تريليونات الخليج والعراق وليبيا وزكاة الركاز
تريليونات الخليج والعراق وليبيا وزكاة الركاز وطائرة ترامب .
قرأنا جميعا فى الفترة الأخيرة أن الرئيس الأمريكى سيزور الخليج قريبا وسيتلقى طائرة هدية من قطر ب(400 مليون دولار ) وسيطلب منهم أو سيفرض عليهم إستثمار أموالهم فى أمريكا بما لا يقل عن (3 تريليون دولار ) أى ما يساوى (3000 مليار دولار) نظير حمايتهم .... وأنا هنا لا يعنينى إذا كانت هذه الأموال إستثمارا أم إتاوة ،وإذا كانت إستثمارا فمن منهم سيُحدد طريقة إستثمارها الأمريكان أم الخلايجة . فمن حق أمريكا ورئيسها البحث عن تحقيق مصالح بلاده / ومن حق الخلايجة أن يستثمروا أو يدفعوا من أجل حماية عروشهم كما يُردد ترامب دائما وعلانيةهذا الكلام وعلى رؤوس الأشهاد ......
إن ما يعنينى ومن باب التذكرة والعظة والنُصح لوجه الله جل جلاله وحده لا شريك ،ولتكون شهادة لنا يوم القيامة اننا لم نكتُم الحق ولم ننسلخ من آيات الله جل جلاله وتشريعاته :: أقول وأسأل هل دفعت وتدفع دول الخليج ومعها العراق وليبيا وإيران زكاة أموال ثرواتها البترولية والتعدينية(المناجم ) ؟؟؟ فهذه الزكاة هى ما يُسمونها (زكاة الركاز) وتُقدر ب(20% من إجمالى الثروة) تُفرض على الثروات الطبيعية المُستخرجة من باطن الأرض دون عناء ،فهى ليست ثروات تصنيعية أو ناتجة عن إختراعات يشرية وإنما هى موجودة فى باطن الأرض جعلها رب العالمين رزقا سهلا ميسور الحصول عليه لأهل كل بلد ودولة موجودة فيها تلك الثروات البترولية والتعدينية ، وأضافوا إليها الأرض الزراعية التى لا تحتاج إلى إستصلاح كبير ،وتُروى وتُسقى بماء الراحة ،بمعنى تفتح عليها مياة النهر أو الترعة أو بساقية بسيطة كده فترويها وتزرعها ثم تجنى ثمارها، فهنا وجب عليها (زكاة الركاز المُقدرة ب20% من إنتاجها الكُلى ) ... وأنا أستخدم مُصطلح (زكاة الركاز) ليسهل على القرءان الأعزاء من لديهم خلفية فقهية الوصول له فى موضوع الزكاة وأنواعها ....... ولكن قرءانيا فهو زكاة وصدقة وإنفاق فى سبيل الله واجب على الدولة والحكومة إخراجه والتصدق به لأنها الصاحبة الإعتبارية لهذه الأبار والمناجم وتدخل عوائدها إلى خزينة الدولة مُباشرةأو هكذا هو المفروض ....
ونعود لنتخيل ولو لدقيقة واحدة أن دول الخليج والعراق وليبيا ومعهم إيران بوصفها دولة إسلامية دفعوا زكاة الركاز سنويا والتى لن تقل سنويا عن 300 مليار دولار ووزعوها على الدول العربية الفقيرة ومعها دول أفريقية وأسيوية أشد فقرا ،حتى لو إشترطوا أن تُنفق هذه الزكاة فى التعليم والصحة والزراعة والنقل ، ولنتخيل لدقيقة أُخرى لو أنهم إستثمروا (إستثمار مُشاركة أو بفوائد بنكية سنوية )مبلغا مساويا فى تلك البلاد الفقيرة العربية والأفريقية والأسيوية . فهل كُنت ستجد عاطلا أو فقيرا أو جائعا أو مُشردا فى تلك الدول والبلاد ؟؟؟؟؟
أعتقد لا وألف لا . بل كانت هذه الأموال(زكاة الركاز وأموال الإستثمار ) ستُساعد القضاء على الفقر وفى التنمية والإنتاج والتكامل الإقتصادى بين دول أفريقيا وأسيا والخليج ،وفى نفس الوقت تكون الدول صاحبة رأس المال قد أدت زكاة أموالها ودفعت ما عليها من حقوق فى مال الله الذى إستخلفهم فيه تطبيقا لتشريعات الرحمن فى أداء حقوق السائل والمحروم سواء للأفراد أو للدول والمُجتمعات الفقيرة المُعدمة ...... وهذه آيات قرءانية تشريعية فى هذا الجانب لتذكرةالأفراد والحكومات الإعتبارية التى تدخل أموال الثروات إلى خزانتها العامة .
