تجريم لمس جسد إنسان بدون رضائه في الغرب
في المجتمعات الغربية المتحضرة، يحظر على أي إنسان لمس أي إنسان آخر، بدون إذن صريح منه، سواء كان رجل أم إمرأة، والنسبة للطفل يشترط إذن من ولي أمره، لحمله أو تقبيله، وإلا تم توجيه تهمة التحرش الجنسي بالأطفال.
وذلك بعكس الوضع في الدول الشرقية، وبخاصة الأكثر تخلفاً فيها، إذ تبدو فيها الصورة أكثر إنتشاراً.
فلا عقاب على شخص يلمس جسد غيره بدون رضائه أو إذنه،ولا تعترف تلك الدول بالجريمة بمجرد اللمس، بل يشترط أن يكون اللمس قد أحدث ضرراً !.
...............................
ولابد لنا من معرفة :
لماذا تجرم المجتمعات الغربية لمس جسد إنسان آخر، بدون رضائه وإذنه، وهذا يعود للأسباب التالية :
إولاً/ الإنسان له حقوق، وهي الأعلى مرتبة في تلك الدول، ومن ضمن هذه الحقوق، سلامة جسده من أي سوء، فالجسد له حصانة، من أي أذى بدني أو مس قد يؤدي إلى أذى نفسي.
ثانياً/ لأن الشعور بحماية الجسد، يعطي إحساساً بقيمة وقدر الإنسان.
ثالثاً/ حتى تنشأ الأجيال نشأة سوية، فإنهم يتعلمون قيمة وقدر جسد لإنسان منذ الطفولة، وتلك النشأة تجعلهم إيجابيين في حياتهم فيما بعد، فيكون شخص مؤثر ومنتج في مجتمعه، يحترم الآخرين من خلال الثقافة التي نشأ عليها.
رابعاً/ إعلاء قيمة القانون من خلال نشر الإحترام فيما بين الناس، ورفع قيمة جسد الإنسان لمرتبة عالية، فلا يقدر أي إنسان على لمس آخر، مهما حدث بينهما من مشاكل أو تطورت، ليكون القانون هو الحكم بين الناس.
...............................
** أما في الدول الشرقية، والمتخلفة منها تحديداً، سنجد التالي :
١- كثيرين يعانون من تشوهات جسدية، إما في الوجه، أو الرقبة أو غير ذلك، بسبب أشخاص آخرين تعدوا عليهم بدنياً، نتيجة عمد أو غير عمد، بيد أن الجميع نشأ على الإعتياد على لمس غيره.
٢- كثيرون تم الاعتداء عليهم جنسياً لدرجة الاغتصاب، بسبب تساهل المجتمعات في إعتبار أن لمس جسد الآخرين أمر طبيعي !.
٣- كثيرون تم التحرش بهم جنسياً وهم في سن الطفولة، وقد لا يدرك هؤلاء الأثر النفسي الذي وصلوا إليه، لأنهم نشأوا على ثقافة بغيضة - متخلفة - رديئة.
٤- المجتمعات الشرقية أصبحت غير مدركة لنتائج السماح للآخرين بلمس أطفالهم، وما قد يسببه هذا من أمراض نفسية في المستقبل، خاصة إذا ما تسبب اللمس في إثارة غرائزهم الجنسية، سواء عن قصد أو دون قصد، أو شعورهم بالخزي فيما بعد لطيلة حياتهم نتيجة قصد التحرش بهم.
...............................
الرؤية الغربية لملامسة شخصين لبعضهم البعض :
- يعدُ لمس الرجل للرجل في أي جزء من جسده بخلاف (المصافحة باليد) بمثابة إعلان أنهما مثليين أي (شاذين جنسياً)، وحتى القبلات بين الرجال لبعضهم البعض تعدُ (شذوذ جنسياً) في المجتمعات الغربية المتحضرة.
- يعدُ لمس المرأة للمرأة في أي جزء من جسدها بخلاف (المصافحة باليد) إعلان أنهما مثليين أي (شاذتين جنسياُ)، وحتى قبلات النساء لبعضهن البعض تعد أمر غير مقبول في المجتمعات الغربية المتحضرة.
- يعد لمس الرجل أو المرأة لأي طفل غريب عنهما، بدون إذن صريح من أولياء الأمور، تحرش جنسي يستوجب العقاب.
- ظاهرة تشابك الأيادي أو تشابك الأذرع، لا توجد بين الكبار الطبيعيين، إلا إذا كانا رجل وإمرأة تربطهما علاقة زواج أو صداقة، أي بينهما علاقة جنسية.
- أما إذا ما شوهد تشابك الأيادي، أو تشابك الأذرع في المجتمعات الغربية، بين شخصين متفقين في الجنس، أي رجلين أو إمرأتين، فإنه ينظر إليهما على أنهما مثليين أي (شاذين).
...............................
الرؤية الشرقية لملامسة شخصين لبعضهم البعض :
- لا يمانع الشرقيون أن يلامس الرجال بعضهم البعض، كباراً كانوا أم صغاراً، والقبلات بين الرجال دليل على الود والحب.
- لا يمانع الشرقيون كذلك في أن تلامس النساء بعضهن البعض، والقبلات بينهن أيضاً تدل على الود والمحبة.
- ظاهرة التشابك بالأيادي، أو التشابك بالأذرع، توجد بين الرجال بعضهم البعض، وكذلك بين النساء بعضهن البعض، ويعد الأمر طبيعي وليس له علاقة بالمثلية أي (الشذوذ).
...............................
الرأي الأخير :
في الواقع أن الغرب أكثر من الشرق حنكة في فنون التربية، والنشأة القويمة السليمة للأسباب التالية :
أولاً/ الغرب يدرك أن الغرائز الجنسية قد تتحرك في حال تمت الملامسة من شخص لآخر، حتى وإن إتفقا في الجنس، أي كانا رجلان أو إمرأتان.
وليس تجريم الملامسة يحدث في الغرب، إلا لو إشتكى الشخص الذي تعرض للملامسة ممن قام بلمسه.
إذ أن (المثليين) معترف بهم وبحقوقهم في المجتمع الغربي، وتحديداً في أوربا، على عكس أمريكا التي تعترف قلة من الولايات بها بحقوق المثليين.
ثانياً/ لا يقارن الشخص الشرقي بنظيره الغربي، في كُل شيء، وبخاصة في الحالة النفسية السوية، إذ أن الأول ينشأ على إباحة إنتهاك حرمة الجسد، والثاني ينشأ على تقديس حرمة الجسد.
...............................
رأي الإسلام :
وبما أننا تطرقنا لهذا الأمر، فلا يجب أن نغفل رأي الدين الإسلامي، في مسألة ملامسة الجسد ...
- ففي السنة الإسلامية، لا تُقر القبلات على الوجه فيما بين الرجال بعضهم البعض، أو النساء بعضهن البعض، فالمتعاهد عليه هو المصافحة باليد فقط.
- أما اللقاء بعد الغياب الطويل، بين أبناء الجنس الواحد، فإنه يكون العناق، من دون قبلات على الوجه، والسنة هي التقبيل على الكتفين، أو على الرأس من خلال (الجبهة أو ما بين العينين).
- كما أن السنة الإسلامية قد حرمت على المرأة رؤية إمرأة أخرى عارية، لأن هذا الأمر يكشف المستور، وقد يثير الغرائز.
في النهاية:
إن واقع الأثر لملامسة شخص لآخر، بالغ جداً، وخاصة الأثر النفسي، فقد ينتج عن هذا، خلل في كُل شيء إنساني طبيعي، إذا تمت الملامسة بدون رضا أو إذن، أو كانت بين جنسين من نفس النوع.
- ومع هذا كله، نجد أن المجتمعات الشرقية لا تسمح بالمثلية أي(الشذوذ الجنسي)، مع أنها تفتح الباب لحدوثه !.
- ونجد المجتمعات الغربية تسمح للمثليين بالتعبير عن رغباتهم، (الشذوذ الجنسي)، إلا أنها تغلق الباب منذ البداية لمنع حدوث مثل هذا الأمر !.
أسأل المولى الحكمة والهدى
شادي طلعت
اجمالي القراءات
2294