الذكرى الخمسين لانطلاقة المسيرة الخضراء المباركة اية رسائل مفتوحة للامة المغربية ؟

مهدي مالك Ýí 2025-11-05


 

 

الذكرى الخمسين لانطلاقة المسيرة الخضراء المباركة اية رسائل مفتوحة للامة المغربية ؟

مقدمة مطولة                                                           

المزيد مثل هذا المقال :

ان اية امة في هذا العالم الواسع تشعر بالافتخار و بالاعتزاز تجاه تاريخها و تجاه حضارتها بتعدد مستوياتها الثقافية و اللغوية و القانونية و الدينية و الاجتماعية و السياسية ............

ان هذه المستويات من الحضارة هي ضرورية لانتاج القيم الإنسانية من المعارف الفكرية و العلمية و الفنية التي ساهمت بشكل عظيم في انتقال الإنسانية جمعاء من عصور الكهوف و عصور الركوع للكهان و رجال الدين الذين يتحدثون باسم السماء الى عصور غزو الفضاء و عصور الذكاء الاصطناعي حيث ان هذا التحول العميق قد استغرق قرون طويلة من التفكر في خلق الله و في البحث عن الأسس الأولى لتطور المجتمعات الإنسانية نحو الديمقراطية و نحو حقوق الانسان من خلال التشريعات التي انزلها الله سبحانه و تعالى في كتبه المقدسة و من خلال التشريعيات التي وضعها الانسان  بهدف مسايرة السياقات المعاصرة دون أي اصطدام او أي اعتراض مع القيم العليا للديانات السماوية الثلاث أي اليهودية و المسيحية و الإسلام من طبيعة الحال........

ان اية امة في هذا العالم الواسع تريد التحرر من قيود العبودية و من قيود الجهل و من قيود الاستعمار مهما كان نوعه او غايته لان الانسان بطبيعته البشرية يحب التمتع بالحرية الطبيعية في بيته و في الشارع العام و في وطنه لان الاستعمار لا يتم فقط بقوة السلاح او الجيوش العظيمة الخ بل يتم هذا الاستعمار بطرق أخرى اكثر مكر و خداعة مثل استعمال أي دين بشكل سلبي للغاية لمحو اية حضارة متطورة و مدنية بدعوة ان هذا الدين قد جاء أصلا ليعدم العقل و الفكر و الحضارة باعتبارها جاهلية قائمة الذات بمعنى انها سابقة عن هذا الدين او ذاك الخ لاية حضارة مدنية تبنى على أساس التراكم من ناحية القيم و من ناحية المعارف و من ناحية الجغرافية و من ناحية التاريخ الخ من هذه الأسس الصلبة  ...

و من هذا المنطلق فان الامة المغربية لها تاريخ ضارب في القدم حسب الأبحاث الحديثة في علوم الاثار و علوم الأماكن كما يعلم الجميع اليوم حيث ان امتنا المغربية لها اسهام عميق سواء ما قبل الإسلام او ما بعده في انتاج الحضارة المدنية في اسمى صورها و تجلياتها بفضل عبقرية اجدادنا الامازيغيين و عقلانيتهم النادرة في اصدار القوانين الوضعية التي لا تتعارض مع المقاصد العليا للشرع الإسلامي أصلا و انما تتعارض مع فقه الجمود و مع فقه الجاهلية العربية في احتقار المراة بجعلها عورة تمنع من مجرد الخروج من بيت زوجها و جعلها جارية تباع و تشترى في أسواق النخاسة بدون ملابس داخلية كانك تشاهد فيلم اباحي في حاسوبك لوحدك .

ان  الفرق الوحيد بين أسواق النخاسة و مشاهدة الأفلام الإباحية لوحدك هو ان أسواق النخاسة تقام في عز النهار امام الناس آنذاك في اظهار صريح للفواحش و العورات  و من يشاهد فيلم اباحي في السترة دون اية مجاهرة للفواحش امام الناس و ان الله هو غفور رحيم بعباده  .........

ان اجدادنا الامازيغيين قد نجحوا  في تنظيم الحياة الديمقراطية داخل القبائل الامازيغية المنتشرة على امتداد التراب الوطني الشاسع حسب حدود الدول المتعاقبة على حكم المغرب عبر مؤسسات مثل اكادير أي المخزن في  الجنوب المغربي و مثل اغرمان أي القصور في الجنوب الشرقي الخ من هذه المؤسسات الاصيلة في تاريخنا الاجتماعي الحقيقي منذ سنة ثورة الامازيغيين على الاستعمار الاموي الوحشي سنة 740 ميلادية الى سنة 1956 أي ان ما اسميه بالمرجعية الامازيغية الإسلامية ليست مجرد اختراع من طرفي بكل التواضع بل هي واقع تاريخي ممتد منذ سنة 740 الى سنة 1956 أي قرون من الحضارة المدنية تحت ظلال القيم العليا للشرع الإسلامي الحكيم من خلال انتاج اسلام امازيغي عقلاني ينطلق من خصوصيات الامازيغيين الحضارية أي تكريم المراة و منحها الحقوق ضمن القوانين الوضعية الامازيغية و ضمن نظام القيد و السعاية الذي انتجه فقهاء سوس العظماء منذ 400 سنة الخ .............

