خرافة الحسد عند العرب والمسلمين .
العرب والمُسلمون يعتقدون في الحسد ويؤمنون به ،وعندما تقول لأحدهم لا يوجد حسد والحسد خُرافة ،ينظر إليك ويُخرج مُسدسه مُصوبه تجاهك ويقول لك مُحذرا أكفرت بالقرءان ؟؟ الحسد مذكور في القرءان .ووووووو.فتسأله ماهو الحسد ؟؟ فيُجيبك جواب العوام من المُسلمين ويقول أن ينظر الحاسد إلى المحسود فيُصيبه ضرر كأن يحسده في صحته فيُصيبه مرض ،او يحسده في ماله فيخسره ، أو يحسده في نجاحه في الدراسة فيرسُب ،او يحسده في منزله فتقع فيه حريقة وتأكله النار،أو يحسده في أولاده فيموت أجملهم وأحبهم إلى قلبه ،او يحسدونها على جمالها وجمال خطوتها فتسقط مكسورة الأرجل وتاخد 40 غرزة في وجهها وتُصبح كالمسجلة خطر ههههههه وهكذا وهكذا :::::
==
التعقيب بإختصار :
الحسد بهذا الشكل وهذا المفهوم غير موجود وهو محض خُرافة ويُعانى المؤمن به (حاسدا أو محسودا ) من مرض نفسى كبير يحتاج إلى تصحيح إيمانه وعلاجه عند طبيب أمراض نفسية .
والحقيقة أن الحسد مذكور في القرءان ولكن ::: ما هو الحسد ؟؟
القرءان العظيم تشرح آياته بعضها بعضا وتٌبين بعضها بعضا فمن إتخذ من نفسه تابعا للقرءان ومُتدبرا له ويمشى دُبر آياته ولم يرفع نفسه فوق حقائقه إهتدى وهداه الله إلى نور القرءان ، ومن دخل على القرءان بفكرة مُسبقة يريد أن يُثبتها ويجد عليها دليلا من القرءان فهو ضال وسيُزيده الله ضلالا لإتباعه هواه وغرور الشيطان ...ومن هُنا نعود للحسد ولسورة الفلق التي ذُكر فيها الحسد ..فالسورة الكريمة تقول (({ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5) } (سورة الفلق 1 - 5)
.فلنتدبر أياتها سريعا من خلال القرءان الكريم .. 1== أمر الله لنا بالإستعاذة به سبحانه من شر ما خلق .فلنبحث عن أوامر الإستعاذة في القرءان لنعرف منها ما هو ومن هو شر ما خلق فيقول القرءان الكريم (({ وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (98) } (سورة المؤمنون 97 - 98)
(({ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6) } (سورة الناس 1 - 6)
فالأوامر القرءانية لنا بالإستعاذة بالله جل جلاله جاءت في أن نستعيذ به سبحانه من الشياطين وهمزات الشياطين التي توسوس لنا لتغوينا وتُبعدنا عن طاعة الله وهديه في كتابه العزيز ..ووصفه ربنا سبحانه بأنه (شر ما خلق –الوسواس الخناس ).
فلماذا يحسدنا الشيطان ؟؟
لأن هناك تاريخ قديم بينه وبين الإنسان عندما أمره ربه جل جلاله أن يسجد مع الملائكة لأدم فتولى وإستكبر عن أمر ربه وكان الحوار الذى نعرفه جميعا من القرءان الكريم حول ذلك الموضوع التي تُلخض نتيجته هذه الأيات الكريمات في قوله سبحانه ((وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (11) قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (12) قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13) قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (15) قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17) قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ (18) وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (19) فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21) فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ (22) قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23) قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (24) قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ (25) يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26) يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (27) } (سورة الأَعراف 11 -27
فالأيات القرءانية تُخبرنا أن هناك صراعا بين الشيطان والإنسان ،وان الشيطان لن يترك الإنسان ،وسيظل يُطارده بوسوته وغوايته ليستحوذ عليه ويأخذه من طريق الحق إلى طريق الضلال ،وأنه سيقعد لنا في طريقنا نحو الصراط المستقيم في الإيمان فبدلا من أن نؤمن بالإله إلا الله وحده لا شريك له في الدنيا والأخرة فيفوينا بألهة أخرى من الصوفية وووووو وأن النبى عليه السلام وووو يقتسمون يوم الدين مع المولى جل جلاله مالك يوم الدين ،وسيقعد لنا في إيماننا بكتاب الله وحده في ديننا فنهجره ويغوينا بالبخارى ووووووو ويُزخرف لنا أنهم وحى من وحى الله لنبيه ،وانهم جزء مُكملا لدين الله ،بل إنهم الأساس وكتاب الله هو الفرع (كما قال شيوخ الأزهر –لاسامحهم الله ) . وسيقعد لنا في عباداتنا فيجعلنا نتكاسل عنها ثُم نُضيعها .وسيقعد لنا في معاملاتنا فيجعلنا ننسى السلام والإخاء والمودة والتعارف والعدل والرحمة والعفو والصفح فنستبدلهم بكل ما هو قبيح وقمىء وفظ وكل ما فيه سوء أدب مع الله ومع الناس .
