محمد عبد المجيد Ýí 2008-05-01
أوسلو في الأول من مايو 2008
كل الذين يحبونني قاموا بتحذيري، فالمشهد أكثر وضوحا من أنياب أي سجّان عربي، والايقاع بي على الهواء مباشرة وأمام الملايين أمر في غاية الأهمية للذئاب التي تنهش في لحم المواطن العربي.
لكنني لم أستجب، وظننت أن ثلاثين عاما من عمر مناهضتي العلنية لأنظمة البؤس والفساد والطغيان كانت كافية لجعل لساني ينطلق في الشاشة الصغيرة، وتغضب معه الجماهير.
بكيت عدة مرات وأنا أقرأ، وأكتب، وأعدّ وثائق تدين كلاب البشر التي تفترسنا، لكن المسرحية كانت مُعَدّة بحِرَفيّة شديدة بدت فيها مهارة معظم أجهزة الاستخبارات مشتركة بنسب متفاوتة.
قيل لي في مطار الدوحة بأن الدكتور فيصل القاسم ينتظرك على أحرّ من الجمر، وقيل لي بأنهم لن يبُلغوا الضيف الآخر، مساعد وزير الداخلية المصري بشخصيتي قبل مساء الاثنين، ولكن هذا لم يكن صحيحا.
في غرفة الانتظار وقبل وصول اللواء مجدي البسيوني كنت فعلا قد وقعت في المصيدة قبل الخروج على الهواء.
انتحى بي المذيع الأكثر شهرة في عالم الإعلام وطلب مني أن أهاجم منذ اللحظة الأولى، وأنه يتعاطف معي من أجل الأبرياء الذين أهينت آدميتهم على أيدي الجلاوزة والسفاحين، وسيعطيني الكلمة، وسيمنحني الوقت، وسأقرأ أسماء المعتقلات والسجون وطرق وأساليب التعذيب، وسيسمع مني الملايين حكايات موثّقة عن منهجية التعذيب وأنها توجيهات دولة ورغبة سلطة.
وطلب أيضا التركيز على المعتقلات السورية، وتعجبت كثيرا فهو سوري لا يقترب قليلا أو كثيرا من عش الدبابير في دمشق، لكنني كنت قد انتهيت باعطاء التحليل العقلي عطلة صغيرة رغم أن الدلائل كلها تشير بمؤامرة محبوكة.
لم تكن تلك المرّة التى التي يطلبني فيها ( الاتجاه المعاكس )، وكنا نختلف فلا يقومون بدعوتي، وفي احدى المرات اختلفنا فقد تم الطلب مني أن أتحدث عن التآمر العربي ، خاصة من الكويت، واستوعبت آنئذ التحذير الذاتي من المصيدة فقد كان المطلوب رأس الكويت، لكن بصمات أكثر وزراء الداخلية العرب كانت هذه المرة تعتمد الحلقة، وتعد آلات الجلد على الهواء مباشرة، وفيصل القاسم يقوم بدوره الذي سيجعل اسمه خالدا ومرسوما على سياط الجلادين في التاريخ العربي المعاصر.
جاء اللواء مجدي البسيوني، وأعطى فيصل القاسم كيسا صغيرا فيه بعض الأدوية التي طلب منه شراءها من القاهرة قبل الوصول.
لم أكن مضطربا بالمرة في غرفة الاستقبال، فلقد ذاكرت كثيرا، وعملت مذيعا لأربع سنوات، وألقيت مرة كلمة في بغداد أمام مئات من قياديي الفكر في العالم العربي عن السلطة والصحافة، وقيل لي آنئذ بأنها أخطر كلمة استمع إليها الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وجعلتني لا أسافر إلى العراق بعدها أبدا.
قبل بدء البرنامج بدا لي الدكتور فيصل القاسم كأنه سيفتح لي الشاشة الصغيرة على مصراعيها، ويمنحني الفرصة، ويزيل أي وقفات غير متوقعة يتردد أمامها لساني لثانية أو أقل.
