجسد تصرخ بعبادة الجنس ولو بدا ظاهريا أنها كراهية وبغضاء ونفور، وهنا يُشحذ اباطرة الفتوى أسلحتهم، وكلما أغلقوا باباً سَدّوا معه عدة فتحاتٍ لئلا يتنفس السعوديون، فظهور العينين حرام، ثم يأتي مُزايد جديد ويفتي بأنَّ على المرأة أنْ تُظهر عيناً واحدة كأنها الدجال الأعور، ويُعمم ثالثٌ فتاويه بأنَّ اللونَ الأسود الحزينَ في قيظ الصيف هو المناسب للمرأة لئلا تُغطي جَسَدَها بعباءةٍ خضراء فاقع لونها، وخمار تتخمر من رؤيته خيالات الرجل، فيتقلب على جنبيه طوال الليل بعدما أثِمَ خياله دون أنْ ترسل العينان إشاراتٍ مثيرةً لذهنٍ مريض.
الذهنية التي امتلأت بفتاوى تقتل كل قوى الابداع والفكر والمنطق والموضوعية تصبح عَصِيّة على الانفتاح على هموم الآخرين، وقضايا الحرية، وكرامة الإنسان، وروح التمرد والعِصيان والمناهضة والنقاش والرفض ، بل تصبح أكثر خشونة في التعامل مع الغير، فكل الانتهاكات تصْغر بجانب فتنة مجهولة لا تراها العين المجردة، وحينئذ يُضطر الملك نفسُه، بكل ما يملك من قوى تمَكنه أنْ يقول، أرضياً، للشيء كن فيكون، فيأمر بعدم نشر صور النساء في الصحف السعودية ضماناً لطاعة المؤسسة الدينية له، وبالتالي جماهير الشعب التي تستمد روحَ الطاعة والنوم والتغييب من المنبر، والنصوص التي يَفك طلاسمَها مَنْ لا يستطيع أحدٌ أنْ يأكل لحومَهم، وفقاً لأدبيات مُطيعي العلماء.
هنا تصرخ المرأة فتسمع صراخَها السماواتُ السبْعُ ومن فيهن، وتطالب بحقها في أنْ تقود سيارتها لتذهب إلىَ الطبيبِ مع زوجها المريض، أو تحمي أطفالَها الصغارَ من سائق مَحروم جنسيا لم يغادر المملكة لسنوات، وتقتله رغبة جنسية جامحة، لكن الدولة بكل مَنْ فيها، من حُكام وعلماء ورجال فكر ومئات الآلاف من الذين نهلوا علومَهم في الخارج لا يستطيعون إيجادَ مَخرج واحدٍ آمن، فالسماءُ ستلعن المرأة التي تريد حماية أطفالها(!)، والذهنية البورنوجرافية تؤكد لها المؤسسة الدينية أنَّ المرأة سترتمي في أحضان أول رجل يقابلها، أو سيعتدي عليها أول سعودي تقع عيناه على عجلات سيارتها وهي تنهب الأرض نهباً، وتصمت أرضُ الحرمين، وتلوذ الأمُ بصمتِ الصمت، ويُخفي الأبُّ ضعْفه وخوّفه وقلة حيلته، ويعود الطفل إلى البيت مكسور الجناح بعدما عبثتْ في جسده الغض الضعيف أناملُ شيطانية لسائق أنهكه التفكيرُ في الجنس، فأهدته المؤسسة الدينية، وحماقة الصامتين، أطفالَ المملكة ذهابا إلى مدارسهم وإيابا إلى بيوتٍ ضجت الشياطينُ ضَحِكاً في أرجائها وهي تراقب آباءً وأمهات يُقدمن فلذات الأكباد قربانا لرضا التفسير الجنسي للدين و.. طاعة الله!
وتستفتي فتاة في أنَّ شقيقتها ستسافر مع زوجها الذي يُعِدّ دراسة جامعية ستشغله عنها وهي وحيدة، وتريد شقيقتها لتؤنس وحدتها في غربةٍ مؤلمة، لكن صاحبنا، الشيخ المفتي، يُحَرّم سَفرَها خشية أنْ يأتي الزوجُ فجأة في غياب شقيقتها، ويراها، ثم يحدث بينهما لقاء الشياطين!
سيقول قائل بأنها نماذج فردية ونادرة الحدوث، ومشاهد مستقطعة لحاجةٍ في النفس، لكن الحقيقة أنَّ شعبنا السعودي وقع في أسْرِ المؤسسة الدينية، وقيّدت فكرَه، وأمسكت برقبته، واغتالت ابداعاته، وسرقت حُرّيته، وداست على كرامتِه، وخنقت روحَه، ولوَّحَتّ في وجهه بصكوك الغفران.