((وَفِيٓ أَمۡوَٰلِهِمۡ حَقّٞ لِّلسَّآئِلِ وَٱلۡمَحۡرُومِ (19))) الذاريات
((وَٱلَّذِينَ فِيٓ أَمۡوَٰلِهِمۡ حَقّٞ مَّعۡلُومٞ (24) لِّلسَّآئِلِ وَٱلۡمَحۡرُومِ (25))) المعارج
((وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا تُلۡقُواْ بِأَيۡدِيكُمۡ إِلَى ٱلتَّهۡلُكَةِۛ وَأَحۡسِنُوٓاْ إِۛنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ (195)))
((ءَامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَأَنفِقُواْ مِمَّا جَعَلَكُم مُّسۡتَخۡلَفِينَ فِيهِۖ فَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَأَنفَقُواْ لَهُمۡ أَجۡرٞ كَبِيرٞ (7))) الحديد .
(( وَءَاتُوهُم مِّن مَّالِ ٱللَّهِ ٱلَّذِيٓ ءَاتَىٰكُمۡۚ)) النور 33
==
ونُذكر المؤسسات الدينية الرسمية فى عالمنا العربى والإسلامى ونقول لهم ونسألهم ::
هل يسترجل رجال الدين وشيخ وشيوخ الأزهر وأئمة المسجد الحرام وعمداء ورؤساء الجامعات والكليات والأقسام الإسلامية وخطباء المساجد ويُذكرون الحُكام بضرورة تفعيل وتطبيق زكاة الركاز على أرض الواقع وإخراج حق الفقراء للناس وللدول والبلاد والمجتمعات الفقيرة ؟؟؟؟؟
هذا هو الأمر بالمعروف والنهى عن المُنكر ، وهذا هو قول الحق وعدم كتمان آيات الله والإنسلاخ منها ،وهذا هو باب من أبواب الإصلاح المُستمر التى أمرنا رب العزة جل جلاله بها ،وحذرنا بالهلاك لو تقاعسنا وتوقفنا عن المطالبة والتذكير الدائم بها فى قوله تعالى (( وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهۡلِكَ ٱلۡقُرَىٰ بِظُلۡمٖ وَأَهۡلُهَا مُصۡلِحُونَ (117) ))
==
المُصيبة الكُبرى والشىء المُضحك المُبكى أن ما كتبته الآن يُعتبر فى نظر القانون المصرى جريمة تستوجب العقاب بالسجن وغرامة مالية (6 شهوور و100 الف جنيه ) لأنه طبقا للقانون الفاسد هو فتوى فى الدين بدون تصريح من شيخ ومشيخة الأزهر !!!!!!
فهل فى خيبة أكتر أو أكبر من كده ؟؟؟؟
على كُل الأحوال طظ فى قوانينكم المٌُيدة للحريات والتى تمنعنا من قول الحق القرءانى وكتمان آيات الله ولن نخضع لها ولن تُسكتنا ما حيينا عن قول الحق والمناداة بالإصلاح الدينى المُستمر .فنحن نؤمن بقول الله جل جلاله ( (إِنۡ أُرِيدُ إِلَّا ٱلۡإِصۡلَٰحَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُۚ وَمَا تَوۡفِيقِيٓ إِلَّا بِٱللَّهِۚ عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُ وَإِلَيۡهِ أُنِيبُ (88))) هود .
وبقوله سُبحانه وتعالى ((فَسَتَذۡكُرُونَ مَآ أَقُولُ لَكُمۡۚ وَأُفَوِّضُ أَمۡرِيٓ إِلَى ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَصِيرُۢ بِٱلۡعِبَادِ (44) غافر .
اجمالي القراءات
54