في مثل هذا الوقت، أي في 26 ابريل 2005 كان فيصل القاسم يعتذر عن استضافتي في برنامجه وكان عن العصيان المدني في مصر بعدما تم الاستعداد الكامل له، وقال لي بعدها بأن أوامر وصلته فجأة من كبير الكبار أن لا يثير حاكم مصر فهو خط أحمر لا يقترب منه أحد.
الرابع من مايو يقترب، وإسراء عبد الفتاح تعلمت الدرس، ومناهضو الطاغية منهم من حكم القضاء العسكري عليه، ومنهم من تم التنكيل به في الشارع، ومنهم من ينتظر ...
أجهزة الأمن في العالم تنتظر هي أيضا بصبر نافد جلدي وتحجيمي وتقزيمي في خمس وخمسين دقيقة على مشهد من الملايين، أما الاتفاق مع الضيف الآخر فلم يكن له أن يظهر إلا بعد بدء البرنامج. كان الرجل هادئا ويبدو كأنه لا يستطيع أن يؤذي عصفورا، وما عليه إلا أن ينفي وجود التعذيب، والمعتقلات، ومركز النديم لتأهيل ضحايا التعذيب، وعلى فيصل القاسم أن يقوم بالمهمة كاملة.
قال لي قبلها بأنه رفض مئات العروض لمكالمات هاتفية مباشرة، لكن شخصا واحدا فقط سيتحدث، وتعجبت، وسألني عقلني إن كان المتحدث سيشير فقط إلى الكويت حتى أخوض أنا أيضا في هذا الموضوع، ولكنني كنت قد سقطت تماما في المصيدة، وأحاطت بي حسن النية كأنني لم أختبر الحياة من قبل، وأنا الذي أعيش في خطر، ولا أستطيع أن أسافر إلى ثلثي العالم العربي، وروحي أحملها أينما حللت.
سيعاتبني أحبابي ويسألون بدهشة: ما الذي ألجمك وقد بدأتَ بداية موفّقة، وكنتَ مستعدا، وأمامك ما لو أشرت إلى بعضه لأهتزت الملايين بكاء؟
تحوّل فيصل القاسم في دقائق قليلة إلى الجانب الآخر، واستبدل دكتور جيكل ومستر هايد مكانيهما، ووجدت نفسي أمام ضابطي شرطة وليس ضابطا واحدا.
كان فيصل القاسم قد استخرج شراسة لم أتبينها من قبل، وأعطاني ظهره، ومنح أذنيه للآخر، ولم أعد قادرا على تكملة جملة واحدة، وتهكم على ما أمامي، فالبرنامج ليس حوارا ولكنه صياح، والذي يديره لا مانع لديه أن يحوله إلى سلخانة شرطة، فالأسياد ينتظرون على الباب، و( الاتجاه المعاكس ) يمكن أن يراه كل السجناء في أقبية السجون العربية ، وربما بطلب مباشر من سجّانيهم.
كيف وقعت في المصيدة؟
كان هذا السؤال مطروحا من الذين يعرفون قدرتي على التعبير، وسهولة استدعاء الكلمات، وعدم رهبتي من الميكرفون، وكَمّ المعلومات المخلوطة بقناعة عقلية ووجدانية بالقضية التي أدافع فيها عن المساكين والمظلومين.
فيصل القاسم يتعجل نهاية البرنامج، ليرفع يَدَ السجّان في نهاية المباراة ويعلن فوز السجن وحبل المشنقة وكلاب الافتراس ورغبات الطغاة.
يأخذ نهاية الكلمة من أي جملة أبدأ بها ثم يجعلها موضع سخرية، فأي شخص وفقا لرأيه يستطيع ان يقول في الشارع أن السجون مليئة بالمعتقلين.
تحوّل الحَمَل الوديع قبل البرنامج إلى ذئب مفترس، وأخلف فيصل القاسم تعهده معي، وجعل يعطي أذنيه لضابط امن يحدثه عن أنواع المجرمين في السجون.