معاذ الله أنْ أكون من الجاهلين، فقد تعرّفت على المملكة في أول زيارة عام 1985 ولازلت أذكر وصولي إلى مطار جدة، وكيف تم تفتيش الواقف أمامي وهو مواطن دانمركي وفتح كل حقائبه، ولما جاء دوري ابتسم لي الموظف مرحبا بدماثة خلق لطيفة.
وكان مضيفي الدكتور عبد الله عمر نصيف أمين عام رابطة العالم الإسلامي(سابقا)الذي ربطتني به علاقة دافئة، وصداقة جميلة وفكرية شهدتها مكة وجدة ومدريد وإشبيلية و أيضا أوسلو عدة مرات.
مشاعري تجاه السعوديين ترقى إلى أجمل صور المحبة، وتجاربي غير الرسمية كانت معظمها جيدة، ومفعمة بدفء شديد، لهذا كتبت كثيرا أناشد الملكَ تحريرَ شعبنا السعودي من عبودية الفتاوى، وتمنيت عليه في مقالات عدة أنْ يجعل مملكة الصمت إشعاعاً لحقوق الإنسان، ويُلغي نظامَ الكفيل وهو النظام المناهض تماماً للإسلام وتعاليمه، ويمنح المواطنَ حرية الفكر، والكتابة، والمعارضة، والاختيار، ويفرج عن المعتقلين ظلما وعدواناً، ويرفع رقابة المؤسسة الدينية التي تتحكم في كل شاردة وواردة من حياة المواطن السعودي، ويحلّ هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فشعبنا السعودي أكرم وأشرف من أنْ يحركه السوط على الظهر..
وتمنيت على خادم الحرمين الشريفين أيضا العدالة والمساواة بين كل مواطنيه، وأنْ لا يشعر أبناءُ البلد من الشيعة أنَّ حقوقهم أقل ولو درجة واحدة من اخوانهم السُنّة، وأن يذهب جزء كبير من ميزانية الدولة إلى صناعة جيش قوي، ومصانع سلاح محلية، وأن تتساوى المرأة والرجل في الحقوق والواجبات، وأن يتغير مفهوم الإسلام لتنضم إليه فروض جديدة مثل التأمين الصحي، والعلاج المجاني، ومحاربة الفقر، ومعاشات كريمة للمُسّنين، واعتبار وجود فقير واحد أو محتاج أو متسوّل مع تلك الثروة الهائلة كفر بديننا الحنيف!
لقد صادرت آلافُ الفتاوى أجهزة الدفاع الطبيعية في جسد الرجل من حب، وعشق للموسيقى، وأحاديث عفيفة مع زميلة الدراسة والعمل، وأحاديث عائلية مع ابنة الخال وابنة العم وتلك الجارة الجميلة التي كبرت على مقربة من عينيه ، لكنه لا يعرف الدنيا إلا بقائمة المُحَرّمات والتي تزيد أضعافا مضاعفة عما حلل الله لعباده.
لقد آن الوقتُ الذي يُعيد فيه السعوديون بناءَ وطنهم من جديد، ويتحرروا من سوط المطاوعة، وفتاوى العلماء والفقهاء، وكراهية المرأة واحتقارها، ولو أقسم الجميعُ أنها مَلِكة متوّجة في بيت زوجها.
إذا أردت أنْ يهاجمك الناسُ من كل حدب وصوب، فما عليك إلا أن تكتب مقالا يجمع بين المديح والغزل في نظام الحُكم السعودي، وتلك لعمري هي الخسارة الفادحة التي مُنيَتْ بها المملكة، والتي تصغر بجانبها كلُّ الخسائر الأخرى على الساحة السعودية.
السعودية خسرت تعاطف العالميّن العربي والإسلامي بسبب مصانع الكراهية التي استقطبت قوى التشدُّدّ باسم الدين، وفي العقد المنصرم تفجّرت في الأفئدة والعقول فتاوى البغضاء التي تبدأ من عدم تهنئة غير المسلمين، ورفض مصافحتهم، وعدم الاعتراف بحقهم في طقوسهم الدينية، وتمرعبرعالَمٍ بورنوجرافي لم يبق منه إلا خطوة واحدة وهي وأد المرأة في رمال الصحراء لئلا يراها الرجل، أعني خشية أن تمر على خيال الرجل حتى وهي داخل سبعين خيمة.
مستنقعات اليمن ستأكل الأخضرَ واليابسَ في السعودية إذا استمر الوضعُ الكارثيُّ على الحدودِ، وثنائية العرشِ في المملكة ترجح كفتَها المؤسسة الدينية، والانفجارُ الجنسي قادمٌ لا محالة وهو أشدّ هوّلا وتدميراً من ثورة الجوعى، وانتفاضة الغاضبين.
تلك رسالة حب للسعودية وأهلها وشعبها الطيب، والشيطان فقط هو الذي يستطيع أن يعثر في ثناياها على ذرة كراهية!
