قد يعترض أعداء الإسلام علي قول الله تعالي عن النبي صلي الله عليه وسلم:
"لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) (الأحزاب 21).
فعلام يبنون اعتراضهم هذا؟!!....وهل كانوا صادقين فيما يقولوا؟؟!!
أول ما اعترض به أعداء الإسلام هو ما روي من أن النبي صلي الله عليه وسلم قد قتل امرأة مُسنة من حكيمات العرب تُدعي بأم قرفة، وراح أعداء الإسلام يُمعِنون في وصف عملية القتل، وكيف تم ربط رجلي المرأة كل واحدة في جمل، ثم ضُرِب الجملان كل في اتجاه معاكس للآخر، فشُقِّت العجوز نصفين، ثم يقولوا: كيف يفعل ذلك الأسوة الحسنة، وكيف نقول إنه أسوة حسنة وهو يفعل ذلك؟!
ثم راح يعدد حوادث الاغتيالات التي نُسِبَت لرسول الله، وللمسلمين في عهده صلي الله عليه وسلم.
وبرغم أن بعض أعداء الإسلام يتشدقون بأنهم قراء جيدون، وبأنهم يُحبون القراءة، وبأنهم يُنقبون في كتب المسلمين منذ عشرات السنين، إلا أنهم لم يكتسبوا الصدق، وما زالوا يفتقرون إلي الصراحة حتي يومنا هذا، ولذا فمن مرض شخصياتهم أنهم استمرأوا الهجوم علي رسول الله "الأسوة الحسنة" بروايات كتب يعلمون هم جيداً كما يلعمون أسماءهم أنها كتب متدنية في التوثيق إلي أدني الدرجات، وتفتقر إلي الصدق في معظم أخبارها إن لم يكن كلها، وهم يعلمون قول ابن حنبل المشهور في المغازي "ثلاثة كتب ليس لها أصول: المغازي، والملاحم، والتفسير".
ولو كان هؤلاء الأعداء منصفين مع أنفسهم لعلموا أن الرواية عموماً لا تُفيد إلا ظناً، ولذا فهي ليست من مصادر العلم، فكيف إذا ما كانت تضاد وتخالف القرآن علي خط مستقيم في هذه النقطة تحديداً، وفي الكثير من مسائل الرواية عموماً؟!
ولو راجعنا قرآن رب العالمين فسنجد التكذيب لمن اتخذ موقفاً معادياً للإسلام، ولكل من تسول له نفسه التطاول علي رسول الله، شاهد بالكتاب عليهم في الدنيا إلي أن يوقف الخلف عند ربهم ليسألهم ماذا فعلوا في حياتهم.
أما أعداء الإسلام فكان مصدرهم في إهدار أسوة الرسول صلي الله عليه وسلم روايات نقلوها من كتاب "المغازي" للواقدي الكذاب عند أهل الرواية (الذين يكذبون هم أصلاً بقصد أو بدون قصد في معظم رواياتهم)، وكتاب البداية والنهاية لابن كثير، وهو مرتع للأوهام، وكتب أدني من ذلك، ونحن لسنا بصدد تحليل مصادرهم، ولكن سنطالع شخصية الرسول صلي الله عليه وسلم من كلام الذي قال عن نفسه:
(اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثًا) (النساء 87).
وبالطبع فلا أحد أصدق من الله عز وجل، سبحانه وتعالي، وتقدس وتبارك، لا شريك له، لم يلد، ولم يولد، ولم يكن ثالث ثلاثة، ولم يكن له شريك في الملك، ولا ولي من الذل.
أولاً: الأسوة من القرآن:
جاء ذكر الأسوة في القرآن بثلاث مواضع، مرة بسورة الأحزاب، ومرتان بسورة الممتحنة، وهما:
(قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ).
(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)
وبالطبع يستطيع أي مسلم أن يتخذ من إبراهيم أسوة حسنة، لماذا؟!
لأن الله تعالي قد وصفه في القرآن بأحسن الأوصاف التي يتمناها المؤمن لنفسه، كقوله مُنَزِّل الحق:
(إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ) (هود 75)
(إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (النحل 120).
ولكن السؤال لهؤلاء الأعداء غير المنصفين الذين لن نحصل منهم علي إجابة بالطبع هو:
هل تستطيعوا أن تقولوا لبني مذهبكم خذوا من إبراهيم أسوة حسنة مما هو موجود عنه بالكتاب المقدس؟!
بالطبع لن تستطيعوا لا أنتم ولا غيركم ممن يؤمنون بالكتاب المقدس أخذ "إبراهيم الكتاب المقدس" أسوة حسنة.، فقد صور هؤلاء المؤمنون بالكتاب المقدس أن خليل الله إبراهيم في سفر التكوين وهو يحث امرأته علي المبيت مع فرعون من أجل عرض من عروض الدنيا، كما صوروه بأنه يعيد الكرة مرة أُخري فيعود ليحث امرأته علي المبيت مع ملك جرار وأيضاً لأجل عرض من عروض الدنيا!
وعليه فلا يستطيعوا هم وأسلافهم أن يقولوا مثلنا قول الله تعالي بقرآنه المحفوظ:
(قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ).