لم يبلغوا اللواء مجدي البسيوني أن الحلقة عن العالم العربي فقد جاء باتفاق مسبق بينهم وبين أجهزة القمع في مصر، وفيصل القاسم يطلب مني أن أتحدث عن السجون السورية، فإذا تم تقزيمي فقد رضوا عنه في دمشق، وفتحت له أجهزة الاستخبارات القاعة الذهبية لكبار الزوار.
حتى الأطفال الصغار الذين شاهدوا البرنامج فهموا على قدر عقولهم أنني أمام مذيع غير مهذّب على الاطلاق، ومحترف شتائم مبطنة، ومهيّجا للجماهير، وسوطا للاستبداد يجلد به على العلن من يناهض الطغاة.
نجح السجّانان نجاحا باهرا، وأعلن القاسم في نهاية البرنامج على غير العادة طوال سنوات بأن مبعوث الطاغية كسب كل الجولات، وكاد يرفع علامة النصر ويبصق في وجوه كل أحبابي والمتعاطفين والمؤمنين باخلاص وعودي تجاه السجناء والمغيبّين في عالم النسيان .. جحيم السلطات العربية.
أحاول أن أجلد ذاتي منذ مساء الثلاثاء الأسود،وأحلل كل كلمة، وأعود بأثر رجعي إلى بداية المؤامرة، ويا لغبائي فقد كانت كل الطرق تشير بوضوح إلى المسرحية، وأن فيصل القاسم لعب أهم أدواره على الشاشة في أقل من ساعة.
ماذا حدث لي؟
أين ذهب لساني وغضبي؟
لماذا لم أغادر الاستديو، أو أطلب منه أن يسمعني ولا يقاطعني؟
كان شرسا، وفظا غليظا بعد البرنامج، وخرجت منه كمية هائلة من الكراهية، واتهمني في تكملة مسرحيته بأنني قمت بتخريب برنامجه، وطلب مني، كأن الطلب ليس بلسانه، أن لا أقبل دعوة أيّ فضائية عربية للحديث.
انكشفت الأنياب، وقام بتهنئة اللواء مجدي البسيوني أمامي في الغرفة التي شهدته قبل ساعة ملاكا طيبا ووديعا، وباكيا على سجناء الضمير، وقال له: لقد كنت رائعا سواء اختلفت معك أمْ اتفقت.
لماذا لم أعلن على ملايين المشاهدين أنني وقعت في المصيدة، وأنْسَحب حفاظا على صورتي في أذهان الذين دافعت عن حرياتهم لأكثر من ثلاثة عقود؟
كان المطلوب أن لا تهتز صورتي أمام الناس فقط ولكن أمام نفسي وقناعاتي ونداءاتي المتكررة للعصيان المدني والانتفاضة ضد الطغاة،
طلب مني قبلها أن لا أكون مثل الدكتور منصف المرزوقي ، قلت له ولكنه رجل رائع وأعرفه شخصيا، وشاهدته بطلا في مؤتمر ( الكراهية )، ولم أعرض الأمر على عقلي الذي كان غائبا آنئذ في رحلة الفرح بأنني سأعرض هموم وأوجاع وعذابات المواطن العربي الذي تعتبره السلطة ممن يمشي على بطنه أو على أربع.
أعيد المشهد في ذهني فلا أرى نفسي فيه، وأعيده على ملايين المشاهدين فيرون صديقهم ممزقا على الهواء، وضابطا الشرطة، ممثل السلطة في مصر، وممثل الطغاة في الجزيرة، يضحكان حتى الثمالة، فقد نجحت المسرحية أكثر مما نجحوا في 18 يوما مع إسراء عبد الفتاح.
لكنني عاهدت نفسي أمام الله أن أقف مرة ثانية وعاشرة ولآخر رمق في عمري فأنا صاحب قضية وهم أصحاب السلطة، وسنرى من الذي يضحك في النهاية، ومن الذي ستعرف الجماهير بحدسها أنه الأقرب إليها.
أعتذر لكل الذين صدمهم ثلاثائي الأسود، وكانوا يتوقعون مني خيرا وصياحا وزعيقا ومقاطعة المتحدث الآخر لأشرح وأعرض عذابات وأوجاع ودموع السجناء وأهلهم في أقل من عشرين دقيقة هي عمر لساني خلال الدقائق المحسوبة متقاسمة معنا نحن الثلاثة.