ولقد حذرنا ربنا سبحانه وتعالى من هذا كله فقال جل جلاله ((() يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ )))
فهل الشيطان له سطوة وقوة علينا لا نستطيع الفكاك منها ولا الهروب منها ؟؟؟
في الحقيقة لا .. فهو لا يملك سوى الغواية والوسوسة للنفس .ونستطيع أن نهرب منه بسهولة ويُسر وذلك بأن نقول عندها ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) أو نقول كما أمرنا القرءان (((({ وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ )).
هل بالإستعاذة بالله مرة واحدة ستُبعدالشيطان عنا ونتفى شروره وغوايته إلى الأبد ؟؟
في الحقيقة لا فالشيطان موجود معنا 24ساعة خلال عُمرنا كُله ،واننا لن ننج منه نجاة نهائية ولكن علينا إستخدام (المصل واللقاح ) وهو (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) و المضاد الحيوى والترياق إذا أُصابنا في قوله تعالى (({ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200) إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (201 })) (سورة الأَعراف 200 – 201
.. ومن هُنا فإن الحسد المذكور في القرءان ليس حسد الإنسان للإنسان بتمنى زوال نعمته أو بإصابته بضرر قتزول ويُصيبه الضرر، لالالا ..,لكن الحسد هو حسد الشيطان للإنسان لأن مصير الشيطان معروف وهو جهنم وبئس المصير ،ولكن الإنسان فلديه الفرصة أن يكون من أهل الجنة فلذلك يوسوس إليه الشيطان ليسحبه ويجره ليُلقى معه في نار جهنم والعياذ بالله ....
....
اللى حيقول انت جبت الفهم ده منين حأقول له ::: بطل قر ،خمسة وخميسة في عينيك والنهارده الخميس ،علشان ما يحسدنيش ههههههههههههه .
الحسد فى اللغة يعنى تمنى زوال النعمة وهو خلاف الغبطة فحين أقول : احسدك على جمال خطك معناها انى كاره لذلك واتمنى إن تزول عنك هذه النعمة. أما أن أقول اغبطك على جمال خطك فمعناها انى افرح لما لك واتمنى أن يكون لى مثل ما لك. بالمناسبة اللغة الإنجليزية لا تميز بين المعنيين فكلاهما يعبر عنه الفعل envy. وإذا كان الحسد هو الكره وتمنى زوال النعمة فليس معنى هذا أن تزول هذه النعمة إلا أن يشاء الله جل وعلا مهما كانت قدرات الحاسد إلا أن يقوم بعمل يضر بصاحب النعمة كأن يكون لك سيارة جميلة يحسدك عليها جارك فيقوم بخدشها بمفتاح أو يغرس مسمارا فى إحد اطاراتها ليؤذيك. المؤكد أن هذا عمل بشرى لا دخل فيه لقوى عليا.
والنص القرآنى واضح فى قوله عز وجل ومن شر حاسد إذا حسد. نلاحظ أنه سبحانه وتعالى استعاذ من الحاسد وليس من الحسد فالحاسد هو الذى يؤذى كمثل الذى خدش السيارة بالمفتاح والامثلة كثيرة.