لأنه لو أخذ كل مؤمن بالكتاب المقدس إبراهيم أسوة حسنة فلن يكون عليه شئ من إعارته زوجته للأثرياء لتحقيق المصالح الدنيوية، ولو بحجة ثقته في زوجته!!
فأين هذا الديوث الذي سيقبل بهذه الأسوة من الكتاب المقدس؟!
هذا هو وجه بسيط جداً بين قرآن الله المحفوظ به وكتاب اليهود والنصاري الذي تُرِك حفظه للبشر، وهذا هو وجه بسيط جداً يجسد الفرق بين الحق والباطل،.... فهل ستتأمل سوف تتأملون في ذلك يا أهل الكتاب أم سيظل كل منكم كالحمار الذي يحمل أسفاراً؟!
ثانياً: أسوة الرسول في القرآن:
عندما أشار الله إلي كون محمد هو أسوة حسنة كأبيه إبراهيم فقد سبق ذلك بكثير من أوصاف الأسوة الحسنة، فقال ( مثلاً) عنه سبحانه:
عبادته (ص):
فهو يسبح بحمد ربه قبل طلوع الشمس والغروب، وبالليل وأطراف النهار:
(فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى) (طه 130).
ثم هو (ص) يقوم الليل:
(إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ) (المزمل 20).
خشوعه في الصلاة وعبادته عموماً:
(وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً)
أخلاقه (ص) مع المؤمنين:
1- رأفته ورحمته بالمؤمنين:
(َقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ)
(وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ)
2- خلقه العظيم:
(وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)
(ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ)
وإنه لين هين ليس بالفظ ولا بغليظ القلب:
(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ).
خشيته لله:
ثم هو (ص) يخاف أن يعصي ربه، ويعمل حساباً ليوم الحساب:
(قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ)
(ِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ).
تواضعه:
(قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ)
(قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً)
(وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ اللّهُ خَيْرًا اللّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ).
(وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى* وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى).
أخلاقه مع غير المؤمنين:
1-إجارته للمشركين برغم كل ما فعلوه:
(وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ)
2- إحسانه إلي الأسري معنوياً ومادياً:
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الأَسْرَى إِن يَعْلَمِ اللّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).
(وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا).
(حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا).
3- إحترامه للعهود والمواثيق والعقود:
(وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)
(وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً).
(إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ).
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ).
ولن أستطيل في إيراد الآيات الدالة علي خلقه العظيم صلوات ربي وسلامه عليه وعلي عيسي وموسي وكل أنبياء الله تعالي ورسله، ويكفيهم كلهم شرفاً انتمائهم لرب الفضيلة والخلق، رب الفطرة الصالحة والضمير الحيّ الذي يحول بيننا وبين معصيته سبحانه، وما يهمنا هو أن نقرر:
أليس صاحب مثل هذه الأخلاق الحميدة بالأسوة الحسنة؟!
ألا يُحِب كل مؤمن أن يتقرب إلي الله تعالي بمثل هذه الأخلاق؟!
فما الذي لا يعجب أعداء الإسلام في هذه الأسوة؟!
لقد ترك أعداء الإسلام كل هذه الأخلاق الثابتة عنه (ص)، بنص القرآن ثم راحوا يشنأوا الرسول (ص) بروايات سيرة ابن هشام ومغازي الواقدي الكذاب، وبالطبع لم ينسو أن يطعموها ببعض روايات البخاري ومسلم التي نصت علي اغتياله لبعض كفرة اليهود وغيرهم ممن لا نعرف عنهم إلا قصصاً في أحسن أحوالها ترقي لروايات الكتاب المقدس التي عاينا بعضها سلفاً بالسطور السابقة.
إن الذين يقومون بربط النساء من أرجلهن في الخيول ليتمتعوا برؤيتهن وهن يتقطعن إلي نصفين ليسوا هم رسل الله ولا المؤمنين بالله، ومن يصدق ذلك عن رسل الله وعن المؤمنين فهو أبعد ما يكون منهم، وما هذا الكذب الذي ألصقه الرواة للنبي وفرح به هؤلاء الأعداء الألداء ذوي النفوس المريضة إلا كالذي صوروا به داود في الكتاب المقدس من أنه قتل مائتي فلسطيني ليأخذ أغلفتهم ويقدمها مهراً لخطيبته، وكالذي صوروا به داود من أنه كان يشق الأسري بالمناشير، ويسحق رؤوسهم بالفؤوس!!!......حاشاه وحاشا للرسل جميعاً.
وبالطبع فهم من منطلق إيمانهم بالكتاب المقدس يؤمنون بأن داود عليه السلام فعل ذلك وهو نبي الله ورسوله، فما الذي سيمنعه من أن يقول بذلك عن محمد وهو يكفر به؟!!
فهم متمرسون في تلقي الكذب ثم إعادة تصديره، وهم كحاطب الليل لا يميز الحطب من الثعابين، وسأذكرهم يوم القيامة أو الدينونة كما يسمونه بأنني قد حذرتهم من عاقبة مسلكهم السيئ، وسأذكرهم بأنني كتبت تلك المقالة المخصوصة لهم لتكون حجة عليهم وعلي السائرين علي دربهم من محاربة القرآن وربه ورسوله، ويومئذ فلا يلومون إلا أنفسهم.
اجمالي القراءات
44737