لو قامت الخلافة المسماة بالاسلامية في المغرب ماذا سيحدث بالضبط الجزء الثالث و الاخير ؟

الى صلب الموضوع                                     

ان أي انسان يتميز بالحس الحضاري القويم سيرفض بدون ادنى شك اية وصاية قهرية عن طريق أي دين سماوي او عن طريق أي قانون وضعي في عصرنا الراهن و المطبوع بانتشار الحريات و حقوق الانسان بشكل نسبي في الدول الحديثة لان لا يوجد أي شيء مطلق في هذه الحياة الدنيا الا واجب الوجود بمعنى الله سبحانه و تعالى و حتى الدين نفسه باعتباره قد انزله الخالق لاجل الإنسان ذو العقل و الحس الحضاري على مدار الزمن التاريخي الى قيام الساعة التي لا يعلمها الا الله بصريح ايات كثيرة من التنزيل الحكيم أي لا توجد اية علامات صغرى او كبرى لقيام الساعة الا في اساطير العقل السلفي البشرية و ليس في صريح الدين الإسلامي اللهي ......

و بالتالي فان الدين هو خاضع للنسبية البشرية أي السقف المعرفي فادراك المسلم في هذا القرن الحالي للدين يختلف جذريا عن ادراك المسلم في القرن السابع الميلادي للدين مع كامل الاحترام و التوقير لصحابة الرسول الاكرم عليه الصلاة و السلام بحكم ان الله لم يخلق الانسان الثابت لا عقل له في القرون الثلاث الأولى من الإسلام بل انه سبحانه و تعالى قد خلق ادم ذو عقل و ذو إرادة حرة باعتباره  اب للإنسانية جمعاء و ليس كاب للبشرية جمعاء كما يتوهم علماء السلف لان هناك فرق عظيم و شاسع من بين مصطلح الانسان و مصطلح البشر حسب ما فهمته في كلام المرحوم الدكتور محمد شحرور أي ان الله تعالى خلق ادم كاب للإنسانية و اصطفاءه من بين البشر المتواجدين آنذاك على كوكب الأرض من طبيعة الحال  بالعقل و الحرية في السير في جنة الأرض....

 فعندما اخطئ هو و زوجته معا الخطأ المعلوم في القران الكريم أي الاكل من الشجرة كرمز للغزيرة البشرية للخلود و للعصيان لاوامر الله تعالى ....

لقد هبط  ادم منها أي من تلك الجنة هو و زوجته للاستقرار في الأرض و ادم هو المرحلة الوسيطة بين البشر الخارج من المملكة الحيوانية و الانسان العاقل بنفخة الروح من لدن الله لادم بعد خلقه من الطين و التسوية و التعديل الخ من المراحل قبل سجود الملائكة له...............

 منذ ذلك الحين أي هبوط ادم هو و زوجته للاستقرار في الأرض مر الانسان بالعديد من المراحل قاسمها المشترك هي التطور و التطوير و التراكم في المعارف و القيم الأخلاقية من قبيل بر الوالدين و تحريم نكاح الأمهات و الاخوات الخ من هذه القيم الأخلاقية حيث اذ جاء الدين الإسلامي لتعزيزها في نفوس المؤمنين و المؤمنات  ...

لكن تراكمات الجاهلية العربية كانت اقوى بالسيف في اطار ما يسمى بالخلافة الإسلامية في العهد الاموي الظالم لقيم الإسلام العليا من قبيل الرحمة و المساواة و العدالة الاجتماعية و حقوق المراة التي جاءت الرسالة المحمدية أصلا لتحريرها بشكل تدرجي من اغلال العبودية للبشر و من اغلال الدعارة الجنسية امام الملا الى حياة افضل قوامها الاحترام لشرفها الطاهر سواء كانت امراة متزوجة او بنتا صغيرة لا تعرف أي شيء عن الحياة الجنسية في الاصل ..

غير ان دولة بني امية قد انقلبت على قيم الإسلام العليا ب180 درجة من اجل الجاهلية العربية عبر قتل اسباط الرسول الاكرم و اقحام مدينته الشريفة و اغتصاب 1000 امراة متزوجة بالرجال الخ من هذه الفضائح التي لن يقبلها أي دين سماوي او قانون وضعي على الاطلاق قديما او حديثا لان الله تعالى لم يخلق ادم لاجل الاسراف في القتل و هتك اعراض النساء او البنات بل خلقه للاستخلاف في الأرض و السير فيها وفق التطور و التطوير و ليس التبات في القرون الثلاث الأولى من الإسلام .........

و من هذا المنطلق فان دولة الخلافة ليست نعمة من الله او سلطانا لتطبيق قيم الإسلام العليا على الاطلاق بل هي خراب تام و دمار شامل لمكاسب الإنسانية المحققة على مر القرون من الزمان بفضل التطور و التطوير في كل شيء حيث ان بلدنا هذا المغرب لم يخضع قط لدولة الخلافة لحسن الحظ و بفضل عقلانية اجدادنا الامازيغيين طيلة قرون من الزمان ما قبل الإسلام و ما بعده ...

غير ان منذ  سنة 1979 الى الان ساد خطاب العقل السلفي ببعده الوهابي و ببعده الاخواني داخل الدولة عبر مؤسساتها لتدبير الحقل الديني الرسمي .........

و داحل  المجتمع عبر دخول ما يسمى بتيارات الإسلام السياسي الى بلادنا منذ بدايات ستينات القرن الماضي بمباركة من طرف  السلطة العليا من طبيعة الحال و ليس حاجة قد عبر عنها المجتمع آنذاك ....

لقد استغلت هذه التيارات الدخيلة علينا  معطى تغييب المرجعية الامازيغية الإسلامية بشكل مطلق منذ سنة  1956 الى سنة 2001 و بشكل نسبي منذ سنة 2001 الى الان لترسيخ اساطير العقل السلفي الكثيرة لا نهاية لها بغية تكفير تفاصيل الدولة الحديثة ابتداء من الديمقراطية و وصولا الى العلمانية و تحريم حقوق المراة و تحريم الحقوق الثقافية و اللغوية و السياسية للهوية الامازيغية في ارضها الاصلية بشهادة الأبحاث الحديثة في علوم الاثار و التاريخ الخ من هذه العلوم المتحركة بمعنى انها ليست جامدة مثل علوم الدين للأسف الشديد بسبب العقل السلفي الجامد أصلا و الذي لا يستطيع التفريق بين خلق البشر و خلق  الانسان العاقل من لدن واجب الوجود افهموا او لا تفهموا فانني حر في ارائي و مؤمن  بالله و برسوله الاكرم و القران الكريم من طبيعة الحال و  سيحاسبني الله عن افكاري هذه و اعمالي كلها في الاخرة .......................

و لنفرض الان جدلا او خيالا بعيدا عن الواقع الحالي ادا تم انشاء الخلافة المسماة بالاسلامية في المغرب ماذا سيحدث بالضبط في بلادنا العظيمة ؟

و الجواب الصريح هو ستكون الكارثة العظمى على مختلف المستويات و الأصعدة من قبيل اولا ان الخليفة سيكون ظل الله في الأرض بكل معنى الكلمة اكثر اضعاف مضاعفة من الان افهموا او لا تفهموا لان الدولة الدينية تنظر المعارضين باعتبارهم كفار يقتلون في الساحات العمومية امام طائفة من المؤمنين قصد اخذ العبرة من معارضة الدولة الدينية التي تمثل إرادة الله فوق الارض عبر تطبيق الشريعة الإسلامية و حدودها .....

و بمعنى ان لا وجود لصوت معارض على الاطلاق داخل الدولة الدينية او لا الأحزاب السياسية لتاطير المواطنين باعتبارهم سيصبحون مجرد رعاية داخل الدولة الدينية عليهم السمع و الطاعة المطلقة فقط للخليفة و للعقل السلفي عبر الفقهاء و الشيوخ .......

و كما ان الدولة الدينية تعتبر ان أي احتكام الى الدستور او الى  القوانين الوضعية سواء ان كانت امازيغية او فرنسية هو شرك بالله و كفرا بالإسلام باعتباره دين و دولة  كاننا رجعنا  الى الوراء 1200 عام .....

و  سنصلي صلاة الجنازة على الامازيغية بشموليتها لان العربية هي لغة اهل الجنة و لغة سيدنا ادم الخ من اساطير العقل السلفي العابدة أصلا للعروبة و للعرب منذ العهد الاموي الطاهر بالنسبة للوهابيين و الاخوان على حد السواء و نعم سلفهم الفاسد  ..................

اما بخصوص قضية المراة فان الدولة الدينية لا تعترف أصلا بوجود شيء اسمه المراة و حقوقها الطبيعية و الاجتماعية و السياسية بسبب سيادة الجاهلية العربية اولا على فقه دولة الخلافة المتعلق بالمراة أي ان قيود العبودية على المراة مازالت موجودة في هذا الفقه البشري بصريح العبارة و ليس انساني بالمرة لان فقهاء السلف قد شوهوا كثيرا قصص الأنبياء عموما و قصة ادم عليه السلام خصوصا حسب كلام الدكتور محمد شحرور رحمه الله و هذا يطول شرحه في هذا المقام القصير  .......

و بالإضافة الى إدخال الاسرائيليات كعامل إضافي  على الجاهلية العربية في تحقير المراة و جعلها ناقصة العقل و الدين و عورة من الراس الى الاقدام و جعل الجواري متاع جنسي للخلفاء و للوزراء و الفقهاء ربما خارج اطار الزواج الشرعي كما يقال لنا منذ ان بدانا نفهم الأشياء و المسائل عبر العائلة و الخطاب الديني الرسمي ...............

لكن عندما ترجع الخلافة لا قدر الله ستكون الدعارة في عز النهار و امر عادي للغاية مع انتشار كبير لأسواق النخاسة  مثل شبه الجزيرة العربية ما قبل الإسلام و ما بعده حتى ستينات القرن الماضي تحت ضغوط دولية على السعودية وقتها ..........

و حينها أي عندما ترجع دولة الخلافة الى حيز الوجود لا قدر الله سيصمت الفقهاء كلهم على اعتبار ان الخليفة هو ظل الله في الأرض حيث انه يحكم بالشريعة الإسلامية و حدودها و علينا الصبر لان الله قد كتب هذا علينا منذ الازل الخ من خرافات بني امية حول القضاء و القدر أي ان الله قد كتب منذ الازل ان بني امية سيحكمون بالظلم فاين هي إرادة الانسان العاقل للاختيار بين الصواب و الخطا ؟؟

لو ان فقه دولة الخلافة المتخلف كان موجود بالقوة ببلادنا منذ 1956 الى الان لما وصلت المراة المغربية العصرية  الى هذا المستوى الرفيع ان تكون طبيبة او وزيرة او قاضية او فنانة الخ بمعنى ان الإسلاميين و الوهابيين يحنون الى خلافتهم الجاهلية ليحكمون وفق غريزتهم البشرية في قتل المعارضين في الساحات العمومية و يمارسون قهرهم على النساء بحرمانهن من التعليم و من العمل و من تولي المناصب السامية في الدولة و استمتاع بالجواري في فراش زوجاتهم في عز النهار افهموا او لا تفهموا...............................

و اسال الله تعالى ان يحفظ المغرب و استقراره السياسي في ظل الملكية الرشيدة و شعب واعي بمطالبه المشروعة في الصحة و في التعليم و في استكمال الانتقال نحو الديمقراطية وفق مرجعيتنا الامازيغية الإسلامية و المسايرة للزمان و المكان.............

توقيع المهدي  مالك