عن طاعة الوالدين ما هو خفض جناح الذل من الرحمة لهما ؟

عثمان محمد علي Ýí 2024-04-06


عن طاعة الوالدين ما هو خفض جناح الذل من الرحمة لهما ؟
سؤال مُهم ::
ما هو خفض جناح الذل من الرحمة فى قوله تعالى (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ) وكيفية تطبيقه ؟؟
===
التعقيب ::
موضوع طاعة الوالدين والإحسان إليهما موضوع غاية فى الأهمية من الناحية الدينية أولا حيث أنه أمر من الله جل جلاله جاء بعد الأمر بلاإله إلا الله مباشرة (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنًاۚ إِمَّا يَبۡلُغَنَّ عِندَكَ ٱلۡكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوۡ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفّٖ وَلَا تَنۡهَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوۡلٗا كَرِيمٗا (23) وَٱخۡفِضۡ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحۡمَةِ وَقُل رَّبِّ ٱرۡحَمۡهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرٗا (24)) الإسراء.
وكذلك مهم جدا على مستوى الصحة النفسية والبدنية لهما، وعلى المستوى الإجتماعى العائلى للجميع . وأرى أن كيفية تطبيق هذا الإحسان ،ومفهوم قوله تعالى (وَٱخۡفِضۡ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحۡمَةِ) يتمثل فى الآتى ::
ألا تجعلهم فى إحتياج لأن يطلبوا هم منك السؤال عنهم وعليهم ، أو أن يطلبون منك أو من أحد شيئا يخص حياتهم فى (الطعام والشراب والمسكن والعلاج والدفاع عنهم ، وأن تبّر قدر المُستطاع من كانوا يبرونه قبل ضعفهم وخاصة إخوتك وأعمامك وأخوالك -أهلهم قبل أن يكونوا أهلك ) فعليك أن تفعل هذا قبل أن يطلبوه منك .وأن تفعل كُل هذا بحُب ورضا (حتى لو ستتظاهر بالرضا فى بعض منه ) وإياك أن تُظهر لهما أو يشعروا بأنهما أصبحا حملا ثقيلا عليك ففى هذا ذُل لهما دون أن تدرى فخامتك . فتذكر كيف كانوا يُعاملوك منذ ولادتك حتى صرت شابا يافعا وربما بعد ذلك أيضا ،وكل هذا كان بحُب ورضا تام .ولذلك قال لك القرءان الكريم فى الآية السابقة عليه (فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا).
حبيب قلبى الغالى خليك فاكر أن سؤالك على والديك ورعايتك لهما فيه فائدة مادية وإقتصادية لك .كيف ؟؟ لأنهما لو دخلا فى مشاكل نفسية بسبب إهمالك وتقصيرك فى حقهما سيدخلون فى مشاكل عضوية وبدنية وجسدية وأمراض ومستشفيات وليلة طويلة ربنا يحفظك ويحفظهم منها هههههههه .فياحبيبى شوية إهتمام زيادة بهما سيُجنبوك ويجنبوهم مشاكل كثيرة أنتم جميعا فى غنى عنها ....بالإضافة كما قلنا سابقا أن الإحسان إليهما أمرا وتشريعا قرءانيا من تشريعات رب العالمين جاء مُباشرة بعد إيمانك بلا إله إلا الله . فتقصيرك فى رعايتهما والإحسان إليهما ستُحاسب عليه يوم القيامة ، ولو نهرتهما أو زعقت فيهما او شتمتهم أو تعديت عليهم بالضرب ، أو خدعتهم وسرقت منهم أملاكهم ،ورميتهم فى الشارع فنهارك إسود يوم القيامة دون أن تدرى ...... الموضوع مُهم وخطير وعظيم إيجابا ، وعظيم سلبا ،وانت حُر .
اجمالي القراءات 1926

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (4)
1   تعليق بواسطة   مصطفى اسماعيل حماد     في   السبت ٠٦ - أبريل - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً
[95176]

دلالة كلمة الرحمة


ورود كلمة الرحمة هاهنا له دلالة هامة،فقد ذكر الله تعالى أن معاملة الوالدين تكون بالرحمة وليس سدادا للدين،لأننا نرى فى الكثير من الحالات آباءً عقوا أبناءهم ،لم يحسنوا تربيتهم ولم ينفقوا عليهم-مع القدرة-مثال على ذلك امرأة من قريتنا مات زوجها فقذفت أبناءها الأربعة لقريب لهم من بعيد وتزوجت،ورجل هجر زوجته وأبناءه منها وتزوج أخرى ولم ينفق على أبنائه مليما واحدا،هنا لو تعاملنا بالعدل فأمثال هؤلاء لايستحقون سوى الإعراض والهجر ،لهذا جاءت كلمة الرحمة لتدخلهم فى الوصية.