هل أجلد نفسي أكثر من هذا، أم أستمر في جلدهم؟
هل يحتفلون بخسارتي وانكساري وهزيمتي وموتي، أم أقف من جديد فالجولة النهائية لم تحسم بعد؟
لم يجبرونني على الوقوع في المصيدة، لكنني ذهبت إليها بنفسي، وضربت بعُرض الحائط كل خبراتي السابقة، وأنحيت التحليل العقلاني والمنطقي جانبا، وغضضت الطرف عما كتبه الآخرون عن ( الاتجاه المعاكس)، ولكن الأحرار لم يصفقوا لفيصل القاسم وضيفه ضابط الأمن والسجان، إنما أحزنهم مَنْ لعب الدور الذي لعبته أنا دون أن أسأل عن مخرج المسرحية !
هي الضربة القاضية كما يظنون، وهو الدرس الأغلى سعرا في حياتي كما أراه.
مرة أخرى، أقدم اعتذاري الصادق والعميق لكل أحبابي والمؤمنين بقلمي، فقد خذلتهم، فجلدت نفسي بعدها بما فيه الكفاية.
إنهم يعلنون وفاتي، وأنا أعلن مولدي الجديد.
محمد عبد المجيد
رئيس تحرير طائر الشمال
أوسلو النرويج
Taeralshmal@gmail.com
الأستاذ الخلوق محمد عبد المجيد ،
لقد شاهدت الحلقة من الاتجاه المعاكس على فضائية الجزيرة ، والتي تتحدث عن السجون عند العرب ، هذا ، وإنني قد امتعضت أيما امتعاض من سفالة الأسلوب الذي اتبعه معك فيصل القاسم ، ذلك الأسلوب الذي كان يخلو من كل مظاهر الاحترام ، بل ويحفل بالاستهزاء وتعمد المقاطعة أكثر من عادته مع مستضافين آخرين . ولما كنت حضرتك تتمتع بالأخلاق الفاضلة ، وغير معتاد على " الزعرنة " أو الزعارّة كما يقول اهل اللغة ، فإنك بدا عليك أنك تخجل من معاملة فيصل القاسم بالمثل ، وأنك تهدف إلى إيصال صوتك للناس بالتي هي أحسن .
وإنني لأعجب من قناة الجزيرة كيف ترضى بتوظيف واحد مثل فيصل القاسم الذي برنامجه أقرب إلى التهريج منه إلى الجدّية ، ولكن عجبي لا بد ويزول إن اطّرحتُ حسن النية جانبا وأخذت اظن بالناس الشر بدلا من ظني بهم بالخير .
وأخيرا أدعو لحضرتك بالتوفيق فيما تهدف إليه من نصرة المظلومين .
أخوكم : ياسين زعرور / فلسطين .
وطاب يومك
بعد ان قرات اخر تعليق لك على الردود , دخلت قناة الجزيرة لاستمع لتسجيل حلقة الاتجاه المعاكس والتي كنت حضرتك احد الضيفين فيها.والان دعني ان انقل الفقرة التالية من تعليقك :
كلهم، تقريبا، أجمعوا على أن فيصل القاسم هو الخاسر رغم أنني خرجت من الحلبة مهزوما بالضربة القاضية وفقا للمعطيات الاعلامية.
حقا انك كنت المنتصر في هذه الحلقة ولم تخرج مهزوما اطلاقا , فكل كلمة ذكرتها وصلت للمشاهد . والدليل على خسارة القاسم ظاهر في اسلوبه الضعيف والغير موفق ولنقرأ بعضا مما جاء فيها :
محمد عبد المجيد: دكتور فيصل أرجوك..
فيصل القاسم: تفضل بس أرجوك احك لي جملة واحدة، بس مش كل دقيقة جملة، تفضل.
محمد عبد المجيد: أنا أرجوك أن تعطيني، هو يريد أسماء، أرجوك اعطني الفرصة لأتحدث عن أسماء..
