محمد عبد المجيد Ýí 2007-07-14
Oslo 31. 10. 2006
عندما تسلم أحمد ماهر حقيبة الخارجية المصرية وجد في انتظاره مفاجأة غير متوقعة بالمرة، فقد قام وزير الخارجية الذي سبقه بتعيين سفراء وقناصل في أهم سفارات مصرية في الخارج، ولم يترك عمرو موسى لخلفه أحمد ماهر فرصة اختيار ممثلي مصر في بعثاتها الدبلوماسية إلا في حدود ضيقة للغاية.
احمرت وجنتاه، وانتفض غضبا إثر سماعه من الشيخ صباح وزير الخارجية الكويتي، وأمير الكويت حاليا، بأنه موظف كبير مثلما كل العاملين لدى المؤ&Oe;مؤسسة أو الجامعة.
وزاد احتقان غضبه، ولكن صاحبَ الابتسامة الأكثر شهرة في الدبلوماسية الكويتية لأكثر من أربعة عقود رد عليه بهدوء قائلا بأنه هو نفسه، أي الشيخ صباح، موظف لدى الدولة.
والكويتيون أكثر العرب صفحا بعد غضب، ونسيانا لأي اساءة، ولو استقل كل خصوم الكويت طائرة خاصة وهبطوا بدون إذن مسبق في مطار الكويت الدولي فسيجدون دفئا طيبا، وسيقام على شرفهم حفل استقبال.
لذا وافق الكويتيون فورا على طلب الرئيس حسني مبارك منهم أن لا يعترضوا على التجديد لعمرو موسى أمينا عاما لجامعة الدول العربية، فالكويت أكبر من أن تتمسك بوجهة نظر تخالف الأغلبية العربية وليس فقط الاجماع العربي.
سبعة وعشرون يوما وجامعة الدول العربية لا تستطيع أن تجمع العرب تحت سقف واحد لدعم لبنان.
لكن عمرو موسى لم يعتذر عن هذا التأخير وكأن قطار الصعيد فاته وسينتظر عدة ساعات فقط.
يتحرك كطاووس يمد جناحيه فوق الوطن العربي كله، ويتعامل كأنه رئيس كل العرب، وبعدما وافق وزراء الخارجية العرب على ارسال وفد منهم يحاول أن يقنع المنظمة الدولية بأكثر ما في المشروع السنيوري اللبناني، كان عمرو موسى الأكثر اصطداما مع الاعلاميين، وكان نموذجا لعربي خشن وجاف وغير حضاري بالمرة.
تعامل في المؤتمر الصحفي مع الاعلاميين العرب كأنه يمن عليهم أنْ أجابهم، فإذا جاء السؤال من غير عربي اتسعت ابتسامته وكأن صدره قد ضاق بالعرب كلهم.
له شعبية كبيرة في الشارع المصري الذي اعتقد في فترة من الفترات أنه القادر على منافسة الرئيس حسني مبارك في الانتخابات الرئاسية التي حصل فيها الدكتور أيمن نور على المركز الثاني فلبث في السجن بضع سنين عقابا له على منافسة الرجل الأوحد وسيد المصريين كلهم.
كان مشروع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان يهدف إلى انقاذ العراق، وتجنب حرب أهلية، وابعاد شبح التدمير عن قسوة المارينز الذين يُذَكرّوننا بقراصنة البحار في العصور الوسطى، أو بآكلي لحوم البشر في حكايات تقصها كتب الأطفال ويخاف منها الكبار.
لكن الطاووس أزاح المشروع جانبا وأخفاه في درج مكتبه، فكان من الصعب أنْ تعرف إن كان السيد عمرو موسى أمينا عاما لجامعة كل الدول العربية بدون استثناء أم لا يزال وزيرا للخارجية المصرية يتلقى التوجيهات من قصر العروبة وقصر عابدين ومنتجع شرم الشيخ.
الآن نفهم لماذا أهمل عمرو موسى متعمدا المشروع الإماراتي لانقاذ المنطقة وليس العراق فقط، فجامعة الدول العربية تتعامل مع حكومة فيشي العراقية كأنها مستقلة وجاءت برغبة شعبية وليس بورقة صادرة عن المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض وممهورة بتوقيع السيد رئيس الكون والمجموعة الشمسية باستثناء بعض البؤر المشاغبة من شافيز ومايكل مور وأحمدي نجاد وحسن نصر الله وكل من يحمل سلاحا في الصومال ولا يجد قوت يومه.
يخسر السيد عمرو موسى كثيرا إن اعتمد في كتابة التاريخ على سيجار تشرشل وصوت شعبان عبد الرحيم والدعم المعنوي والثقل الكبير من الرئيس مبارك لاستمراره أمينا عاما لجامعة الدول العربية، فهناك قضايا أخرى على مبعدة كيلومترات معدودة من مكتبه الفاخر لم يشر إليها عندما كان وزيرا للخارجية وأغمض عينيه عنها وهو زعيم كل العرب بمرتبة موظف كبير .
