المسجد الأقصى وحقن دماء الأبرياء .
المسجد الأقصى وحقن دماء الأبرياء .
السلام عليكم و رحمة الله أسعد الله أوقاتك دكتورنا الحبيب . بعد إذنك سؤال : أغلب المسلمون يقولون أنهم سيُحَرِّرون المسجد الأقصى ،عن أي مسجد أقصى يتكلمون و المسجد الأقصى موجود في طور سيناء في الواد المقدس طوى ؟
ثانيا ::طالما أن الفلسطينيين ضعفاء ولا يملكون القوة العسكرية الكافية أليس الأحرى بهم ان يحقنوا دماء المسلمين فدم المسلم أعظم من المسجد ؟؟
و إذا فرضنا أنهم امتلكوا القوة العسكرية الكافية فليكن هدفهم تحرير اخوانهم الفلسطينيين من الاحتلال الاسرائيلي الغاصب و ليس تحرير المسجد الأقصى فتحرير البشر اهم من تحرير الحجر ؟؟
لكن من جهة ثانية ما هو المسجد المقصود به في الآية ((سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)) ،ما المقصود ب الذي باركنا حوله و ماهي نوع البركة ؟؟
==
التعقيب ::
يا صباح الخيرات دكتورنا الغالى.
على المُسلمين وعلى الفلسطينيين حقن دمائهم والتعايش السلمى قدر الإمكان مع الظروف المحيطة بهم ، وليبذلوا كل طاقتهم فى مساعى السلام لإسترداد حقوقهم فى أوطانهم أو فى تغيير معاملة الأخرين الظالمة لهم (مثل فلسطين والهند والصين ) وفى نفس الوقت يُطبقون آية (وأعدوا لهم ما إستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم )..وعدو الله هنا ليس بمعنى الكفر بالله ،ولكن بمعنى المعتدى أمنيا عليكم سواء كان مسلما أو غير مُسلم ،فالمعتدى حتى لو كان إمام الحرم المكى فقد دخل فى عداء مع الله ( ولا تعتدوا إن الله لا يُحب المعتدين).
===
هذا بشكل عام ..
أما عن فلسطين والفلسطينيين ... فحياة وحقن دماء طفل فلسطينى أهم من المسجد الأقصى بمليون مرة .....فالمسجد الأقصى مجرد أرض مثلها مثل أى أرض فى غزة أو فى الضفة أو أى متر فى أرض فلسطين .
وهو تاريخيا ليس هو المسجد الأقصى المذكور فى القرءان الكريم . فالمسجد الأقصى المذكور فى القرءان الكريم هو مسجد الوادى المقدس طوى بجبل طور سيناء المصرية الموجودة داخل حدود جمهورية مصر العربية .....والأمويون (عبدالملك بن مروان وإبنه الوليد بن عبدالملك )هما من بنيا وأسسوا وإفتتحوا مسجد فلسطين وأطلقوا عليه المسجد الأقصى ،ووضعوا فيه روايات من روايات المناقب وجعلوه مساويا لمسجد المدينة وبيت الله الحرام ليُبعدوا الناس عن مكة التى كانت منفصلة سياسيا عنهم، . فقد شيدوه وإفتتحوه وأطلقوا عليه إسم المسجد الأقصى لأغراض سياسية بحتة.
فهو لا علاقة له بإسمه، ولا بركة فيه ولا حوله ومثله مثل أى مسجد صغير فى أى مكان فى العالم ..ولو كنت حاكما لفلسطين وفى هذه الظروف لهدمته فورا لأُثبت أن دماء الأطفال والعجائز والكهول أعظم منه ،ولتتحول قضية فلسطين إلى وضعها وقيمتها ومكانتها الطبيعية من صراع على المقدسات الوهمية إلى صراع على الأرض والسلام والأمن والإستقرار والتنمية ،وقبل كل هذا صراع لحماية وحقن دماء الشعب.
فماذا لو قالت إسرائيل :: أنتوا عايزين المسجد الأقصى والقدس ؟؟؟
أوك تفضلوا خدوهم ، وسنحتل باقى غزة والضفة وسنقتل كل من يواجهنا صغيرا وكبيرا، هل سيوافق الفلسطينيون ؟؟؟؟
==
ما يُهمنا هنا أنه مجرد مكان لا قدسية له فى الإسلام وليس رمزا من رموز الإسلام.. وحياة وأمن وسلامة الأطفال والنساء والكهول والعجائز أهم منه مليون مرة فليضعوا الأمور فى نصابها ،ولتتحول قضية فلسطين إلى قضية إنسانية ، ولقضية محلية تماما وليست قضية دينية أو جغرافية أو ديموجرافية . فلتكن قضية شعب فلسطين شعبا وارضا أمام إسرائيل وأطماعها ، وليست قضية عربية ولا قضية إسلامية ، لأنها بوضعها الحالى قضية عربية وإسلامية ستضيع فيها حقوق الفلسطينين وستذهب بلا رجعة ، ، ونتمنى أن يفهموا هذا قبل فوات الآوان .
==
أما عن قوله تعالى (الذى باركنا حوله ) .فلا أحد يعلم ما هى طبيعة تلك البركة ،ربما لذكره فى الرسالات تحديدا كمكان تكلم فيه المولى جل جلاله مع موسى ،وتلقى فيه محمدعليهما السلام الوحى. فليس هناك مكانا مباركا أو تحدث عنه رب العالمين بأنه مبارك سوى (بيت الله الحرام - والمسجد الأقصى فى سيناء - وأرض فلسطين بشكل عام ) . لكن نحن لا نعلم طبيعة هذه البركة ولا نحس ولا نشعر بإختلاف جغرافى أو جيولوجى بينهم وبين باقى الكورة الأرضية . مثلهم فى هذا مثل ليلة القدر وباقى ليالى شهر رمضان وباقى ليالى السنة كُلها .فلا فرق بينها وبينهن، أو لنقل نحن لا نُلاحظ فرقا بينها فلكيا ولا فى الطقس ولا فى أى شىء وبين باقى ليالى السنة.
اجمالي القراءات
911