ثم عدم تنفيد عقوبة الإعدام و تعويضها بعقوبة النفي من القبيلة أي النفي من الأرض كما يقوله الله سبحانه و تعالى في كتابه العزيز لان القتل العمد هو اكبر المعاصي في الدين الإسلامي العالي من اوحال الجاهلية العربية لان بني امية قد كفروا بقيم الإسلام العليا من قبيل حفظ الانفس و الاعراض عبر قتل ابساط الرسول الاكرم صلى الله عليه و سلم  بالطريقة الوحشية و قتل الصحابة كذلك و اغتصاب نساءهم و النساء الامازيغيات عندما كانوا في ارضنا الطاهرة الخ من جرائم بني امية الفجار بالنسبة لي .....................

 ثم يأتي شيخ وهابي اليوم في سوس العالمة ليصف الامازيغية بشموليتها بالجاهلية و علينا الرجوع الى سلفهم الصالح في الخلافة المسماة بالاسلامية زورا و بهتانا بالنسبة لي كاننا مازلنا تحت تاثير خطاب السلفية الوطنية كما تسمى او تحت تاثير خطاب الوهابية الخ ........................

 لقد كنت أعلنت في الفايسبوك يوم الاثنين 27 أكتوبر الماضي بانني افكر في كتابة رسالة مفتوحة الى وزارة الداخلية بسبب قرارها الظالم و الصادر يوم الاحد 26 أكتوبر الماضي و القاضي بحرمان حاملين  للمرجعية الامازيغية الإسلامية كما اسميها من حقهم الشرعي و الطبيعي في تأسيس حزب  ينطلق من هذه المرجعية الاصيلة و يعمل من داخل مؤسسات الدولة المغربية أي من داخل المشروعية و الشرعية من طبيعة الحال ..

و للتذكير فانني عضو مؤسس بالافكار فقط داخل مجموعة الوفاء للبديل الامازيغي التي أسست في يوليوز 2024  بهدف تأسيس حزب بهذه المرجعية الاصيلة التي ظلت في الهامش لعقود طويلة من الاستقلال الوطني تحت الحجج المعروفة لدى  الجميع و لنا عودة الى هذا المحور الهام ضمن هذا المقال المتواضع ..............

الى صلب الموضوع                             

اننا نخلد بكل الإكبار و بكل الاجلال  ذكرى الخمسين لانطلاق المسيرة الخضراء المباركة في أجواء عنوانها البارز هو الافتخار و الاعتزاز تجاه ما حققته الدبلوماسية الملكية الحكيمة من الانتصارات الحاسمة في ملف الصحراء المغربية على مستوى مجلس الامن الدولي و التابع لهيئة الأمم المتحدة و الذي اصدر قراره التاريخي يوم 31 أكتوبر الماضي لصالح مقترح المغرب القائم على منح جهات الصحراء المغربية الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية من طبيعة الحال مما جعل عاهد البلاد حفظه الله و نصره يوجه خطابه الرائع الى الامة المغربية في مساء ذلك اليوم التاريخي أي 31 أكتوبر 2025 بلغة السلام و المحبة تجاه الجزائر الشقيقة بغية الطي النهائي لصفحة الخلافات  بين  المغرب و الجزائر في افق بناء الاتحاد المغاربي بدوله الخمس أي موريتانيا و المغرب و الجزائر و تونس و ليبيا الخ من رسائل خطاب الملك محمد السادس البليغة تجاه شعبه الوافي و تجاه محيط المغرب الإقليمي و الدولي و شخصيا اعبر عن مدى افتخاري و اعتزازي بهذا الخطاب السامي و ذو ابعاد مختلفة ............

انني اؤمن ايمان راسخ ان الحكم الذاتي او الفدرالية بمعنى اخر ليس نظام جديد او دخيل على المغرب بل هو نظام قديم جدا لدى اجدادنا الامازيغيين الى حدود سنة 1956 أي ان الحكم الذاتي هو احد أسس المرجعية الامازيغية الإسلامية لان القبائل الامازيغية كانت تتمتع بالحكم الذاتي عن السلطة المركزية مع الاحترام الواجب و التام للملك باعتباره امير المؤمنين و حامي  الملة و الدين  و يدعو له بالنصر  في خطبة الجمعة و العيدين أي الفطر و الأضحى بمعنى ان القبائل الامازيغية كانت تقر بسيادة السلطان الدينية و الوطنية لكنها بالمقابل تدبر شؤونها وفق القوانين الوضعية الامازيغية و وفق الديمقراطية المحلية الخ من أنظمة الامازيغيين المتطورة و المستقلة عن نظام السلطة المركزية و القائم أصلا على تطبيق الشريعة الإسلامية و حدودها..........