إذا أصغى سيدنا أمين عام جامعة الدول العربية السمع جيدا فستصل إلى طبلتي أذنيه صرخات آلاف من المعتقلين المظلومين والمنسيين تحت الأرض في أقبية لم تعرف دخانَ سيجاره الكوبي إلا عندما يطفيء أحدٌ ضباط الأمن عُقْبَ السيجارة في الجسد الضعيف المنهَك لمواطن مصري نَسيّه عمرو موسى وهو وزيرا للخارجية، وتناساه وهو أمينا عاما لجامعة الدول العربية رغم أن منصبه يسمح له أن يتقدم بمشروع عربي قومي أهم من كل اجتماعات الدول العربية يحرم تحريما تاما اعتقال المواطن على خلفية آرائه وأفكاره وأيديولوجيته.
سبعة وعشرون يوما ولبنان يئن، ويتوجع، ويصرخ مع العرب كلهم الذين لا حول لهم ولا قوة، ولكن فخامة الطاووس يعتبر اجتماع وزراء الخارجية في بيروت بعد تهجير مليون لبناني انتصارا رائعا ولو جاء متأخرا.
ويبرر السيد عمرو موسى فشل الدعوة لمؤتمر القمة العربية بأن وزراء الخارجية قاموا بتأدية مهامهم على أكمل وجه، وحضروا بأنفسهم إلى بيروت وهي تحت الحصار!
وهل كان السيد الأمين العام سيحضر لو أن إسرائيل منعت طائرات السادة الكبار من التحليق في أجواء العاصمة اللبنانية الحزينة أو المرور عبر المجال الجوي الأردني أو حتى الفلسطيني إن كان لرفاق النضال الفلسطينيين مجال جوي ولو بحجم منطاد؟ أكثر من ألف ومئتي لبناني قضوا تحت القصف الهمجي الصهيوني والرجل الأول في بيت العرب يعتبر وصوله مع أشقائه بعد شهر انتصارا متأخرا.
سبعون وسيلة ضغط كان من الممكن أن يقوم بها السيد أمين عام جامعة الدول العربية، وكان يستطيع أن يهدد بالاستقالة أو ينفذها في اليوم الخامس أو السادس أو العاشر.
كان بامكانه أن يصارح الجماهير التي تعتبره بطلا وفقا لأدبيات شعبان عبد الرحيم ( باحب عمرو موسى وباكره إسرائيل )، فيضطر القادة العرب إلى عقد اجتماع فوري وعاجل قبل أن يتصل بعض المسؤولين العرب بأولمرت يحثونه على القضاء على حزب الله.
حماية جوية إسرائيلية لعقد اجتماع يدين إسرائيل.
حماية أمريكية مارينزية لاقناع الفرقاء العراقيين بالمصالحة وكأنه لا يعرف أن الكارثة في العراق والطائفية المقيتة وجنون الدم وسباق الذبح نتائج طبيعية لوجود قوات الاحتلال واتباع سياسة ( فَرّقْ تَسُد ).
سيدنا وطاووسنا مدير بيت العرب: قليلا من التواضع فكلنا تظللنا سماءٌ زرقاء في أيام سوداء!
محمد عبد المجيد
رئيس تحرير مجلة طائر الشمال
أوسلو النرويج
http://taeralshmal.jeeran.com
http://www.taeralshmal.com
Taeralshmal@hotmail.com
http://Againstmoubarak.jeeran.com
http://blogs.albawaba.com/taeralshmal
دعوة للتبرع
كراهية الحق: قال تعالى ( وَنَا دَوْا يَا مَالِ كُ ...
القرآن وكفى.!: الاسل ام هوالق ران فقط ولكن كيف التعا مل مع...
فخور بك إبنتى .! : انا قرأ من موقعك م يوميا واصبح ت افهم...
ربك / ربكم : لفت انتبا هى فى قولهم لمالك وهم فى النار (...
الحديث القدسى: هل ممكن ان تعطين ا فكرة عن الاحا ديث ...
more
السلام عليكم ، وجهة نظرك صائبة يا أستاذ محمد ، فلم يستطع السيد عمرو موسى الوصول إلى سدة الحكم ، بالرغم من انه لم يكن له دور واضح في موقعة الجمل، ولم يكن محسوبا بنفس القدر الذي كان شفيق محسوبا به على النظام السابق ، لكن شفيق استطاع ان يصل للناس اكثر ن حتى شعارات عمرو موسى كانت تحمل النبرة العنترية والغير موفقة بالطبع فقد كان هناك شعار و بجانبه صورة للسيد عمرو موسى رافعا الرأس بشموخ وعظمة تفوق الوصف شعار يقول : "حتى يعود للفلاح المصري مجده " وكأن الفلاح المصري كان يعيش في نعيم مقيم وفي مجد ورفعة !!