فيصل القاسم: الوقت انتهى وأنت ما حكيت شي لسه، يالله.. يا أخي احك تفضل.
محمد عبد المجيد: دكتور، لو سمحت، أنت تريد أسماء..
مجدي البسيوني: أسماء إيه الأول؟
محمد عبد المجيد: أسماء ناس تم اعتقالهم..
فيصل القاسم (مقاطعا): لا يا أخي مش أسماء، أنا مش جايبك لهون يا أخي تسرد لي أسماء الناس، احك لي عن ظاهرة السجون اللي كاتب فيها أنت.
محمد عبد المجيد: ظاهرة السجون موجودة في العالم العربي كله..
فيصل القاسم: يا الله معقولة هذه، معقولة؟
محمد عبد المجيد: يا دكتور اسمح لي، أعطيني الفرصة.
فيصل القاسم: يا أخي صار لك ساعة بتقول لي بالسجون في مساجين، يا أخي معقول جاي تحكي هذا الكلام هون؟
محمد عبد المجيد: ويعذب، دكتور لو سمحت..
فيصل القاسم: تفضل يا أخي تفضل يا الله شرف، شرف تفضل.
محمد عبد المجيد: أنت تريد أسماء، تريد أعداد السجون..
فيصل القاسم: استغفر الله العظيم تفضل.
محمد عبد المجيد: هناك سلطة موجودة في العالم.. في معظم الدول العربية تملك سلطة مطلقة، هذه السلطة..
فيصل القاسم: يا أخي اعطينا جملة مفيدة رجاء، رجاء، رجاء..
محمد عبد المجيد: دكتور، دكتور..
فيصل القاسم: تفضل، تفضل، يا أخي هذا الكلام كل واحد، أولاد الشوارع بيعرفوه، اعطني معلومات.
محمد عبد المجيد: لا مش أولاد، هذه معلومات وجايبها لك يا دكتور علشان تديني الفرصة أكلمك..
فيصل القاسم: خلص الوقت يا أخي، خلص الوقت..
......
دمت بالف خير
امل
أخى الحبيب الاستاذ محمد عبد المجيد
لا أكتمك أننى حزنت بل وغضبت ، ليس فقط للدور الذى لعبه فيصل القاسم وليس ايضا لأدبك الجم الذى جاء فى غير موضعه ، ولكن غضبى لأنك أساسا رضيت بالحضور عندهم فرفعت من شأنهم بقدر ما وضعت من مقدارك..
لقد طلبونى أكثر من مرة للحديث فى الاتجاه المعاكس ، حتى وانا فى القاهرة ورفضت. وفى أول مرة كنت فى أشد الاحتياج الى مكافأة ألف جنيه سيعطونها لى مع السفر والاقامة،ورفضت لأننى من البداية أرفض التعامل مع كلاب السلطة. وبنفس الاصرار رفضت الالحاح المستمر ولم أحضر مؤتمرالديمقراطية فى الدوحة الذى نظمه صديقى د. سعد الدين ابراهيم.
إن خطأك الأول أخى الحبيب هو موافقتك على التعامل معهم.. كلهم من نفس فصيلة الاستبداد الشرقى العتيق ، ولهم خدمهم من أهل القلم وأهل السيف وكلاب السلطة . قلمك أعظم منهم ـ وسيبقى بعدهم ما بقى فى الناس من يقرأ ..أرجو أن تستفيد من هذا الدرس وتعتصم بقلعتك وتستمر فى العطاء فأنت واحد من أعظم من أنجبهم الانترنت العربى.
