فَارِقَة بشار الأسد غَيَرتْ قواعِدْ التَغيِيِرْ
لقد تغيرت قواعد اللعبة، لم تَعُد الآن الطرق القديمة المتعارف عليها صالحة لتغيير نظام حكم في دولة تابعة أو نامية.
فالتغيير عبر الحرب بات طريقة قديمة منذ زمن الرئيس الصربي/ سلوبودان ميلوسيفيتش، وبفارقة إسقاط (الأسد)، تنتهي أيضاً الإنقلابات العسكرية أو الحزبية، لأجل تغيير نظام حكم دولة، فكُل ما سبق من طرق وأدوات، بات من ذاكرة التاريخ الذي لن يعيد نفسه مرة أخرى.
ها هم (حكام العالم)، أصحاب العلم والمعرفة، من يمتلكون مفاتيح الطلاسم، والأسرار، يثبتون للعالم أنهم وحدهم القادرين على منح رخصة القيادة لأي أحد.
إن فارقة إحداث تغيير النظام السوري، وهروب (بشار الأسد)، ليس بالأمر الذي يمر مرور الكرام.
لقد هرب (بشار الأسد) لأن (حكام العالم) أرادوا ذلك، ولو أرادوا الإمساك به أو القضاء عليه لفعلوا، بيد أنهم يريدونه حياً في نظر العالم كُله ليكون عبرة لمن يعتبر.
ها هو أقوى رئيس عربي، كان محاط بحزب استطاع ابتلاع الدولة، ثُم عائلة تمكنت من ابتلاع الحزب، ثُم أسرة ابتلعت العائلة، حتى نصل إلى شخصه الذي ابتلع كُل شيء.
كان جيشه عتيد مسلح بأسلحة ثقيلة، يسيطر عليه عقائد دينية، وحزبية، فمن أين جاء الخلل، وكيف فُتحت الثغرات، ومن ثَم كيف هزم :
- إذ أن الأسد لم يدخل في معركة اوحرب بشكل مباشر، لا مع جيش نظامي أو ميليشيات مسلحة.
- كما صمت رجال الجيش، بل إنهم قد فروا تاركين شرفهم ليعبث به آخرون، فالسلاح هو شرف الجندي على مر العصور.
- كما لم ينقلب الجيش على رئيسه.
- وأيضاً لم ينقلب الحزب على رئيسه.
- وأخيراً لم يخرج الشعب المنهك في ثورة سلمية ليطيح بالمخلوع.
إلا أن (الأسد) فجأة قد هرب، بلا أية مقدمات تُذكر، فماذا حدث داخل اروقة السياسة السورية ..
إن ما حدث لــ (بشار الأسد) ليس إلا رسالة لقادة وزعماء مفادها :
"ذلك جزاء من يثير غضبنا نحن .. حكام العالم".
إن الرسالة شديدة اللهجة، فلا سلاح بات يستطيع مواجهة (حكام العالم)، حتى سلاح العقيدة إذ به يختفي أثناء إزاحة الأسد، فلم نرى فدائي واحد عن المخلوع.
قد علم (حكام العالم) بطبائع النفوس، ودرسوا أروقة السلطة في كُل ركن من أركان العالم.
فما عادوا بحاجة لحرب لتغيير نظام حاكم، أو إحداث ثورات سلمية، والأخطر .. لم يَعُد للسلاح مكان، إذا ما أراد (حكام العالم) إزاحة نظام ما ...
إن إزاحة (الأسد) رسالة عاصفة، زكمت رياحها أنوف قادة كُثر، ولازال مدادها لم يجف، ولن يجف حتى وإن أُعلنت وفاة (بشار الأسد)، هذا الذي كان صاحب مهابة.
بينما اليوم حبيس في قفص لا يليق بمكانته السابقة، وسيموت كما مات سجناء الرأي في سوريا إما داخل الأسوار الحديدية، أو من تعذيب جسدي أو نفسي لن يتحمله، فلن ينفعه مال قد سرقه، أو عائلة باتت هي الأخرى مهددة.
(حكام العالم) من بَعْدِ الآن سيتعاملون مع القادة في الدول النامية أو التابعة، كما يعامل الآباء أبنائهم، فإن كان الولد عاق، حق عليه العقاب.
إن فارقة ما حدث مع (بشار الأسد)، تستوجب التوقف ..
فالتغيير منذ الآن، وارد أن يحدث في أي مكان آخر، وبأقل الخسائر، بل وبدون أية خسائر.
مع كُل يوم يتنفس فيه (بشار الأسد)، تُسْمَع أصوات أنفاسه في أروقة قادة آخرين لازالوا في مواقعهم، ليظل السؤال يراودهم : كيف تمت إزاحة (الأسد) ...
وإجابة السؤال : لن يعلمها إلا من تمت إزاحته، ومن قاموا بإزاحته، وكلاهما لن يبوح بالسر أبداً.
ومن يستهويه حب الإستطلاع من هؤلاء القادة، فحتماً سيلحق بالأسد المخلوع.
وعلى الله قصد السبيل
شادي طلعت
#شادي_طلعت
#بشار_الاسد
#تداعيات_سقوط_الأسد
#سوريا
#مصر
#فارقة_بشار_الأسد_غيرت_قواعد_التغيير
اجمالي القراءات
161