 و لم يظهر هذا المقترح أي الحكم الذاتي على مستوى الدولة المغربية منذ سنة 1975 بحكم التهميش الكلي للمرجعية الامازيغية الإسلامية على كل المستويات و الأصعدة و بحكم ان المغرب آنذاك كان دولة مركزية مفرطة اضعاف مضاعفة من يوم الناس هذا على كل المستويات و الاصعدة ................

و لم يظهر مقترح الحكم الذاتي داخل الدولة المغربية الا في سنة 2007 بفعل فعالية الحزب الديمقراطي الامازيغي المغربي و حركته داخل المجتمع بالرغم من الحصار المضروب عليه من جميع النواحي و الجهات سواء داخل السلطة او داخل الحركة الامازيغية نفسها كما نسمعه من قيادات هذا الحزب الذي تم حله من طرف وزارة الداخلية في ماي 2008 تحت أسباب واهية من قبيل العرقية كما هو الحال اليوم مع قرار وزارة  الداخلية الظالم بحق مجموعة الوفاء للبديل الامازيغي مع العراقيل لا نهاية لها مثل 1000 عضو مؤسس و توفير مقر الحزب بمدينة الرباط الخ من هذه العراقيل الثقيلة  ..............

ان من بين ثمار الحزب الديمقراطي الامازيغي المغربي اذن  هي مقترح الحكم الذاتي لجهات المغرب حيث اسهم هذا الأخير الى جانب جمعيات الحركة الامازيغية  في تأسيس حركة الحكم الذاتي لسوس الكبير صيف سنة 2007 ادا كانت ذاكرتي قوية باعتباري قد كنت اتابع اخبار الحزب في الانترنت آنذاك بدون انتماء له لانني كنت أرى ان المعهد الملكي للثقافة الامازيغية هو الحل الأمثل للقضية الامازيغية وقتها ...........

لقد قلت في تدوينة في الفايسبوك 

 

انني أرى ان نظام الحكم الذاتي لن يقتصر على جهات الصحراء المغربية بل  سيشمل كل الجهات المغربية الأخرى عموما و المناطق المحافظة على امازيغيتها خصوصا مثل منطقة الريف المعروفة بمشاكلها التنموية الخ دون الدخول في التفاصيل المعلومة و مثل منطقة الاطلس المتوسط و مثل منطقة سوس الكبير و مثل منطقة الجنوب الشرقي لانني تحدثت في كتابي الجديد تحت عنوان القضية  الامازيغية و التنوير الإسلامي اية علاقات و اية جذور تاريخية عن الفدرالية أي نظام الحكم الذاتي بالعمق...........

ان المغرب منذ سنة 1956 الى الان هي دولة مركزية في كل شيء كما يقوله الجميع بدون ادنى الخوف و انني أقول هذا ليس باعتباري عضو مؤسس بافكاري في مجموعة الوفاء للبديل الامازيغي التي لازالت متواجدة في المجتمع بالقوة و بالحزم و بالسلمية المعهودة ....

 و أقول هذا باعتباري مواطن مغربي يحب دولته المغربية و عاهلها الحكيم و يريد لها ان تتقدم على درب الصرح الديمقراطي و على العدالة المجالية أي النظام الفدرالي لمالا   .........

 

لقد قلت في أواخر مقالي الماضي ان من بين أوراق الحزب الديمقراطي الامازيغي المغربي الذي تم حله من قبل وزارة الداخلية سنة 2008 ورقة الحكم الذاتي لجهات المغرب أي النظام الفدرالي الذي كان جاري العمل به في القبائل الامازيغية الشاسعة قبل دخول فرنسا الى بلادنا سنة 1907 أي احتلال مدينة وجدة بمعنى اخر ان المرجعية الامازيغية الإسلامية كما اسميها أعطت الحل للدولة المغربية سنة 2007 للحل النهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية بمعنى ان مرجعيتنا السياسية هي المدافعة الأولى عن الصحراء المغربية باعتبارها امازيغية أصلا و ليست عربية كما يتوهم اليسار الجذري و الإسلاميين ................

و في ختام هذا المقال المتواضع ارجوا ان رسالتي قد وصلت الى الجهات العليا ببلادنا لان المرجعية الامازيغية الإسلامية هي امتداد حضاري و استشراف واعد للمستقبل على مدى 30 سنة في ظل الملكية البرلمانية لمالا لان الحياة هي مراحل و محطات ...................

توقيع المهدي مالك                       

 

 

اجمالي القراءات 197

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2014-12-04
مقالات منشورة : 321
اجمالي القراءات : 1,840,379
تعليقات له : 27
تعليقات عليه : 29
بلد الميلاد : Morocco
بلد الاقامة : Morocco