ابراهيم عيسى Ýí 2008-07-14
يتخصص مسئولو مصر وحكامها في أن يأمروا الناس بالبر وينسون أنفسهم، نعطي دروساً في الأخلاق السياسية ونحن نفعل عكسها، كما قال المسيح عليه السلام «تري القشة في عين أخيك ولا تراها في عينك». كانت مصر متخصصة في رؤية قشة أخيها، إنما هي فعيونها عيون المها. كانت صحيفة مصرية حكومية مشهورة برسم زعيم عربي بكسرونة مجانين، ووصفه بأنه مناخوليا، وكانت رسوم الكاريكاتير تنزل ترف علي القراء كل يوم بالزعيم العربي علي القصرية، ولم يشعر أحد ساعتها ولا حتي الآن أن هذه إهانة لشعب عربي شقيق، حين نصف رئيسه بأنه مجنون، ولم يعتذر أحد مننا لهذا الشعب الذي مسحنا بكرامة رئيسه ما تمسح به الأشياء، حين كان زعيمنا يخرج يقول عن زعيمهم الولد المجنون بتاع الدولة الفلانية، هل تتصور أننا لم نخطئ في حق شعب عربي يومها، ثم عندما كان ممثلو المسرح الصيفي في القاهرة منذ عام 1990، وكنوع من نفاق الجمهور الخليجي يخرجون كل يوم علي خشبة المسرح وهم يلبسون لبس صدام حسين ويسخرون منه، وهات يا تريقة وسط قهقهة السواح العرب، ألم تكن هذه إهانة للشعب العراقي، فضلاً عن تصوير صدام علي هيئة مصاص دماء علي أغلفة المجلات والكتب، ثم ما فعله الرئيس أنور السادات ـ رحمه الله ـ حين استقبل شاه إيران بعد خلعه من عرش طهران بثورة شعبية هائلة، ورغم رفض قطاع واسع من المصريين لهذه الاستضافة، لكن الرئيس السادات ـ رحمه الله ـ أصر بصرف النظر عن دوافعه في استقبال إمبراطور ديكتاتور وسفاك دماء سجن آلافاً من أبناء شعبه، واعتقل ونكل بكل معارضيه، ألم يكن هذا الموقف الساداتي سبباً طبيعياً بديهياً لإيذاء مشاعر شعب إيران الذي عاني المرار من إمبراطوره الديكتاتور، ولاحظ أن شاه إيران كان مطلوباً للمحاكمة، وأن الثورة ضد الشاه لم تكن إسلامية الهوي في بدايتها، بل كانت تحت قيادة اليسار والاشتراكيين والديمقراطيين مع الإسلاميين الذين تمكنوا بعد فترة من الإطاحة بشركاء الثورة، وسيطروا عليها، فالخصومة إذن كانت مع شرائح عريضة ومختلفة من الشعب الإيراني، ومع ذلك فالمسئولون المصريون لا يجدون أي مشكلة في تحدي مشاعر الشعوب الأخري، بينما نحن مشاعرنا من زجاج، سبحان الله، أليست إيران تلك التي تخرج علينا أفواه السياسيين المصريين الموالين لأمريكا والممولين وهابياً كي يحذروا الشعب المصري منها ومن تشيعها الذي تريد تصديره، ومثل هذا الإلحاح المصري الرسمي المشابه حتي التطابق مع الموقف الإسرائيلي ضد امتلاك إيران قنبلة نووية، ألا يفكر سادة الحكم في بلدنا أن هذا التهييج يهيج فعلاً مشاعر متطرفين في الشعب الإيراني، الفيلم السخيف الذي يدين الرئيس السادات من إنتاج معية إيرانية أصولية متشددة، وليس من إنتاج إيران الدولة، ولا هو فيلم مهم ولا مشهور بل مغمور تماماً بلا أي جماهيرية، فليس كأفلام السينما الإيرانية التي تحصد الجوائز العالمية في السنوات الأخيرة ، والغريب أن أمريكا أنتجت في السنة الأخيرة أفلاماًً مهمة وناجحة تتهم حكومة مصر بأنها تعذب معتقلين لصالح الحكومة الأمريكية، وأن وزراء في مناصب حساسة يتم إغراؤهم بالنساء، ومع ذلك لم يغضب أحد في الحكم المصري عكس ما جري مع فيلم إيراني مجهول، لكن يبدو أن مصر الرسمية منزعجة من نفوذ إيراني وليس من فيلم إيراني ، في ذات السياق، يأتي هذا التعامل الفظ والغليظ مع قطاع واسع من العراقيين الذين لجأوا إلي مصر، وجاءوا فراراً لها من احتلال أمريكا للعراق، فإذا بنا ننسي في منتهي الغرابة والنكران للجميل أن هذا الشعب العراقي هو الذي تحمل ملايين المصريين الذين سافروا للعراق في السبعينيات والثمانينيات وكيف عمل مئات الألوف من المصريين في بغداد والبصرة والموصل وغيرها، وفتحوا بيوتاً في مصر ومحال وشركات، وتزوج آلاف الخريجين الذين كانوا عاطلين في مصر من رزقهم وعملهم في العراق، ورغم حوادث كثيرة، بعضها بسبب تعرض للأعراض وبعضها لمنافسة الغربة والغرباء، إلا أن العراق لعبت دوراً في مد شريان الحياة المادية لملايين من المصريين علي مدي أكثر من حقبة من الزمن، ومع ذلك فها نحن لا نطيق العراقيين في 6أكتوبر وفي القاهرة لأنهم اشتروا بيوتاً ورفعوا الأسعار، أو لأنهم شيعة، ولا أعرف ما هي الكارثة في أن بعض العراقيين الذين لجأوا إلي مصر شيعة!! هل لهذا الحد نسينا إغاثة الملهوف ونجدة اللاجئ، إلي هذا الحد لم نعد نتمتع بقيم وأخلاق التضامن الإنساني، ثم ما الذي يضرنا من أن بعض العراقيين شيعة، فيها إيه، ألم يكن هؤلاء شيعة عندما سافر المصريون للعراق.. كان حصل إيه، ثم ما السعودية نفسها فيها مناطق كثيرة يسكنها غالبية من الشيعة والكويت والبحرين وسوريا، عايز أعرف ما المصيبة في هذا كله، ثم ألا يكفي مصر حالة الاحتقان والتأليب والتكفير للأقباط حتي تضيفوا لها تكفير الشيعة، ولماذا لا يخشي الشيعة العراقيون ـ وهم قلة من العراقيين المقيمين في مصر ـ من تسنن مصر؟! لماذا ترتجف عناصر مصرية من التشيع كأن أهل السنة علي شعرة بمجرد ما يرون شيعة سيتشيعون ، ما هذا العبث الذي لا يخدم سوي إسرائيل ، هل يمكن أن أصارحكم في أنني ألمح في هذه المواقف رائحة قلة أصل لا تليق بشعب هو اللي علم الدنيا الأصول!!
دعوة للتبرع
الكتاب والقرآن: هل يوجد فرق بين الكتا ب و القرآ ن ؟...
تهنئة ورد عليها: اتقدم للدكت ور احمد صبحي منصور وكل اهل...
الأشد ضلالا : الله تعالى امرنا بالعد ل ولا شك لدي في عدلة ،...
الماسونية من تانى: لو كانت الماس ونية مجهول ة الهوي ة او سيئة...
دين اللهو والغناء: تقول بأن التغن ي بالشع رالدي ني كفر...
more