الأستاذ محمد عبدالمجيد .. أحييك على قلمك الذي يأخذ حبره مباشرة من قلب يمتلئ حبا وإنصافا لأخواننا في العربية السعودية ، أرجو أن يقرأ مقالتك السعوديين والعرب عموما ، فإنها كروشتة علاج كتبها طبيب متمكن .. أرجو أن يناقشوا مقالك في سهراتهم .. وأن ينتصروا لكرامتهم التي نزعتها منهم الوهابية ..
يا سيدي، لك توكيداً ما نشرته العربية نت يوم 10 مارس 2010 نعم 2010 واظنها قبل الميلاد.. يقول الخبر
الحكم نفذ في منطقة حائل
السعودية.. جلد شابين في قضية خلوة مع عجوز الـ 75 عاما
نفذت شرطة مدينة الشملي التابعة لمنطقة حائل حكم الجلد الصادر من محكمة المدينة على شابين متهمين بقضية خلوة شرعية مع سيدة عربية تبلغ من العمر 75 عاما، الأربعاء 10-3-2010.
وزعم أحد الشابين أثناء القبض عليهما أن السيدة والدته من الرضاعة، لكن حكم القاضي نفى ذلك، وحكم على السيدة بالسجن 4 أشهر، وجلدها وترحيلها من البلاد، بينما حكم على الشابين بالجلد والسجن لكليهما.
يذكر أن عضوين من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مدينة الشملي بحائل قد القيا القبض على شابين هما "فهد" و"هديان" إثر دخولهما منزل "المرأة العربية"، حيث أكد الأول أنه ابنها من الرضاع واصطحب معه الثاني لتوصيل خبز للمرأة، لكنه تبين فيما بعد أن فهد ليس ابنها من الرضاع، حيث سبق ميلاده ميلاد ابنة المتهمة بثلاث سنوات ونصف.
وكان الشاب المتهم "فهد" (23 عاما) ذكر أن المرأة هي والدته بالرضاعة وزوجة خاله في نفس الوقت وأنها اتصلت به طالبة منه إحضار خبز لها نظرا لعدم مقدرتها على ذلك.
أما "هديان" (50 عاما) الذي قام بإيصال المتهم الأول "فهد" إلى منزل المرأة لإعطائها الخبز: " إنه وبعد خروجنا من البيت وعلى بعد200 متر تم إيقافنا من قبل الهيئة وكانوا ملثمين وأكثر من ستة أشخاص ليطلبوا منا الركوب معهم بسيارتهم وعندما طلبنا منهم الأوامر القاضية بذلك قالوا تجدونها بالشرطة وتم تسليمنا للشرطة التي احتجزتنا طوال تلك الليلة دون سبب واضح لذلك".
وقال متعجبا: "أنا أبلغ من العمر خمسين عاما والعجوز تبلغ من العمر الخامسة والسبعين والولد ابنها من الرضاعة وزوجة خاله فأين الخلوة غير الشرعية من ذلك ولماذا لم تتثبت الهيئة من هذا الأمر قبل إقدامها عليه".
من جانب آخر أحيل شاب عربي في حائل إلى المحكمة، إثر بلاغ من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بسبب احتفاله بحمل زوجته بشكل صاخب.
والعهدة على: http://www.alarabiya.net/articles/2010/03/10/102691.html
دعوة للتبرع
إمام فاجركاذب: ماحكم الصلا ة وراء إمام جائر أو كاذب أو سارق ؟...
عملية تجميل : السلا م عليكم لدي سؤال أرجو إعطائ ي إجابة...
مجرمو الصحابة : يقول الله سبحان ه وتعال ى : (وَإِ ْ ...
مودة بالأوثان: ما معنى أوثان ا في قوله تعالى {وَقَ لَ ...
سؤالان : السؤا ل الأول : ما رأيك فى ( سفاح التجم ع )...
more
أخي ليس غريباً عن قلمك المنصف وفكرك الراقي من أن يكتب مقالاً ,لينصف المعذبون في ا{ض السعودية ,هؤلاء الذي وأدتهم الفتاوى السلفية الوهابية.فصار معظمهم يمارس عادة النفاق ,تراهم في الخارج وكأنهم جاءوا من كوكب أخر ....من كثرة الحجر عليهم وعلى عقولهم ,تراهم يمارسون كل أنواع المحرم في مجتمعاتهم.
هل يعقل أن يعيش الإنسان طيلة حياته بشخصيتين متناقضتين.
يا أخي لي أصدقاء كثر في المملكة. تصور عندما يكزنوا في زيارتي ,يجلسومن معنا هم وزوجاتهم اللواتي نحترمهن أنا وزوجتي ...نستمع إليهن وعن معاناتهن الشيء الكثير .وعندما أزور المملكة وأتشرف بضيافتهم الى منازلهم ...محرم على زوجاتهن الجلوس معنا ....أي أنا وزوجها فقط....هل يمكنك تفسير ذلك. ....نعم مقالتك في الحقيقة فسرت لنا كل شيء.