عثمان محمد علي Ýí 2024-04-06
الطفل ينشأ على حب الوالدين طبعا لا تطبعا، وهوـ بطبيعة الحال ـ عبد مجبر غير مخير: يطيع والديه طوعا أو كرها ، أما الراشد البالغ (المكلف الحر) فما أمر بطاعة الوالدين قط، وإنما أُمر بالبر والإحسان إليهما، وهذا بوصلَهما والرفق بهما وحسن معاملتهما، فإن بلغ أحدهما أو كلاهما سن الشيخوخة والعجز عنده (بمحل إقامته) وجب عليه شيء آخر، شيء خطير وصعب شديد، شيء لا يقوي عليه إلا التقي الوفي الذاكر لما بذلا من جهد وتحنُّن في سبيل رعايته وحمايته يوم كان طفلا ضعيفا مكسور الجناح، والشيء الصعب الشديد هو الوفاء و رد هذا الجميل، ولا سبيل لرده كليا إلا بتنفيذ الوصية حرفيا، أقصد قول ربنا جل وعلا: {...فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا(23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا24)}[17].
إشارة 1 : يوم كنت طفلا كان لك رب وربة هما والديك، ولم تكن مؤمنا ولا كافرا يومها، ولا كنت من المشركين، بل كنت تمرح في الجنة (حنة الرب الوالد والوالدة المربية)، أما اليوم وقد بلغت أشدك فأنت عبد لربك الذي خلقك وخلق والديك من قبلك، فلا تقلد آباءك ولا تعبد غير الله جل وعلا : { لاَّ تَجْعَل مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَّخْذُولاً(22) وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا...(23)}[17]
إشارة 2: { يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تاويلا(59)}[4].
وكل عام وحضرتك بخير وسلام وسعادة .... شكرا على التعقيب الجميل الذى أثرى المقال وأكد على مضمونه العام بوجوب برالأولاد والإحسان إلى والديهم تطبيقا وتنفيذا وإمتثالا لأوامر الله جل جلاله وتشريعاته .
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-24 |
مقالات منشورة | : | 856 |
اجمالي القراءات | : | 6,386,429 |
تعليقات له | : | 6,443 |
تعليقات عليه | : | 2,705 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | Canada |
باب Beyond Conflict: Decentralization and th
في بيتنا شجرة زينة كريسماس هل هي حرام ؟؟
الصحابة وما أدراك ما الصحابة .
دعوة للتبرع
مسألة ميراث: سلام علايك م مافتو ت امراء توفية وتركة منزل...
الصلاة الابراهيمية: -**-*-( وَإِذ ِ ابْتَ لَى إِبْر َاهِي مَ ...
سؤالان : السؤ ال الأول : لى ولدين , الولد الأكب ر ...
سؤالان : السؤ ال الأول : لقد رايت حلقة القرا ءات ...
المهدى غير المنتظر: ظهر شخص يقول إنه المهد ي المنت ظر و انه يريد...
more
ورود كلمة الرحمة هاهنا له دلالة هامة،فقد ذكر الله تعالى أن معاملة الوالدين تكون بالرحمة وليس سدادا للدين،لأننا نرى فى الكثير من الحالات آباءً عقوا أبناءهم ،لم يحسنوا تربيتهم ولم ينفقوا عليهم-مع القدرة-مثال على ذلك امرأة من قريتنا مات زوجها فقذفت أبناءها الأربعة لقريب لهم من بعيد وتزوجت،ورجل هجر زوجته وأبناءه منها وتزوج أخرى ولم ينفق على أبنائه مليما واحدا،هنا لو تعاملنا بالعدل فأمثال هؤلاء لايستحقون سوى الإعراض والهجر ،لهذا جاءت كلمة الرحمة لتدخلهم فى الوصية.