2   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   السبت ٠٦ - أبريل - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً
[95177]

شكرا دكتور مصطفى .


تحياتى دكتور مصطفى .وكل سنة وأنتوا طيبين .. بالتأكيد الإحسان للوالدين فى المقام الأول المفروض يكون تطبيا لأمر الله جل جلاله بحسن معاملتهما ... أما سداد الدين فهو فأنا ذكرته كنوع من التذكرة بكم وحجم معاناتهما فى تربية الأولادهما . وهو كنوع من التحفيز على إستمرارية الإحسان إليهما .وقد ذكر القرءان الكريم هذا أيضا فى تذكير الأبناء بمعاناة الأباء والأمهات وخاصة الأمهات فى قوله تعالى (وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)


وفى قوله تعالى (ووصينا الانسان بوالديه احسانا حملته امه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى اذا بلغ اشده وبلغ اربعين سنة قال رب اوزعني ان اشكر نعمتك التي انعمت علي وعلى والدي وان اعمل صالحا ترضاه واصلح لي في ذريتي اني تبت اليك واني من المسلمين) ..ففى هاتين الآيتين ذكر رب العزة جل جلاله معاناة الوالدين فى تربية ورعاية أولادهما منذ بداية الحمل والولادة والطفولة ووووو.... فعلى من تُسول له نفسه العقوق لوالديه فليتذر معاناتهما معه ............... وبالتأكيد هناك عقوق من قلة من الوالدين لأبنائهما ولكنها صورة من صور شذوذ القاعدة العامة .

3   تعليق بواسطة   ربيعي بوعقال     في   الأحد ٠٧ - أبريل - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً
[95178]

سلام عليكم أخي عثمان، راجعوا ما كتبتم فما أمرنا بطاعة الوالدين قط



الطفل ينشأ على حب الوالدين  طبعا لا تطبعا، وهوـ بطبيعة الحال ـ عبد مجبر غير مخير:  يطيع والديه طوعا أو كرها ، أما الراشد البالغ (المكلف الحر) فما أمر بطاعة الوالدين قط، وإنما أُمر بالبر  والإحسان إليهما، وهذا بوصلَهما والرفق بهما وحسن معاملتهما، فإن بلغ أحدهما أو كلاهما سن الشيخوخة والعجز عنده  (بمحل إقامته) وجب عليه شيء آخر،  شيء خطير  وصعب شديد، شيء لا يقوي عليه إلا  التقي الوفي الذاكر لما بذلا من جهد وتحنُّن في سبيل رعايته وحمايته يوم كان طفلا ضعيفا مكسور الجناح، والشيء الصعب  الشديد هو الوفاء  و رد  هذا الجميل،  ولا سبيل لرده كليا إلا بتنفيذ الوصية حرفيا، أقصد قول ربنا جل وعلا: {...فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا(23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا24)}[17].





إشارة 1 : يوم كنت طفلا كان لك رب وربة هما والديك،  ولم تكن مؤمنا ولا كافرا يومها، ولا كنت من المشركين، بل كنت تمرح في الجنة (حنة الرب الوالد والوالدة المربية)، أما اليوم وقد بلغت أشدك فأنت عبد لربك الذي خلقك وخلق والديك من قبلك، فلا  تقلد آباءك ولا تعبد غير الله جل وعلا : { لاَّ تَجْعَل مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَّخْذُولاً(22) وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا...(23)}[17]



إشارة 2: { يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تاويلا(59)}[4].




 




 




4   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الأحد ٠٧ - أبريل - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً
[95181]

شكرا جزيلا أستاذ ربيعى بو عقال .


وكل عام وحضرتك بخير وسلام وسعادة .... شكرا على التعقيب الجميل الذى أثرى المقال وأكد على مضمونه العام بوجوب  برالأولاد والإحسان إلى والديهم تطبيقا وتنفيذا وإمتثالا لأوامر الله جل جلاله وتشريعاته .


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق