زهير قوطرش Ýí 2009-02-07
لا بديل في الوقت الراهن.
أصبحت هذه المقولة حقيقة ومسلَّمة مادية تعيش في وعي شعوبنا العربية .وأقصد الشعوب العربية التي قُدرَ لها أن تعيش في ظل أنظمة شمولية استبدادية .
ومما يثير الدهشة أن القوى السياسية المعنية بالتغير الديمقراطي في تلك الدول والتي من المفروض أن تقوم بفعل التغير أصيبت بمرض ازدواجية الموقف,هي تعلن عن ضرورة التغير في برامجها ودعايتها السياسية,ولكنها بالمقابل تعتمد مبدأ (حالياً لا يوجد البديل).
المواطن في هذه الدول وضَع أمام خíte;ارين لا ثالث لهما من قبل الدعاية الرسمية المفبركة من قبل الأنظمة الشمولية,إما أن يقبل بهذه الأنظمة على ما هي عليه من استبداد, أو أن يكون البديل هو الإسلام السياسي المتمثل بحركة الأخوان المسلمين أو التيارات الإسلامية المتشددة ,ونجاح الإسلام السياسي كما يشاع معناه تعطيل الديمقراطية طالما تمكن الإسلام السياسي من الحكم,لأن الحركات الإسلامية تعتمد مبدأ الحاكمية الإلهية في الحكم, حيث لا يمكنها انطلاقاً من تراثها الإيديولوجي الوهابي تناوب السلطة مع العلمانيين وغيرهم ممن لا يوافق تصوراتهم وفكرهم أحادي التوجه. وستعمل قدر الإمكان على إعادة عقارب الزمن الى الوراء(طالبان).
هذا الخيار الذي وضعت أمامه تلك الشعوب أفضل ما يقال فيه, أنه أمران أحلاهما مرٌ. المواطن في هذه الدول صار يعيد إنتاج الأمثال القديمة ويسوُّقها كنوع من التخفيف على الأنفس ,مثلاً: (من تزوج أمي صار عمي)...(وبطيخ يكسر بعضه). حتى أن أحد الأصدقاء المقربين من الذين ناضلوا في سبيل الحرية والديمقراطية عمراً, صرح لي أن الخيارات أصبحت معدومة ,لهذا نحن أمام واقع أصبح فيه المواطن يعيش في ظل هذه الأنظمة كقطيع الغنم يأكل ويشرب وينام ويتظاهر خوفاً ورهبة , ويردد لا حول ولا قوة إلا بالله,لأن البديل أكثر شراسة واستبداداً.وكما قيل (اللي بتعرفه أحسن من اللي بدك تتعرف عليه).
لا يوجد حالياً بديل .
هذه المقولة تم أعداها وطبخها وتسويقها في مطابخ دوائر الإعلام المخابراتية للأنظمة الشمولية ,التي تفبرك للمواطن مثل هذه المقولات و النكت السياسية وغيرها من الدعايات الإعلامية وخاصة منها التي تنتقد بعض المسؤولين من الدرجة الثانية أو الثالثة للتنفيس عن الاحتقان الذي تعاني منه هذه الشعوب, وإجبارها على القناعة بقبول الأمر الواقع. لقد نسيت هذه الأنظمة , وحتى الشعوب المغلوب على أمرها مع كل أسف حقيقة هامة ,وهي أن هذه الدول يحكمها أهل العلم والمعرفة.هذه الدول يدير شؤونها عدد كبير من الموظفين الأخصائيين في شتى المجالات ليس لهم علاقة با لأحزاب الحاكمة والحزبية أصلاً , نسي هؤلاء أن من ينتج القيمة المادية هم العمال والفلاحين والحرفيين الذين لا هم لهم سوى إعالة أنفسهم وأهليهم.نسيت الشعوب أن الحكام المستبدين هم كالسرطان ,يحكمون بواسطة الأجهزة الأمنية التي تحمي مصالحهم الطفيلية المتمثلة بسرقة قوت شعوبهم والتخوص فيها .هم أجبن مما يُتصور ,لأنهم لو كانوا يمثلون شعوبهم بحق وحقيقة, من خلال صناديق الاقتراع بشكل نزيه, ,لما كانوا بهذا العهر والجبن والخوف على كراسيهم المصنوعة من الصمغ العربي الأصيل.
لا يوجد بديل.
مقولة فيها استخفاف بشعوب هذه الأنظمة,فيها استخفاف بإمكانياتها. نسي هؤلاء الحكام أن كل حاكم ,وكل حكم له نهاية .فهل تنتهي الشعوب بنهايتهم.الشعوب مهما كانت هي حية ومتطورة وقادرة على حكم نفسها بنفسها لأن البديل موجود في أبناء هذه الشعوب .كم من الحكام المستبدين انقلبت عليهم شعوبهم بفعل داخلي أو مساعدة خارجية واثبتوا أنه لديهم القدرة على اختيار ممثليهم بشكل حر وديمقراطي من وسط المواطنين المخلصين والاصلاحين التنورين الذين لديهم , الإمكانيات والكفاءة للقيام بأعباء الحكم , إلى متى ستبقى هذه الشعوب أسيرة لهذه المقولة الكاذبة .
لا يوجد بديل في الوقت الراهن, وهذا الوقت الراهن في نظر الحكام له صفة الديمومة الأبدية.البديل موجود دائماً وأبداُ لأنه قانون الحياة .كفاكم يا حكام الاستبداد خداع شعوبكم .كفاكم اعتبار أنفسكم خالدين . الخلود في الدنيا للشعوب وقواها المخلصة فقط..
أشكرك على مرورك الكريم. واؤكد لك .أن هذه الانظمة التي تخدع شعوبها بعدم وجود البديل،هي واهمة جداً ،وهي تعرف أين هو البديل لهذا تضيق عليه وتحاول أبعاده أو التخلص منه.ونسيت أن فكر هذا المبعد وهذا الاصلاحي هو الوسيلة التي ستغير بغض النظر عن الاشخاص.
هذا ما أبحث عنه .البديل !!!!!! وهل ماتت في شعوبنا كل الامكانيات والمؤهلات التي يمكننا أن نقول عنها أنها البديل.أين الاحزاب التقدمية والعلمانية والتنويرية .أليست لهذه الاحزاب السياسية جماهير عريضة كان لها في فترة من الزمن دوراً تاريخياً هاماً. لماذا صار البعبع الاسلامي السياسي يرهبنا . أليست دعاية الحكام في أن البديل لن يكون إلا اسلامياً هي مقولة لاطالة فترة حكمه.أنا لا أدعو الى التغير الجذري وحرق المراحل...لكن ليكون لهذه القوى أخيراً صوتاً مسموعاً في السلطات التشريعية .صوتاً يوازن سياسة الرعب الذي ابتلينا به .البديل يا أخي موجود صدقني ..لو أستطعنا تجاوز عقد الخوف هذه .المعارضة في سوريا على ضعفها هي في السجون ,لكنها صنعت شيئاً وهي في سجنها ، قالت للنظام ،نحن لانريد البديل ولا نريد تغيرك تغيراً جذرياً ولا نريد تدخل الخارج لتبديلك ...نحن نريد مصالحتك من خلال طوي صفحة الماضي والعمل على اشراك كل المتنورين في صتاعة القرار.أعتقد هذا الطريق هو اسلم الطرق حالياً للتغير.
الأستاذ زهير مقالة بسيطة وقوية ، أتفق معك أن عبارات مثل مفيش بديل ، مفيش فايده ، أنت حتصلح الكون ، ..الخ من سلسلة الأقوال المحبطة والمخزية هو من صنع الأجهزة الأستبدادية في بلادنا فكل قول من هذه الأقوال وغيرها يعتبر مسمار عملاق يثبت كرسي الحكام المستبدين أبد الآبدين ، والغريب أن العديد من المثقفين ينساق وراء هذا الهراء بدلا من أن يبحث عن حل ، فإذ به يزيدها صعوبة ويقبلها ويبلعها عن قصد أو بدون .. وبصفته مثقف ومؤثر فإنه دون أن يدري ينقل هذه العدوى إلى أجيال قادمة ، وهذه هي مصيبته على قومه ، .. ولذلك أؤيدك أستاذ زهير بإن البديل موجود وبكثرة في بلادنا هم كثيرون وسيخرجون عند الاختبار .
أشكرك على مرورك الكريم.واتفق معك بما ذهبت إليه. وأتفق معك بأن البديل موجود.لإن سنة الكون تقول لنا أن الاصلاحين والمتنورين لن تعدمهم أوطاننا .هم جاهزون وكما قلت , سيخرجون عند الأختبار.لهذا أدعوا كل مخلص في عالمينا الاسلإمي والعربي ,أن يتحلى بالجرأة ليقول كلمة الحق ,هذه الكلمة هي القنبلة الذرية التي يخاف منها كل مستبد ,وكل مؤسسة دينة تراثية.والتغير قادم إن شاء الله ,
تحية مباركة طيبة وبعد
أخي العزيز الفساد والعفن طالنا جميعا حكاما ومحكومين ، لذا لا أرى بديلا سوى في قول الله جل جلالة " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " ، وعليه يجب أن نتعرف على ما في أنفسنا ويحتاج إلى تغيير ، ثم نبحث عن آليات التنفيذ .
بغير ذلك سيستمر الفساد بل والضياع .
دمت أخي بكل خير .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
معك كل الحق. ولكن سؤالي كيف علينا أن نساهم في التغير ,وإيصال الفكر الى أوسع قاعدة شعبية في عالمينا الإسلامي والعربي؟.الفساد آفة العصر وآفة عالمنا العربي , والفساد يبدأ من الرأس دائمأ .لهذا علينا أن نغير الرأس الفاسدة لكي يصلح الجسد, وصلاح الجسد هو طريقنا الأصلاحي الذي يجب أن يستمر ويمتد الى أكبر قطاعات شعوبنا .أشكرك يا اخي.
ما تتحدث ابه أخونا الأستاذ زهير لهو أحد ثمرات الأستبداد السياسي ، حيث أنهم احتكروا السلطة فيهم هم وأبنائهم من بعدهم لدرجة أن الحلم الذي هو بداية الأصلاح والتغيير أصبح بعيد المنال عن شعوبنا ، لذلك أخي الفاضل يجب عودة ثقافة الحلم اولا عند شعوبنا الذي هي بداية التغيير .
تحية مباركة طيبة وبعد
للإجابة على سؤال حضرتك أقول :
علينا يا أخي بالعمل الجماعي فيما بيننا كأهل للقرآن أولا ، ولكن مصيبتنا في أننا مختلفين ونعيق وسائل إصلاح الفكر الديني بحجج واهية .
وحتى نفيق سنستمر في هذا التدهور .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أتفق معك دكتورنا الكبير ،مع تعديل بسيط ،بدل الشنق والأمعاء ولغة الدماء ،ممكن (الحجر على آخر ملك مع آخر كاهن ) وإقامتمهما جبرياً فى قصر مشيد هناك فى البرارى لأن المصلحين الحقيقيون لا يستخدمون لغة الدماء ،ولا يوافقوا عليها أبداً .
بالطبع نشهد لهم بالتميز في فن التنفيس عن معاناة الشعوب . ولكن سرعان ما ينكشف أمرهم بفقد مصداقيتهم ، وحرق أوراقهم وتجريدهم مما يحيطون به أنفسهم من هالة وزحلقة كاذبة .فالطبع يغلب التطبع غالبا .وخاصة وأن الشعوب تشكوا بمرارة فلم يعد التنفيس يجدي . وأتصور بأن هذه الفئة الأجدى لها أن تعمل في أفلام تسجيلية تناسب موهبتهم الفذة وأظنهم أصبحوا أعدادا كثيرة لا يستهان بها .
كلمة السيدة سهير الأتااسي في مؤتمر أصدقاء الشعب السوري
يا أهل مصر الحبيبة .ارحموا عزيز قوم ذل
تعديل قانونى بسيط ينقذ مصر من خطر محيط
ماذا قال الرئيس أوباما في أزمة ليبيا
دعوة للتبرع
رعاية الطفل: ماذا عن الرعا يه الصحي ه للطفل في القرا ن ...
شرعة ومنهاجا: لِكُل ٍّ جَعَل ْنَا مِنْك ُمْ شِرْع َةً ...
حبل الشيعة .!؟ : يستدل الشيع ه بالتم سك بالقر ان والعت ره ...
استحلال السرقة : الفتو ى باستح لال سرقة الدول ة الأور بية ...
أصحاب السبت: أريد أن اعرف من سيادت كم قصة أصحاب السبت الذى...
more
أخى الحبيب الأستاذ زهير قوطرش - بارك الله فيك ،وفى قلمك الصالح المُصلح دائماً .أخى الحبيب ، نعم قد تكون أمتنا العربية تمر بمرحلة دب اليأس فى نفوس شعوبها ،لما طالهم من إستبداد حاكميهم ،ولكن ،نحن لدينا أمل بوجود المحترمين والمخلصين من أمثالك ،وبكتاباتهم التنويرية ،والتى ستوءتى أُكلها عما قريب إن شاء الله .وأعتقد يا أخى أن القادمين من الحكام العرب سيكونون (أفضل بإذن الله تعالى) رغماً عنهم ،وإلا فإنهم سيسبحون ضد تيار المدنية والزمن فى آن واحد ،وسيلفظهم الزمن .وأعتقد أنه ما زال على الإصلاحين دور أكبر فى المرحلة القادمة ،والله المستعان .