للاسف لم اشاهد البرنامج لان لفترة طويلة ادركت ان قناة الجزيرة ليست كما يزعمون منارة الاعلام الحر وانما الاعلام الموجهه اما لتبييض وجهه حكومات دكتاتورية او لتصفية حسابات حكومات مع بعضها .. ما حدث معك ذكرني ببرنامج ناسف للازعاج عندما استضافت مني الحسيني الاستاذ جمال البنا ومعه شيخ من شيوخ الازهر وبدا الاستاذ جمال يتلقي الطعنات والمقاطعات والتهكم والاهانات الملتوية فى سياق الاحاديث ولم يستطيع الرد لنفس السبب وهو الاحترام والادب الذي لا يقدر فى مثل تلك الحوارات وليس الادب مطلوب مع كل المتحاورين .. وقد علق على الحديث هذا فى جريدة صوت الامة الدكتور خالد منتصر واقول لك مثل ما قالة للاستاذ جمال البنا ابتعد عن تلك الحوارات لان الادب والدماثة لا تنفع دائما وهذة الحوارات ستخسرك الكثير .. ولكنك ستظل دائما داخل قلوب المناضلين والمدافعين عن الحق والعدل الفائز دائما وتاكد ان الخسارة فى ملاعب السلطة نصر اخلاقي .. وفقك الله واعانك
تقبل خالص الاحترام والتقدير
أخي الأستاذ محمد عبد المجيد
تعرف كم أحبك وأحترمك فأنا من عشاق قلمك الذي وهبته للحق والفاع عن المظلومين ، وأنا ممن يقدرون نذرك الذي قربته على مذبح الحرية ألا وهو مستقبلك وأمنك.
ولكن إسمح لي أن أقول لك لقد أخطأت التقدير ، فمن يذهب لعرين الأسد بقدميه دون أسلحة تحميه هو بلا شك منتحر ، حتى ولو سلم الله ولم يمت ، وأقول لك أخي الحبيب لقد ذهبت بقدميك للإنتحار معتمدا على أن غيرك سيعطيك سلاحا ، فشهر سلاحه في وجهك ليعطي الفرصة للأسد ليجهز عليك ، ولم يتأخر الأسد في ذلك.
ولكن شائت رحمة ربك أن تبقى حيا ، فهم لم يقتلوك ، وأرجوك أن تعلم وتتيقن أن الضربة التي لم تقتلك فهي حتما تزيدك قوة وصلابة ، أنت اليوم أكثر قوة من قبل ذلك الثلاثاء الأسود ، وأنا على يقين لو ذهبت اليوم لنفس البرنامج مع هذا الفيصل فسيكون لك معه شأن آخر
أبدأ أخي من جديد أكثر قوة وصلابة من ذي قبل ، فهناك الكثير ممن يحتاجون لك فلا تخيب فيك رجائهم ، المصريون البسطاء في الحقول أو أمام الماكينات في مصانعهم ، أولئك الذين أكتوو بنار الديكتاتورية ، أولئك الذين سلبت منهم إرادتهم ، في إنتظار عودتك مدافعا عنهم أكثر شراسة من ذي قبل.
لست وحدك ، كلنا معك رهبان في محراب الحق والعدل والحرية
شريف هادي
دعوة للتبرع
شفاعة الدنيا: قوله جل وعلا ( مَنْ يَشْف َعْ شَفَا عَةً ...
بعض شتائم ترد الينا!: انت جاهل يا صبحي منصور صبحي صرصور...
المكوس الاقطاعية: أنا باحث فى العصر الممل وكى ولا زلت فى...
لقمان نبى : لقمان هل هو نبى ؟...
ارحمونا: ما معنى تختان ون أنفسك م ؟!! في قوله تعالى "...
more
أالأستاذ الكريم .محمد عبد المجيد .هون على نفسك. فالقلصى والدانى فى عالمن العربى والمتحدثونبالضاد يعرفون ان هناك مستبدون ومعتقلات مصحوبة بالقمع الموءدى للموت احيانا وان هناك من جندوا انفسهم للدفاع عن المستبدين وخدماتهم لخدمة مصالحهم المشتركه بينهم .وان الإعلام العربى الرسمى والخاص لا يخلو من الحسابات والتوازنات ولغة المصالح وفى سبيل الحفاظ على تلك التوازنات والمصالح يضحى القائمون عليه بكل غال ونفيس فى عالم الطهارة والشرف والمبادىء والقيم العليا .فهون على نفسك مرة أخرى ....واتذكر مقولة لطه حسين حين قال بعد ان رسب فى إمتحان عالمية الآزهر بسبب إضطهاد مشايخه له (هم الذين سقطوا )..